الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص لى أصحاب السلطان ليحتموا بقوتهم ويحيوا في ظلال نعمتهم، وأولئك يمدون لهم في حبل العطاء ليشيعوا محامدهم في الناس فيمتد سلطانهم ويسبق ذكرهم” والمديح هو فن من فنون الشعر الغنائي يقوم على عاطفة الإعجاب، ويعبر عن شعور تجاه فرد من الأفراد، أو جماعة معينة قد ملك على الشاعر إحساسه، وأثار في نفسه روح الإكبار والاحترام لمن جعله موضع مديحه. وفي هذا الفن من الشعر تعداد للمزايا الجميلة، ووصف للشمائل الكريمة، وإظهار للتقدير العظيم الذي يكنه الشاعر لمن توافرت فيهم تلك المزايا وعرفوا بمثل هاته الصفات والشمائل. ولسنا ندري كيف جاءت المدائح الأولى عند الإنسان الأول، ولكن النقوش القديمة تحمل على صفحاتها الحمد والثناء لأشخاص وجماعات، وتشيد بالقواد أو الملوك وتتحدث عن انتصاراتهم ومواهبهم، وتمنحهم ألقابا ونعوتا وصفات تسمى في عرفنا اليوم، مدائح. فقد نشأ الإنسان على خوف من القوة والبطش فلذلك رأيناه يمجد البحر والرعد والأسد والمطر والشمس والقمر والنار ويتوجه إليها خاضعا خاشعا مبديا إعجابه. وسرعان ما اكتشـف فكـرة الإلـه، فجعـل لكـل شـيء إلهـا، فـي بـادئ الأمـر، ثـم توجـه إلى الآلهة بصلواته وعبادته وتضرعاتـه فغدت هذه كلها مدائح، إلـى أن اكتشف فكـرة الإله الواحد فأصبحت مدائحه صـلاة. هذا النوع من المديح عُرف عند المصريين القدامى مكتوبا على ورق البردى يتوجه فيه الفلاح المصري إلى سيده الفرعون، كما عرف عند أهل الصين القدامى في كتبهم الدينية وملاحمهم مثل كتاب ”كونفوشيوس” أو الهندية ”الماها بهارتا”، وعرف هذا المديح أيضا عند الفرس في كتابات ” زرادشت”. |