Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تنمية الذكاء الاجتماعي لتحسين البراجماتيك لدى عينة من الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة /.
المؤلف
محمد ؛ فاطمة محمد عبد الهادي .
هيئة الاعداد
باحث / فاطمة محمد عبد الهادي محمد .
مشرف / محمــد رزق الــبحيري .
مشرف / توفيق عبد المنعم توفيق .
مشرف / أسماء عبد العال محمد الجبري .
الموضوع
تنمية الذكاء الاجتماعي لتحسين البراجماتيك لدى عينة من الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة .
تاريخ النشر
2020 .
عدد الصفحات
319 ص .
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس
تاريخ الإجازة
01/01/2020
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد الطفولة - قسم الدراسات النفسية للاطفال .
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 346

from 346

المستخلص

ملخص الدراسة باللغة العربية
مقدمة:
تعتبر مرحلة الطفولة من أهم وأبرز المراحل فى حياة الإنسان، فهى المرحلة التى يحدد فيها بناء وتكوين شخصية الطفل من جميع النواحى النفسية والاجتماعية والجسمية والعقلية، فكل ما يتلقاه الطفل فى هذه المرحلة يبقى أثره فى المراحل التالية، ويعتبر الاهتمام بالأطفال فى أى مجتمع اهتمامآ بمستقبل هذا المجتمع بأسره، ويقاس مدى تقدم المجتمعات ورقيها بمدى اهتمامها بالأطفال والعناية بهم ودراسة مشكلاتهم والعمل على حلها، ويتوقف التطور التربوى على ما يقدمه الباحثون من جهود لإعداد كثير من البرامج والدراسات من أجل الارتقاء بالطفل وحل مشكلاته وعلاجها.
يعد مصطلح اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة Attention Deficit Hyperactivity Disorder (ADHD) هو المصطلح الحالي الذي تستخدمه الجمعية الأمريكية للطب النفسي لوصف الأطفال والمراهقين والراشدين الذين يظهرون أنماطًا سلوكية تتمثل في نقص الانتباه Inattention، والاندفاعية Impulsivity، وفرط الحركة Hyperactivity، ورغم أنه تم التعرف منذ وقت طويل على هذا الاضطراب بواسطة المهنيين العاملين في مجال الرعاية الصحية للأطفال والمراهقين إلا أن عامة الناس لم يعرفوا شيئًا عن هذا الاضطراب إلا في الآونة الأخيرة، ومن العوامل التي ساهمت في زيادة الوعي والاهتمام المتزايد الذي حظي به هذا الاضطراب وسائل الإعلام، فخلال الخمسة أعوام الماضية - على وجه الخصوص - كان هناك سيلا من التقارير المحلية والإقليمية والقومية عن الاضطراب ظهرت بدرجة ملحوظة في عناوين مقالات الجرائد والمجلات كموضوعات للمناقشة في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية مما ساعد على زيادة الوعي بالاضطراب، وكذلك لتأثير هذا الاضطراب على المستوى التعليمي، وبسبب هذا الوعي أصبح هناك متطلبات جديدة على الممارسين للرد على الأسئلة التي تدور حول الاضطراب بدرجة أكبر مما كانت في الماضي (مجدي دسوقي، 2006: 17).
يتمثل اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، في متلازمة شائعة بين الأطفال والمراهقين وأحيانا البالغين. وغالبًا ما يرتبط ذلك بانخفاض الذكاء الاجتماعي لديهم، مما يؤدي إلى الفشل في تحقيق المستوى المتوقع للأداء الاجتماعي، وقد اتضح أن هناك طفل واحد على الأقل في كل فصل دراسي وما يقرب من (3 إلى 5%) في سن الدراسة هو مفرط الحركة. وسبب الاضطراب متنوع وغير محدد في كثير من الأحيان؛ منها العوامل الجينية والبيئية لدى أحد أفراد العائلة أو أحد الوالدين أو الأخ أو الأخت، بنسبة تقديرية(80%)، وتعتبر بعض الحالات الشاذة لديها مشكلة في نمو المخ أو الولادة المبكرة أو نقص الأكسجين، والعدوى، والنيكوتين السام، والتعرض للرصاص. ويدعم السبب العصبي لـADHD تقارير التصوير بالرنين المغناطيسي من تشوهات الدماغ الهيكلية، والدماغ الكهربائي، وعلامات خفية من تطور الدماغ غير الناضجة في الفحص العصبي (Gordon, 2010: 5).
