الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لئن كان التلوث ظاهرة قديمة قدم البشرية، إلا أنه لم يكشر عن أنبابه ويلقي بظلاله الخطرة على البيئة، ألا بعد عصر التصنيع، فالتلوث يعد الوجه السلبي لعصر التقدمَيْن العلمي والتكنولوجي اللذين تشهدهما المجتمعات المعاصرة، فقد صارت مشكلة التلوث البيئي من المشكلات التي تشغل الإنسان في العصر الحديث؛ لما لها من آثار ضارة عليه وعلى غيره من الكائنات، وزاد حجممها في السنوات الأخيرة، وتعددت مظاهرها ووصلت إلى مرحلة خطرة، أختل إثرها التوازن القائم بين العناصر البيئية. فتطبيق المسئولية القائمة على الخطأ واجب الإثبات لا يصلح أساساً كافياً لمسئولية الجار عن أضرار التلوث البيئي، ويرجع في ذلك إلى عدم كفاية المسئولية القائمة على الخطأ لاستيعاب كافة منازعات التلوث البيئي بين الجيران، وإلى أن معظم الأنشطة الملوثة للبيئة أنشطة مشروعة وأن مستغليها في معظم الأحوال لا يرتكبون أي خطأ أو مخالفة للقوانين واللوائح المعمول بها من ناحية أولى، وإلى تعذر إثبات خطأ مستغلي تلك الأنشطة في حالة وجوده من ناحية ثانية وإلى إمكانية دفع مسئولية، بإثبات انتفاء الخطأ من ناحية ثالثة. |