الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص وتأتي أهمية البحث في الحقيقة والمجاز مع أنه في أصله مسألة بلاغية تتعلق بجمال اللغة وحُسن استخدامها ؛ إلا أنه يدخل في مجال هام وخطير ألا وهو : مجال العقيدة وخاصة ما يتعلق بصفات الله تعالى التي أخبر بها النص الديني بصفة عامة ومتشابه القرآن بصفة خاصة . ويعد الكلام إما حقيقة، وإما مجازاً. والحقيقة هي: اللفظ المستعمل فيما وضع له في اصطلاح التخاطب. والمجاز هو: الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له، في اصطلاح التخاطب لعلاقة بين المعنى الموضوع له، والمعنى المستعملة فيه، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الموضوع له اللفظ .وقد يتفق الإمامان في إثبات الصفات الخبرية كما يتفقان على أن نفيها مرفوض ، ولم يلتزم ابن تيمية بمنهج واحد يسير عليه، فهو قد أنكر التأويل ثم لجأ إليه مما أوقعه في التناقض، وأخرج ابن تيمية اللفظ عن ظاهره وأوله إلا أنه لا يسمى ذلك تأويلاً بل يسميه تفسيراً ، ويجب اتباع الضوابط والشروط التي وضعها المتكلمون في التأويل دون إفراط أو تفريط حتى يكون التأويل صحيحاً ، واتفق الإمامان على أن الدليل شرط لصحة التأويل ، وكانت الصفات الخبرية عند القرشي من المتشابه الذى يجب تأويله، والتأويل هنا ضرورة لابد منها لجميع الفرق.ويرى ابن تيمية أن الآيات والأحاديث الواردة في الصفات الخبرية ليست من المتشابه وليس فيها أى غموض أو اشتباه وإنما هي ظاهرة الدلالة على معناها وبذلك يكون التأويل عنده ليس ضرورة ، وكذلك يتفق الجميع على أن المحكم هو ما كان واضح الدلالة على المعنى المراد. |