Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الدور السيدسى ل/احمد عصمت عبدالمجيد فى مصر(1972-2001) /
المؤلف
جاب الرب، عبدالرؤوف جاب الله احمد.
هيئة الاعداد
باحث / عبدالرؤوف جاب الله احمد جاب الله
مشرف / مدحت محمد عبدالنعيم
مشرف / محمد محمد شوكس
مناقش / سعيدة محمد حسنى
الموضوع
مصر.
تاريخ النشر
2019.
عدد الصفحات
207ص.:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
الناشر
تاريخ الإجازة
5/5/2019
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - التاريخ والحضارة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 329

from 329

المستخلص

حفل تاريخ مصر المعاصر بالعديد من الشخصيات التي شكلت وساهمت في صنع الأحداث التاريخية وكان لها دور مؤثر في اتخاذ القرار ولعل من أهم أبرز تلك الشخصيات يأتي: عصمت عبد المجيد الذي قدر له أن يكّون الدبلوماسية المصرية بفكر متطور وجديد ولكي نتفهم ما قدمه لمصر من انجازات فلابد أن نعطي صورة لمن نشأته الأولى والمؤثرات التي شكلت شخصيته – فعصمت عبد المجيد من أبناء محافظة الاسكندرية- تلك المدينة التي في جوهرها مصرية وعالمية في سماتها الحضارية والاقتصادية والسكانية ( ).
ومنذ ميلاد عصمت عبد المجيد في ميلاده فى 21/3/ 1923م ( )في حي (بوقله، بوقلا) في محافظة الإسكندرية( )وانتهاء بوفاتهفى يوم 21/12/2013م، عنعمريناهز 90 عاما.( ) غفر الله له وأسكنه فسيح جناته وجزاه الله عن كل ما قدمه لمصر والعروبة وللعالم بأثره في مختلف القضايا العادلة كل الخير. من الميلاد للممات قصة تروى ، وقدوة يحتذى بها في مجال العمل السياسي والدبلوماسي المصري العريق ، وهى لا شك جديرة بالدراسة والبحث ، ومن ثم فلنتابع القصة من بدايتها فقد نشأ رجل بحثنا الحالي في أسرة ميسورة الحال إذ كان والده يشغل وظيفة وكيل وزارة الجمارك وكان هو أكبر أبنائه فحظى برعاية وعناية والده فوفر له سبل المعيشة كما أنه الحقه بمدرسة سان مارك يحي الشاطبي( ).
وكانت والدة عصمت عبد المجيد من أسرة عريقة في محافظة الاسكندرية هي أسرة الناضولي. وكان والده ميالا لأعمال الخير والعطف على الفقراء والضعفاء يسعى دائما لإيجاد حياة كريمة وعدالة اجتماعية داخل المجتمع وساهم في تأسيس العديد من الجمعيات الخيرية وأبرز أعماله الخيرية - تأسيسه مستشفى وجمعية المواساة التي بدأ العمل في تأسيسها عام 1932م( ) ووجد هذا المشروع تأييدا من كافة طبقات المجتمع المصري حيث أيده المثقفون فقد أسهمت المقالات التي نشرت في الصحف في قيام ذلك المشروع الإنساني خاصة مقالات الدكتور طه حسين والأستاذ فكري أباظة في إذكاء حماسة المواطنين- كذلك أسهم العديد من أبناء مصر وأبناء الجاليات الأجنبية المقيمين في الاسكندرية بتقديم الأموال اللازمة لبناء مستشفى المواساة التي استغرق بناؤها ثلاث سنوات حيث تم افتتاحها في 12 نوفمبر1936م أنشا محمد فهمي عبد المجيد جامع المواساة في شهر أكتوبر 1937م ، وأسس جمعية المواساة الخيرية- التي أصبح هو رئيسا لها( ).
وقامت مستشفى المواساة والجمعية الخيرية بدور كبير في الحياة الاجتماعية داخل المجتمع السكندري. كما أنها قدمت المساعدات لكثير من الفقراء والضعفاء وهذا النشاط من جانب والد عصمت عبد المجيد انعكس على ابنه فغرس فيه قيما ومبادئ كانت لها أكبر الأثر في تكوين شخصيته. كذلك البيئة التي نشأ فيها عصمت عبد المجيد كان لها دور في تشكيل ثقافته وأفكاره. إذ كانت مدينة الاسكندرية مركزا ثقافيا متنوعا. حيث وجدت فيها الجاليات الاجنبية سواء كانت يونانية أو إيطالية أو فرنسية أو انجليزية كما تنوعت فيها المراكز الحضارية فكل حي من أحياء الاسكندرية له طابعه التاريخي. واندمجت تلك الحضارات وشكلت طابعا خاصا للمدينة نهل منه عصمت عبد المجيد كما كانت سنوات دراسته الأولى في مدرسة سان مبارك بمنطقة الشاطبي أثر كبير. حيث تعلم فيها اللغة الفرنسية بجانب اللغة العربية( ).
