الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 168 |  |  |
| | | from | 168 | | |
المستخلص
يتناول هذا البحث فترة تاريخية مهمة في تاريخ البحرين وهو بعنوان” الإمارة الجروانية في البحرين دراسة تاريخية خلال الفترة 705-820هـ / 1305-1417م” حيث يشكل تاريخ البحرين في عهد إمارة بني جروان فترة من أكثر فترات تاريخ البحرين غموضًا، ورغم توافر العديد من المصادر والمراجع التاريخية عن البحرين وتاريخها منذ صدر الإسلام حتى قيام حركة الزنج ثم دولة القرامطة إلا أنه بعد زوال دولة القرامطة، تكاد تندر المصادر والمراجع التاريخية عن البحرين منذ قيام الدولة العيونية في البحرين في الفترة من 469هـ - 1076 / 636 هـ - 1238 م وحتى سقوط الإمارة الجروانية التي حكمت بلاد البحرين في الفترة من عام 705 هـ / 1305 م حتي عام 820 هـ / 1417 م .
وقد تكونت لدى الباحث دواعي وأسباب علمية كانت هي الأساس في تبين أهمية الموضوع واختياره لهذه المرحلة, وهذه الأسباب يمكن إيجازها في النقاط الآتية:
1. خلو مكتبة التاريخ الإسلامي من دراسة علمية متكاملة عن الإمارة الجروانية على الرغم من الدور السياسي والحضاري لآل جروان في التاريخ الإسلامي.
2. أنه يلقي الضوء علي مرحلة مهمة في التاريخ الإسلامي بصفة عامة وتاريخ بلاد البحرين بصفة خاصة.
3. دور القبائل العربية في تشكيل الحياة السياسية وعلاقتها المتشعبة في تلك المنطقة وتعتمد هذه الدراسة علي المنهج التاريخي الوصفي الذي يقوم على الوصف ثم التحليل حيث ستتناول الدراسة جغرافية بلاد البحرين، والفتح الإسلامي لها، والقبائل العربية في البحرين, والأوضاع السياسية في بلاد البحرين قبل ظهور آل جروان على مسرح التاريخ عبر استعراض لتاريخ الدولة العيونية والإمارة العصفورية وصولاً لقيام الإمارة الجروانية، عبر استعراض تاريخ آل جروان من خلال الحديث عن أصولهم , ووقت ظهورهم , وأماكن نفوذهم , وأهم المدن التي خضعت لهم , والحروب التي خاضوها , ومذهبهم الديني ونظام الحكم لديهم والمظاهر الحضارية لدولتهم .
وبعد البحث والدراسة توصل البحث إلى عدة نتائج لعل من اهمها:
1. أن الأسرة الجروانية هي أسرة عربية تنتمي إلى قبيلة من بلاد البحرين هي قبيلة عبد القيس تحكم المنطقة بصفة مباشرة منذ ظهور الإسلام.
2. أن بلاد البحرين في العهد الجرواني تمتعت بقدر كبير من الاستقلال .
3. أن علاقة الدولة الجروانية بالقوى الخارجية تتوقف على درجة القوة والضعف فيها ، فنرى أنه في مرحلة تأسيس الدولة وقوتها التي كانت علاقة الدولة الجروانية بالخلافة العباسية وطيدة، ونعمت بلاد البحرين بالاستقرار والرفاهية الاقتصادية . ونلحظ أن المرحلة الثانية من تاريخ الدولة قد حفلت بالصراعات بين أفراد الأسرة الجروانية ، وانقسمت الدولة الجروانية على نفسها، وقد انعكس ذلك على علاقتها الخارجية ، فلم تسجل في هذه المرحلة أي نوع من العلاقات السياسية مع الخلافة العباسية، واشتدت المخاطر الخارجية على الدولة، وتعرضت خلالها إلى هجمات متعددة ونلحظ أن الاستقرار قد حل في بلاد البحرين، ولم تتعرض الدولة خلالها إلى مخاطر خارجية ، كما ارتبطت خلالها بعلاقات قوية مع الخلافة العباسية. وفي المرحلة الرابعة وهي المتعلقة بفترة الانحلال والسقوط نرى أن الدولة الجروانية قد تعرضت للاضطراب من الداخل والهجمات من الخارج انتهت بتقويض تلك الدولة وسقوطها.
4. أن بلاد البحرين تمتاز بموارد اقتصادية على درجة كبيرة من الأهمية فقد أفرزت تجارة اللؤلؤ طبقة من التجار كانوا على اتصال مستمر مع عدد كبير من البلدان، من بينها العراق والهند والصين ، يضاف إلى ذلك ما تمتاز به من الخيول الأصيلة التي جعلت منها سوقا لتجارة الخيول مع بلاد الشام والعراق ومصر.