وقد يتعرف الآباء على السلوك المفرط فور الولادة أو عندما يبدأ الطفل المشي، ولكن غالبا ما يتم تأخير التشخيص حتى يلاحظ المعلم ضعف القدرة على التركيز والتشتت، والسلوك المفرط في الفصل الدراسي.
وعادة أولي ما يتبع التقييم من قبل طبيب الأطفال أو طبيب الأسرة من خلال المشاورات مع طبيب الأعصاب أو طبيب النفسي، والتقييم النفسي، والتحاليل المعملية عند اللزوم إليها (Gordon, 2010: 5).
تتغير السلوكيات المرتبطة باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة مع نمو الأطفال. على سبيل المثال قد يظهر الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة فرط النشاط الحركي الإجمالي - دائمًا في الجري والتسلق ويتحول كثيرًا من نشاط لآخر. قد يكون الأطفال الأكبر سنًا قلقين ويخمدون في مقاعدهم أو يلعبون بكراسيهم ومكاتبهم، وكثيرًا ما يفشلون في إنهاء دراستهم أو يعملون بلامبالاة. ويميل المراهقون الذين يعانون من ADHD أن يكونوا أكثر انسحابًا وأقل تواصلا، وغالبًا ما يكونوا متهورون ويتفاعلون بشكل تلقائي دون النظر إلى الخطط السابقة أو المهام والواجبات المنزلية الضرورية(Stephanie & Kelly, 2004: 1).
يشير مجدي دسوقي أن الأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يكون ذكاؤهم عاديًا إلا أن تحصيلهم الدراسي يكون ضعيفًا؛ وذلك لأن الأعراض المرضية الأساسية للاضطراب التي تتمثل في النشاط الزائد، ونقص الانتباه، والاندفاعية، والصعوبة في إتباع التعليمات وعدم التنظيم تساهم جميعها في حدوث المصاعب الأكاديمية، بالإضافة إلي ذلك فإن هؤلاء الأطفال تكون مهاراتهم الاجتماعية منخفضة غالبًا، كما أن علاقاتهم البين شخصية تكون مضطربة وخاصة مع الرفاق والمعلمين والوالدين، وهذه المصاعب تزداد في حالة وجود اضطراب التحدي والمعارضة، واضطراب التواصل واضطراب الحالة المزاجية، واضطرابات القلق (مجدي دسوقي، 2006: 28: 29).
كما أن انخفاض الذكاء الاجتماعي لدى هؤلاء الأطفال قد لا يكون مرتبطًا بشكل مباشر بالأعراض الأساسية للاضطراب. ولكنه مرتبط بمشكلات اللغة الشائعة أيضًا في اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ADHD، وقد ازدادت الأدلة على الصعوبات اللغوية الخاصة بالبراجماتيك. وارتباطها بضعف الذكاء الاجتماعي في العديد من الاضطرابات العصبية النمائية. ويصنف هؤلاء الأطفال بأقل درجة في التفضيل الاجتماعي من زملائهم ولديهم عدد أقل من الصداقات، وكثيرًا ما يكرهم أقرانهم في اليوم الأول أو في غصون (20) دقيقة من التفاعل الاجتماعي (Staikova, Gomes Tartter, McCabe & Halperin, 2013).
وأشار كوهين وآخرون (2000) بأن المشاكل اللغوية الشائعة تحدث في حوالي نصف الأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، كما أن القدرة اللغوية العامة ترتبط عادة بالمهارات اللغوية للبراجماتيك، إلا أن ضعف البراجماتيك يمكن أن يحدث بشكل مستقل عن المشاكل اللغوية العامة. وقد ثبت أن انخفاض البراجماتيك يسهم في مشاكل الأداء الأكاديمي، والعلاقات بين الأقران، والتوافق النفسي العام، ويرتبط بالعديد من الاضطرابات النفسية (Staikova et al., 2013)، وأحد العوامل التي ترتبط بانخفاض الذكاء الاجتماعي هي مشاكل التواصل. وعادة ما يجد الأطفال العاديين الذين يتواصلون بشكل جيد أنه من السهل نسبيًا إقامة صداقات والحفاظ عليها، والتواصل في التفاعل الاجتماعي هو جزء من الجانب الخاص بالبراجماتيك، ويشير المجال البراجماتيك إلي الاستخدام العملي للغة في التفاعل الاجتماعي ويتضمن الألفاظ اللفظية، والألفاظ المنطقية، والسلوكيات غير اللفظية (Leonard, 2009).
