الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص فى هذه الدراسة تم القاء الضوء على فترة مهمة فى تاريخ الأكراد فى إيران، ألا وهى فترة الشاه ” محمد رضا بهلوى” وسياساته تجاه أكراد إيران (1941- 1979م). تعتبر القضية الكردية من أعقد مشكلات الأقليات فى الشرق الأوسط؛ وذلك لأنهم مشتتون بين حدود أربعة دول فى الشرق الأوسط تركيا، إيران، العراق، سوريا؛ وذلك عقب تعرض المناطق التى يقطنها الأكراد إلى تقسيمين، الأول عقب موقعة جالديران أو تشالديران 1514م؛ وهى التى تم تقسيم الأكراد فيها بين دولتين الدولة الصفوية والدولة العثمانية . أما التقسيم الثانى فقد كان عقب توقيع معاهدة سايكس – بيكو عام 1916م؛ وهى التى تم فيها تقسيم الأكراد بين حدود أربعة دول فى الشرق الأوسط وهى تركيا ، إيران، العراق، سوريا، بدلا من دولتين فقط الدولة الصفوية والدولة العثمانية؛ وبذلك برزت القضية الكردية فى الشرق الأوسط. كان للدول الغربية الاستعمارية دورًا كبيرًا فى خلق وتعميق المشكلة الكردية فى الشرق الأوسط، بهدف ابقاء تلك المنطقة الأستراتيجية الهامة فى صراعات وحروب دائمة، مما يسهل تدخل الدول الغربية فى الشؤون الداخلية لتلك الدول واستغلال ثرواتها. كانت سياسة الدولة الإيرانية تجاه أكراد إيران – الذين يقطنون المناطق الواقعة غرب شمال غرب إيران- سياسة واحدة لم تتغير بتغير الدول والحكومات ؛ وهى سياسة الاضطهاد والصهر ضد أقلية قومية وأثنية ومذهبية ؛ حيث أنهم أقلية قومية تختلف عن القومية الفارسية وذلك من وجهة النظر الكردية، وأقلية مذهبية؛ فهم مسلمون على المذهب السنى بعكس أغلب الإيرانيون المسلمون على المذهب الشيعى، بالاضافة إلى أنهم أقلية أثنية لها لغتها الكردية وعاداتهم وتقاليدهم المحرومون من ممارساتها لكى لا يكونوا مميزين . وقد سار الشاه محمد رضا بهلوى على نهج تلك السياسة نفسها ؛ وهى سياسة الاضطهاد والصهر ضد الأكراد؛ وذلك لإذابتهم داخل المجتمع الإيرانى الفارسى ومحو أى ملامح خاصة بهم من شأنها ان تميزهم كاللغة والعادات والتقاليد الكردية. لذلك قام الشاه ايضا بتفكيك القبائل الكردية وتهجيرهم حتى لا يكونوا قوة منظمة ضد الدولة الإيرانية متبع فى ذلك نهج والده ”رضا شاه”؛ حيث أنه كان أول من أطلق برامج التحديث لصهر الأقليات فى إيران وبناء دولة إيرانية مركزية موحدة. كان هدم وتفكيك الحركة التحررية الكردية فى إيران هدف الشاه محمد رضا بهلوى دائما؛ حيث أنه استخدم كافة الأساليب والوسائل داخليا وخارجيا من أجل هدم وتفكيك الحركة الكردية. ولم يكن الاضطهاد ضد الأكراد فى إيران سياسيا فحسب وانما شمل جميع نواحى الحياة الدينية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية؛ فكان الأكراد فى عهد الشاه أقلية مصابة بكافة أنواع الأضطهاد الدينى والثقافى والتدهور الاقتصادى والبؤس الاجتماعى. وهذا ما جعلهم يشاركون فى الثورة الإيرانية عام 1979م، لإسقاط الشاه محمد رضا بهلوى وإسقاط نظامه أملين فى عهد جديد يحصلون فيه على حقوقهم المهدرة. |