الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص تمثل التربية الجمالية ركنًا مهمًا في إعداد التلاميذ للحياة الاجتماعية التي يسعى المجتمع إلى إكسابهم إياها؛ حتى يكونوا أبناء نافعين لأوطانهم في مستقبل أيامهم حتى يمكنهم التوافق مع المجتمع ومتغيراته ومعارفه التي تزداد يومًا بعد يوم. ولقد حفل القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وكتب التابعين والسلف والمفكرين عبر القرون بالكتابة حول ضرورة وأهمية التربية الجمالية، ومما ورد في القرآن الكريم بعض الآيات التي دعت إلى أهمية إدراك الجمال وتأمله في خلق الله سبحانه وتعالى ومن هذه الآيات: قوله تعالى: (ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ) [النحل5- 8]. وقوله تعالى: (ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ) [الانفطار:6- 8] وقوله تعالى أيضًا (ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ) [المؤمنون:14]. كما اعتنت السنة بالجمال وأهميته ولفت الأنظار إليه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”( )، وبصفة عامة يؤكد هذا الحديث أهمية المنظر واللباس والجمال بصفة عامة، وإن كانت لا تغني عن العمل، فالعمل من الضرورات، والجمال من الحاجات. وكذلك حفلت كتب العلماء والمفكرين عبر القرون بالكتابات والآراء حول أهمية التربية الجمالية وحسن إدراكها، وتناولت الأسس الاجتماعية والدينية والجنسية والأيديولوجية التي تسهم في تمايز القبيح والجميل، فقد ذهب أبو حيان التوحيدي إلى أن مصادر الحسن والقبح عديدة منها ما هو طبيعي، ومنها ما هو مقترن بالعادة، ومنها ما هو متأثر بالشرع، ومنها ما يستند للعقل أو يخضع للشهوة، وهو بصفة عامة يؤكد على أن إدراك الجمال يقترن بالتكوين الذاتي للمتلقي ( ). |