ولا شك أن كل هذه المؤثرات الحضارية والبيئية والاجتماعية كونت عقلية وشخصية عصمت عبد المجيد. وعندما بلغ عصمت عبد المجيد السادسة عشر من عمره وبالتحديد في عام 1937م. حيث كان الملك فاروق قد جلس على عرش مصر منذ شهر إبريل1936م( ).
ثانيا : علاقة والده بالملك فاروق :
وكانت والعلاقة ودية بين محمد فهمي عبد المجيد رئيس جمعية المواساة الخيرية والملك فاروق حيث التقيا معا في شهر سبتمر1937م وعرض محمد فهمي عبد المجيد على الملك المشروعات الخيرية والدور الإيجابي الذي تقوم به الجمعية وأبدى الملك اعجابا وتأييدا لذلك الدور بل إنه حضر الحفل الخيري الذي أقامته الجمعية في نوفمبر من نفس العام.
ولكن هذه العلاقة الطيبة التي نشأت بين محمد فهمي عبد المجيد والملك فاروق ازعجت رجال القصر الملكي وخاصة رئيس الديوان الملكي علي ماهر باشا. فسعوا إلى إفسادها كما أن محمد فهمي عبد المجيد باعتباره رئيسا لجمعية المواساة الخيرية وصاحب فكرة تأسيس المستشفى اعترض اعتراضا شديدا على سياسة مدير المستشفى د.أحمد النقيب الذي كان يقدم مجالات لرجال القصر وأسرهم حيث يقدم لهم العلاج والرعاية الصحية مجانا. علما بأنهم قادرين على دفع تكلفة هذا العلاج( ).
فوجد أعداء الجمعية في ذلك فرصة سانحة فبدئوا في إغارة صدر الملك فاروق على محمد فهمي عبد المجيد. ولما جاء ميعاد الحفل السنوي الخيري لجمعية المواساة وهو السادس من أكتوبر 1938م أخبر رجال القصر محمد فهمي عبد المجيد أن الملك فاروق سوف يحضر الحفل بشرط أن يمنع رئيس الجمعية الخيرية من إلقاء كلمة الجمعية وتسند الكلمة إلى أحمد النقيب وهنا يصبح محمد فهمي عبد المجيد شخصا عاديا ليس له أي دور وكان عليه أن يختار بين أمرين:
أولهما : أن ينصاع ويخضع لهذا القرار.
والثاني: أن يرفض ويتمسك بحقه كرئيس للجمعية في إلقاء الكلمة.
ونراه اختار الأمر الثاني برغم ما يترتب عليه من نتائج فيرفض الذهاب إلى الحفل رغم خطورة هذا الموقف وابلغ رجال القصر بقراره الذي وجدوا فيه تحديا كبيرا لسلطة الملك ولكنه تمسك بموقفه مستندا لسمات شخصيته التي لا تقبل الظلم وإيمانه بمبادئه( ).
ظل هذا الموقف رغم خطورته عالقا في ذاكرة عصمت عبد المجيد وغرس فيه قيما ومبادئ أساسها التمسك بالحق وعدم الخضوع لأرباب السلطة فأوجد سمة قوية لشخصيته بأن يكون مثل أبيه واضح الموقف ثابت الرأي لا يخشى في الله لومة لائم. وأثر ذلك تأثيرا إيجابيا على شخصيته. وظل هذا الموقف نبراسا يقتدي به خلال حياته السياسية.
وترتب على موقف والد عصمت عبد المجيد نتائج أحدثت رجة داخل الاسرة. إذ في صبيحة السابع من أكتوبر 1938م استُدعى محمد فهمي عبد المجيد إلى قصر الملك برأس التين وأخبره علي ماهر رئيس ديوان القصر بأن الملك فاروق غاضب جدا من هذا الموقف وإنه لابد يقدم محمد فهمي استقالته من رئاسة جمعية المواساة الخيرية ولا يشارك في أي عمل اجتماعي ويستبعد عن كل الجمعيات الخيرية التي ينضم إليها وأن يتوقف تماما عن أعمال الخير. ولاشك أنه نفذ ذلك مجبرا وأثر تأثيرًا سلبيًا عليه؛ إذ كان من طبيعة شخصيته ميله للأعمال والآنشطة الاجتماعية. ثم يزداد موقف الأسرة صعوبة عندما يكلف الملك فاروق على ماهر باشا بتشكيل الوزارة في 19 أغسطس 1939م( ).
وفي مساء ذلك اليوم يصدر علي ماهر قرارا بإلغاء وظيفة وكيل عام مصلحة الجمارك التي كان يشغلها محمد فهمي والذي لم يعلم بالقرار إلا من خلال الصحافة صبيحة يوم20 من أغسطس أثناء ذهابه إلى عمله. فيعود إلى المنزل. ومضمون هذا القرار أنه أحيل إلى المعاش رغم أنه كان بينه و بين التقاعد أحد عشر عاما كاملة. ثم شغل والد عصمت عبد المجيد وظيفة مستشارا لإحدى شركات التأمين أوائل 1940م. وظل في هذه الوظيفة إلى أن وافته المنية في 15 يناير 1943م.
لاشك أن التجارب التي شاهدها عصمت عبد المجيد في بداية حياته أسهمت في نشأته وتكوين شخصيته؛ إذ كان متنوع الثقافة والمعرفة غرست في شخصيته قوى ومبادئ سامية مما هيأه وجعله قادرًا على بنود أعلى الوظائف الإدارية( ).