الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الأهداف: حاولنا في هذه الدراسة أن يكون لنا موقعٌ في خِضم ذلك الزخم الكبير الذي تعج به الدراسات اللسانية الحديثة، في ضوء قراءة معاصرة للخطاب التَّفْسِيري قراءة تحاول جلي مظاهر الأبعاد التَّدَاولِيّة في الخطاب التَّفْسِيري؛ فالفن يسبق النظرية. كما حاولنا البحث عن الأبعاد التَّدَاولِيّة في تفسيرين مختلفين من تفاسير القرآن، وكيفية استخدام المفسرَيْن لهذه الأبعاد والاستفادة منها في تفسيرهما. الكشف عن وعي المفسرين في كشف الكثير من القضايا التَّدَاولِيّة، وكذلك الكشف عن القاسم المشترك بين التَّفْسِير والتَّدَاولِيّة؛ مما يؤكد أنّ علماء التّراث العرب – والمفسرين منهم- قد وعوا كثيرًا من القضايا التَّدَاولِيّة. الكشف عن الأبعاد التَّدَاولِيّة في تفسيري الرَّازِيّ والشَّعْرَاوِيّ ووصفها وتحليلها ومقارنتها في التَّفْسِيرين. النتائج: استخدم كل من الرَّازِيّ والشَّعْرَاوِيّ ما اتيح لهم من الوسائل التداولية فاكتفى الرَّازِيّ بالعناصر المتاحة في اللغة المنقولة من تأكيديات وحكائيات وشعر وأمثلة، بينما زاد الشَّعْرَاوِيّ ما توافر له من أدوات تواصلية سواء أكانت مرئية أو مسموعة من أمثلة رفعه وخفضه لصوته لمحاكاة القصة، كما استفاد من لغة الجسد في إشارات يدوية وهز للأكتاف وإيماءات بوجه. كما توافق تفسيري الرَّازِيّ والشَّعْرَاوِيّ لقصص سور الطواسين مع المنهج التداولي في الهدف من الأفعال الكلامية وهو التأثير على المتلقي؛ فالهدف من التفسير هو التبيين والتوضيح من أجل التأثير، والتأثير ودراسته هو أحد الأبعاد الثلاثة في نظرية الأفعال الكلامية. من خلال الدراسة تبين لنا براعة الرازي والشعراوي في الاستعانة بالأبعاد التداولية الأربعة؛ فكثير من الأسس والمقولات التداولية وجدنا لها تطبيق وممارسة في تفسيري الرازي والشعراوي لقصص سور الطواسين، وقد وضحنا ذلك تفصيلًا. اقترب الرازي والشعراوي في كثير من الأحيان من الجانب التداولي في تفسيرهما لقصص سور الطواسين؛ لأن الجانب اللغوي وحده لم يسعفهما في تفسيرهما؛ فاعتمدا على ما يحيط بالنص لأجل الوصل إلى كنهه ، ولتعضيد ما ذهبا إليه من تفسير. كشفت الدراسة عن سعة المنهج التداولي وإمكانية تطبيقه واستخراج أبعاده في النص التفسيري. |