الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يتعامل المنطق التقليدى مع القضايا بطريقة شائعة على سبيل المثال النتائج أو الأحكام إما أن تكون صادقة وإما أن تكون كاذبة، ولكل قضية نقيض، ومن ثم يتعامل المنطق التقليدى مع مجموعة من المتغيرات تفسر القضايا، كما أن كل متغير يمثل قضية فرضية، وأي مجموعة من هذه المتغيرات تمثل فى نهاية الأمر قيمة صدق (إما صادقة أو كاذبة)، لكن أبداً لا تقع قيمة الصدق بينهما (بمعنى أن تكون القضية ليست صادقة وكاذبة) فى الوقت نفسه. لقد كان المنطق الأرسطى قائماً على فكرة الثبات، لذلك فقد كانت القضايا فى هذا المنطق محكومة بقيمتين فقط للصدق هما صادق تماماً وكاذب تماماً، وكذلك كل أنواع المنطق الثنائى القيم. تبدأ كل أنواع المنطق متعدد القيم بتخفيف التفرغ الثنائى صادق/كاذب بين هذين الطرفين: هذه القيم تسمى غير محددة. ففى حالة المنطق ثلاثى القيم، توجد قيمة صدق غير محددة واحدة فقط. وقد تأسست عدة أنساق للمنطق ثلاثى القيم بين الحين والآخر. كل تبعاً لأساسه المنطقى الخاص، وتشير أنساق المنطق ثلاثى القيم عموماً إلى الصدق، الكذب، واللاتحديد بــ 1، 0، ½، على التوالى. لـم يتوقـف الأمـــر عنـد المنطـق ثلاثى القيـم، فما أن أدى قبول الأنساق المختلفة له باعتبارها مفيدة وذات مغزى، حتى أصبح الاهتمام منصباً على فكرة أنه قد يكون هناك أنساق لمنطق متعدد القيم، لها تفسيرات وشروط صدق خاصة بها. وفى الواقع فقد ظهرت عدة أمثلة للمنطق متعدد القيم كتعميمات لأنساق المنطق ثلاثى القيم مع بداية الثلاثينيات من القرن العشرين، العقد الذى أحدثت فيه المنطق الرمزى الكثير من التقدم. فكما ظهر التفكير المنطقى الغائم ليحاكى الغموض واللايقين فى العالم، وليجيز تعدد القيم بين الصفر والواحد، وليتلاءم مع متطلبات هذا العصر مما أدى إلى تعدد مجالات تطبيقاته، ظهر أيضاً نمط منطقى جديد؛ يحاكى اللاتحديد فى العالم وليستوعب حيادية كافة الكيانات، علاوة على أنه يضع الأفكار فى قالب من النسبية التى تندرج فى سلسلة متأرجحة ما بين الصدق والحياد والكذب، ويسمى هذا النمط بالتفكير النيوتروسوفى والذى يعتمد عليه المنطق النيوتروسوفى وهو أحدث ما توصل إليه التفكير المنطقى. |