Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحيل وأثرها في الأحكام الشرعية :
المؤلف
سالم، علاء إبراهيم عبدالهادي.
هيئة الاعداد
باحث / علاء إبراهيم عبدالهادي سالم
مشرف / الهادي السعيد عرفه حسب النبي
مناقش / محمود محمد حسن
مناقش / فرحانه علي محمد شويته
الموضوع
القانون - الشريعة الإسلامية. الأخلاق القانونية - الفقه.
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
365 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
قانون
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الحقوق - قسم الشريعة الإسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 536

from 536

المستخلص

وكانت هذه الحيل الباطلة تصدر من مجموعة من سكان بغداد عاصمة الخلافة العباسية، أصحاب المكتبات الذين كانوا ينسخون الكتب، وكان منهم بعض أصحاب النفوس الضعيفة الذين كانوا يستعملون الحيل الباطلة والتي انتشرت وتوسعت في المجتمع، فكان لها أكبر الأثر السيء بين الناس، في المقابل كان هناك أتباع الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان – رحمه الله – الذين كانوا يستعملون الحيل النافعة، التي كانت تعتبر واحدة من أهم العوامل التي أدت إلى إسعاد المجتمع. ولا ننسى مطلقاً أن الحيل بمختلف أنواعها كان لها أثر كبير في نمو وازدهار الفقه الإسلامي، وكذلك في تطوير منظومة الاجتهاد الذي هو عماد وتطور المجتمع، ونموه وتطور أفكاره، وكانت منظومة الحيل النافعة هي التي دعمت حركة النهضة والتنوير بين جنبات المجتمع.وكذلك لا يجب أن ننسى أن الحكم الشرعي الذي هو يعني بكل بساطة حكم الله المنزل من فوق سبع سموات، إلى عباده الذي يقضي أحكاماً سماوية للعباد، تلزمهم باتباعها، والسير وراء نهجها، ولذلك توعد الله عز وجل الذين يخالفون هذه الأحكام الربانية المقدسة بالعقاب الأليم والغضب الذي لا حدود له، وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد التحذير كل العباد من مخالفة هذه الأحكام، والعمل بغير ما تقضي به، وكانت هناك تعليمات من رسول الله صلى الله عليه وسلم واضحة وقوية ومستمرة بعدم الاستهزاء بأحكام الله أو التلاعب بها أو العمل بغير ما تقضي به.وكانت هناك تطبيقات وأمثلة للحيل كثيرة، قد تم وجودها في كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الإسلام وبعده، كان منها الحيل النافعة الصالحة والحيل الباطلة تبعاً لإيمان الأشخاص وعدم إيمانهم، كانت هناك حيلاً في الصلاة والزكاة والصيام وحـج بيت الله الحــرام، وكانت هنــاك حيــل في التعامل اليــومي بين الناس وبعضهم البعض.وعند عمل مقارنة بين الحيل قبل الإسلام وبعد الإسلام، نجد أن هناك اختلافاً كبيراً بين نوعي الحيل قبل ظهور الإسلام وبعد ظهور الإسلام في العبادات بين العباد وبين رب العباد، وفي المعاملات بين الناس قبل الإسلام وبعد الإسلام، تتمثل في أوجه تشابه بين الحيل قبل الإسلام والحيل بعد الإسلام، والحيل قبل الإسلام وبعده تتشابه في أن كلاً منهما كانت بمثابة نوعين: حيل باطلة مزورة وحيل صالحة مقبولة، فكانت الحيل الباطلة تتمثل في التعدي على حقوق الآخرين وسلب خيراتهم ونهب ثرواتهم، وكانت هناك حيل صالحة لها أثر كبير في تسيير حياة العباد نحو الأفضل والأنسب، وهذا كله يتوقف على مدى صلاحية البشر واستيقاظ ضمائرهم وبين الثورة العارمة للشر في نفوسهم.
وفي عموم الأمر نرى أن هذه المنظومة هي المستمرة منذ قديم الأزل، الحيل موجودة بوجود الإنسان ومستمرة مع بقاء النوع الإنساني على ظهر البسيطة، ولقد كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن بعدهم الفقهاء الكبار يضعون شروطاً عديدة وحاسمة وحازمة للحيل، منها ألا تتعارض مع نصوص الكتاب والسنة، ومنها ألا يكون فيها تعدي على حقوق الآخرين، ومنها أن تكون في العبادات لا المعاملات، ومنها أن تكون هذه الحيل ليس بباطنها نوايا سيئة، وألا يكون المقصود منها قصداً سيئاً، يتعارض مع التعاليم السماوية التي وردت في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومنها كذلك ألا يتعدى العمل بالحيل قدر الحاجة والمصلحة، وذلك كله حتى يلتزم الناس عند استعمال الحيل بالمنهج الرباني. كذلك لا ننسى أن هناك نوع ثالث من الحيل، وهي الحيل التي اختلف الفقهاء في مدى صحتها وبطلانها، وهي الحيل المسماة في عرف الفقهاء بـ (الحيل الفقهية) أي الحيل المختلف فيها بين الفقهاء، فهناك أمثلة عديدة لهذه الحيل، مثل نكاح أو زواج التحليل وصورة هذا الزواج أن يطلق الرجل زوجته ثلاث طلقات وهنا تصبح محرمة عليه تحريماً قطعياً حتى تتزوج رجلاً غيره زواجاً طبيعياً، ويطلقها هذا الزوج الجديد طلاقاً طبيعياً، وهنا يحل للزوج الأول أن يتزوجها من جديد بعد زواج وطلاق طبيعي من الزوج الثاني.