الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لقد شهد القرن التاسع عشر -منذ بداياته- صراع القوى الكبرى على مساحاتٍ واسعةٍ من العالم، وفى القلب منها عالمنا العربيّ والإسلاميّ؛ فبعد القضاء على الدولة العثمانية تحولت بعض الأقاليم إلى دولٍ، وتغيرت طبيعة العلاقات السياسية بينهم، وقد مثلت سوريا فى تلك الفترة نقطة تمركز لميزان القوى فى الشرق الأوسط. ومن هذا المنطلق كان اختيارى لموضوع هذا البحث، وهو بعنوان ”العلاقات السورية العراقية 1946- 1958” . من الأسباب التى جعلتنى أهتم بهذا الموضوع هى التغييرات التى مرت بها المنطقة العربية هذه التغييرات نتيجة عوامل خارجية عاشتها المنطقة، وكان لها عميق الأثر على مستقبلها؛ كالحرب الباردة التى نشبت بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتى، وكانت منطقة الشرق العربيّ من المناطق التى شهدت صراع تلك الحرب على موقعها الجغرافى والاستراتيجى المتميز. ثم كانت هناك عوامل داخلية قد انبثقت من منطقة الشرق الأوسط نفسها، تمثلت فى بدء العمل من أجل التحرر من السيطرة الأجنبية بعد أن ضعفت قوى الاستعمار بعد الحرب العالمية الثانية، وانتشار الفكر التحرريّ نتيجة الدعاية التى أُطلقت أثناء الحرب؛ وقد كانت سوريا أولى الدول العربية التى ظفرت باستقلالها. وقد رأينا أنَّه من الضروريّ دراسة المحاولات المستمرة من العراق للسيطرة على سوريا أو إيجاد وحدة معها، وتطور هذه المحاولات من مساندةٍ إلى تدخلٍ إلى أن وصلت إلى حد التآمر والتحالف مع الغرب للقضاء على سوريا، وإضعاف القومية العربية التى كانت تتزعمها مصر، وأثر ذلك على المنطقة. |