وتهدف تنمية الذكاء الاجتماعي إلي الحفاظ على المهارات التي يمتلكها الطفل، وتحسين وتطوير تلك المهارات، ويتعلم الأطفال من خلال ذلك كيف يوظفون السلوك اللفظي وغير اللفظي في مواقف التفاعل الاجتماعي، وتغيير تقييم الأطفال الاجتماعي، وتعليم الأطفال كيفية قراءة الموقف الاجتماعي، وانتظار الدور، ومعرفة متي يتم تغيير الموضوع أثناء المحادثة، والتعبير عن المشاعر، وفهم مشاعر الآخرين، وتعلم المعايير والقيم الاجتماعية، والسيطرة على الانفعالات، والتنظيم الذاتي، لذلك ينبغي أن نستخدم مناهج وطرق إبداعية عند تدريب الأطفال على هذه المهارات مثل الدراما، والمناقشات، ولعب الأدوار، والتدريب من خلال اللعب، والنمذجة، ومن خلال تقديم الخدمات الاجتماعية، والألعاب الرياضية (عبد الجواد خليفة، هبه سامي، 2015).
ولأهمية الذكاء الاجتماعي لدى الأطفال المصابين بنقص الانتباه وفرط الحركة وتأثيره الايجابي في حياتهم، وللآثار النفسية للاضطراب على حياتهم باعتباره إعاقة نفسية تزيد من اضطرابهم ستجري هذه الدراسة للكشف عن مدى فاعلية برنامج إرشادي لتنمية الذكاء الاجتماعي لتحسين البراجماتيك لدى عينة من الأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
مشكلة الدراسة:
حظي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة باهتمام كبير في أمريكا والدول الغربية؛ حيث توجد عيادات متخصصة لعلاج الاضطراب يعمل بها متخصصون متمرسون لديهم خبرة كبيرة عن أسباب هذا الاضطراب، وأعراضه، وكيفية تشخيصه وعلاجه، كما يؤكد القائمون على العملية التعليمية أيضًا على ضرورة أن يكون موضوع اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة على قائمة برامج التدريب وورش العمل، كما توجد حجرات دراسية مجهزة خصيصًا للتلاميذ الذين يعانون من الاضطراب كي يتلقون دروسهم وفقآ لبرامج تربوية خاصة، أما في الوطن العربي فلا يوجد مثل هذا الاهتمام، فالغالبية العظمي من العاملين في المجال التعليمي من معلمين وأخصائيين اجتماعيين ليس لديهم المعلومات الكافية عن الاضطراب (مجدي دسوقي، 2006: 10-11).
ويعد نقص الانتباه وفرط الحركة أحد الاضطرابات الارتقائية، والتي يتسم بنقص الانتباه وفرط الحركة والاندفاعية، وتبلغ نسبة انتشاره بين الأطفال حوالي (5%)، بينما تبلغ حوالي (2.5%) بين الراشدين في جميع أنحاء العالم، ولا يعد عرضا واحدا أو حتى عرضين وإنما يمثل مجموعة من السلوكيات المتصلة بعضها بالبعض الآخر، وأبرز تلك الأعراض هي الاندفاعية، وفرط الحركة، ونقص الانتباه (عبد الجواد وهبه سامي، 2015: 11).
وقد تزايد الاهتمام بهذا الاضطراب خلال العقود الأخيرة، ويرجع ذلك إلى بعض العوامل الثقافية التي تتضمن تأثير وسائل الإعلام والوعي المتزايد داخل المدارس وبين الآباء، إلي جانب الكتب والمنشورات العلمية التي تهتم بهذا الاضطراب، وارتفاع سقف التوقعات من الأطفال في السن المبكر، وكذلك تأثيره على المستوي التعليمي للطلاب والحياة الاجتماعية وصورة الذات.
