Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دور المناخ المدرسي في تنمية الإبداع لطلاب المدرسة الثانوية العامة بمصر رؤية مستقبلية /
المؤلف
إسماعيل، محمد علي محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد علي محمد إسماعيل
مشرف / حشمت عبد الحكم محمدين فراج
مشرف / مريم محمد الشرقاوي
مناقش / ابراهيم عباس الزهيري
مناقش / أسامة محمود قرني
الموضوع
التعليم الثانوى - مصر.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
338 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
أصول التربية
الناشر
تاريخ الإجازة
27/12/2018
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - إدارة تعليمية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 339

from 339

المستخلص

تتفق معظم دول العالم المتقدم على أن ضمان مستقبل ناجح ومزدهر لها ، ويكون على الوجه المأمول من القوة والتقدم ، لن يكون بما تملكه من إمكانات مادية وطبيعية فقط ، بل وبالاستثمار في الإنسان وبالاهتمام بأبنائهم ، وأن أفضل استثمار لأبنائهم يكون بتنمية عقولهم وما تملكه من قدرة على الإبداع ، فالاستثمار في القدرات العقلية الإبداعية للأبناء هو أفضل ضمان يمكننا من مواجهة تحديات المستقبل ، والعمل على تذليلها ، بل والوصول إلى أعلى درجات التقدم والازدهار ، ومن ثم يجب الاهتمام بالعقول المبدعة ، واستثمار قدراتهم العقلية أفضل استثمار ممكن ، وذلك عن طريق تقديم أفضل مستوى من الرعاية لهم في كل مجالات الحياة ، وفي مجال التعليم خاصة ، وذلك عن طريق توفير البرامج الدراسية المناسبة والأجواء المناخية المهيئة لحفز وتدعيم هذه القدرات ، حتى يتحقق لها النمو الأمثل ، مما يؤدي إلى حسن استثمارها والاستفادة منها .
لذا فالمناخ المدرسي السائد وطبيعة العمل داخل المدرسة ونوع العلاقات والتفاعلات السائدة بين العاملين بها ، وبينهم وبين الطلاب ، تسهم بدرجة كبيرة في تحقيق النمو الأمثل لقدرات الطلاب الإبداعية ، وفي نجاح أو فشل تحقيق الأهداف التي تنشدها العملية التربوية ، فالمناخ المدرسي وما يسوده من سماحة أو تسلط هي روح تسري من القمة إلي القاعدة ، فعندما يتصف مدير المدرسة بالسماحة والمودة مع المعلمين والحزم في نفس الوقت ، ويعمل على نشر هذه الروح بين المعلمين والطلاب ، ومن ثم إفساح المجال لقدراتهم العقلية والإبداعية والبدنية من النمو والنضج بل والعمل على استغلالها بالصورة التي تعمل على تحقيق أهداف العملية التعليمية على أفضل وجه ممكن ، فمن هنا يمكن بالفعل تحقيق أهداف العملية التعليمية على الوجه المطلوب والمخرجات من الطلاب تكون مؤهلة بالفعل التأهيل الإبداعي المطلوب ، ومن هنا تتأكد أهمية المناخ المدرسي ودوره الأساسي سواء في الوقت الحاضر أو مستقبلا ، في توفير جو يساعد على اكتشاف قدرات الطالب خاصة الإبداعية منها والعمل على تنميتها ، بل وتنمية الطالب من جميع الجوانب اجتماعيا وخلقيا ودينيا وعلميا وفكريا ، وفي كافة مراحل تعليم الطلاب ، حيث أن القدرات العقلية تنمو ، وتنميتها يجب أن تكون مستمرة ، لذا اهتمت الدراسة الحالية بالوقوف على دور المناخ المدرسي المستقبلي في تنمية إبداع طلاب المدرسة الثانوية العامة بمصر .
مشكلة الدراسة
من البيئات والمؤسسات الهامة المنوطة بمهمة تنمية إبداع أفرادها ، المدرسة ، فمن المهام الأساسية للمدرسة أن تتولى عملية رعاية المبدعين وتشجيعهم وتنمية التفكير الإبداعي لديهم ، وتبدأ هذه الرعاية في رياض الأطفال ، وتزداد في المرحلتين الابتدائية والإعدادية ، ويكون التشجيع مكثفـاً في المرحلة الثانوية.
