الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص أفرز الواقع القانوني والاقتصادي والتطور الحاصل في مجال البناء والتشغيل نوع جديد من العقود أصبحت شائعة في الوقت الحاضر تسمى عقود التصميم والبناء والتشغيل تابعة للاتحاد الدولي للمهندسين الاستشاريين شبيه إلى حد كبير بعقود البوت مع اختلاف في الاحكام القانونية الخاصة بتنظيم كل منهما، إذ تسعى الدول التي تلجأ إلى ابرام مثل تلك العقود وخاصة في مجال العقود الإدارية إلى تحويل اقتصادها إلى الاقتصاد الحر ومشاركة القطاع الخاص في بناء الدولة خاصة في الدول التي لا تملك ميزانية عامة كاملة لإنشاء المشاريع الكبرى التي تبرم عن طريق تلك العقود. وقد أثار النظام القانوني للاتحاد الدولي للمهندسين الاستشاريين المسمى بنظام الفيديك نقاش كبير بين الفقهاء المتخصصين من حيث طبيعة هذا النظام والعقود الخاصة به وماهيتها وطبيعتها القانونية وتمييزها عن غيرها من العقود المشابهة ومميزاتها ومساوئها والتطور التاريخي لعقد التصميم والبناء والتشغيل مع بيان الكيفية التي تبرم بها تلك العقود بدءً من تاريخ اعلان المزايدة وانتهاءً بإنجاز العمل بمراحله كافة وما يِنشأ عن تلك العقود من آثار تتمثل بالتزامات وحقوق أطراف العقد المتعددة وما قد ينتج عن ذلك من آثار أخرى ناجمة عن اخلال أحد أطراف العقد أو جميعهم بتنفيذ التزاماتهم التعاقدية والآليات واجبة الاتباع في تسوية منازعات العقود فيما لو حدثت منازعة بين الاطراف. ولعل المميزات التي يتمتع بها نظام الفيديك حملت المشرع العراقي إلى الغاء تعليمات تنفيذ العقود الحكومية رقم (1) لسنة 2008 التي تم تشريعها قبل اصدار الاتحاد الدولي للمهندسين الاستشاريين للكتاب الذهبي بعام 2008 واستبدالها بالتعليمات رقم (2) لسنة 2014 لتتواكب مع نصوص هذا النظام والتطورات الكبيرة الحاصلة في مجال العقود والمقاولات الخاصة بإنشاء المشاريع الكبيرة. |