![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن من نعم الله– عز وجل – العظيمة على عباده توفيقهم لطلب العلم الشرعي، وتيسيره لهم ، وشرح صدورهم إليه، فيه تزداد بصيرة الإنسان وبه يرتفع الجهل ، وإن من أشرف العلوم وأزكاها علم الفقه ، لتعلقه بأفعال المكلفين ، وبيان الحلال والحرام . ولقد هيأ الله لهذه الأمة علماء أفذاذاً وفقهاء حذاقا ، حملوا هذا العلم وبلغوه ، وأدوا الأمانة على خير وجه . ومن هؤلاء العلماء الذين تركوا للأمة آثارا علمية وكنوزاً ثمينه الإمام علاء الدين أبو بكر بن مسعود الكاساني الحنفي ( ت 587 هـ) ومن آثاره النافعة كتابه (بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ) وهو كتاب له أهميته وشهرته – ومؤلفه له مكانة علمية رفيعة بين علماء المذهب الحنفي والمذاهب الأخري . وقد اخترت أن أكتب عن عالم من أعلام الأمة الذي كان له تأثير على من جاء بعده ، ترك ثروة علمية استفاد منها العلماء وهو الإمام علاء الدين أبو بكر بن مسعود الكاساني الحنفي صاحب كتاب ( بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع ) ولقد كانت رغبتي أن يوفقني الله عز وجل لاختيار موضوع فى فقه المعاملات . وبعد البحث والمشاورة آثرت ان أتناول موضوع ( الكفالة – الحوالة – والوكالة ) من فقه المعاملات من كتاب ( بدائع الصنائع ) . ويكون بعنوان ( اختيارات الإمام الكاساني فى فقه المعاملات كتاب ( الكفالة والحوالة والوكالة) وذلك من كتاب ( بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع ) دوافع البحث ومبرراته : 1- كون كتاب ( بدائع الصنائع فى ترتيب الشرائع ) من الكتب التي اشتهرت وزاعت وجمعت روايات الغمام أبي حنيفة النعمان . 2- يعد كتاب ( بدائع الصنائع ) موسوعة فقهية مقارنة بين المذاهب الأربعة والظاهرية ، وفقهاء السلف. 3- المكانة العلمية المتميزة للإمام علاء الدين الكاساني ، فهو من أكابر فقهاء المذهب الحنفي ، بل هو أحد من يعتمد قوله فى معرفة المذهب . 4- عناية المؤلف بنقل عبارات الإمام أبي حنيفة النعمان وغيره من الفقهاء البارزين المحققين . 5- تأثر من جاء بعد الكاساني من فقهاء المذهب الحنفي والمذاهب الأخري بكتابه ( بدائع الصنائع ) فكثيراً ما يستفيدون منه ويعزون إليه مما يدل على مكانته . 6- أهيمة كتاب ( بدائع الصنائع ) فهو من الكتب التي قامت بجمع روايات الإمام أبي حنيفة النعمان . إن هذا الموضوع – رغم أهميته – لم يتناوله أحد بالبحث حسب علمي وتدقيقي . هدف هذه الدراسة : بيان اختيارات الإمام الكاساني ومدى مخالفته أو موافقته للمعتمد في المذهب الحنفي. أهم النتائج : 1- بينت الدراسة المكالنة العلمية للامام الكاساني في المذهب الحنفي. 2- بينت الدراسة المكانة العلمية لكتابع بدائع الصنائع في المذهب الحنفي وغيره من المذاهب الفقهية. 3- بينت الدراسة اختيارات الإمام الكاساني في الكفالة والوكالة والحوالة. 4- بينت الدراسة عدم تشدد الإمام الكاساني وتعصبه للمذهب الحنفي، وذلك من خلال ترجيحه في بعض المسائل رأيا غير رأي المذهب الحنفي. 5- بينت الدراسة أن الإمام الكاساني كان مجتهدا داخل المذهب الحنفي . |