Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مفهوم الإصلاح ومجالاته بين مارتن لوثر ومحمد بن عبد الوهاب:
المؤلف
الفيومي، بدر رجب السيد أمين.
هيئة الاعداد
باحث / بدر رجب السيد أمين
مناقش / ياسر محمود البتانوني
مشرف / ياسر محمود البتانوني
مشرف / ياسر محمود البتانوني
الموضوع
الفلسفة الحديثة.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
246 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
12/1/2021
مكان الإجازة
جامعة المنوفية - كلية الآداب - قسم الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 246

from 246

المستخلص

ظلَّت دعوات الإصلاح عبر الأزمان دعوات متتابعة، حيث برز روَّاد كُثُر من ديانات مختلفة، ثاروا على الأوضاع التي استُحدثت، حيث أسَّس بعض المُصلحين أرضية أبستمولوجيا، يقوم عليها منهجه الإصلاحي، بَيْد أن البعض الآخر حافظ على ذات الأرضية مستلهمًا أفكارًا جديدة لبناء إصلاح على أسس متينة ، تختلف مع الأشكال الكلاسيكية التي أَلِفها أهلها.
وقد عمل جلُّ من نادى بالإصلاح على إصلاح الدين أولًا؛ لأن الدين ضرورة واقعية وإنسانية؛ إذا صلح سيؤدي إلى انعكاس على جميع المجالات، سواء الفكرية أو السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
ولابد أن نعلم أن الإصلاح ليس إنكارًا للماضي؛ فالإصلاح الناجح هو الذي يجعل الماضي قاعدة للانطلاق منه، كما أنَّه عبارة عن انتقال تدريجيّ يستغرق فترة زمنية طويلة، وهذه بعض من السمات والخصائص، التي يختلف فيها الإصلاح عن الثورة.
والذي يتصدى لإحداث تغيير في مجتمعنا عليه أن يعلم أن مؤشر نجاحه، إنما يكمن في قدرته على اقتحام محور العادات والتقاليد الخاطئة الموروثة، فيعمل على تغيير الأعراف الفاسدة، ويستبدل الأعراف الأصيلة بها، بحيث تكون مفيدة، تعود بمردود إيجابي على الإنسان كما يريده الله .
ومن هؤلاء الذين ثاروا على الأوضاع والعادات الخاطئة المستحدثة السائدة في عصرهم، وكان لهم أعظم المعطيات والآثار في العالمين الإسلامي والنصراني حتى وقتنا الحاضر: مارتن لوثر() (في أوروبا في القرن السادس عشر)، ومحمد بن عبد الوهاب (في الجزيرة العربية في القرن الثامن عشر).
وهما يعدان (مارتن لوثر - محمد بن عبد الوهاب) من أبرز المصلحين في التاريخ الحديث من حيث الانتشار والتأثير، حيث كانت السِّمة الغالبة عليهما هي الدعوة إلى الرجوع للأصول العقائدية التي انحرف الناس عنها بمرور الزمان ، ولاعتقاد كل منهما أن الدين إذا أزيلت عنه يد التحريف أو التبديل وعاد إلى عهده ونقائه الأول صلحت سائر المجالات ، سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي والاقتصادي ... .
وقد وقع الاختيار عليهما (مارتن لوثر ومحمد بن عبد الوهاب) بصفة خاصة؛ لأن ظروف النشأة والدوافع متشابهة لحدٍّ كبير، رغم اختلاف البيئة والدين، وإن كانت هناك فوارق بينهما في بعض التطورات والتحوُّلات، فالتشكُّل النهائي أكبر بكثير ممَّا يتصوَّره أو يُصوِّره بعض الباحثين.
دعى محمد بن عبد الوهّاب إلى الإصلاح الدينيّ وقاد حروبًا لمواجهة العثمانيّين، بعد تحالفه مع آل سعود، عامدًا إلى إعادةِ تعريف التوحيد، ومواجهةِ الشرك المتمثِّل في الكهانةِ والسحر والتضرع للقبور والتوسل بالأولياء واستحكامِ الخرافات. وكان هذا حال الحركة البروتستانتية التي قادها مارتن لوثر، فقد أبطل غفران الذنوب عن طريق البابوات، والتجارة ببيع الثواب والسعادة الأخروية، وأبطل عبادة الصور واعتمد الكتب المقدسة نبراسًا للعلم البشري، ومنبعًا للنور والإيمان، وأنه لا يباح للعقل النظر فيما يخالف ما ورد فيها، وكل نظر عقلي ينال حتفه كمهرطق على الدين الصحيح.