إلا أن العديد من الدراسات أثبتت أن هناك نقد مستمر لدور المدرسة الثانوية في إعداد طلابها للاندماج الواعي في حضارة العصر، وأن هناك قصورا في أدائها لدورها في بناء شخصية الطلاب بقدرات متميزة تأخذ في الاعتبار تحقيق التوازن بين متغيرات الحاضر والإعداد لعالم المستقبل.
فقد أشارت العديد من الدراسات السابقة إلى مشكلات عديدة بالتعليم الثانوي تعيق تنمية تفكير الطالب الإبداعي ، سواء مشكلات تتعلق بالطلاب أو مشكلات تتعلق بمعلمي التعليم الثانوي ، أو بإدارة المدرسة ، وقد يكون السبب الرئيسي في وجود مثل هذه المشكلات عدم وجود مناخ مدرسي صحي داخل بعض المدارس ، حيث إن خروج الطلاب عن النظام المدرسي ظاهرة خطيرة تصدر عن أعداد كبيرة من الطلاب في الوقت الحاضر ، وهذا ما تشير إليه العديد من الدراسات ، فلقد وجدت إحدى الدراسات أن نسبة كبيرة من الطلاب لا يلتزمون في سلوكياتهم بالتقاليد والآداب الاجتماعية ، ولا يلتزمون كثيرا بتعاليم المدرسة ونظامها ، وقوانينها ولوائحها وقيمها وآدابها ، سواء داخل الفصول أو خارجها ، وأن ذلك يعد من أبرز مشكلات التعليم في مصر ، والأمر قد لا يقتصر على ذلك بل ويتسع ليشمل المؤسسة كلها من غياب طرائق التربية وغياب العلاقات الاجتماعية السليمة بين أفراد المؤسسة التعليمية ، وفشل إدارة المدرسة في تحقيق ذلك أو متابعة العمل داخل المدرسة ، نتيجة أن المناخ المدرسي السائد مناخ غير صحي .
وكان هذا هو الدافع الأساسي لهذه الدراسة ، وهو التحقق من واقع المناخ المدرسي السائد في المدرسة الثانوية العامة ، وتبين دوره في تنمية الإبداع لدى متعلم المدرسة الثانوية ، والوقوف على مستقبل هذا الدور من خلال استخدام أسلوب السيناريوهات ، الذي يعتمد على صياغة قصص أو وصف لوضع مستقبلي مستوحى من الواقع الحالي ومشكلاته ، للوصول لأفضل صورة للمناخ المدرسي المأمول في مدارس التعليم الثانوي ، وفق الإمكانات المتاحة .
أسئلة الدراسة
1 - ما الإطار المفاهيمي للمناخ المدرسي ؟
2 - ما الأسس الفلسفية والنظرية للإبداع وطرق تنميته لدى طلاب التعليم الثانوي العام ؟
3 - ما واقع المناخ المدرسي السائد داخل المدرسة الثانوية العامة بمصر وثائقيا ؟
4 - ما واقع دور المناخ المدرسي في تنمية إبداع الطلاب، من خلال وجهة نظر الطلاب والعاملين بالمدرسة الثانوية العامة بمصر؟
5 - ما الرؤية المستقبلية لدور المناخ المدرسي في تنمية إبداع طالب الثانوية العامة بمصر في ضوء الإطارين النظري والميداني؟
أهداف الدراسة
تهدف الدراسة إلى تعرف :
1 – مفهوم وخصائص وأهمية وأبعاد وأنماط المناخ المدرسي ، وخصائص كل نمط .
2 – مفهوم ومكونات ومستويات ومراحل ونظريات الإبداع .
3 – النمط المدرسي السائد في المدرسة الثانوية العامة بمصر .
4 – دور المناخ المدرسي في تحقيق الإبداع بالمدرسة الثانوية العامة وتنميته .
5 – الرؤية المستقبلية لدور المناخ المدرسي في تنمية الإبداع بالمدرسة الثانوية العامة بمصر .
أهمية الدراسة
قد تفيد الدراسة قطاعات عريضة من المجتمع المصري ، ممن لهم صلة واهتمام بموضوع الدراسة ، ويسعون إلى تحقيق نفس هدف الدراسة وهو أن يكون المناخ المدرسي بالجودة التي تمكنه من أداء دوره في تنمية إبداع الطلاب ، ومن هذه القطاعات على سبيل المثال :
- المسئولون والقيادات بالدولة الحريصة على نهضة التعليم وتطوره وجعله يمتلك القدرة التنافسية العالمية ، حيث تلفت الدراسة نظرهم إلى بعض إيجابيات التعليم في مصر فتعمل على تعزيزها ، وبعض السلبيات فتحرص على علاجها .
