الفهرس 
فصل التمهيدىيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 550 |  |  |
| | | from | 550 | | |
المستخلص
الطاقة لفظ يستعمله العلماء بمعنى خاص يختلف عن معناه عند الأدباء وإن كان بين المعنيين ارتباط، والعلم من عادته أن يتطفل على لغة الأدباء في كل عصر وفى كل أمة، فيقتبس منها ما يراه ملائما لغرضه من الألفاظ والعبارات، ثم هو يعمد إلى تحريفها عن موضعها فيكسبها معاني ومدلولات اصطلاحية تحل محل لغة العلم والعلماء محل المعاني الأصلية، وكذلك تنكسر الكلمات على أهلها وتحتاج إلى من يقدمها إليهم في زيها الجديد( )، فالطاقة في لغتنا العادية معناها الوِسْع أو المقدور قال تعالى: (رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ)( ).
ونشوء فكرة الطاقة ترجع إلى الفيلسوف الفرنسي ديكارت في النصف الأول من القرن السابع عشر، وذلك حين فكر فيما سماه مقدرة الجسم على الحركة، واعتبر هذه المقدرة متناسبة مع سرعة الجسم فإذا تضاعفت السرعة مثلاً تضاعفت المقدرة( ).
وإذا كان في استطاعتنا أن نتآمر على الأخلاقيات وأن نكذب في السياسة، وفى مقدورنا أن نخدع أنفسنا بالأحلام والأساطير، لكننا لا نستطيع أن نعبث بالذرة أو الانشطار النووي أو الآثار الإشعاعية بالنسبة للكائنات الحية لما لها من أخطار تمتد لأجيال وأجيال( ).
لذا يجب أن تؤخذ قضية استغلال الطاقة النووية بنظرة حيادية، معبرة فيها بالمساوئ والمميزات - فلا يجب أن نضخم أي منهما على الأخرى بصورة تؤدي إلى القبول التام أو الرفض التام، فلقد خلق الله سبحانه وتعالى الكون في صورة متوازنة بوسائله المتعددة لخدمة الإنسان والتي يجب أن يحسن استغلالها والاستفادة منها.
ولما كان القانون يجب أن يساير بقواعده الملزمة المنظمة للسلوك البشرى ما يطرأ في المجتمع من تطور ويلبى نداء ما يستجد في الدولة من احتياجات، فلقد لزم تدخله لمواجهة ما يطرأ عن التقدم التكنولوجي الكبير في المجال النووي حتى يعمل بقواعده الملزمة وتنظيماته الفعالة على تبنى الحلول التي يتم التوصل إليها علميًا للمشكلات الإشعاعية المختلفة.