ويمكن القول أن حركة ابن عبد الوهّاب الإصلاحية شبيهة بحركة لوثر البروتستانتية التطهيرية، بالمعنى الإصلاحيّ الذي يسعى إلى العودة إلى صحيح الدين، وإلى القراءة الحرفية للنصوص الدينيّة بلا تحريف أو تزييف، قراءة تعتمد الأمر بعبادة الله وحده لا شريك له، والموالاة فيه ومعاداة من تركه والبراءة منه.
كان لوثر وابن عبد الوهاب يرتكزان على تصوُّر مثالي لمرحلة بزوغ فجر الدين، حيث كان كل شيء في بادئ الأمر على حالته الكاملة بلا شائبة أو عَيْب، ولذا رأيا أن الحلّ لكل مشكلات عصرهما، يكمن في إعادة اكتشاف هذا الأصل النقي وتهيئة الأوضاع للعودة إليه وتنفيذه بصورة دقيقة على أرض الواقع.
يقول عباس العقاد في كتابه «الإسلام في القرن العشرين» عن حركة الإصلاح الديني التي قام بها محمد بن عبد الوهاب: «ولم تذهب صيحة ابن عبد الوهاب عبثًا في الجزيرة العربية، ولا في أرجاء العالم الإسلامي من مشرقة إلى مغربه، فقد تبعه كثير من الحجاج وزوار الحجاز، وسرت تعاليمه إلى الهند والعراق والسودان وغيرها من الأقطار النائية، وأدرك المسلمين أن علة الهزائم التي تعاقبت عليهم إنما هي في ترك الدين لا في الدين نفسه. وأنهم خلفاء أن يستردوا ما فاتهم من القوة والمنعة باجتناب البدع، والعودة إلى دين السلف الصالح في جوهره ولبابه».
ويذكر الدكتور طه حسن أيضًا في كتابه «الحياة الإسلامية في جزيرة العرب»: «إن هذا المذهب «مذهب محمد بن عبد الوهاب» جديد وقديم معًا، والواقع أنه جديد بالنسبة للمعاصرين، ولكنه قديم في حقيقة الأمر؛ لأنه ليس إلا الدعوة القويمة إلى الإسلام الخالص النقي، المُطهر من كل شوائب الشرك والوثنية، هو الدعوة إلى الإسلام كما جاء به النبي ﷺ، خالصًا لله وحده مُلغيًا كل واسطة بين الله والناس». اهـ.
هذا ما قاله الأديبان الكبيران في الحركة الوهابية()، رغم التباين بينهما واختلافهما في كثير من القضايا الثقافية والأدبية، ولكلٍّ مدرسته ولكلٍّ أتباعه إلاَّ أن رأيهما حول الحركة الوهابية كان متوافقًا. غير أن كلامهما هذا لا يمنعنا أن نؤكد أن الحركة الوهابية كدعوة إصلاحية يؤخذ منها ويُرد، مثلها مثل غيرها من الدعوات، لأن صاحبها بشر غير معصوم.
وبرغم كثرة الكتابات والبحوث والمُؤلَّفات عن هاتين الحركتين، فإن الأبحاث الجديدة تجد لها مكانًا بين أحضانها، وكثير من جوانبهما الإصلاحية لا تزال بِكْرًا، تتطلَّع إليهما أقلام المشتغلين بحَقْل البحث العلمي في دراساتهم، وكلَّما تطوَّرت تلك الدراسات ووُسِمَت بالعمق والبحث المنهجي كلما ظهرت لنا أفكارٌ جديدة عن مكانة هاتين الحركتين وأهميتهما في تاريخ الديانتين الإسلامية والنصرانية.
وسعت هذه الدراسة الى: بيان أن سمات النفس الإنسانية واحدة في كل الأديان، وفي بعض الأحايين تجنح بصاحبها إلى انتحال أفكار تتشابه في كل الأديان.
بيان أن طريق الإصلاح واحد في كلِّ الأديان، وأننا لابد أن نستفيد من تجارب وسياقات الدعوات الإصلاحية الدينية السابقة ، للنهوض بالأمة وإيقاظها من ثباتها العميق، سواء التي كانت في أوروبا أو في الجزيرة العربية، وتكون محاولة لرؤية نقاط التشابه والتباين بين الواقعين المختلفين.
