الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يحظى تراثنا النقدي العربي القديم بكثير من الاهتمام والرعاية من قبل الباحثين والدارسين والنقاد المحدثين الذين عملوا على نفض الغبار عن أمهات الكتب، وإخراجها إلى النور لتأخذ مكانها الصحيح كما أرادها مؤلفوها من جهة، ودراسة قضاياها الكثيرة والمتشعّبة، واستنطاق نصوصها الغنية بالفكر والمعرفة الإنسانية واكتشاف مكنونها، وسبر أغوارها من جهة أخرى، وذلك وعياً منهم بقيمتها العلمية الكبيرة التي من شأنها أن تكون أساساً ثابتاً تسند إليه العملية النقدية الحديثة، ومنهلا تغرف منه الأجيال المتعاقبة، ومنجزاً يستفاد منه على مر العصور.ويعّد كتاب (الوساطة بين المتنبي وخصومه) أحد أعمدة هذا التراث، ومن أهم المصادر الأدبية التي تفتخر المكتبة العربية بامتلاكها نظراً للمادة العلمية الثّرية، والقيمة التي يحويها، حيث إنه يعرض للأصول الأدبية التي عُرفت في عصر مؤلفه، ويتضمن عدة قضايا نقدية وبلاغية أيضاً أسهمت في إثراء النقاش حول كيفيات الانتقال من ثقافة شفهية إلى ثقافة كتابية، كما إنه يُمثل مرحلة مهمة من النقد التطبيقي، وركيزة أساسية في عملية التنظير للنقد العربي القديم أما قديماً فقد استقبل الأوائل كتاب (الوساطة بين المتنبي وخصومه) استقبالاً حافلاً، ونشروه في أرجاء البلاد على نطاق واسع، فكان أن سار مسير الرياح، وطار في البلاد بلا جناح، أما حديثاً فإن الكتاب قد أسال ولا يزال يسيل حبر أقلام دارسين وباحثين ونقاد كثر. |