Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الملك بيبي الثاني /
المؤلف
دسوقي, هبة مصطفى محمد.
هيئة الاعداد
باحث / هبة مصطفى محمد دسوقي
مشرف / عبد الواحد عبد السلام إبراهيم
مناقش / آمال بيومى مهران
مناقش / خالد محمد عبد الفتاح الطلي
الموضوع
الآثار الفرعونية. الحضارة الفرعونية.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
210 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
10/8/2020
مكان الإجازة
جامعة الاسكندريه - كلية الاداب - التاريخ والاثار المصرية والاسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 222

from 222

المستخلص

وقد قسمت الدراسة إلى أربعة فصول، يسبقها تقديم ويتبعها خاتمة، وقد جاءت الفصول على النحو التالي:
الفصل الأول وعنوانه: ”النسب والتتويج”، وفيه تناولت الباحثة بالعرض لسلسلة نسب الملك ”بيبي الثاني” وأصوله سواء من ناحية الأب أو الأم، ورغم أنه لم يكن ابناً لزوجة رئيسية، بل كان ابناً لإحدى بنات حاكم ابيدوس، إلا أنه على الرغم من ذلك لم يكن له منافساً شرعياً للجلوس على العرش، فجاء انتقاله يسيراً بعد موت أخيه ”مري إن رع الأول” الذي حكم لست سنوات. ومن اللافت للانتباه أن الملك وفقاً لقوائم الملوك قد جلس على عرش مصر في سن السادسة، لذا فلابد أن يكون هناك من يحكم بصورة فعلية ويضع هذا الملك الطفل تحت وصايته، وقد لعب هذا الدور كل من أمه وخاله، اللذان أدارا شئون البلاد لفترة زمنية طويلة كان على أثرها أن تمتعت أبيدوس بكم من المزايا والعطايا وكذلك قفط التي دخلت إلى نطاق أبيدوس حتى اصدر الملك من أجل معبودها ”مين” مجموعة من المراسيم التي تقدم العديد من الإعفاءات لكهنته.
كما تناول الفصل الأول واحدة من أهم إشكاليات البحث والتي تتعرض لسنوات حكم الملك الفعلية، فعلى الرغم مما أشار إليه مانيتون فيما يتعلق بفترة حكم الملك ”بيبي الثاني” والتي تبلغ حوالي أربع وتسعون عاماً، نجد أن بعض الدراسات تفيد بإخفاق مانيتون في تقدير تلك السنوات، خاصة وأنها جاء في فترة زمنية تبعد آلاف السنوات عن فترة حكم هذا الملك. وأن الرأي الأقرب إلى الصواب هو أن الملك لم يجلس على العرش لأكثر من أربع وستون عام، وقد يكون هذا التفاوت في تقدير سنوات الحكم راجعاً إلى أن أسلوب التأريخ في عصر الدولة القديمة كان لا يستند لسنوات حكم الملك، وإنما لسنوات إحصاء الماشية، كأن يقول عام الإحصاء الثاني أو عام الإحصاء الثالث، والفارق هنا في توقيت إقامة هذا الإحصاء، فهناك من يراه سنتين، وهناك من يراه كل ثلاث سنوات، وهذا الخلاف هو ما نتج عنه الخلاف في تقدير سنوات الحكم الفعلية للملك.
كما تناول الفصل الأول كذلك مجموعة الأسماء والألقاب المختلفة التي حملها الملك تمهيداً للتعرف على أي قطعة أثرية تحمل أياً من هذه الأسماء، وحينها يمكن نسبتها بسهولة لعصر الملك ”بيبي الثاني”.
أما الفصل الثاني وقد جاء بعنوان ”التنظيمات الإدارية والإقتصادية”، وفيه تستعرض الباحثة جانبين من جوانب أنشطة الملك، وهما الجانب الإداري والتنظيمي والآخر هو الجانب الإقتصادي بما تشمله من حملات تعدين وحملات للمحاجر إلى جانب الأنشطة الإقتصادية الداخلية. وقد اتسم نشاط الملك الإداري في المتغيرات التي بدأت تطرأ على سلطة ونفوذ حكام الأقاليم، حيث بدأت حركة من التوسع وبسط النفوذ يمارسها بعض من حكام الأقاليم مستغلين علاقات المصاهرة والنسب مع البيت الملكي، فأخذت بعض البيوت الحاكمة في التضخم والتوسع. ومن البديهي أن نجد الملك ”بيبي الثاني” يساندهم ويغدق عليهم الإمتيازات ويقطع لهم بعض الأراضي الزراعية، بل ويصدر بإسمه مجموعة من المراسيم التي تمنحهم كثير من الإمتيازات لا يتمتع بها غيرهم من الأقاليم الأخرى. وقد يكون في ذلك نواة الإنهيار الذي كان يدفع بحكام الأقاليم الساخطين على هذا النظام إلى التمرد والإنفصال بأقاليمهم، فلم يعد يرسل أحدهم الضرائب إلى خزينة البلاد كما أصبح لكل حاكم إقليم فرقته العسكرية التي يستخدمها وقت النزاع.
