Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الموقف الدولي من الحرب السوفيتية الأفغانية 1979 -1989م :
المؤلف
عمر، نشوى عبدربه فتحي.
هيئة الاعداد
باحث / نشوى عبدربه فتحي عمر
مشرف / سوسن سليم إسماعيل
مناقش / أشرف محمد عبدالرحمن
مناقش / نبيل السيد الطوخى
الموضوع
-- ---
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
366 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
20/3/2021
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 382

from 382

المستخلص

تعتبر القارة الأسيوية واحدة من أكثر قارات العالم تنوعاً وكثرة في الصراعات الإقليمية والداخلية لدولها , حيث تعود هذه الصراعات إلى اعتبارات عديدة أبرزها الموروثات الاستعمارية التي خلفت مشكلات معقدة بشأن ترسيم الحدود السياسية بين الدول الآسيوية.
وتعود زيادة الصراعات الإقليمية في آسيا إلي أن دول القارة كانت من أكثر الدول التي عانت من الاستقطاب الدولي في فترة الحرب الباردة , حيث كانت القارة الأسيوية مجالاً حيوياً للمنافسة علي المناطق الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ؛ الأمر الذي تسبب في نشوب العديد من الحروب بالوكالة بين دول القارة , وتسبب أيضًا في اندلاع صراعات داخلية بين الأيديولوجيات المختلفة.
وفي الوقت نفسه تعج القارة الآسيوية بالصراعات الداخلية الناتجة عن التناقضات المذهبية والأيديولوجية داخل الدول الآسيوية ذاتها , وهو ما يسبب بشكل عام درجةً عاليةً من عدم الاستقرار الداخلي والإقليمي في قارة (آسيا), ونجد أن الدراسة التي نعرض للموقف الدولي منها واحدة من تلك الصراعات التي تعج بها القارة الأسيوية.
وعلى كلٍ لعبت أفغانستان كمنطقة دوراً مهماً بالنسبة للقارة الأسيوية, فبعد امتداد الإمبراطورية القيصرية لآسيا الوسطى , والبريطانية للهند أصبحت مسألةَ من الذي يحكم أفغانستان مسألةً حيوية بالنسبة للسياسة العالمية.
ومع أن النظام الأفغاني ظل متمسكاً لدرجة كبيرة بالبعد عن الصراعات الدولية خاصة التنافس بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي إلا أن التنافس الذي وجَد طريقه في المساعدات الاقتصادية قد خلق بؤرة جديدة للصراع زادت أهميتها مع انقلاب أبريل 1978م؛ الأمر الذي أثار قلقاً للكثير من الحكومات.
فالاتحاد السوفيتي تراوده منذ زمن الرغبة في إيجاد نظام موالٍ له في أفغانستان يمكنه من الحصول علي ميناء يعمل منه في المياه الدافئة, وقد ساعدت الحكومة التي أتى بها انقلاب ”ساور” في (1978م) في دفع الاتحاد السوفيتي تجاه الخليج العربي وشط العرب مسافة لا تقل عن خمسمائة ميلٍ؛ الأمر الذي ساعد علي تحقيق طموحه التاريخي بتأمين ومراقبة الطرق البحرية المؤدية إلى المحيط الهندي, وبالتالي منابع البترول بهما.
وعلى أي حالٍ ترتبط أفغانستان بحدود مشتركة مع الجمهوريات الإسلامية التابعة للاتحاد السوفيتي في آسيا الوسطي ؛ مما جعل الاتحاد السوفيتي يخشى إثارة القلق على هذه الحدود مما يترتب عليه تعرض تلك الجمهوريات الإسلامية للخطر, الأمر الذي جعل الاتحاد السوفيتي يفكر في الدخول إلى أفغانستان لإنهاء أي تهديد تتعرض له الحدود السوفيتية , والجدير بالذكر أن الحرب السوفيتية الأفغانية ما هي إلا حلقة من حلقات الصراع بين القوتين الكبريين : الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة خلال الحرب الباردة في قارة آسيا.
