Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تقنيات السرد في قصص خالد السروجي /
المؤلف
فرج، رجب فوزي محمود.
هيئة الاعداد
باحث / رجب فوزي محمود فرج
مشرف / سعيد الطواب محمد على
مناقش / عصام خلف كامل
مناقش / بهاء محمد عثمان محمد
الموضوع
السرد الأدبى. القصص العربية. القصص العربية - تاريخ ونقد.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
236 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - الدراسات الأدبية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 241

from 241

المستخلص

تبدو أهمية السرد عند خالد السروجي في بناء قصصه مستخدما تقنيات السرد منها، السارد المحايد والسارد المشارك، مع تقنية ضمير المتكلم، وضمير الغائب بين الظهور والاختفاء، وتتعدد عنده وظيفة السارد في الحكي والشرح والتفسير والتعبير الرمزي مع المغامرة الرمزية ، والمعادل الموضوعي. ويغلب على تقنية القصة القصيرة عنده سمة التجريب الفني، فهو لا يستقر على الشكل التقليدي المعروف، لكنه يسعى إلى التجديد، وذلك تجسد في التكثيف والتركيز، والجمل الحوارية المتقطعة، علاوة على حشد المعلومات الوثائقية ، مما أدى إلى طغيان الذاتية، والتعبيرية ، ولذلك تواصل السرد بتقنية السارد العليم المحايد، الذي يحقق التفسير والتقويم والاقناع العاطفي، أو السارد المشارك الذي يقترب به من الشخصيات. فيروي عن نفسه، كشاهد أو مشترك في الأحداث، وفق الرؤية التي يطرحها من خلال مسروده، فيخترق الشخوص، ويقدم المعلومات، ويستبطن نوازع نفسه وغيره ، فيزيد من المنظور النفسي ،وأحياناً يعرض لتعدد الأصوات، هروباً من حضوره الطاغي، فيلقي بالرموز والاشارات، فيعمق من المونولوج الداخلي المباشر، أو يخلق عالماً موازيا، من صنيعه وابتكاره، مندمجا مع الأصوات، فتشعر بالتوازي أو التوحد الحكائي، أو الراوي المنقح المقتحم لعوالم الشخصيات.
وترجع مبررات اختيار أعمال خالد السروجي الروائية والقصصية القصيرة، للأسباب الآتية: تشكل إبداعات خالد السروجي بؤرة تحول بسبب اهتمامها بالمتخيل السردي، وهذا يعد من الملامح الجمالية، علاوة على جمعه بين الواقعي والمتخيل، وبين الرمزي والعجائبي، والسارد الذي يصور شخصيات مأزومة، تعالج قضايا إنسانية من طين ولحم، تصور قضايا ميتافيزيقيا عن الموت والقدر والحلم والكابوس والمعرفة الباطنية في التصوف، وفي أزمات الوطن السياسية أثناء الحروب حرب سنة 56 ، 67، 73، وتستلهم نصوصه الروائية والقصصية شكليات السرديات من خلال الرمزية والمفارقة والدلالات الكامنة في شرائح المجتمع المختلفة وبخاصة طبقة الفقراء والمهمشين، وقضايا الفساد في التعليم والصحة والثقافة، علاوة على قضايا ذاتية تخص الإنسان المطلق من هموم العيش والزواج والطفولة والأسرة،
ومن الدراسات السابقة التي اهتمت بأعمال الراحل خالد السروجي هي:
أولا: مقالات تناولت الأعمال الروائية وأهمها وأغلبها تركزت حول رواية الشطرنجي وروايات أخرى وهي: مقال الدكتور: صلاح فضل، المعنون بـ” خالد السروجي في الشطرنجي” ، وكتب عنها أيضا صبري عبد الله قنديل مقالا بعنوان :”الشطرنجي بين دلالات الرؤية وقراءة الواقع”، وكذلك كتب الدكتور: هيثم الحاج علي ثلاثة مقالات هم: الأول بعنوان” الرقعة ليل و نهار قراءة أولية في رواية الشطرنجي لخالد السروجي” والثاني بعنوان: ”جدل التأمل والتناص إعادة البناء في رواية تحت الأحمر، والأخير بعنوان” قصص خالد السروجي ضيق العالم ورحابة التعبير”. وأضاف الدكتور السعيد بيومي الورقي، مقالين هما: الأول، عن ” رواية الشطرنجي” والثاني بعنوان” طقوس الاحتضار، مأساة الإنسان في دراما عصرية”. وتناول الدكتور: رمضان بسطاويسي محمد، مقالا بعنوان” الحياة لعبة حقيقية، دراسة في رواية الشطرنجي” .وكذلك توقف حسام فاضل حشيش عند رواية الشطرنجي بمقال عنونه بــ” التيه داخل دولة الشطرنج رؤية تذوقية لرواية الشطرنجي” وانهى الدكتور: غريب عسقلاني المقالات التي تتناول الروايات بمقال عن رواية ” كائنات ـخالد السروجي ليل سرمدي عن دور الحكاية في الرواية”.