وقد ركزت بعض البحوث والدراسات العلمية على دراسة الذكور أكثر من الإناث نظرًا لأن نسبة انتشار هذا الاضطراب لدى الذكور أعلي من نسبة انتشاره بين الإناث، وتكمن الفروق بين الذكور والإناث في هذا الاضطراب في النمط السائد من الاضطراب لدى كل منهما، حيث يغلب النمط المختلط ”نقص الانتباه، وفرط الحركة - الاندفاع” بين الذكور بينما يغلب النمط ”غير المنتبه” بين الإناث، وكذلك يتسم سلوك الإناث بأنة أقل تخريبًا وعدوانية (عبد الجواد، هبه سامي، 2015: 12)
ويبدأ حدوث هذا الاضطراب مبكرًا بمعنى أن أعراضه تظهر قبل سن السابعة، ويؤثر فيما يقرب من (3%-5%) من الأطفال الملتحقين بالمدارس، وتتراوح نسبة إصابة الذكور إلي الإناث بين (1: 5)، ويميل الاضطراب إلي أن يكون مزمنًا، فأكثر من (50%) من الأطفال الذين يعانون منه يستمرون في تقديم الأدلة على وجود الأعراض المرضية الخطيرة حتى مرحلتي المراهقة والرشد، بالإضافة إلي ذلك فأن الأطفال الذين يعانون من الاضطراب يكونون معرضين بدرجة عالية للمعاناة من الاضطرابات التي تتعلق بالتعلم والسلوك وخاصة السلوك الاجتماعي الانفعالي (مجدي دسوقي، 2006: 35).
وأشار دوهاني (2003) إلى أن ثلث الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب لديهم حالة مرضية مشتركة أو أكثر تشمل اضطراب المعارضة والتحدي، واضطراب التواصل، واضطرابات الاكتئاب، واضطرابات القلق، وصعوبات التعلم (مجدي دسوقي، 2006: 38).
أوضح هينشا وملاينس (Hinshaw & Melinch) أن الأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يعانون من صعوبات في تكوين صداقات مع الآخرين، وبخاصة أقرانهم. كما أنهم يعانون من صعوبة في الاحتفاظ بأصدقائهم. كما أشار لورجس أيضا إلي أن هؤلاء الأطفال لديهم نقص في تأسيس الصداقة، ولديهم مشكلات تتعلق بعملية التوافق والتطبيع الاجتماعي. ويرجع سبب ضعف علاقة هؤلاء الأطفال بالآخرين إلي اندفاعيتهم القوية، ونشاطهم عديم الغرض، وضعف تركيزهم وضعف قدرتهم على تحمل الإحباط واحترام الذات. وقد يعود كذلك إلي أنهم غير قادرين على التعبير عن مشاعرهم ورغباتهم وآرائهم بصورة مناسبة (خالد سعد، 2011: 53).
وأشار ستاين إلي أن الأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يعانون من انخفاض الذكاء الاجتماعي، حيث أن طبيعة خصائصهم تحول دون أدائهم للسلوك الماهر اجتماعيًا. ويؤكد كايل وويكس أن أهم خصائص سلوك هؤلاء الأطفال أنهم أقل تعاونًا مع الآخرين وأقل اندماجًا، وأقل مشاركة في الأداء المدرسي (خالد سعد، 2011: 54-55).
كما أشار كل من (Ball,2008; Staikova,2013; Vaisanen etal., 2014) أن الأطفال المصابين بنقص الانتباه وفرط الحركة يواجهون صعوبات في استخدام مهام البراجماتيك مثل عدم معرفة المعني البديل للكلمة الغامضة في السياق وقصور في الآثار والافتراضات المسبقة في المواقف الاجتماعية؛ ويرجع ذلك إلي انخفاض الذكاء الاجتماعي لديهم وعدم قدرتهم على استيعاب المواقف الاجتماعية وكيفية استخدام المعاني المناسبة. ويضيف(Cordier et al. 2017) أن الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة غالبًا ما يكون لديهم اضطراب في مهارات البراجماتك اللغوية مما يؤدي إلي صعوبات في تكوين الصداقات مع أقرانهم.