- القائمون على العملية التعليمية ، حيث تلفت الدراسة نظرهم إلى أهمية أن يكون نمط المناخ المدرسي السائد إيجابيا تتحقق فيه العلاقات الاجتماعية المطلوبة ، وتتوفر فيه الإمكانات والتجهيزات اللازمة ، مما ينتج عنه الوصول بالأداء داخل المدرسة لمرحلة الإبداع .
- إدارة المدرسة عامة – والثانوي العام خاصة – حيث تقدم الدراسة من خلال سيناريوهاتها أنماطا مختلفة للمناخ المدرسي ، لتفعيل الأنسب منها على أرض الواقع ، وبالصورة التي تحقق مستوى الإبداع في الأداء .
- الباحثين التربويين ، المهتمين بمجال المناخ المدرسي أو بمجال الإبداع أو بأسلوب الدراسات المستقبلية ، والذي يمكن الاستفادة منه في دراسة موضوعات تربوية أخرى بنفس المنهج المستقبلي المستخدم .
منهج الدراسة
استخدمت الدراسة الحالية المنهج الوصفي لتحديد واقع المناخ المدرسي في المدرسة الثانوية العامة بمصر ، ودوره الفعلي في تنمية إبداع المتعلم ، كما اعتمدت على أحد مداخل الدراسات المستقبلية ، وهو المدخل الاستكشافي ، من خلال مجموعة من السيناريوهات لمجموعة من الاحتمالات المتوقعة أو الممكنة لمستقبل دور المناخ المدرسي في المدرسة الثانوية العامة بمصر في تنمية إبداع الطالب .
أدوات الدراسة
– استبانتان مختلفان للوقوف على واقع المناخ المدرسي ، ودوره في تنمية الإبداع لدى طلاب المدرسة الثانوية العامة بمصر ، إحداهما مقدمة لعينة الدراسة من طلاب التعليم الثانوي العام بمصر ، والثانية تطلب استجابة عينة الدراسة من مدراء ومعلمي التعليم الثانوي العام بمصر .
حدود الدراسة
- الحد الموضوعي : تقتصر الدراسة على العرض لعملية المناخ المدرسي المفروض وجودها داخل بيئة المدرسة الثانوية العامة ، وعلى تناول الدور الذي ينبغي أن يقوم به المناخ المدرسي في تنمية الإبداع بالمدرسة الثانوية العامة ، ووضع تصور لمستقبل هذا الدور .
- الحد المكاني : سيتم تطبيق أداتي الاستبانة في بعض المدارس الثانوية العامة بمحافظات ( القاهرة – الإسكندرية – المنيا ) ، لتبين واقع المناخ المدرسي السائد بالمدارس الثانوية العامة بمصر .
- الحد البشري : ستتضمن العينة مديرين ووكلاء ومعلمين وأخصائيين وطلاب بمدارس التعليم الثانوي العام ، ستطبق عليهم الاستبانة ، وهذه العينة هي أقرب ما يكون لموضوع الدراسة .
عينة الدراسة :
1 – بلغت عينة الدراسة من طلاب التعليم الثانوي العام بمحافظات ( القاهرة – الإسكندرية – المنيا ) الذين تم تطبيق الاستبانة عليهم ، (300) طالبا .
2 – بلغت عينة الدراسة من معلمي ومديري المدارس الثانوية العامة بمصر بمحافظات ( القاهرة – الإسكندرية – المنيا ) الذين تم تطبيق الاستبانة عليهم ، (150 ) مديرا ومعلما .
خطوات السير في الدراسة : تتضمن محتوى الدراسة وخطوات السير بها عدة فصول كالآتي :
الفصل الأول : تناول الإطار العام للدراسة ، وتحديد المشكلة .
الفصل الثاني : تناول الإطار المفاهيمي للمناخ المدرسي .
الفصل الثالث : تناول الأسس الفلسفية والنظرية للإبداع وطرق تنميته لد طلاب التعليم الثانوي العام بمصر .
الفصل الرابع : واقع المناخ المدرسي بالمدرسة الثانوية العامة بمصر وثائقيا .
الفصل الخامس : الدراسة الميدانية وإجراءاتها .
الفصل السادس : الرؤية المستقبلية لدور المناخ المدرسي في تنمية إبداع طالب الثانوية العامة في مصر في ضو الإطارين النظري والميداني .