ثانيا: مقالات تناولت المجموعات القصصية وهي: كتب الدكتور: مجدي أحمد توفيق مقالا بعنوان: ” مهارات السرد، خالد السروجي وابتسامة الوجه الشاحب”. وأضاف الدكتوران: ياسر طلعت، زكي العيلة مقالين قصيرين جدا وهما على الترتيب، الأول: بعنوان:” الصوت المعدني، أقاصيص من الثغر” والثاني: ”بعنوان: ” تشوهات المرحلة في أقاصيص خالد السروجي”. ونشر البعض من هذه المقالات في أماكن أولهما: كتيب من القطع الصغير في 86 صفحة، بعنوان: العالم الروائي والقصصي عند خالد السروجي، جمع وإشراف: عبد الله هاشم، ” ندوة الاثنين” طبعة خاصة للمؤلف. جزء أول. د.ت. والمكان الثاني جاء في موقع (فيس بوك) في صفحة النقد الأدبي، والمكان الثالث في موقع خاص بالمؤلف خالد السروجي على الانترنت.
ومن الملاحظ على هذه الدراسات السابقة أنها تتناول أعمالا مفردة، إما رواية واحدة، أو مجموعة قصصية واحدة، علاوة على أنها تنطلق من رؤية فنية تختص ببنية الرواية مضمونا فقط بنية الشخوص بنية الأحداث، على أن دراستي تهتم بشكلية جميع أعمال خالد السروجي، أعني الرؤية السردية التي تهتم بكيفية البنية الشكلية، أو بمعنى آخر كيف شكل السروجي سرد العمل؟ وليس ماذا يقول العمل. ومن ثم استوجبت دراستي المنهج التحليلي الذي يعتمد على كل آليات النظرية السردية الشكلية، بكل عناصرها ومكوناتها من السارد ووظائفه، وأنماطه من السارد المحايد والمشارك والعليم وضمائر المتكلم والغائب والحكي وطرائقه، وكيفية بناء سردية المكان وتشكلاته من الأماكن المحدودة، الضيقة، والمتسعة والفضاء، وبالطبع دلالات هذه الأماكن ورموزها، ومفارقتها، وجزئياتها. ومن هنا تلازمت سردية الزمن بعناصره السردية البطيئة والسريعة وفقا لمفهوم جيرار جينيت من حيث الاستباق والاسترجاع والقفزات الزمنية والحذف والمشهد والتلخيص، ثم سياقات هذه المصطلحات وعلاقاتها بالمسرود الزمن الحديث. وتوقفت عند الخصائص الأسلوبية للمعجم السردي عند السروجي من الألفاظ والمفردات والجمل والتناص، والتراكيب العربية وغير العربية ولغة الشعر واللغة الفصحى وبعض العامية ولغة الرسائل ولغة كتب التراث مثل التشكلات السردية لمصطلحات الصوفية في حديثه عن الحلاج.