كما تسعى هذه الدراسة إلى الإشارة بأن هناك ثمة اختلاف بين الإصلاح الديني والدين، لابد أن نفرِّق بينهما، فالإصلاح الديني مشروع أو اجتهاد بشري قد يُقبل وقد لا يُقبل، يتسم بالنسبية؛ طالما أنه يعبِّر عن اجتهادات فردية بغية الإجابة عن تساؤلات من صميم الدين وليست هي الدين، فهي أفهام مرتبطة بواقع وزمان وظرف معين، ولذلك فأيُّ أطروحة للإصلاح الديني ليست بمَنْأَى عن المُساءلة والنَّقْد، ولا ينبغي التسليم بها دون البحث في خلفيَّاتها ومراجعة قبليات أصحابها، خاصة وأننا في عصر اختلط فيه الحابل بالنابل في مسألة الدعوة والتجديد والإصلاح.
أما الدين فهو مبادئ وقيم وتعاليم، ليس من صنع البشر؛ لأن مصدر تعاليمه إلهي، لذلك الدين لا يخضع للتطوُّر والتغيُّر طالما يثوي حقيقة مطلقة تسعى البشرية إلى الوصول إليها، فالدين لا يمكن بهذا المعنى أن نطالبه بأن يتطوَّر ولكن فهمنا له ومعرفتنا به هي التي ينبغي أن تتغيَّر، وهذه الجزئية من الخطورة بمكان، فما نعانيه الآن سببه الرئيس هو الخَلْط بين الدين كنصٍّ مقدَّس لا يقبل التبديل أو التغيير، وبين فهمنا نحن للنصِّ، فنحن نحتاج إلى إصلاح في الخطاب الديني مع الحفاظ على النصِّ وقدسيته.
وهذا لن يحدث إلا بالنظر إلى الدعوات السابقة التي حافظت على الثوابت وأزالت عنها خُبْث المُحرِّفين والمُزيِّفين، واستدعاء واستحضار المنطلقات التي يجب أن ينطلق منها المتصدِّي لهذه العملية الإصلاحية، ولن يكون هذا المنطلق إلا النصّ المقدَّس الذي يحتوي على المضمون الديني المراد إبلاغه وإيضاحه، والتوصُّل إلى ذلك لن يتأتَّى إلا عن طريق التوسل بأدوات وآليات محددة، يتم استخدامها في استنطاق النصِّ المقدَّس لتوليد معنى جديد منه، فلو حدث هذا فإنه سيؤدي إلى انعكاس على الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وحين إذ نكون قد قمنا بإصلاح حقيقي لا مرية فيه.
فالرهان المعقود من مواطن الاهتمام هذه هو استخلاص الدرس من تجربة الإصلاح الديني الأوروبي الحديث، وتجربة الإصلاح الديني في شبه الجزيرة العربية، لعلَّ ذلك يساعد المهتمّين بالإصلاح الديني على تلمّس أقوم المسالك الموصلة إلى تحقيقه في المرحلة التاريخيّة الحرجة التي أعقَبت قيام «ثورات» بعدّة بلدان عربية تحُوج، بلا شكّ، إلى النظر في قضيّة الإصلاح الديني بعد ما اصطلح على تسميته بـ (الربيع العربي).
وقد اتبعتُ خطةً مكوَّنة من مقدِّمة ومدخل للدراسة وأربعة فصول وخاتمة وقائمة من المصادر والمراجع العربية والأجنبية.
- المقدمة/ أبرزت فيها : أهمية الموضوع ، وسبب اختياره ، وأهداف الدراسة ، ومنهج الدراسة ، وفرضية البحث، وطرحت تساؤلات وإشكالات البحث.
- وأما مدخل الدراسة/ بينت فيه الآتي:
أولًا / مفهوم الإصلاح لغةً واصطلاحًا.
ثانيًا / مفهوم الإصلاح الديني في المسيحية.
ثالثًا / مفهوم الإصلاح في الفكر الحديث والمعاصر.
رابعًا / موقف مارتن لوثر من الإسلام.