نتائج الدراسة
أظهرت نتائج الدراسة الميدانية للدراسة الحالية ، أن الوضع الراهن للمناخ المدرسي ، من خلال قياس بعض محاور العملية التعليمية – عناصر الإدارة التربوية – والمشكلة للمناخ المدرسي ، لا تتحقق بالصورة المأمولة والمرجوة منها ، فهي من وجهة نظر الطلاب تتحقق بدرجة متوسطة في بعض المحاور ، ولا تتحقق أساسا في بعض المحاور الأخرى ، كالمنهج والنشاط المدرسي ، والتقويم المدرسي ، أما من وجهة نظر المديرين والمعلمين فهي تتحقق ولكن بدرجة متوسطة أيضا تميل إلى الحد الأدنى في معظمها ، وكان هذا الوضع الراهن والواقع الفعلي للمناخ المدرسي نقطة انطلاق الدراسة المستقبلية لهذه الدراسة ، وأولى خطوات وضع التصور المستقبلي للمناخ المدرسي وبناء سيناريوهاتها بعد اتباع الخطوات المنهجية في بناء السيناريوهات ، والتي انتجت ثلاثة سيناريوهات تصور دور المناخ المدرسي في تنمية إبداع طالب الثانوية العامة بمصر في المستقبل ، وكانت هذه السيناريوهات هي :
السيناريو الأول : المناخ المدرسي التقليدي المكمل للوضع الراهن : في هذا السيناريو يستمر المناخ المدرسي على الوضع الحالي دون تحسين له ، أو تأخير وتراجع عما قد وصل إليه ، يرضى فيه المسئولون عنه وعن القوى الفاعلة فيه ، ويظنون أنهم قد وصلوا به لمستوى مرضي بعض الشيء فيستمر على حاله في المستقبل ، منشغلين بأوضاع أخرى سائدة في البلاد كالأوضاع السياسية أو الأمنية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو غيره ، وخاصة أن الوضع الحالي قد حقق بعض القبول ولو بدرجة متوسطة – وهي قد تكون درجة مرضية لبعض المسئولين - لدى بعض الطلاب والمعلمين والمديرين من عينة الدراسة ، كما تحققت بعض أدوار محاور العملية التعليمية من القوى الفاعلة في المناخ المدرسي ، مما قد يحقق مستوى معين من الرضا ولو بدرجة متوسطة ، يجعل الوضع الحالي هو نفسه الوضع الذي سيستمر في المستقبل.
ويستمر هذا الوضع الراهن في المستقبل كما هو ، يعترف ويقر بأهمية الإبداع وضرورة تنميته عند الطالب ، دون اتخاذ إجراءات تنفيذ وتحقيق هذه التنمية بصورة واضحة وبشكل حقيقي ، والاكتفاء ببعض المحاولات والمجهودات التي تبذل لتحقيق هذا الهدف بشكل ظاهري ، كمحاولة توفير غرف للأنشطة وذلك بالمدارس التي تشرف عليها هيئة الأبنية التعليمية فقط ، وتوفير الأدوات اللازمة لبعض الأنشطة ، بمدارس المدن دون مدارس القرى ، حيث يرى البعض أن مجرد توفير تعليم مجاني لأطفال القرى يشمل الجميع ، والتحاق جميع أطفال القرى بالمدارس ، هدف سامي وكافي لو تحقق يكتفى به على الأقل في هذه المرحلة .
السيناريو الثاني : المناخ المدرسي الجيد المعالج لبعض سلبيات الوضع الراهن : في هذا السيناريو ستتحسن صورة المناخ المدرسي ، وسيتم علاج بعض سلبيات السيناريو السابق ، وسيحاول تحسين صورة المناخ المدرسي والعملية التعليمية ككل ، ولكن لن تصل فيه العملية التعليمية إلى صورتها المثلى والتي يمكنها أن تصل بالتعليم في مصر إلى مصاف الدول المتقدمة ، وإلى القدرة على التنافسية العالمية في مجال التعليم .