بدأت مقدمات الحرب السوفيتية الأفغانية منذُ عام 1973م عندما قام ”محمد داود خان” (1973-1978م) بالانقلاب على ابن عمه الملك ”محمد ظاهر شاه”( 1933-1973م) حيث كان دواد ينتمي إلي الشيوعيين الذين كانوا ينتظرون الفرصة للانقلاب على الملك ”محمد ظاهر شاه” ملك (أفغانستان), فقام ”محمد داود” بإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية ونصب نفسه أولَ رئيسٍ لجمهورية أفغانستان الديموقراطية, ثم توالت الانقلابات حيث قام نور محمد تراقي الذي كان ينتمي لحزب الشعب الديموقراطي الشيوعي في (أفغانستان) بالانقلاب ضد ”محمد داود خان” وسُمي ذلك الانقلاب ثورة ” ساور” وذلك في 14 أبريل عام 1978 كما أسس ”نور محمد تراقي” حكومة جديدة تسمى حكومة أفغانستان الديموقراطية, وهي حكومة شيوعية تابعة للاتحاد السوفيتي, حيث قامت هذه الحكومة بعدة إصلاحات في أفغانستان, ولكن رجال الدين وبعض المتظاهرين في القري رفضوا تطبيق النظام الشيوعي في أفغانستان؛ مما دفعهم إلى الثورة ضد الحكومة الشيوعية بهدف إزالة الحكم الشيوعي الموالي للاتحاد السوفيتي, وقد استغلت الولايات المتحدة الثورة فقامت بتقديم المساعدات للثوار لإثارة الاضطرابات على الحدود بين أفغانستان واتحاد الجمهوريات الإسلامية السوفيتية حتي تدفع الاتحاد السوفيتي للتدخل في أفغانستان.
والحرب السوفيتية الأفغانية نشبت بين الحكومة الأفغانية والاتحاد السوفيتي منِ جهة وبين المقاومة الأفغانية الإسلامية المدعومة من الولايات المتحدة وباكستان والصين من جهة أخرى نتيجة لإقامة الحكومة الديمقراطية الشيوعية في أفغانستان, حيث كانت الولايات المتحدة تدعم المقاومة الأفغانية التي اتخذت من مدينة (بيشاور) في باكستان ملجاءً لها بعد دخول القوات السوفيتية في أفغانستان؛ الذي كان الهدف منه القضاء على هذه التمردات, وتثبيت الحكم الشيوعي في أفغانستان, كما أن دخولهم كان يهدف إلى صد العدوان الخارجي على أفغانستان والذي يتمثل في تدعيم الولايات المتحدة وباكستان والصين للمقاومة الأفغانية المتواجدة على حدود باكستان وأفغانستان.
وعندما دخلت القوات السوفيتية في أفغانستان في 27 ديسمبر عام 1979م قامت الولايات المتحدة بإستغلال تلك الفرصة للانتقام منهم, كما فعل الاتحاد السوفيتي مع الولايات المتحدة في حرب (فيتنام), حيث قامت الولايات المتحدة بتأجيج الرأي العام العالمي ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان وحاولت اقناع دول العالم بأن هذا الغزو يمثل تهديداً خطيراً على السلام العالمي, كما كونت الولايات المتحدة وباكستان والصين جبهة موحدة, لتدعيم المقاومة الأفغانية ضد الغزو السوفيتي ومحاولتهم لضم معظم دول العالم لمقاطعة الاتحاد السوفيتي, وفرض عقوبات دعت لها الولايات المتحدة ضد الاتحاد السوفيتي نتيجة لذلك الغزو, أما ردود فعل الدول الأخرى فجاءت مختلفةً فيما بينهم, طبقا لمصالحهم, ورغم هذا لم يمنعهم من الإدانة الجماعية لذلك الغزو على (أفغانستان).
