الفهرس 
IntroductionOnly 14 pages are availabe for public view
 |  | from | 259 |  |  |
| | | from | 259 | | |
Abstract
يعد مرض السكري من أكثر الأمراض شيوعًا حيث يمثل حوالي 450 مليون مصاب علي مستوي العالم. من المعروف أن النوع الثاني من مرض السكري يحدث نتيجة وجود خلل في أداء الإنسولين المفرز من خلايا البنكرياس النوع بيتا مما يقلل قدرة الأنسجة الحساسة للإنسولين للإستجابة لمعدلات الإنسولين الطبيعية بالجسم, وهذا بدوره يؤدي إلي ارتفاع مستوي الجلوكوز بالدم فوق المعدلات الطبيعية وهو ما يسمي بمقاومة الإنسولين.
أوضحت الدراسات السابقة أن زيادة مدة إرتفاع مستويات الجلوكوز في الدم نتيجة لمقاومة الإنسولين (مرض السكري, النوع الثاني) يؤدي إلي زيادة الإجهاد التأكسدي في الأنسجة والخلايا مما يزيد من إحتمالية حدوث عتامة عدسة العين. ومن الجدير بالذكر أن بروتينات الكريستالين(crystallins) تمثل المكون الأساسي لعدسة العين, ونظرًا لأن بروتين الكريستالين النوع ألفا هو المسئول الرئيسي عن حماية بروتينات عدسة العين والحفاظ علي شفافيتها, فإن حدوث خلل في الوظيفة الخاصة بالألفا كريستالين أثناء مرض السكري يتسبب في نقص ذوبانية بروتينات الكريستالين الأخري وتراكمها وبالتالي نقص شفافية عدسة العين وتكون المياه البيضاء (العتامة).
في الآونة الأخيرة تم دراسة بعض المقترحات عن دور الشبكة الإندوبلازمية والإجهاد المؤثر عليها أثناء مرض السكري وكذلك دور بعض المرافقات الكيميائية Chemical Chaperons)) مثل حمض الأورسو دي إوكسي كوليك UDCA)) في تقليل الإجهاد المؤثرعليها وبالتالي تحسين أداء الإنسولين في بعض النماذج الحيوانية لمرض السكري من النوع الثاني.
نظرًا لما سبق فقد اجريت الدراسة الحالية لدراسة الدور الوقائي المحتمل لحمض الأورسو دي إوكسي كوليك في منع تكون المياه البيضاء في نموذج السكري من النوع الثاني المستحدث في ذكور جرذان التجارب البالغة.
اشتملت الخطة البحثية علي عدد ستون من ذكور الجرذان البالغة والتي تم تقسيمها إلي مجموعتين رئيسيتين كالأتي:
1) مجموعة الجرذان الضابطة للمقارنة (15 جرذًا): والتي تم تغذيتها علي نظام غذائي طبيعي طوال مدة البحث (15 أسبوع).
2) مجموعة تحفيز مقاومة الإنسولين ومرض السكري (45 جرذًا): والتي تم تغذيتها علي نظام غذائي طبيعي بالإضافة إلي تناول 10% من سكر الفركتوز في مياه الشرب لمدة 15 يوم علي التوالي ثم اتبع ذلك حقن الجرذان بمادة الاستربيتوزوتوسين(Streptozotocin) في التجويف البطني بتركيز 40 مجم لكل كجم من وزن الجسم. تم قياس معدل الجلوكوز فى الدم بعد مرور أسبوع من الحقن, ثم تلا ذلك تقسيم الجرذان ذات معدلات الجلوكوز أعلي من 200 مجم/ 100 مللي في الدم إلي ثلاثة مجموعات تحوي 15 جرذًا لكل منها كالأتي:
• مجموعة السكري: استمرت علي تناول نظام غذائي طبيعي علي مدار الفترة المتبقية من الدراسة وهي 12 أسبوع.
• مجموعة معالجة بقطرات UDCA في العين: استمرت علي تناول نظام غذائي طبيعي بالإضافة إلي قطرات العين (4 مرات يوميًا) بتركيز 5 مجم UDCA/ مللي مذابة في محلول كلوريد الصوديوم (150 مللي مولار) وكربونات الصوديوم 100( مللي مولار) عند درجة حامضية 3,8.
• مجموعة معالجة بمحلول UDCA عن طريق الفم: استمرت علي تناول نظام غذائي طبيعي بالإضافة إلي محلول UDCA بتركيز100مجم UDCA/ كجم من وزن الجسم ذائبة في محلول كلوريد الصوديوم (150 مللي مولار) وكربونات الصوديوم (100 مللي مولار) عند درجة حامضية 3,8 مقسمة علي 4 جرعات يوميًا.
تم تعيين أوزان الجرذان ومعدلات الجلوكوز في دم الجرذان قبل بدء التجربة وطوال فترة البحث أسبوعيًا ليتسني معرفة مدي تأثير محلول الفركتوز بالإضافة لحقن مادة الاستربيتوزوتوسين علي التغير في وزن الجسم ومعدلات الجلوكوز في الدم.