وسيتم في هذا السيناريو الاهتمام بإبداع الطالب بصورة كبيرة ، وتفعيل ذلك في إجراءات من شأنها تساعد على تحسين قدرات الطالب العقلية ، والتعامل مع المستويات العليا للتفكير عنده ، واكتشاف إبداعاته والمساعدة في تنميتها ، وستتمثل هذا الإجراءات في صورة قرارات وزارية تصدرها وزارة التربية والتعليم بمعاونة القيادة السياسية لمحاولة تحسين صورة التعليم في مصر ، مثل إدخال التابلت إلى المدارس ، وتغيير بعض أنظمة التقويم ، كجعل الانتقال بمراحل التعليم الأساسي الأولى ( الصف الأول والثاني والثالث الابتدائي ) انتقال مباشر دون اختبارات ، وأيضا التغيير بنظام امتحانات الثانوية العامة وطريقة القبول بالجامعات ، وغيره من قرارات الهدف منها تحسين المناخ المدرسي للعملية التعليمية بمصر،ولكن كخطوات في طريق التحسين وليس تحسينا شاملا قادرا على جعل التعليم في مصر منافسا عالميا
السيناريو الثالث : المناخ المدرسي المراد الأفضل : في هذا السيناريو ستتكاتف الجهود على كافة المستويات وفي كافة القطاعات ، لتحسين التعليم في مصر ، حيث ستعمل الدولة والوزارة على مواجهة كافة العقبات الموجودة بالتعليم عامة وبالتعليم الثانوي العام خاصة في الوقت الراهن والتي أظهرتها ووضعت يدها عليها الأبحاث العلمية وخاصة التربوية ، وستكون فلسفتها في هذا السيناريو أن التعليم قضية أمن قومي تكرس له القوى الحاكمة كل الإمكانات والمتطلبات اللازمة لإنجاحه ، وأن التعليم الجيد المرجو الهادف هو التعليم الذي يعتمد على قدرات الطلاب وتطوير تفكيرهم ، واكتشاف إبداعاتهم والعمل على تطويرها بصورة فعلية وإيجابية تساعد على رقي ونهضة المجتمع ، ونموه نموا صحيا بالصورة المطلوبة على كافة المستويات العلمية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية وغيره ، وسيكون تنمية إبداع الطلاب الهدف الأسمى المنبعث من هذه الفلسفة للتعليم في مصر في ظل هذا السيناريو ، وسيكون من أهم السبل لتحقيق هذا الهدف هو توفير مناخ مدرسي صحي وإيجابي ، تتضافر فيه كافة محاور العملية التعليمية بأفضل طرق أدائها لتحقيق هذا المناخ المدرسي المرجو ، واضعة الدولة في اعتبارها أن من أهم الطرق لتحقيق هذا الهدف هو مواجهة العقبات الحقيقية التي تحول في الوقت الراهن دون تحقيق هذا الهدف ، والتي من أهمها توفير ميزانية كافية للتعليم في مصر ، فستعمل على زيادة الميزانية المخصصة للتعليم في مصر بالصورة التي تضعها في مصاف الدول الحريصة على التعليم وتخصص له ميزانيات واسعة لتحقيق أهدافه ، وبالصورة التي تحقق بالفعل نهضة التعليم ، بل وسيتم توزيع الميزانية توزيعا عادلا على كوادر وزارة ومديريات التربية والتعليم في مصر وعلى متطلباتها واحتياجاتها الحقيقية ، وسيتم توفير متطلبات تنمية إبداع الطلاب بالفعل سواء متطلبات مادية أو فنية ، لتحقيق الهدف الأسمى للتعليم في مصر . بل وسيتم زيادة ميزانية الدراسة والبحث العلمي أيضا ، الذي من شأنه يدعم التعليم ويذلل عقباته ، ويساعد بصورة كبيرة في الاستفادة من إبداعات طلابه ، وبهذا سيتم بالفعل القدرة على تذليل كافة عقبات التعليم في مصر ، وسوف يتم ذلك بصورة ممنهجة وبشكل مرحلي وبأداء فعلي ، يعتمد على منهجية التدرج في التنفيذ وأسلوب الحوار مع كافة المعنيين لخلق إجماع وطني مرتكز على ضرورة التغيير وعلى كافة المستويات .
وتستهدف الدراسة الحالية تحقيق السيناريو الثالث ، لأنه الأفضل في تطوير التعليم على كافة مستوياته عامة ، وعلى تحقيق هدف الدراسة الخاص وهو الوصول بالمناخ المدرسي لأفضل مستوياته القادرة على تنمية إبداع الطلاب عامة وطلاب الثانوية العامة خاصة تنمية فعلية حقيقية ملموسة ، لذا قدمت الدراسة مجموعة من التوصيات والإجراءات التي من شأنها تساعد في الوصول إلى تحقيق السيناريو الثالث .