Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الممارسات التسلطية وانعكاساتها التربوية في المدرسة الإعدادية :
المؤلف
البحيري، عبير عبد الفتاح يوسف محمد.
هيئة الاعداد
باحث / عبير عبد الفتاح يوسف
مشرف / حسن حسين البيلاوى
مشرف / سعاد محمد عبد الشافى
مشرف / سعاد محمد عبد الشافى
الموضوع
التربية. التعليم الإعدادي.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
أ - هـ ، 216، 2 - 9 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
Multidisciplinary تعددية التخصصات
تاريخ الإجازة
1/1/2019
مكان الإجازة
جامعة حلوان - كلية التربية - اصول التربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 247

from 247

المستخلص

- أهداف البحث:
انطلاقًا من تراث المدرسة النقدية والإثنوجرافيا النقدية في علم الاجتماع يمكن عرض أهداف الدراسة فيما يأتي :
-تعرف الاتجاهات النظرية المفسرة لمفهوم التسلطية والمفاهيم المرتبطة به.
-تعرف مظاهر التسلطية في التربية المصرية.
-تعرف الممارسات التسلطية التي تمارس في المرحلة الإعدادية.
-رصد الانعكاسات التربوية المترتبة على الممارسات التسلطية في المدرسة الإعدادية.
-تقديم رؤية نقدية مقترحة لتحرير العملية التربوية من التسلطية في المرحلة الإعدادية.
- منهج البحث:
اقتضت طبيعة الدراسة الحالية استخدام المنهج الإثنوجرافي وبعض أدواته. فالإثنوجرافيا بحث من البحوث الكيفية يقوم به إثنوجرافي ينخرط مباشرةً في وصف ثقافة فرد أو جماعة اجتماعية معينة؛ وذلك لدراسة وفهم أساليب هذه الجماعة وطرقها في الحياة اليومية، من خلال معرفة أفكار أعضائها ومعتقداتهم وقيمهم وسلوكياتهم، وما يصنعونه من أشياء يتعاملون معها وذلك من خلال ملاحظتهم في بيئاتهم الطبيعية. وهذا المنهج يساعد على فهم العديد من القضايا والمشكلات التربوية، من خلال دراسة طبيعة الثقافة السائدة في المؤسسات التربوية والممارسات اليومية لأفرادها. واستخدمت الدراسة مجموعة من الأدوات منها: الملاحظة، والمقابلات؛ وذلك لرصد الممارسات التسلطية وانعكاساتها على العملية التربوية.
- عينة البحث:
تم إجراء هذه الدراسة في مدرسة الشهيد طلعت عبدالوارث (الإعدادية المشتركة سابقاً) التابعة لإدارة الحوامدية التعليمية في مدينة الحوامدية، محافظة الجيزة.
- نتائج البحث:
من أهم النتائج التي توصلت اليها الباحثة أن التسلطية تضرب بجذورها في البنية الاجتماعية للأسرة والمدرسة والمجتمع. فالأسرة والمدرسة يعملان على غرس التسلط فى الناشئة، ففي الأسرة يغرس الآباء الخوف والطاعة في نفس الطفل ويُحَرم عليه الموقف النقدي مما يجري في الأسرة من الوالدين وما يمثلانهما من سلطة تحت شعار قدسية الأبوة وحرمة الأمومة. ويتعرض الطفل باستمرار لسيل من الأوامر والنواهي باسم التربية الخلقية، وباسم معرفة مصلحته، وتحت شعار قصوره عن إدراك هذه المصلحة، فيفرض عليه أن يطيع دون نقاش.