حيث يتطلب التواصل الناجح من الفرد معرفة ما هو أبعد من المعني الحرفي للكلمات المنطوقة، والجوانب النحوية والتركيبية للغة، والمتمثل في فهم الفرد واستخدامه للغة وفقًا للسياقات الاجتماعية social contexts، هو ما يعرف بمصطلح البراجماتيك، ويتضمن ذلك فهم الفرد للغة في سياق البيئة والمعايير الاجتماعية وطبيعة الموقف الذي يتم فيه التواصل، وكل هذه الأمور تتطلب من الفرد انتباهه للحديث وتسلسله وربطه بسياقه واستنتاج منه معلومات لم تذكر، وهذا يصعب تحقيقه مع سلوكيات الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة.
لذا فإن ما يعانيه الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة من نقص الذكاء الاجتماعي مصحوبًا بضعف في البراجماتك لديهم، يتطلب مواجهته من خلال تقديم خدمات علاجية شاملة في كل من قاعات الدروس، والمنزل، والبيئة التي يعيشون فيها، حتى لا تجتمع عليهم الآثار السلبية الناتجة عن مشكلاتهم مما يزيد من معاناتهم ومعاناة المحيطين بهم، لاسيما في المدارس الابتدائية حيث يزداد انتشار اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لديهم.
وقد لاحظت الباحثة من خلال عملها كأخصائي اضطرابات النطق والكلام أن الأطفال ذوى نقص الانتباه وفرط الحركة يعانون من العديد من المشكلات السلوكية والنفسية التي تؤثر بشكل كبير عليهم لغويًا ودراسيًا واجتماعيًا، والتي لابد من أخذها في الحسبان جنبا إلى جنب في التدريب. كما لاحظت أن المعلمين والوالدين دائمي الشكوى من عدم وجود برامج تدريبية مناسبة تساعد أولادهم على اكتساب مهارات التواصل الاجتماعي مع الآخرين بشكل جيد من خلال استخدام السياق اللغوي الاجتماعي مناسب حيث فشلت الطرق والبرامج الدراسية المختلفة على إكسابهم هذه المهارات، كما أن الطرق العادية فشلت في احتواء هؤلاء الأطفال نفسيًا واجتماعيًا مما جعلهم يعانون من العديد من المشكلات النفسية، لذلك فهؤلاء الأطفال يحتاجون إلي برامج جديدة تحتوى على استراتيجيات تعليمية حديثه تعتمد على استغلال نقاط القوة لديهم ومعرفة نقاط الضعف ومعالجتها.
ولاتفاق الدراسات السابقة على انخفاض الذكاء الاجتماعي لدى الأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وتأثيرها على المشاكل اللغوية الخاصة بالبراجماتيك، ولندرة الدراسات التي تناولت تنمية الذكاء الاجتماعي لتحسين البراجماتيك لدى الأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة - في حدود ما اطلعت عليه الباحثة - ستجرى هذه الدراسة، للكشف عن فاعلية برنامج إرشادي لتنمية الذكاء الاجتماعي لتحسين البراجماتيك لدى عينة من الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة.
وتثير مشكلة الدراسة الأسئلة التالية:-
1- هل يساعد البرنامج الإرشادي في تنمية الذكاء الاجتماعي لدى عينة الدراسة من أطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة؟
2- هل تستمر فاعلية البرنامج الإرشادي -إن وجدت- في تنمية الذكاء الاجتماعي لدى عينة الدراسة بعد شهر من تطبيقه (فترة القياس التتبعي)؟
3- هل يؤدي تنمية الذكاء الاجتماعي إلي تحسين البراجماتيك لدى عينة الدراسة من الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة؟
4- هل تستمر فاعلية تنمية الذكاء الاجتماعي -إن وجدت- في تحسين البراجماتيك لدى عينة الدراسة بعد شهر من تطبيقه (فترة القياس التتبعي)؟
أهداف الدراسة:
هدفت هذه الدراسة إلي:
1- التحقق من فاعلية برنامج إرشادي في تنمية الذكاء الاجتماعي لدى عينة الدراسة من الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة.
2- بيان تأثير البرنامج في تنمية الذكاء الاجتماعي لدى عينة الدراسة - عبر الزمن – من خلال القياس التتبعي.
3- التأكد من فاعلية تنمية الذكاء الاجتماعي في تحسين البراجماتيك لدى عينة الدراسة من ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة.
