Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التوجيه النحوي للنص القرآني في معاني القرآن للفراء بين التصرف الاعرابي والقراءة القرآنية /
المؤلف
سالم، حمادة عبدالحكيم محمد.
هيئة الاعداد
باحث / حمادة عبدالحكيم محمد سالم
مشرف / فاروق محمد مهني
مشرف / خالد عبدالتواب عبدالقادر
الموضوع
القرآن، إعراب. القرآن - ألفاظ.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
140 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 153

from 153

المستخلص

وبعد هذه الرحلة العطرة في رحاب كتاب الله الكريم وفي رحاب كتاب عظيم لعالم جليل ، توصل الباحث إلى عدة نتائج وتوصيات يجملها في :
1- كان الفراء يعتمد فى روايته على ما سمعه من العرب، وهو أستاذ مدرسة الكوفة التى تجيز الاستشهاد بالشاهد الواحد، وتبنى عليه آراءها، وهنا نلاحظ أن الفراء كان يستعمل فى شواهده النحوية صيغًا متعددة للرواية فمرة نجده يقول: أنشدني، ومرة أنشد بعضهم، وأخرى سمعت، وقالوا، وغيرها من أساليب الرواية.، والاختلاف فى عبارات الفراء فى الرواية ليس إلا نوعًا من دفع الملل والسأم على السامع و القارئ حتى لا يضعه أمام أسلوب واحد.
2- هيأت صنعة الفراء النحوية مخالفة معلمه وأستاذه الكسائي الذي تتلمذ على يديه، وقد تعددت مواضع المخالفة، فنجده فى بعض الأحيان يوجه إليه نقدًا مهذبًا، وقد يمسه فى علمه؛ فنجده يقول: ”إنَّ الكسائي تعلم النحو على كبر”( )، وأخرى يقول: ”مات الكسائي وهو لا يحسن حدّ نعم وبئس، ولا حدّ (أن) المفتوحة، ولا حدّ الحكاية” وثالثة يقول: ”قال الكسائى قولاً لا أراه شيئًا”( )؛ فعندما فسّر قوله تعالى: ﴿لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ﴾( )، بفتح التاء - قال: ”والله ما علم عدو الله –فرعون- إنما علم موسى” وفى قراءة على بن أبى طالب بضم التاء والمراد أن المتكلم فرعون وهو الذى علم( )، أمَّا الفرَّاء فقراءته بفتح التاء، حيث يقول: ”والفتح أحبُّ إلىّ، وقال بعضهم: قرأ الكسائى بالرفع، فقال: أخالفه أشدّ الخلاف”( ). وهناك واضع عديدة لمخالفة الفراء لأستاذه ومعلمه الكسائي( )، ويقول الدكتور/ إبراهيم رفيدة عن مخالفة الفراء لشيخه الكسائي: ”وهو اختلاف العلماء الذى يقوم على الحجة والدليل ويدفع إليه التفكير المستقل ويهيئ له النظر الثاقب”( ). فهو لا يتعمد خلاف أستاذه؛ إنّما اللغة عنده هى الحجة القاطعة، فهو لا يرضى أن يساير على حساب العلم، ولا أن يداهن احترامًا لرأي أستاذه، وإذا وجد بابًا يمتدح به أستاذه فلا يقصر فيه، وقد استحسن قراءة: ﴿إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ﴾( )، بفتح همزة إن، رغم أنه يقرأ بكسرها؛ وقال: ”الكسائى يفتح” ”أنه” وأنا أكسر، وإنما قلت حين لأن الكسائى قرأه”( ). ونرى أنه لم يستحسن هذه القراءة إلا لأن أستاذه قرأ بها رغم مخالفته له، ”وأن خلافه عليه إنما هو خلاف دعا إليه الدليل، واختلاف وجهة النظر، وبلوغ الفراء الدرجة التى لا يتقيد فيها بغير ما يهديه إليه الدليل ويشده إليه الحق وقوانينه”( ).
3- والفراء لا يرى أن كلّ وجه جائز فى العربية يمكن القراءة به، إنّما القراءة سنًة متبعة، ولذا يقول: ”القراء لا تقرأ بكل ما يجوز فى العربية، فلا يقبحنَّ عندك تشنيع مشنِّع مما لم يقرأه القراء مما يجوز”( ).
4- وحين تخرج القراءة عن الإجماع ويكون لها وجه فى العربية يكره الفراء ذلك لأن القراءة المُجمع عليها أفضل من غيرها، ولذا يقول: ”ولولا كراهية خلاف الآثار والاجتماع؛ لكان وجهًا جيدًا من القراءة”( ).
5- وأما القراءة الشاذة فمقياس الفرّاء فى قبولها، أن تتفق والتفسير، وأن يكون لها وجه فى العربية، فإذا خرجت عن هذين الشرطين فلا يقبلها، ففي قوله تعالى: ﴿مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ﴾( )، قال: ”الفرّاء مجتمعة على نصب النون فى نَتَّخِذَ إلا أبا جعفر المدنى فإنه قرأ: أن نُتَّخَذَ”. بضم النون من دونك، فلو لم تكن فى الأولياء مِنْ كان وجهًا جديدًا، وهو على القراءة الشاذة، وقلة مَنْ قرأ به قد يجوز”( ). وقد لا يشتهى القراءة الشاذة، إذا كان المعنى فيها يحتاج إلى تأويل ولذا قال: ”وقوله: ﴿إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ﴾( ) ويقرأ ”سُرِّقَ” ولا أشتهيها لأنها شاذة”( ). وقد يكون ما يذهب إليه الفراء من تجويزه فى العربية، لم يسمع ولم يقر به.
6- والقرآن الكريم بكل قراءاته محل احترام وتقدير عند الفراء، كيف لا وهو الذى يحترم كل ما سمع من العرب، حتى لو كان بيتاً واحداً من الشعر وأن القرآن الكريم قد روى متواتراً، ولا سبيل إلى الطعن فى أىّ من كلماته ولا آياته، فهو يتخذ من كل آية سنداً لآرائه، ولقد رأينا كيف كان يطرح بعض الافتراضات اللغوية التى يجئ بها ثم يقول: ”غير أنّى لا أشتهى مخالفة الكتاب”، وهذا يدلّ على احترامه الشديد للقرآن الكريم وقراءاته.
7- اتخذ الفراء القرآن الكريمَ ميداناً لدراسته وكتبُه التى ألفها، وهي خيرُ شاهد على ذلك.
8- القرآن الكريم وقراءاته هو المصدر الأول الصحيح المسموع للدراسات النحوية؛ و يتميز عن السماع بأنه سماع لا مطعن فيه من ناحية روايته وثبوته”( )، وأن أىّ سماع بجانب القرآن الكريم يُعد فى المرتبة الثانية؛ وهذه الحقيقة لا وجود لها في الواقع التطبيقي في كتب التفسير و النحو إلا مع الفراء، فهو الوحيد الذي نلمح هذا الأمر تطبيقيا عنده، فأكثر من الاستشهاد بالقرآن وقراءاته على حساب الشعر؛ وهو ما يدعو إلى التوصية بعمل دراسة إحصائية مقارنة للشاهد النحوي في معاني الفراء مقارنة بكتب التفسير والنحو الأخرى.