الفهرس 
الأطار العام للبحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 181 |  |  |
| | | from | 181 | | |
المستخلص
يتمثل الهدف الرئيسي لهذا البحث في تحديد الدور الذي تمثله انشطة وممارسات المسئولية الاجتماعية، وخاصةً البعد البيئي في دعم وتبني انشطة وظيفة العمليات الخضراء لتحقيق التميز المؤسسي في الشركات الصناعية المصرية. ومن خلال مراجعة الدراسات السابقة في هذا الصدد، تم تصميم نموذج مقترح لفروض البحث يوضح العلاقات السببية بين متغيرات البحث. حيث تم الاعتماد على منهجية نمذجة المعادلة البنائية وأسلوب تحليل المسار لتوضيح قوة العلاقة الخطية بين متغيرات البحث باستخدام برنامج AMOS V.21.
ولجمع البيانات الأولية، تم تصميم قائمة استقصاء تتضمن أربعة مقاييس تتمثل في مقياس المسئولية البيئية للشركات، ومقياس وظيفة العمليات الخضراء، ومقياس التميز المؤسسي، ومقياس إدراك المديرين. حيث تم إجراء الاختبارات اللازمة لتقييم صلاحية نماذج قياس متغيرات البحث. ووجه الاستقصاء لمديري الإدارة العليا والإدارة الوسطى في الشركات الصناعية المصرية بالمناطق الصناعية في محافظة القليوبية. حيث يوجد منطقتين صناعيتين تابعتين لمحافظة القليوبية، هما: منطقتي الشروق والصفا الصناعتين بمدينة الخانكة. وتم استخدم أسلوب الحصر الشامل، حيث تم توزيع عدد 500 استمارة على جميع الشركات والمصانع بكلا المنطقتين. وكانت نسبة الاستجابة 70% من إجمالي الاستمارات الموزعة.
وتوصل الباحث إلى وجود تأثير إيجابي معنوي ذو دلالة إحصائية للمسئولية البيئية للشركات على كل من وظيفة العمليات الخضراء والتميز المؤسسي. وتبين وجود تأثير إيجابي معنوي ذو دلالة إحصائية لوظيفة العمليات الخضراء على التميز المؤسسي. فضلاً عن عدم معنوية التأثير الإيجابي للمسئولية البيئية للشركات في العلاقة بين وظيفة العمليات الخضراء والتميز المؤسسي. كما توصل الباحث إلى عدم إدراك المديرين واختلاف آرائهم فيما يتعلق بمفهوم وأهمية أنشطة وظيفة العمليات الخضراء في تحقيق التميز المؤسسي في الشركات محل البحث.
كما تم تقديم مجموعة من التوصيات وآليات تنفيذها، وتحديد الجهات المعنية بالتنفيذ. حيث أُقترِح انشاء مكتب للوعي والتثقيف البيئي، وانشاء مكتباً فنياً لتأهيل المناطق الصناعية بيئياً. فضلاً عن التوصية بأربعة برامج، وهي تحديداً: برنامج دعم وترسيخ القيم البيئية، وبرنامج لتبني منهج المباني الخضراء، وبرنامج لتطبيق أنشطة وظيفة العمليات الخضراء، وبرنامج لتحقيق التميز المؤسسي.
مصطلحــات البحــــث: المسئولية الاجتماعية للشركات - المسئولية البيئية للشركات - وظيفة العمليات الخضراء - التميز المؤسسي.
تتعدد وتتشابك جوانب العلاقة بين كل من المجتمع والبيئة وشركات الأعمال، وتتميز هذه العلاقة بالمنفعة التبادلية. فالمجتمع والبيئة يمُدان الشركات بما يضمن لها البقاء والاستمرار، وفي المقابل فإن شركات الأعمال تساهم في تنمية وتطوير المجتمع والبيئة. ومن أهم المداخل التي ترصد وتفسر هذه العلاقة، هو مدخل المسئولية الإجتماعية للشركات.
وأشار (Famiyeh, 2017) إلى أن المسئولية الاجتماعية للشركات هي استجابة للضغوط المجتمعية المتمثلة في حاجات وتوقعات أصحاب المصلحة، والاهتمامات البيئية، والحاجات الاجتماعية. ويتعلق بعد حاجات وتوقعات أصحاب المصلحة بكيفية تفاعل الشركة مع موظفيها ومورديها وعملائها. ويشير البعد البيئي إلى علاقة عمليات الشركة بالبيئة الطبيعية وإلى أي درجة تسعى الشركة في المحافظة عليها. ويرتبط البعد الاجتماعي بكيفية مساهمة الشركة في رُقي المجتمع من خلال دمج أعمالها مع الاهتمامات والحاجات الاجتماعية. وينال البعد البيئي اهتماماً خاصاً نظراً لما يمثله كمحور اساسي في مفهوم الاستدامة.
بالرغم من تقديم سلسلة المواصفات القياسية لنظم الإدارة البيئية (الأيزو 14000)، إلا أن معظم الشركات مازالت تواجه تحديات التوافق مع متطلبات الاستدامة (Nunes and Bennett, 2010). ومع ظهور العديد من الدراسات والأبحاث التي تؤصل لفكر الإدارة البيئية وتطبيقاتها المختلفة، تبين صعوبة الوصول إلى التطبيق الكامل لمفهوم القيادة البيئية في كثير من الشركات. ويعود ذلك إلى غموض المبادرات البيئية وأهمية التوافق مع العوامل غير البيئية، مثل: سياسات الاستثمار، وجدوى التكلفة، ورضاء العملاء، ومتطلبات الجودة.