- وفي الفصل الأول/ عرضت فيه تصورًا عن أحوال المجتمع الغربي الأوروبي قبل ظهور مارتن لوثر، وأحوال المجتمع الإسلامي قبل ظهور محمد بن عبد الوهاب. وقد اشتمل على تمهيد ومبحثين على النحو التالي:
المبحث الأول / الحالة السياسية والدينية في أوروبا قبل مارتن لوثر . واشتمل على:
أولًا / الحالة السياسية لألمانيا قبل مارتن لوثر:
ثانيًا / الحالة الدينية لألمانيا قبل مارتن لوثر:
المبحث الثاني / الحالة السياسية والدينية للعالم الإسلامي قبل محمد بن عبد الوهاب. واشتمل على:
أولًا / الحالة السياسية لنجد والعالم الإسلامي قبل ابن عبد الوهاب
ثانيًا / الحالة الدينية لنجد والعالم الإسلامي قبل ابن عبد الوهاب:
تعقيب.
- أما الفصل الثاني/ ذكرت فيه أهم الحركات الإصلاحية التي تأثر بها كل من مارتن لوثر ومحمد بن عبد الوهاب، واشتمل على تمهيد ومبحثين كالتالي:
المبحث الأول / الحركات الإصلاحية قبل لوثر ومدى تأثره بها.
واشتمل على:
أولًا / الكولونيون (The Cluny ) .
ثانيًا / الكاثري (The Cathari ) .
ثالثًا / الوالدنيون ( The Waldensians ) .
رابعًا / الفرنسيسكان ( The Farnciscans ) .
خامسًا / الدومنيكان (The Dominicans ) .
سادسًا / جون ويكليف ( John Wyclif ) .
سابعًا / جان هس (Jan Huss ).
المبحث الثاني/ الحركات الإصلاحية قبل ابن عبد الوهاب ومدى تأثره بها. واشتمل على:
أولًا / أحمد بن حنبل.
ثانيًا / ابن تيمية.
ثالثًا / ابن قيم الجوزية.
تعقيب.
- وفي الفصل الثالث/ جاء الكلام فيه على المنهج الاصلاحي الذي اتبعه لوثر وابن عبد الوهاب، واشتمل على تمهيد ومبحثين على النحو التالي:
المبحث الأول / مارتن لوثر ومنهجه في الإصلاح. واشتمل على:
أولًا / أسس ومبادئ الإصلاح عند مارتن لوثر.
ثانيًا / الحركات المتطرفة التي عاقت حركة الإصلاح اللوثري.
ثالثًا / المجالس الإمبراطورية لمناقشة أفكار لوثر.
رابعًا / السنوات الأخيرة للوثر ووفاته.
المبحث الثاني / محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في الإصلاح. واشتمل على:
أولًا / نشأة محمد بن عبد الوهاب وأثر بيئته عليه في تكوينه الفكري.
ثانيًا /المراحل التي مرت بها حركته الإصلاحية.
ثالثًا /أسس ومبادئ الإصلاح عند محمد بن عبد الوهاب.
رابعًا / عوائق الانتشار.
تعقيب.
- أما الفصل الرابع والأخير / تناولت فيه أثر ونتائج حركة لوثر وحركة ابن عبد الوهاب على العالمين النصراني والإسلامي، واشتمل على تمهيد ومبحثين على النحو التالي:
المبحث الأول: أثر ونتائج حركة لوثر الإصلاحية على المجتمعات الأوروبية . واشتمل على:
أولًا / العوامل التي أدت إلى انتشار اللوثرية.
ثانيًا / أثر اللوثرية على حركتي (كالفن -زونجلي).
ثانيًا /نشأة مذهب «البروتستانت».
رابعًا / أثر ونتائج حركة لوثر الإصلاحية على شتى المجالات.
المبحث الثاني: أثر ونتائج حركة ابن عبد الوهاب على العالم الإسلامي. واشتمل على:
أولًا / العوامل التي أدت إلى انتشار حركة ابن عبد الوهاب:
ثانيًا / انتشار حركة ابن عبد الوهاب داخل وخارج الجزيرة العربية.
انتشارها في الجزيرة العربية.
انتشارها في أفريقيا.
انتشارها في الهند.
ثالثًا /أثر ونتائج حركة ابن عبد الوهاب الإصلاحية على شتى المجالات.
تعقيب.
وأما خاتمة البحث / جاء فيها أهمُّ النتائج التي توصَّل إليها الباحث في دراسته.