![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الجامعة هي أبرز مؤسسات التعليم العالي، وهي قمة المراحل التعليمية، وأعلى درجاتها، وأحد أهم عناصر بناء وتطور حضارة العصر، وعضو هيئة التدريس الجامعي يعد أهم ركائز الجامعة، وكفاءة عضو هيئة التدريس الجامعي تتحدد في ضوء تأديته للأدوار المنوطة به. حيث يمثل عضو هيئة التدريس في التعليم الجامعي محوراً أساسياً من محاور منظومة الجامعة، وهو المحرك الأول الذي بواسطته تتحرك العملية التعليمية في الجامعة، كما أن تطوير التعليم الجامعي لا بد أن يبدأ من عضو هيئة التدريس فهو حجر الزاوية في أي إصلاح أو تحديث أو تطوير منشود. وإذا كان عضو هيئة التدريس قد استطاع أن يؤدي أدواره ومهامه بنجاح حتى الآن فإن تأديته للأدوار والمهام المستقبلية ستكون أصعب وأكثر تعقيداً في ظل عصر يلح بشدة مطالباً بحقه في تربية جديدة وأدوار مستحدثة لعضو هيئة التدريس الجامعي، ومجتمعات تسعى لتحقيق الرقي الاجتماعي ليس ضماناً لازدهارها فقط بل لبقائها أيضاً، في ظل تغيرات وتحديات علمية وتكنولوجية وتربوية حادة ومتسارعة. فالعصر الحالي مليء بمستجداته وتداعياته المختلفة وهو ما يفرض على المجتمعات العربية بعامة، والفلسطينية بخاصة، أن تعيد النظر في نظمها التعليمية بوجه عام، والجامعية بوجه خاص، على اعتبار أن التعليم وخاصة الجامعي يمكن أن يحقق الطموحات والأهداف، وفي قلب منظومة التعليم الجامعي يقف عضو هيئة التدريس قائداً للتغيير ورائداً للتطوير، وبالتالي لا يجب التركيز على إعداد عضو هيئة التدريس لتحقيق مطالب الواقع الحالي فقط، بل إعداده لمواجهة التحديات المستقبلية التي تفرض عليه أدوراً جديدة، لاسيما وأن التعليم بطبيعته عملية مستقبلية. |