Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأحـــوال الحضارية للقبائـــل الليبيـــة
فــي المـدن الثـلاث خــلال العصـــر الرومانـي
/
المؤلف
الزدام، نجلآء عبدالله.
هيئة الاعداد
باحث / نجلاء عبدالله الزدام
مشرف / محمد فهمى عبدالباقى
مشرف / السيد محمد السعيد عبدالله
مناقش / الحسينى ابراهيم ابوالعطا
الموضوع
الحضارة.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
250ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
الناشر
تاريخ الإجازة
19/9/2019
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 269

from 269

المستخلص

تعد الجوانب الحضارية سواءً الاقتصادية والاجتماعية والدينية عند الشعوب القديمة من أهم السمات الحضارية المعبرة عن التقدم الحضاري والفكري لتلك الشعوب لاسيما وأن العامل الاقتصادي يؤثر تأثيراً فعالاً على نشوء الحضارات، ويساهم في ارتقاءها بجانب العامل الاجتماعي والديني اللذان يسهمان في تقدم الإنسان لكي يتمكن من تحقيق الرخاء الاقتصادي.
لقد كانت القبائل الليبية القديمة في المدن الثلاث حياتها الخاصة والتي تعتمد على أسلوب ونمط خاصاً لها في العيش وغالباً ما كان يتأثر بالأوضاع السياسية في المنطقة الأمر الذي أدى إلى انعكاسه بشكل مباشر على حياة الليبيين القدماء كما أن سيطرة الرومان على ليبيا قد أحدث تغيرات كبيرة في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وسأحاول في هذه الدراسة البحث عن كل ما يتعلق بالأحوال الحضارية للقبائل الليبية في الجوانب السياسية الاقتصادية والاجتماعية والدينية طول فترة الاستعمار الروماني للمنطقة المراد دراستها.
من أهم الأسباب التي دعتني لاختيار الموضوع هو الرغبة في دراسة تاريخ ليبيا القديم وانبثقت فكرة اختيار الموضوع بسبب قلة الأبحاث التي تجمع القبائل الليبية في دراسة مستقلة، وكذلك تناول البعد الحضاري لهذه القبائل بشكل عام في كافة مجالات الحياة، بالإضافة لمعرفة الإمكانيات التي اعتمدت عليها هذه القبائل وكيفية تكيفها مع البيئة المحيطة.
إن دراسة الأحوال الحضارية للقبائل الليبية في إقليم المدن الثلاث تعد إحدى ركائز فهم التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي في المنطقة بشكل عام، في محاولة للتعرف على أهم التفاعلات الحضارية لقبائل المنطقة، وبالتالي الكشف على مدى قدرة هذه القبائل على التكيف مع طبيعة المكان ومقدرتهم على الاحتكاك بالحضارات والتجارب اللاحقة. والمجاورة لهم، ومعرفة أهم الأنشطة الاقتصادية، فهناك قبائل كانت رائدة في مجال التجارة الصحراوية، والبعض عاش في مناطق خصبة تميزه بإنتاج محاصيل زراعية بكميات هائلة.
ومن أسباب اختباري للموضوع هو تسليط الضوء عن الأحوال الحضارية للقبائل الليبية في إقليم المدن الثلاث كما تناقش هذه الدراسة موضوعاً مهماً كان ولا يزال يشغل حيزاً من تفكير الباحثين والآثاريين بموضوع الثقافات القديمة عموماً وعلى أرض ليبيا بشكل خاص وذلك بهدف معرفة تلك الشعوب التي ساهمت بشكل أو بأخر في إنشاء حضارة سادت لقرون طويلة، كان لها إنجازات اقتصادية وثقافية وسياسية واجتماعية رائعة تضاف لتاريخ المنطقة كما تمكن أهمية الدراسة في أنها تهتم بفترة تعد واحدة من فترات التاريخ الليبي القديم، وبالتالي فهي محاولة لدراسة سكان البلاد الذين وجدوا في المنطقة قبل مجيء الفينيقيين ومن بعدهم الرومان ومن جانب آخر فإن لهذه الدراسة أهمية في محاولة التعرف على القبائل في منطقة المدن الثلاث والتعرف على سياستها في التعامل مع الوافدين والمستعمرين للإقليم، وكذلك توضيح التغيرات الاقتصادية والسياسية التي كانت وراء ازدهار حضارة الجنوب الليبي ومعرفة تأثرها بغيرها من الحضارات المجاورة.
جمعت المادة العلمية من مصادر أجنبية ومراجع عربية وأجنبية، إلا أن التركيز على المصادر الأجنبية والمراجع المترجمة كان له النصيب الأكبر ولعل أهمها سلسلة المصادر الأدبية المتوفرة بسلسلة لويب الكلاسيكية The loeb classical library مثل ”هيرودوتوس” 484-424 ق.م، ففي كتابه الرابع أفرد جزءاً كبيراً للحديث عن القبائل الليبية، و”استرابون”، و”بلينوس”، و”ديودورس” الصقلي و”سالوست”، فضلاً عن وجود المجلات العلمية التي تتناول دراسة النقوش والفخار، والنقود بالدراسة مثل مجلة الدراسات الليبية (Libyan Studies) ومجلة ليبيا القديمة (Libya Antiqua) كما سأرجع للآثار كلما كان ذلك ممكناً ومفيداً.