وتتابع المدرسة عملية التسلط من خلال نمط بنية التنظيم الاجتماعي البيروقراطي، المناهج الدراسية، طرق التدريس، عملية التقويم، والتسليع التربوي. كما يتضح أن العديد من المعلمين يجنحون نحو التسلطية في تعاملهم مع طلابهم ولا يعطون أولوية لإقامة علاقات طيبة معهم. فالعلاقة بين المعلم والطالب مبنية على التسلط والإجبار من جانب المعلم والخوف والإذعان والرضوخ من جانب الطالب. كما أن الكثير من المعلمين يسهمون فى إنعدام الحرية داخل الفصول الدراسية، بل ويشيعون جوًا من الصمت المصطنع، ولوحظ أن الطلاب يستمعون للمعلم خوفًا من العقاب، وامتثالًا للأوامر. وبناءً عليه، تتحول العملية التربوية إلى عملية تدجين تختفي فيها علاقة ” أنا-أنت ” التي تتضمن المساواة والاعتراف المتبادل بإنسانية الآخر وحقه فى الوجود، ليحل محلها علاقة ” أنا-ذاك ”، ذاك الشيء أو الكائن الذي لا اعتراف بإنسانيته وقيمته باعتباره شيئًا. حتى أصبحت مهمة الكثير من المعلمين إنتاج طلاب نمطيين غير قادرين على النقد والاعتراض والمناقشة وراضخين لمختلف أشكال التسلط. ويتم ذلك بالطبع تحت شعار غرس القيم الخُلقية. فلا يُسمَح للطالب أن يعمل فكره، ينتقد، يحلل، يتخذ قرارًا، يختار، أي لا يسمح له ببساطة أن يكون كائنًا مستقلًا ذا إرادة حرة.
وهذه هي الصفات والخصائص التي يعمل القائمون على العملية التربوية والتعليمية على إعادة إنتاج الطلاب على شاكلتها، فهي صفات ضرورية لإعادة إنتاج المواطن الخاضع المستسلم والعاجز عن المشاركة في تحسين أحوال الحياة في المجتمع أو مقاومة أوضاع الظلم الاجتماعي السائد في هذا النظام التسلطي. ووفقًا لهذه الرؤية فإن المدرسة اعتمادًا على مناهجها الرسمية والخفية وطرق تعليمها لا تهدف في تلك المجتمعات والنظم السياسية إلى تحقيق المساواة بين الطلاب، بل تهدف إلى ترسيخ مبدأ اللاتكافؤ بينهم حيث تصبح المدرسة أداة لإعادة إنتاج الأوضاع القائمة لصالح النخبة المهيمنة.
وقد أسفرت الدراسة الميدانية أن بنية كهذه بعناصرها وخصائصها هي بنية تسلطية أبوية قاهرة بحيث يصبح فيها الخوف قاعدة عامة للتفاعل الاجتماعي سواء مع المعلم أو المدير أو مع الزملاء وذوي السلطة من داخل المدرسة، وتمتد بعد ذلك خارجها في الحياة العامة. وتعيش في ظلها الكراهية التي تبدأ عادةً بالمعلم ومادته الدراسية ثم تمتد تدريجيًا إلى الإدارة المدرسية والمدرسة نفسها، وربما تذهب بعد ذلك إلى المجتمع بتنظيماته وقياداته. كما يجري فيها إعادة إنتاج الغش الذي قد لا يقتصر فيما بعد على الامتحانات بل قد يسود مع الوقت جميع جوانب العملية التعليمية، ثم يتم استدخاله في ثقافة المجتمع حتى يصبح مقبولًا لدى الجميع. فضلًا عن ذلك، تؤدي هذه البنية إلى تكوين شخصيات مغتربة في حالة من العجز، اللامبالاة، اللامعيارية، الاغتراب عن الذات والعزلة الاجتماعية، فيشعر الفرد بأنه بعيد عن مجتمعه المدرسي ويضعف شعوره بالانتماء للمدرسة التي يتعلم فيها والمجتمع الذي يعيش فيه. وعلى الرغم أنه لم يعد الطلاب تحت السيطرة الكاملة لهذه البنية الاجتماعية التسلطية التي تسود المدرسة، واستخدموا طرقًا مختلفة من طرق التفاعل مع السلطة والقوة السافرة لمقاومة علاقات التسلط والقهر، وللتعبير عن رفضهم وغضبهم مما يجري داخل المدارس والفصول ونقمتهم ورغبتهم في تغييره، إلا أن أشكال المقاومة هذه لم تؤد إلى تحررهم بقدر ما أدت إلى إعادة إنتاج أوضاعهم الاجتماعية والثقافية.