ومن ثم قسمت بحثي إلى: المقدمة، وفيها وضحت أسباب اختيار الموضوع والدراسات السابقة والمنهج المتبع. ثم الفصل الأول: وجاء بعنوان: السارد وبنية الحكي وفيه، تحدثت عن أنماط السارد المحايد، المشارك، العليم، ووظائفه من الشرح والتفسير، والتقويم والحكي، والتعبير. وظيفة الحكي أو الإخبار، الوظيفة المباشرة، الوظيفة التعبيرية، الوظيفة الأيديولوجية، وظيفة التأليف أو الوظيفة الجمالية. وظيفة التغريب. وظيفة التوثيق. في كل روايات السروجي، الشطرنجي، طقوس الاحتضار، تحت الأحمر، كائنات ليل سرمدي، الشيخ علي، محاكمة الحلاج، الحب والحرب، ومجموعاته القصصية، الصوت المعدني، زهرة الدم، ابتسامة الوجه الشاحب، الحنان السري، في تلك اللحظة، عيد سعيد. وفي الفصل الثاني المعنون بسردية المكان والزمان، تحدثت فيه عن سردية الأماكن وكيفية تشكلاتها وتنويعاتها المفتوحة والضيقة والفضاء الواسع والدلالات الرمزية والمفارقات الجزئية، ثم ثنائية المكان والزمان والمصطلحات السردية الحديثة مثل القفزة والمشهد والتلخيص والسرعة والبطء.، ثم جاء الفصل الثالث والأخير عن سردية اللغة وتشكلاتها وبنيتها الشكلية ، الفصحى. والمفارقة اللغوية والدلالة الرمزية.،ـ التناص وتداخل النصوص.، مستوي اللغة الشعرية ـ مستوي الألفاظ والمصطلحات الصوفية، ـ مستوي الألفاظ الخاصة (بلعبة الشطرنج).ـ مستوي الألفاظ التراثية والأجنبية. ثم الخاتمة وفيها أجملت النتائج التي توصلت إليها، ثم المصادر والمراجع.
وأخيرا أتوجه بخالص الشكر والامتنان لأستاذي الأستاذ الدكتور: سعيد الطواب محمد المشرف على هذا البحث، ووكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث الأسبق ورئيس قسم الدراسات الأدبية بالكلية، على ما بذله معي من كد وتعب ومشقة في فهمي لعلم السرديات وكيفية تنظيمها نظريا وتطبيقيا، ولم شتاتها، وتنظيم معارفها وأسسها المتدفقة، ومدارسها المشتتة، التي تهتم بالشكل وتلك التي تهتم بالمضمون، لقد استغرق معي وقتا طويلا من الحوارات والمناقشات الجادة في فهم مصطلحات السرد ومغاليقها ودلالتها المتعددة، لمحاولة فهمي وإدراكي للأدوات السرد وتحليل النصوص الروائي والقصصية، خمس سنوات من الجهد المضنى لفهم السرد وتطبيقاته، فلم يبخل علي من معلوماته القيمة، ومن مراجعه الأصيلة في ذات البحث، فله مني الدعوات الطيبات المباركات، والله أسال أن يديم عليه الصحة والعافية ويبارك في علمه وعمله. وكذلك أتوجه بخالص التحية والتقدير للأعضاء لجنة المناقشة، الأستاذ الدكتور: عصام خلف كامل، وكيل الكلية الأسبق لشئون التعليم والطلاب، والأستاذ بقسم الدراسات الأدبية بالكلية، على تقويمه لهذا البحث، وإفادتي بكل ملاحظاته القيمة والتي بلا شك تضيء أفق البحث وتنميه، وتزيده معرفة و علما، وكذلك أتوجه بخالص التحية والتقدير والمودة للأستاذي الدكتور: بهاء محمد عثمان محمد أستاذ الأدب والنقد بكلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة سوهاج على تعبه ومشقته في قراءة هذا البحث وتقويمه وتعديل معوج أفكاره وتحليلاته. لهما مني جزيل الشكر والدعاء بمتعة الصحة وطول العمر في بركة وعافية.
الخاتمــة
وقد توصل الباحث إلى النتائج التالية :
1. اتبع السروجي في بنائه القصصي للعديد من أنماط السارد:
• .في رواية الشطرنجي عمد إلى السارد المشارك مستخدما المعادل الموضوعي بين الحياة ولعبة الشطرنج.
• في رواية طقوس الاحتضار وظف السارد المبني على الرسائل معبرا عن تجربة إنسانية لمريضة تعاني من مرض السرطان.
• في رواية تحت الأحمر فوق البنفسجي، مال إلى السارد العجائبي معبرا عن الصراع بين السلطة والمثقفين.
• في رواية كائنات ليل سرمدي عمد إلى السارد المحايد الذي يقص ويحكي عن تجربة الثأر والصراع بين طرفي الخير والشر.
