الفهرس 
الفصل الأول : الإطار العام للدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 243 |  |  |
| | | from | 243 | | |
المستخلص
التربية الإعلامية ذات اثر ملموس في صناعة التغيير المنشود في الرؤى والمفاهيم والتطبيقات التربوية المدرسية، ولابد للمدارس أن تهتم بتقديم خدمات التربية الإعلامية على الصعيد المدرسي لأهميتها القصوى لها في تشكيل الذات، أو إعادة تشكيلها، ويتميز العصر الحاضر بكثافة العناصر الثقافية وسرعة تفاقمها وانتشارها وتداخلها وشدة تأثره إلى درجة لايمكن مجاراتها ومتابعتها، إلا أن التربية الإعلامية يمكنها أن تساعد الأخصائيين والمعلمين والإدارة المدرسية، على ضبط هذه التأثيرات ، وترشيدها وبلورتها في إطار يخدم الأهداف المنشودة، ومن ابرز القضايا المعاصرة التي تعنى بها التربية الإعلامية تثقيف الناشئة بسبل فهم الأمور وتقديرها، وسبل التعايش مع الآخرين، واستيعاب مقتضيات العصر الحديث، واليات التفاعل مع العولمة، وتعبئة الطلاب لمواجهة الأحداث الجارية الطارئة وحتى غير الطارئة، وكذلك تمكينهم من المهارات التي تعينهم على المواجهة بدلا من الخوف أو الاستسلام أو حتى الانعزال، كما تعنى التربية الإعلامية بمساعدة الطلاب على فهم حقوقهم وواجباتهم، وتقدير قيم الشورى، وحب الوطن، والانتماء، واحترام الآخر، ومواجهة الشائعات والتضليل، ومحاربة الانحرافات الفكرية والمنحرفين وذلك وفق الطرق المناسبة لذلك. وتوفر التربية الإعلامية مساحة كبيرة من الفرص المواتية لمعالجة المشكلات النفسية والثقافية والاجتماعية التي يعانى منها الطلاب في المدرسة، كمشكلة الأمية الحضارية والأمية التكنولوجية والأمية السياسية. وتلعب التربية الإعلامية دورا بارزا في إكساب الطلاب الثقافة الاجتماعية النقية، وامتلاكهم النقد والتقويم والتحليل وحل المشكلات، والربط بين الأشياء وبين المتغيرات، ومهارات الحديث والقراءة والكتابة والمهارات الاجتماعية والثقافية. وتعمل التربية الإعلامية على قيادة الجهود التربوية والإعلامية، الرامية إلى النهوض بالمجتمعات وأفرادها بوضع الاستراتيجيات، والسياسات وتطوير المبادرات التي تهدف إلى الارتقاء بأداء العاملين في المؤسسة التربوية بمختلف أدوارهم الإدارية وبمهنية عالية. إن إعداد الأجيال القادمة هي مهمة حضارية ومسؤولية اجتماعية علي عاتق كل مرب ومسئول، لذا يجب أن نفقه أبناء جيلنا الحالي لما قد يدور حوله من رسائل عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي متسلحين بفكر ناقد مستخدمين في ذلك أساليب التربية الإعلامية الوطنية على حسب كل دولة وخصوصياتها، وضرورة تأسيس مركز دولي للتربية الإعلامية الحديثة ووضع أسس ومبادئ، لا عداد سياسات واستراتيجيات لتبادل المعلومات بشأن تفعيل التربية الإعلامية في المؤسسات التعليمية.