وقد استمرت الحرب السوفيتية الأفغانية عشر سنوات قادت خلالها المقاومة الأفغانية معارك كثير ضد القوات السوفيتية حتي جاء عام 1986 م والذي رأي فيه قادة الاتحاد السوفيتي بأن الحرب استنزفت كثيراً من الأرواح والأموال ولم تأت بنتيجة, لهذا اقترح غورباتشوف رئيس الاتحاد السوفيتي مبادرة للانسحاب من (أفغانستان), ومرت هذه الفترة بمفاوضات كثيرة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة, وهما القوتان الكبريان المتنازعتان والمسيطرتان فعلياً على مسار الحرب في أفغانستان إلى أن تم التوصل إلى اتفاقيات جنيف في 14 أبريل عام 1988م والتي وضعت طريقة لخروج الاتحاد السوفيتي من أفغانستان على مراحل بشرط أن يكون 15 مايو عام 1989م موعداً لرحيل آخر جندي سوفيتي من أفغانستان.
وتستعرض الدراسة الموقف الدولي من الحرب السوفيتية الأفغانية في الفترة من 1979-1989 م ووفقاً لذلك تنقسم الدراسة إلى مقدمة وأربعة فصول مسبوقة بتمهيد, كما اشتملت على خاتمة وتضمنت أهم النتائج التي تم التوصل إليها ثم ذُيلت بقائمة من المصادر والمراجع, وجاء تقسيم الفصول على النحو التالي:
التمهيد تناول جغرافية أفغانستان , والعلاقات التاريخية السوفيتية الأفغانية قبل عام 1979 م, وعرض لدوافع التدخل السوفيتي في أفغانستان, ووضح التمهيد مراحل تغلغل النفوذ السوفيتي في أفغانستان منذ انقلاب عام 1973م.
أما الفصل الأول فتناول الانعكاسات الدولية للقضية الأفغانية من خلال عرض موقف الولايات المتحدة الأمريكية من القضية, وموقف دول أوروبا الغربية, وكذلك تم عرض موقف دول أوروبا الشرقية, واستعرض الفصل أثر الغزو السوفيتي لأفغانستان على الوفاق الأمريكي-السوفيتي, ومقاطعة دورة الألعاب الأولمبية في (موسكو) عام 1980م.
وجاء الفصل الثاني ليعالج الانعكاسات الإقليمية للقضية الأفغانية من خلال عرض لأهم مواقف دول جنوب أسيا متمثلاً في : موقف (باكستان),(الهند) , استعراض الفصل الثاني أيضاً مواقف دول شرق وجنوب شرق أسيا والذي تمثل في موقف (الصين), (اليابان),(استراليا),ووضح الفصل مواقف دول (أسيا الوسطى), ودول غرب آسيا المتمثلة في موقف (إيران).
وخصصت الفصل الثالث لدراسة موقف الدول العربية والمنظمات الدولية من القضية الأفغانية, حيث تم عرض موقف الدول العربية من الغزو السوفيتي لأفغانستان متمثلاً في موقف دول الخليج العربي, ومصر, وأيضًا موقف المنظمات الدولية من القضية الأفغانية والمتمثل في الأمم المتحدة, وإدراج القضية أمام منظمة المؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية, وموقف دول عدم الانحياز من الغزو السوفيتي لأفغانستان.
وجاء الفصل الرابع ليعرض الحلول السياسية للقضية؛ من خلال عرض المفاوضات , وما ترتب عليها من نتائج تمثلت في المناقشات بين الاتحاد السوفيتي وحكومة أفغانستان, والمفاوضات بين حكومة أفغانستان وباكستان وإيران , وكذلك بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية, وبالإضافة إلي الحلول الأخرى التي تمت المبادرة بها من جانب حكومة أفغانستان والاتحاد السوفيتي كما شملت المفاوضات المصالحة الوطنية, ومبادرة (غورباتشوف) للانسحاب, وفي إطار تلك المفاوضات تم عرض اتفاقيات جنيف والانسحاب السوفيتي من أفغانستان والتي جاءت لإنهاء الحرب بين الطرفين .