• في رواية الشيخ علي يعرض للسارد المشارك في بطولة المكان الحارة، والصراع بين القوة والضعف، وتفاقم الشر، ويأتي الحل من شجاعة الضعيف.
• في رواية محاكمة الحلاج يستخدم السارد الخارجي التراثي والمعاصر الذي يحكي عن نموذج الحلاج في سياق جديد خارج الوطن.
• في رواية الحب والحرب يوظف السارد التوثيقي التاريخي ليفسر وقائع حرب 56 في مدينة بورسعيد وبطولة المكان ضد العدوان الثلاثي.
2. يتخذ السارد عند خالد السروجي في بناء قصصه الموقعين ، السارد المحايد والسارد المشارك ، مع تقنية ضمير المتكلم ، وضمير الغائب بين الظهور والاختفاء وتتعدد عنده وظيفة السارد في الحكي والشرح والتفسير والتعبير الرمزي مع المغامرة الرمزية ، والمعادل الموضوعي . ويغلب على تقنية القصة القصيرة عنده سمة التجريب الفني ، فهو لا يستقر على الشكل التقليدي المعروف ، لكنه يسعى إلى التجديد ، وذلك تجسد في التكثيف والتركيز ، والجمال الحوارية المتقطعة ، علاوة على حشد المعلومات الوثائقية ، مما أدري إلى طغيان الذاتية ، والتعبيرية ، ولذلك تواصل السرد بتقنية السارد العليم المحايد ، الذي يحقق التفسير والتقويم والاقناع العاطفي ، أو السارد المشارك الذي تقترب به من الشخصيات . فيروي عن نفسه ، كشاهد أو مشترك في الأحداث ، وفق الرؤية التي يطرحها من خلال أعماله.
3. السارد في قصص هذه المجموعات يتخذ مواقعا مختلفة بالنسبة للحكي: أولها : السارد العارف المشارك في الحكي. وثانيها: السارد المحايد الذي يحكي من الخارج بدون تدخل. وثالثها: السارد الوصفي المفسر والشارح بأسلوب المفارقة الرمزية والتقويم.
4. جاء المسرود عن المكان في قصص خالد السروجي مرتهناً بالرموز الدلالية ، ومقترناً بسياقها المتنوع ، وانصبت الأماكن (المغلقة - المفتوحة) في عدة حقول أكثرها كان حول : (المقهى – البيت – الشارع – المستشفى – البحر - الترام) وجاءت الدلالة الرمزية لتعكس قضايا انسانية عامة وخاصة ، وقضايا أخرى (سياسية – اجتماعية - اقتصادية). وتم توظيف المكان في السرد بين مشاعر الحب والتعاطف مع الأماكن أو بين مشاعر الكراهية ولفظ الأماكن ، وثنائية حب الأماكن أو كراهيتها وفقاً لمعايير فنية سردية تجسدت في خلق هذه الأماكن وصهرها داخل بنية الشخوص والأحداث ، ونلاحظ أن السارد عبر حكيه عن أماكن القصص القصيرة جاء مركزاً ومكثفاً مكتفياً بالتعبيرات الرمزية ، فلم يعتمد على التفاصيل ووصف الجزئيات ، فربما هذا خاضع لجنس القصة القصيرة جدا الذي تميز بها خالد السروجي ، علاوة على عدم وقوف السارد على الجزئيات من الصور المكانية بقدر ما كان يهتم ببؤرة الحكي للتعبير عن القضية التي يسردها.
5. يتداخل الزمن النفسي مع الزمن السردي ، وتتشكل الأمكنة وفقاً للانتقال من أماكن معدودة ، في أزمنة معدودة ، لكن ضرورة الزمن والمكان تتناغم مع القلق والتوتر من المواقف في أماكن مفتوحة وأزمنة فضائية متسعة لا محدودة.
6. اعتمدت لغة السرد في المجموعات القصصية على التكثيف والتركيز وجاءت الألفاظ واضحة معتمدة على العديد من بلاغات القول مثل المفارقة والرمز والتورية في قالب من اللغة الصحي . واعتمدت أيضاً اللغة الروائية السردية على مستويات جمالية وتعبيرية مثل المفارقة والرمز في على مستوي الحوار أو اللغة السردية علاوة على ظواهر أسلوبية منها التناص ، وظهر ذلك في الألفاظ الأجنبية والتراثية والمصطلحات الصوفية.