4- تقصى تأثير تنمية الذكاء الاجتماعي في تحسين البراجماتيك لدى عينة من الدراسة - عبر الزمن – من خلال القياس التتبعي.
أهمية الدراسة:
تتحدد أهمية الدراسة في:
أولاً- الأهمية النظرية وتتمثل في:
1- ندرة الدراسات التي تناولت تنمية الذكاء الاجتماعي لتحسين البراجماتيك لدى الأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة - في حدود ما اطلعت عليه الباحثة - في البيئة العربية.
2- تزودنا الدراسة ببعض المعلومات عن كيفية مواجهة المواقف الحياتية لدى الأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة للتخفيف من حدته في السلوك والشخصية.
3- تزودنا الدراسة ببعض المعلومات عن كيفية استخدام البراجماتيك في المواقف الاجتماعية لدى الأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
4- التعرف على الدور الذي يؤديه الذكاء الاجتماعي في تحسين البراجماتيك لدى الأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.
5- تعطي هذه الدراسة دلالات ومؤشرات نفسية واجتماعية ولغوية لعينة الدراسة.
6- تحاول الدراسة الاقتراب من الواقع النفسي والاجتماعي لأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة ومحاولة التقريب بينه وبين المجتمع.
ثانيًا- الأهمية التطبيقية وتتمثل في:
1- الكشف عن بعض السمات الاجتماعية لأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة حيث يمكن العمل على تخفيف القصور الاجتماعي لديهم.
2- الكشف عن بعض السمات اللغوية الخاصة بالبراجماتيك لأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة حيث يمكن العمل على تخفيف العجز البراجماتي لديهم.
3- قد توجه نتائج هذه الدراسة أنظار المسئولين في وزارة التربية والتعليم إلي ضرورة الاهتمام ببرامج إرشادية وعلاجية وتفعيلها بما يعود بالفائدة على طلاب ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في تنمية الذكاء الاجتماعي لديهم.
4- يمكن أن توجه نتائج هذه الدراسة أنظار أخصائيي التخاطب إلي ضرورة الاهتمام ببرامج إرشادية وعلاجية وتفعيلها بما يعود بالفائدة على طلاب ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لتحسين البراجماتيك لديهم.
فروض الدراسة:
في ضوء أهداف الدراسة ونتائج الدراسات صاغت الباحثة فروضها على النحو التالي:
1- يمكن لبرنامج إرشادي تنمية الذكاء الاجتماعي لدى عينة الدراسة من الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة، وكما يتضح من الفروض الفرعية التالية:
‌أ- توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس بعد البرنامج على مقياس الذكاء الاجتماعي للأطفال، وذلك في اتجاه المجموعة التجريبية.
‌ب- توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين قبل وبعد البرنامج على مقياس الذكاء الاجتماعي للأطفال، وذلك في اتجاه القياس بعد البرنامج.
‌ج- لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة الضابطة في القياسين قبل وبعد البرنامج على مقياس الذكاء الاجتماعي للأطفال.
‌د- لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي للبرنامج على مقياس الذكاء الاجتماعي للأطفال.
2- يؤدي تنمية الذكاء الاجتماعي إلي تحسين البراجماتيك لدى عينة الدراسة من الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة، وكما يتضح من الفروض الفرعية التالية:
‌أ- توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في القياس بعد البرنامج على مقياس البراجماتيك للأطفال، وذلك في اتجاه المجموعة التجريبية.
‌ب- توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين قبل وبعد البرنامج على مقياس البراجماتيك للأطفال.
‌ج- لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة الضابطة في القياسين قبل وبعد البرنامج على مقياس البراجماتيك للأطفال.
‌د- لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي للبرنامج على مقياس البراجماتيك للأطفال.
منهج وإجراءات الدراسة:
1) منهج الدراسة:
اعتمدت هذه الدراسة على المنهج التجريبي؛ حيث استخدام التصميم التجريبي المجموعتين التجريبية والضابطة (القياس القبلي والبعدي)، بهدف اختبار فاعلية البرنامج في تنمية الذكاء الاجتماعي ومن ثم تحسين البراجماتيك لدى الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة (المجموعة التجريبية).