وهذا النوع من الزواج اختلف فيه الفقهاء بين مؤيد لهذا الزواج وبين مانع له، غير أن الرأي الراجح الذي نميل إليه أن هذا الزواج الذي يتم بنية تحليل الزوجة لزوجها الأول ولم تكن هناك نية زواج طبيعي، نرى بكل وضوح أن هذا الزواج زواج محرماً يتم على أساس حيلة باطلة منكرة، لأنه لم يكن يقصد الدوام والاستمرار، ولكنه مبني على نية باطلة محرمة، وهي أنه قائم على أساس التأنيث.وهناك نوع ثاني من الحيل الفقهية، وهي حيلة أن يهب الرجل بعض ماله أو كله لبعض الأقارب قبل أن ينتهي العام بنية الهروب من تأدية الزكاة، وقد اختلف الفقهاء في هذا التصرف، ولكن الرأي الراجح أنه تصرف باطل مبني على نية محرمة باطلة، وهي نية الهروب من فريضة الزكاة وعدم دفعها للفقراء والمستحقين، وهو تصرف يدل على نفس بخيلة شحيحة وخبيثة.ولا ننسى مطلقاً أن العصور التاريخية قد حفلت بالعديد والعديد من الحيل، بداية من عصور ما قبل التاريخ، ثم العصر الحجري، ثم عصر الفراعنة، ثم عصور الجاهلية أي عصور ما قبل الإسلام، ثم العصور التي شهدت ميلاد الإسلام وقدوم أعظم الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الدنيا كي تستنير من نوره وتتعطر بعطر أخلاقه الحسنة النبيلة، وجاء النبي الكريم ليعلم الدنيا كلها أخلاق الإسلام الجميلة الطاهرة المباركة، جاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم للدنيا وهي مملوءة بكم هائل من الجاهلية والمكر والحقد والكراهية، ولكنه لم يستسلم ولم يتهاون.جاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم للدنيا وهي تعرف قتل البنات، وأكل القوي للضعيف، وعبادة الأصنام، وتقديم القرابين، والشرك بالله عز وجل، وما هي إلا سنوات معدودة، إلا وانصلح حال الدنيا كلها على أيادي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم استمرت الحيلة مع العصور الحديثة، وهي العصور التي شهدت صعود الإنسان فوق سطح القمر، وظهور الصواريخ والطائرات وكل الوسائل المدمرة، وشهدت حربين عالميتين كبيرتين بين العالم وبعضه البعض ذهب على إثرها الملايين من البشر صرعى بفعل الأسلحة المدمرة والقنابل الرهيبة، والتي كانت كلها بسبب أطماع الدول في بعضها البعض، وكانت أمة العرب والإسلام هي الأمة المستضعفة التي يغتصب الأقوياء حقوقها وينهبوا ثرواتها وذلك بعد أن كانت أمة الإسلام في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين من أقوى الأمم التي مرت على تاريخ هذه البشرية الطويل.وفي نهاية هذه الرسالة نود أن نقرر بأنها كانت قائمة على محورين اثنين لا ثالث لهما، المحور الأول هو بيان أهمية وعظمة وقدسية الأحكام الشرعية، وعدم التلاعب بها، وعدم الاعتداء عليها، وصيانتها من كل عبث وهزل وسخرية، والمحور الثاني لهذه الرسالة كان يتمثل بكل وضوح في أهمية الاعتماد على الحيل الشرعية والمباحة في الولوج والوصول بها للمجتمع لحل مشاكله، وإعلاء قيمة المصلحة بين الأفراد. بهذين المحورين نكون قد استخدمنا الحيلة أعظم استخدام، واستفدنا منها أعظم استفادة، نحافظ على تراثنا، وكل ما بين أيدينا من مكتسبات من الزمن القديم، وبالحيلة نفسها كذلك نقدم أعظم الحلول للمجتمع في مختلف المجالات، في المجال الديني، والمجال السياسي، والمجال الاقتصادي، والمجال القضائي، وفي أقسام الشرطة، وغير ذلك الكثير، فيجب أن يكون هناك علم مستقل يسمى علم الحيلة يتم تدريسه لطلاب كليات الحقوق والشرطة، وكذلك كليات الشريعة والقانون، ندرس هذا العلم للمحامين والقضاة وضباط الشرطة، ولكل العناصر المؤثرة في المجتمع، حتى يتم تدريبهم على كيفية التعامل مع فئة المجرمين والعصاة في المجتمع، وبهذا نسد أبواب شرورهم والمساوئ التي يتأذى بها المجتمع من جراء هذه الأفعال القبيحة التي يتأذى منها المجتمع في كل وقت وحين.