بعد إنتهاء المدة الزمنية للتجربة (15 اسبوع من بداية البحث) تم عمل الدراسات الأتية:
أولًا: فحص عدسات العين: تم فحص عدسات العين لتحديد مراحل عتامة العدسة ونسبة تكون كل مرحلة في كل مجموعة علي حده.
ثانيًا: الدراسات الكيميائية الحيوية: بعد فحص عدسات العين تم تخدير الجرذان وأخذ عينات الدم وعدسات العين وتم إجراء كلٍ من التحاليل التالية:
- قياس مستويات كلًا من الجلوكوز والإنسولين في عينات الدم.
- معدلات الجلوتاثيون(GSH), القدرة الكلية لمضادات الأكسدة AOC))T-, المالوندالدهيد (MDA)و فوق أكسيد الهيدروجينH2O2)) في كلًا من عينات الدم وعدسات العين.
- قياس تركيز بروتينات عدسة العين الذائبة والغير ذائبة بالإضافة إلي قياس تركيز إنزيم Caspase-12)) في عدسات العين.
ثالثًا: دراسة التغيرات التركيبة لبروتينات عدسة العين: تم فحص التغيرات الناتجة في الشكل والتركيب الثلاثي للبروتينات الذائبة في عدسات الجرذان باستخدام كلا من الفصل الكهربائي و قياس الإمتصاص الطيفي.
رابعًا: دراسة التغيرات التركيبة لبروتين الكريستالين النوع ألفا: تم فحص التغيرات الناتجة في الشكل والتركيب الثلاثي لبروتين الألفا كريستالين عن طريق قياس الإمتصاص الضوئي الناتج عن حمض التربيتوفان وذلك بعد فصل الألفا كريستالين بواسطة تقنية الفصل العمودي للبروتينات.
وقد أوضحت النتائج ما يلي:
- ظهور عتامة عدسة العين في مجموعة السكري الغير معالجة بنسبة 82% بينما أدت الوقاية بحمض الأورسو دي إوكسي كوليك إلي تقليل تكونها في المجموعة المعالجة بالقطرات (13.3%) والمجموعة المعالجة عن طريق الفم (54.6%).
- إرتفاع معدلات الجلوكوز في الدم وكذا مقاومة الإنسولين مع نقص ملحوظ في معدل الإنسولين في مجموعة السكري الغير معالجة بينما أدي العلاج بال UDCA إلي وجود تحسن ذو دلالة معنوية في هذه المعدلات.
- وجود إنخفاض ذو دلالة معنوية في مستوي عوامل مضادات الأكسدة GSH & T-AOC)) مصحوبًا بإرتفاع ملحوظ في معدلات دلالات الأكسدة (MDA & H2O2) في كلًا من دم وعدسات مجموعة السكري الغير معالجة بينما أدت المعالجة ب UDCA إلي تحسن ذو دلالة معنوية في كلًا من دلالات ومضادات الأكسدة في كلا المجموعتين المعالجتين.
- أظهرت الدراسة أيضًا وجود إرتفاع في نشاط إنزيم caspase-12 المحفز لموت الخلايا نتيجة الإجهاد التأكسدي المستمر علي الشبكة الإندوبلازمية في عدسات جرذان المجموعة الغير معالجة في حين تم منع هذا التحفيز في عدسات جرذان المجموعات المعالجة بالUDCA.
- ظهورنقص واضح في مستوي بروتينات العدسة الذائبة مع إرتفاع نسبة البروتينات غير الذائبة في حين أدت الوقاية ب UDCAإلي تقليل تراكم تجمعات بروتينات عدسة العين وتحسين ذوبانيتها.
- أوضح الفصل الكهربائي للبروتينات الذائبة لعدسة العين ظهور بعض التغيرات في خواص هذه البروتينات مما تسبب بدوره في إحداث عتامة عدسة العين في جرذان مجموعة السكري مع اختفاء هذه التغييرات في عدسات الجرذان المعالجة بال UDCA.
- أظهر التحليل الطيفي لبروتينات عدسة العين الذائبة وجود اختلافات واضحة في تركيب هذه البروتينات في حالة مجموعة السكري الغير معالجة بينما أدي العلاج بالUDCA إلي تقليل معدل هذه التغييرات في المجموعات المعالجة.
- أظهرت الدراسة أيضًا وجود إختلاف في مستوي الطيف الضوئي في بروتين الألفا كريستالين للمجموعة الغير معالجة مما يؤكد علي التغير في تركيبه بينما أظهر إستخدام UDCA وجود نقص واضح في حدوث هذه التغييرات التركيبية.
وخلصت هذه الدراسة إلي أن مادة حمض الأورسو دي إوكسي كوليك قادرة على المنع الجزئي لظهور عتامة عدسة العين الناتجة عن إستحداث نموذج السكري في الجرذان والذي يمكن الاستدلال عليه من خلال التحسن المعنوي في مراحل تكون العتامة بالإضافة إلي التحسن في مستوي العوامل الكيميائية الحيوية, بالإضافة إلي التحسن الملحوظ في تركيب بروتينات عدسة العين في المجموعات المعالجة بالمقارنة بمجموعة السكري الغير معالجة.