2) عينة الدراسة:
تم التطبيق على عينة عددها (30) من الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة، تراوحت أعمارهم ما بين (10-12) عامًا، وتم اختيار العينة بطريقة قصدية، وتم تقسيمهم إلي مجموعتين أحدهما تجريبية (ن= 15) والأخرى ضابطة (ن= 15).
وتم اختيار العينة وفقآ للشروط التالية:
 ألا يكونوا متسربين من المدرسة.
 ألا يكونوا لديهم أمراض صحية.
 ألا يكونوا لديهم إعاقة أخري.
 ألا يعانوا من مشكلات سلوكية.
 ألا يعانوا من اضطرابات في النطق.
 أن يتجانس أفراد العينة في مستوي الذكاء، وألا يقل عن المستوى المتوسط.
 أن يكون أفراد العينة من الذكور.
 أن لا يقل مستواهم عن المتوسط في المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
3) أدوات الدراسة:
1. مقياس ستانفورد بينية للذكاء – الصورة الخامسة (تعريب: محمود أبو النيل ومحمد طه وعبد الموجود عبد السميع، 2011).
2. مقياس اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (إعداد: مجدي الدسوقي، 2006).
3. مقياس المستوى الاقتصادى الاجتماعى الثقافى (إعداد: محمد سعفان ودعاء الخطيب، 2016).
4. مقياس الذكاء الاجتماعي للأطفال (إعداد: الباحثة).
5. مقياس البراجماتيك للأطفال (إعداد: الباحثة).
6. برنامج تنمية الذكاء الاجتماعي لتحسين البراجماتيك لدى الأطفال ذوى نقص الانتباه وفرط الحركة (إعداد: الباحثة).
4) الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة:
لتحقيق أهداف الدراسة والتحقق من صدق فروض الدراسة وطبقا لعدد أفراد عينة استخدمت الباحثة الأساليب الإحصائية التالية:
1- اختبار مان ويتنى اللابارمترى لدلالة الفروق بين المجموعات المستقلة للتحقق من صدق الفرض الأول (أ) والفرض الثاني (أ).
2- اختبار ويلكوكسون اللابارامترى لدلالة الفروق بين المجموعات المرتبطة للتحقق من صدق الفرض الأول ب/ج/د والفرض الثاني ب/ج/د.
نتائج الدراسة:
أولاً- نتائج الفرض الأول:
ينص على ”يساعد البرنامج الإرشادي في تنمية الذكاء الاجتماعي لدى الأطفال ذوى نقص الانتباه وفرط الحركة” كما يتبين من الفروض الفرعية التالية:
‌أ- توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة من الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة في القياس بعد تطبيق البرنامج على مقياس الذكاء الاجتماعي للأطفال وذلك في اتجاه المجموعة التجريبية.
‌ب- توجد فروق داله إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية من الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة في القياسين قبل وبعد تطبيق البرنامج على مقياس الذكاء الاجتماعي للأطفال وذلك في اتجاه القياس البعدي.
‌ج- لا توجد فروق داله إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة الضابطة من الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة في القياسين قبل وبعد البرنامج على مقياس الذكاء الاجتماعي للأطفال.
‌د- لا توجد فروق داله إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية من الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة في القياسين البعدي والتتبعي لتطبيق البرنامج على مقياس الذكاء الاجتماعي للأطفال.
ثانيًا- نتائج الفرض الثاني:
ينص على ”يؤدي تنمية الذكاء الاجتماعي إلي تحسين البراجماتيك لدى عينة الدراسة من الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة”، كما يتضح من الفروض الفرعية التالية:
‌أ- توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة من الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة في القياس بعد تطبيق البرنامج على مقياس البراجماتيك للأطفال وذلك في اتجاه المجموعة التجريبية.
‌ب- توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية من الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة في القياسين قبل وبعد تطبيق البرنامج على مقياس البراجماتيك للأطفال وذلك في اتجاه القياس البعدي.
‌ج- لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة الضابطة من الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة في القياسين قبل وبعد البرنامج على مقياس البراجماتيك للأطفال.
‌د- لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية من الأطفال ذوي نقص الانتباه وفرط الحركة في القياسين البعدي والتتبعي لتطبيق البرنامج على مقياس البراجماتيك للأطفال.