![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص إن علم القواعد الفقهية , علم جليل قدره , عظيم شأنه , عميم نفعه , عال شرفه وفخره , اكتحلت بإثمده عيون الأعلام , وتزينت بحلته أعطاف ذوى الأفهام , واستبصرت بنوره أنظار أولى النهى والأحلام ؛ إذ هو قاعدة الأحكام , والفاصل بين الحلال والحرام , وبه تتحقق مصالح الأنام , وتحكم المسائل غاية الإحكام , والقواعد الفقهية من أهم ما يجب الاشتغال به في الفقه الإسلامى ، لأنها الوسيلة التي تكفل لنا ضبط فروعه وجزئياته , وهذا بحث في القواعد الفقهية بعنوان ”القواعد الفقهية المتعلقة بالبينة جمعا ودراسة ” وقد ثبتت مشروعية البينة بالكتاب والسنة والإجماع والمعقول . والبينة المقبولة هى التى توافرت فيها الشروط التى ذكرها الفقهاء من الإسلام والعقل والبلوغ والحرية والسمع والبصر وغير ذلك , والحدود التى ذكر فيها عددا معينا في البينة لابد من توافر هذا العدد حتى يصح إقامة الدعوة , وموضوع البينة ذو اهمية كبيرة فى الشريعة الاسلامية وقد احتل فى الفقه الاسلامية منزلة عالية واتسم بأهمية بالغة واهتم به فقهاؤنا وعلماؤنا القدامى والمعاصرون اهتماما بالغا وذلك لحاجة الناس إليه، فمسائله متعلقة تعلقاً مباشراً بواقع الناس. فالبينة من الأمور التى تجرى في مجالات الحياة اليومية بشكل كبير جدا , وليست محصورة في باب القضاء فقط , بل تعدت ذلك إلى لجان الفصل بين الخصومات والمجالس العرفية والبينة أيضا من أهم الوسائل التى يعتمد عليها القضاة في إثبات الحقوق , وتعتبر في حقيقتها الدرع الواقى والأداة الفعالة في إثبات العدل , وفصل المنازعات وبدون البينة تبقى الدعاوى مجردة لا قيمة لها , والبحث في البينة يبين مدى سماحة شريعة الإسلام العظيمة ، فقد أجازت الشهادة على الشهادة عند تعذر حضور شهود الأصل , حتى لا تضيع الحقوق , وكذلك أعطت المرأة الأهلية الكاملة ؛ لا سيما فيما اخْتُصَّتْ به عن الرجل ، فقد أجازت شهادة المرأة الواحدة فيما لا يطلع عليه الرجال. ومن التهم تانى تمنع قبول البينة شهادة الإنسان على فعل نفسه أو قرابة الزوجية أو الولاية أو أن تجر البينة مغنما أو تدفع مغرما ومن أسباب رد الشهادة بسبب غير التهمة , بطلان الشهادة في البعض , و الشهادة بأكثر من المدَّعى و الشهادة بلا دعوى إلا في حقوق الله تعالى و شهادة أهل ملة على أهل ملة أخرى إلا المسلمين فإن شهادتهم مقبولة على أهل الملل كلها. |