ومن المراجع العربية التي اهتمت بتاريخ ليبيا القديم اعتمدت على كتابات ”محمد سليمان أيوب” الذي خصص كتاباته عن الجرمنت في فزان، وكتاب ”أحمد أنديشة” التاريخ السياسي والاقتصادي للمدن الثلاث وكتابات ”عبد الحفيظ الميار” المتنوعة العربية والإنجليزية. بالإضافة للمراجع الأجنبية ككتاب ” ديفيد ماتينجلي” Mattingly بعنوان Tripolitania والعديد من المقالات الأخرى ولكي تصل الباحثة إلى إخراج الموضوع في صورته النهائية سوف تتبع المنهج الاستقرائي في رصد المعلومة ذات الصلة بالموضوع ثم تحليلها وفق المنهج التحليلي من خلال معالجة الأحداث المختلفة واستخراج النتائج المرجوة وفق الخطة البحثية التالية وهي إجمالاً، مقدمة، وأربعة فصول وخاتمة وتلتمس الباحثة العذر من القارئ في تباين عدد صفحات الفصول، وأنوه إلى وجود عدم توازن بين مباحث الدراسة من حيث الكم وذلك للنقص في المادة التي تتعلق بالقبائل في جميع المصادر والمراجع سواءً مراجع عربية أو أجنبية، وقد كنت مقيدة بالمادة العلمية المتوفرة لدي جاءت بعض صفحات أحد الفصول أكثر عدداً بالنسبة لغيرها.
وقد تناولت في الفصل الأول من هذا البحث جغرافيا المدن الثلاث والمنطقة التي تعيش بها القبائل الليبية وأحوال المدن الثلاث السياسية قبل الغزو الروماني، وتأسيس المراكز التجارية على الساحل ومعرفة أهم القبائل والأخطار التي واجهت ”قرطاجة” في الإقليم وخصصت الفصل الثاني للتعرف على أحوال المدن الثلاث أثناء السيطرة النوميدية وكذلك أوضاع المدن الثلاث في ظل السيطرة الرومانية والثورات الليبية التي قامت ضد الحكم الروماني في الإقليم كما تطرقت لتوضيح أهم المؤسسات الرومانية التي كانت قائمة في المدن الثلاث وكذلك المؤسسات الدفاعية التي أقامها الرومان من أجل السيطرة على المنطقة.
وتحدثت في الفصل الثالث من الدراسة عن الحياة الاقتصادية لسكان المدن الثلاث في العصر الروماني من حيث الأنشطة الاقتصادية المتنوعة كالزراعة والرعي والثروة الحيوانية والتجارة كنشاط كان له أثر كبير في حياة الليبيين وارتبط بعلاقاتهم مع الأنظمة التي تحكمت في الإقليم سياسياً.
أما الفصل الرابع فقد تناولت فيه الحياة الاجتماعية والدينية عند القبائل الليبية بالمدن الثلاث والعادات والتقاليد والملابس وأدوات الزينة وطبقات المجتمع كما بينت الحياة الدينية من حيث دراسة المعتقدات الدينية والآلهة الوافدة على الإقليم والتعرف على طرق الدفن وأنواع المقابر والمعابد وأوضحت أهم النواحي الثقافية في حياة الليبيين من حيث اللغة الليبية القديمة والمباني العامة والمسارح التي كان لها أثر على الثقافة واللوحات الفنية والنقوش الصخرية التي تركها الليبيون دليلاً على فنهم وثقافتهم وأنهيت الدراسة بخاتمة أوردت بها أهم النتائج التي توصلت إليها.
لكل عمل أخطاء وهفوات وكذلك مميزات وصعوبات، والصعوبات التي واجهت الباحثة كثيرة ومتعددة في إعداد هذه الدراسة بدءاً بندرة الدراسات العربية المخصصة لدراسة القبائل الليبية في الفترة الرومانية، كذلك قلة الكتب الأجنبية المترجمة وأحياناً إشارتها بإيضاح أو اقتضاب لموضوع الدراسة، وعدم المساس شخصياً بصورة جيدة بلغة هذه المصادر والمراجع مما زاد في صعوبة إخراج هذا العمل وطول مدة الدراسة له.
بالإضافة إلى الأوضاع والظروف الأمنية التي تمر بها بلادي والتي ساهمت في عدم وصولي إلى العديد من المواقع الثرية لاسيما في منطقة الجنوب الليبي، وكذلك صعوبة التنقل والسفر للبحث عن المراجع في جامعات كانت تقع في مناطق تشهد توتر أمني إذ لم يكن صراع مسلم وأقصد هنا جامعة بنغازي تحديداً، كذلك من الصعوبات التي واجهتني هي عدم الوصول إلى المتاحف التي تضم العديد من المخلفات الأثرية المهمة والتي أغلقت في طرابلس ومدينة لبدة وتم التحفظ على مقتنياتها من قبل مصلحة الآثار، وفي هذا المقام أسأل الله أن يفرج على وطني ليبيا ويعم الأمن والسلام.
وختاما أحمد الله العلى القدير الذى أعاننى وأخذ بيدى لإنجاز هذا العمل، وأتضرع إليه سبحانه وتعالى أن يرزقنى بحسن التمسك بسنة حبيبه المصطفى ()، وأسأله سبحانه وتعالى أن يتجاوز بالصفح عما أكون تلبست به فى تلك الدراسة من زلات وأخطاء، وأن يجعل شفيعى فى ذلك سلامة القصد وبذل الجهد، والصلاة والسلام على صاحب الرسالة العصماء والحنفية السمحاء وخاتم الرسل والأنبياء.
رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذۡنَآ إِن نَّسِينَآ أَوۡ أَخۡطَأۡنَاۚ