Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مستويات البناء الفنى في شعر أبي العلاء المعري /
المؤلف
القطاوى، اسامة محمد مصطفى.
هيئة الاعداد
باحث / اسامة محمد مصطفى القطاوى
مشرف / أحمد حسين سعفان
مشرف / سمير السعيد علي حسون
مناقش / احمد عبدالحليم سعفان
مناقش / السيد نعيم ناصر
الموضوع
الشعر العربي.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
مصدر الكترونى (539 صفحة) :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 539

from 539

المستخلص

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، ولم يجعل له عوجاً، إنه كتابٌ فصلت آياته، من لدن عزيزٍ حكيم، فهو كنز اللغة، وسرُّ إعجازها، وهو الحصن الحصين الذي يحوطها بسياج القوة، ويمدها بشرايين الحياة، ألهم البلغاء فبحثوا في دلائلِ إعجازه، وفتَّق ألباب أمراءَ القول، فاهتدوا بهدي كلمه، وتهذيب لفظه، وشغل جهابذة اللسان.
إن الأدب العربي بحرٌ عميق القعر متعدد الموانئ أنَّى شئت ركبت سفنَه، وأنّى شئت نهلت من كنوزه، ومن – هنا - فإن للعربية موازين عدلٍ، ومعايير حقٍ، منذ أن جرت على لسان سيدنا إسماعيلَ عليه السلام، تعلمها إلهاماً، ونطقها بياناً، واستمر القول الفصل عبر الزمان بطوله، والمكان بامتداده؛ لتكون هناك أمة العرب خيرَ الأممِ، وأنقاها، وأفصحها لساناً، معجزة الله وآيته الكبرى في هذه الأمة الشريفة، تُظلها سماءٌ صافيةٌ، وشمسٌ ساطعة، فكان الشعراءُ أمراء القول وفرسان البيان جاهليةً، وإسلاماً، وعرباً، وموالي في شرق الأرض وغربها، ناهيك عن علماء اللغة والنحو والبلاغة، وكلُها علومٌ تفرعت عن لغة الضادِ، كما لعلكم تعلمون فإذا أردت أن تعرف خصوصية شعبٍ من الشعوب، فاقرأ أدبه ينبيك الخبر اليقين، فهو مرآةٌ صافيةٌ لمشاعر هذه الأمة أو هذا الشعب، وموقفه من الحياة، وفلسفته تجاه ما تتعرض له هذه الأمة من خطوبٍ أو انتصاراتٍ كل ذلك كان في كتبهم مسطوراً، فالشعر إلهام وفتوحات واسشرافات لا يدركها ولا يحيط بها إلا الشاعر الملهم الذي وهب الإبداع وتهيأت له أسبابه ومدت له حباله فهام في أودية القريض مذ كان للشعر دولة، وقد كان للشاعر سلطان ومكان في دنيا الناس، ولقد أتى على الشاعر حين من الدهر في بداياته أنه كان يبدع ولا يقلد، ويفجر ينابيع الحكمة دون أن يجد الينابيع مهيأة يغترف منها ، ثم مضى زمن لنجد التقليد والتكرار والاستنان بسنن من سبق، حتى قال عنترة في الزمان السحيق:
هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنْ مُتَرَدَّمِ
أَمْ هَلْ عَرِفْتَ الدَّارَ بَعْدَ تَوَهُّمِ
وعليه فإن المعري من أولئك الشعراء الذين تشعبت معارفهم، وتشعبت ثقافاتهم؛ لتشتمل على العديد من العلوم النحوية والصرفية والبلاغية، إضافة إلى العلوم الكونية والفلكية والفلسفية؛ كذلك علمه بالأديان والمذاهب والملل والنحل، كما أنَّه عالمٌ بآداب الأمم الغابرة لا سيما بالآداب العربية، وربما يرجع ذلك إلى غيرته الشديدة على قوميته العربية ولغتها وآدابها في عصر انفتحت فيه الحضارة العربية على كل العلوم والثقافات، هذا وقد ساهم المعري في تطور علوم العربية مساهمة تجدر بأن تذكر، وتظهر هذه المساهمة جلية في كثير من مؤلفاته الشعرية والنثرية، مثل: ” ديوان سقط الزند، ديوان اللزوميات، الصاهل والشاحج، رسالة الملائكة، رسالة الغفران، رسالة الهناء،...وغيرها”، حيث إنَّه نثر بين دفتيهما آراءه النحوية والصرفية والفلسفية، وآراءه في الحياة والموت، وما بعد الموت، وآراءه في اليوم الآخر، والآراء الدينية، والشك والحيرة، والأنبياء والديانات، والإيمان واليقين، والقضاء والقدر، وآراء دينية أخرى، وآراءه في الناس والزمان، والعقل، والروح والجسد، والنفس الإنسانية، وغيرها العديد من القضايا والآراء الفلسفية والخلقية والدينية، التي ما زالت محط اهتمام دارسي اللغة العربية لا سيما فيما يتعلق بالأدب العربي.