إضافةً إلى احتمال تعارض المبادرات البيئية مع الاستراتيجيات المطبقة فعلياً في الشركة، مثل: استراتيجيات التسويق، والحملات الإعلانية، وزيادة الطاقة الإنتاجية، وتحسين الجودة.
ومن جانب آخر، فإن الضغوط التي يمثلها الرأي العام، والتشريعات والقوانين، وسياسة تخفيض التكاليف، وتحسين الصورة الذهنية للشركة، تُعد دوافعاً هامة لتحسين الأداء البيئي
(Hall, 2000).
مشكلـــــــة البحـــــــث
تواجه الشركات وخاصة الصناعية منها العديد من التحديات البيئية التي تعوق من تقدمها وتطورها، سواء في الأسواق المحلية أو الأسواق الدولية. حيث يرى كل من (Pun et al., 2002; Phan and Baird, 2015) أن التوافق مع اللوائح والقوانين البيئية، والغرامات المالية الملازمة للإضرار بالبيئة، وزيادة وعي العملاء للآثار البيئية المتعلقة بتصنيع المنتج، جعل من القضايا البيئية متغيراً استراتيجياً له انعكاساته وآثاره على تصميم المنتج، وتصميم العمليات والإجراءات التشغيلية.
وأشار كل من (Inman, 2002, Ikram et al., 2019) إلى زيادة التحديات والمشاكل التي تواجه إدارة العمليات في الشركة بسبب القيود البيئية. سواء كانت هذه القيود عبارة عن التوافق مع اللوائح والقوانين أو اتخاذ اجراءات استباقية بخصوص القضايا البيئية. وأضاف (Ofori et al., 2002) أن الشركات تواجه مشكلة أساسية في كيفية دمج القضايا البيئية في الخطط التسويقية والإنتاجية الخاصة بها. ويرى (Nunes and Bennett, 2010) أن تصميم الاستراتيجيات البيئية وتنفيذها وفقاً لمعايير محددة سيؤدي إلى ارتفاع مستوى الجودة، وتحسين الصورة الذهنية، وفتح أسواق جديدة.
أهــــــداف البحـــــــــث
في ضوء طبيعة المشكلة، والتساؤلات التي يسعى البحث إلى الإجابة عنها، تتمثل أهداف البحث فيما يلي:
1-قياس درجة التأثير الإيجابي للمسئولية الاجتماعية للشركات على وظيفة العمليات الخضراء في الشركات محل البحث.
2-قياس درجة التأثير الإيجابي للمسئولية الاجتماعية للشركات على التميز المؤسسي في الشركات محل البحث.
3-قياس درجة التأثير الإيجابي لوظيفة العمليات الخضراء على التميز المؤسسي في الشركات محل البحث.
4-تحديد وقياس درجة واتجاه تأثير المسئولية الاجتماعية للشركات في العلاقة بين وظيفة العمليات الخضراء والتميز المؤسسي في الشركات محل البحث.
5-تحديد إدراك المديرين لمفهوم وأهمية وظيفة العمليات الخضراء في تحقيق التميز المؤسسي في الشركات محل البحث.
حـــــدود البحـــــث
تم إجراء البحث واختبار فروضه في ضوء مايلي:
1/7/1 الحــــــدود المــوضــــوعيــــة
1-اقتصر الباحث على البعد البيئي للمسئولية الاجتماعية دون التطرق لأبعاد أخرى. وذلك لتوافقه مع طبيعة البحث، والتأكيد على أهميته في الأدبيات ومنها: Eurostat, 2018; Chen et al., 2018; El-Goul et al., 2018.
2-تم تعديل نظام تقييم الهرم الأخضر ليناسب الطبيعة الإدارية للبحث، ليتكون المقياس من الأبعاد التالية: (1) الموقع المستدام وإمكانية الوصول والبيئة، و(2) كفاءة استخدام الطاقة والمياه، و(3) المواد والموارد، و(4) جودة البيئة الداخلية.
3-تناول الباحث أبعاد: (1) الشراء الأخضر، و(2) التصنيع الأخضر، و(3) التوزيع الأخضر، و(4) اللوجستيات العكسية ضمن إطار سلاسل التوريد الخضراء لتحقيق التكامل والترابط فيما بينها.
4-اعتمد الباحث على قياس التميز المؤسسي من خلال النتائج التي تحققها الشركات في أربعة أبعاد هي: (1) نتائج العملاء، و(2) نتائج العاملين، و(3) نتائج المجتمع، و(4) نتائج الأعمال. وذلك بما يتفق مع نموذج التميز للمؤسسة الاوروبية لإدارة الجودة
وهو إطار معتمد من قبل العديد من الدراسات ومنها: Paraschi et al., 2019; Gomez-Lopez et al., 2019; Kafetzopoulos et al., 2019. ولن
يتطرق الباحث إلى النتائج المالية أو ما يتعلق بالأداء المالي إلا في إطار ما يمكن الحصول عليه.