وفي الوقت ذاته، لم تتوقف بعثات المناجم والمحاجر لتعبر بصورة واضحة عن استمرار النشاط الإقتصادي، إلا أن الفرق هنا يتلخص في أن تلك الحملات كانت تخرج بأمر من أم الملك وكذلك خاله، أي أنها كانت بنسبة كبيرة تخدم مصالح وأمور شخصية، فعلى الرغم أن تلك الحملات والبعثات كانت تخرج بإسم الملك ”بيبي الثاني” إلا أنه من غير المنطق أن يكون الملك مدركاً لتفاصيل بعثة محاجر تخرج في عام الإحصاء الثاني من حكمه، أي في عمر العاشرة أو الإثنى عشر. إلا أنه وفقاً لما هو معهود في مصر الفرعونية، فالملك على رأس الهرم الإجتماعيي، فهو المالك الأوحد لكل الأراضي، وكذلك المناجم والمحاجر، وبالتالي وجب أن يتصدر اسمه وألقابه كافة النصوص التي تؤرخ لأحداث هذه الحملات.
أما الفصل الثالت وعنوانه ”العمارة والفنون”، فقد تناولت فيه الباحثة في مجال العمارة المجموعة الهرمية للملك الواقعة إلى الجنوب من سقارة، وتعد هذه المجموعة الهرمية من أهم العمائر في عصر الدولة القديمة، إذ أنها تُعتبر البناء الضخم الأخير من هذا العصر.
ولم تختلف عناصر المجموعة الهرمية للملك ”بيبي الثاني” عن العناصر النموذجية للمجموعات الهرمية في عصر الدولة القديمة، إلا أن اللافت للنظر أنه قد حرص على أن يضم سور هرمه مقابر ثلاثة وربما أربعة من زوجاته وهما ”نيت - ايبوت - اوجبتن - عنخ إس ان مري رع الثالثة”.
أما الفنون، فقد جاءت بغير المتوقع في الكم والكيف لملك مصري ساعدته الظروف السياسية أن يجلس على عرش البلاد لفترة زمنية طويلة، فلم يًعثر له إلا على تمثالين صغيرين لا يتفقا ومكانة كل من الملك والعصر ذاته. وإلى جانب ذلك مجموعة محدودة من الأواني أو النقوش التي تحمل إسم الملك.
وفي الفصل الرابع وعنوانه ”السياسة الخارجية”، تناولت الباحثة النشاط الخارجي للملك ”بيبي الثاني”، وقد اتسم هذا النشاط بما اتسمت به علاقات مصر الخارجية طوال عصر الدولة القديمة، فقد كان المألوف أن تتلخص تلك العلاقات في جهات ثلاثة رئيسية، أولهما ناحية الشمال الشرقي حيث العلاقات التجارية مع سوريا وفلسطين. وحقيقة الأمر أن طبيعة تلك العلاقات التي تضرب بجذورها إلى مراحل ما قبل الأسرات لم تكن جميعها تحمل طابع التجارة السلمية، فأحيانا ما كانت تتخذ الوجه الآخر من علاقات الدول المتجاورة حيث الصدام العسكري الذي قد تفرضه إحدى الدولتين على الآخرى. والأمر ذاته في علاقات الملك ”بيبي الثاني” ناحية الغرب، حيث علاقاته العسكرية مع التحنو والتمحو، والتي كانت نتيجة طمع هؤلاء في السيطرة على بعض مناطق من غرب الدلتا مستغلين الهدوء النسبي الذي شهدته البلاد في الأسرة السادسة. فكان عليه أن يخرج من العاصمة سلسلة من الحملات التأديبية التي تعود بهولاء إلى أراضيهم الرملية الفقيرة، وهو ما ظهر من ألقابهم التي وردت على نقوش معبد الجنزي حين أشار إليهم بلقب ”سكان الرمال”.
أما النشاط الخارجي ناحية الجنوب، فقد يكون له نصيب الأسد في صورة العلاقات الخارجية لمصر في نهايات عصر الأسرة السادسة، فقد حرص ملوك تلك الأسرة ومنهم الملك ”بيبي الثامي” أن يكلفوا بعض من رجالهم - غالباً كانوا من حكام إقليم إليفانتين - بالذهاب جنوباً ناحية النوبة لأستكشاف المناطق الواقعة هناك وجلب المنتجات الثمينة المحببة للملوك مثل جلود الفهود وخشب الأبنوس واللبان والعاج والذهب وغيرها من المنتجات التي تستخدم في الصناعات الملكية الفاخرة.
وقد ترك لنا حكام إقليم إليفانتين المتعاقبين مجموعة من النصوص المطولة التي تروي بعض من تفاصيل خدمتهم لملوكهم وذلك في إطار سرد لسيرهم الذاتية المنقوشة على جدران مقابرهم في جبانة قبة الشيخ على أبو الهوا بغرب أسوان. ومنها نعرف مجموعة من الرجال الذين خدموا في عهد الملك ”بيبي الثاني” وكان لهم نشاط واسع ناحية الجنوب وصلوا فيه حتى الجندل الثالث سواء في صورة حملات سلمية أو عسكرية تتسم بطالع العنف، ومن هؤلاء الرجال ”حرخوف - بيبي نخت - ميخو - سا بني”، وكان لتلك الأسماء الفضل في التعرف على الكثير من جوانب الحياة في عهد الملك ”بيبي الثاني”.
وفي النهاية تأتي خاتمة البحث.