Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فلسفة التحرر الديني عند بيير أبيلار
المؤلف
عثمان,غلاب عليَّو حمادة .
هيئة الاعداد
باحث / غلاب عليَّو حمادة عثمان
مشرف / زينب محمود الخضيري
مشرف / جيهان السيد سعدالدين
مشرف / عبير عبد القوي سجري
مناقش / زينب محمود الخضيري
الموضوع
فلسفل العصور الوسطى
تاريخ النشر
2020.
عدد الصفحات
220ص
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اختبارات جامعية
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2020
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية الآداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 220

from 220

المستخلص

الملخص
يعد بيير أبيلار Pierre Abelard واحدًا من أهم الفلاسفة العقلانيين في العصور الوسطى الأوربية، فقد عول على نقد الفكر الديني بهدف تخليصه من كل التفسيرات الدوجماطيقية التي من شأنها أن تحول الدين لعقيدة لاهوتية خالصة لا تقبل التعقل والتفكير المنطقي.
وقد عالج أبيلار فلسفته عن التحرر الديني خلال طرحه لـ”منهج الهيرمنيوطيقا الديالكتيكية”، وتطبيقه على كل من: فكر آباء الكنيسة، والأخلاق المسيحية، والعقائد المسيحية: الخطيئة الأصلية والفداء والمعمودية، وكذلك على التراث الكلاسيكي السابق للمسيحية، هذا فضلًا عن قضية الألوهية وإشكالية الثالوث.
وتأتي أهمية هذه الدراسة في كونها محاولة متواضعة لإلقاء الضوء على فكر أبيلار وفلسفته عن ”التحرر الديني”. وكذلك محاولة إيضاح أنه في ظل هيمنة الكنيسة على كافة الجوانب الدينية, والأخلاقية, والسياسية, ... إلخ, فقد وجدت فلسفات عقلانية رفضت بكل قوة الخضوع لسلطة الكنسية ورجال الدين المسيحي. وذلك من شأنه طرح تصور أخر للعصور الوسطى أقرب ما يكون إلى الحقيقة الواقعية, ولكشف تهافت صورتها التقليدية, وذلك لإعادة الاعتبار لها ولفلاسفتها.
وتعالج هذه الدراسة إشكالية رئيسة، وهي: ما ”فلسفة التحرر الديني عند أبيلار”؟ وتتفرع منها ثمة تساؤلات عدَّة، مثل: ما مفهوم ”التحرر الديني” عند أبيلار؟ وما ”منهج الهيرمنيوطيقا الديالكتيكية”؟ وكيف نقد التراث الكنسي؟، وكيف دعى للإيمان العقلي؟ وما مفهوم الأخلاق المسيحية؟ وما أهم تطبيقاتها التحررية؟ وما التأويلات العقلانية التي طرحها لمفاهيم: الخطيئة الأصلية، والفداء، والمعمودية؟ وكيف عالج مفهوما الله والثالوث في السياقات الثيولوجية والمنطقية واللغوية؟ وسنعول على ”المنهج الهيرمنيوطيقي” من ناحية والمنهج ”التحليلي النقدي المقارن” من ناحية أخرى خلال معالجة تلك الإشكاليات، وستقسم الدراسة إلى سته فصول رئيسة، تسبقها مقدمة وتعقبها خاتمة، وهي كالتالي:
الفصل الأول بعنوان: ”أبيلار والسياق اللاهوتي والفلسفي لعصره”، وسنعالج فيه تأريخ النهضة العقلانية لفلسفة العصور الوسطى، وحياة أبيلار ودراسته للفلسفة واللاهوت، وسنورد أهم مؤلفاته، بالإضافة إلى المعارك الفكرية التي خاضها مع معاصريه، هذا فضلًا عن المحاكمات التي تعرض لها.
الفصل الثاني بعنوان: ”منهج الهيرمنيوطيقا الديالكتيكية عند أبيلار”، وسنعالج فيه مفهوم ”منهج الهيرمنيوطيقا الديالكتيكية” عنده، وكذلك رفضه للديالكتيك السوفسطائي ودعوته للديالكتيك البرهاني، كما سنعالج أهم القواعد الإبستمولوجية التي يقوم عليها منهجه.
الفصل الثالث بعنوان: ”ثورة أبيلار العقلية”، وسنعالج فيه نقد أبيلار للتراث الكنسي، وإيضاح أهمية العقل في الحوار الديني، ودعوته للتفكير العقلي، هذا فضلًا عن تأسيسه العقلاني لعلم اللاهوت المسيحي.
الفصل الرابع بعنوان: ”الأخلاق المسيحية وتطبيقاتها التحررية عند أبيلار”، وسنعالج فيه مفهوم الخطيئة الفعلية عند أبيلار، وعلاقة الإرادة والشهوة بهذا المفهوم. هذا فضلًا عن التطبيقات التحررية التي توصل لها خلال تطبيق فلسفته الأخلاقية على اللاهوت المسيحي.
الفصل الخامس بعنوان: ”التأويل العقلاني لمفاهيم: الخطيئة الأصلية، والفداء، والمعمودية عند أبيلار”، وسنعالج فيه موقف الفكر الديني من الخطيئة الأصلية، وموقف أبيلار من التفسيرات المختلفة لهذه العقيدة، ورفضه لمفهوم وراثة الخطيئة الأصلية، وكذلك، تأويله لعقائد غفرانها والمتمثلة في الفداء والمعمودية.
الفصل السادس بعنوان: ”الله والثالوث عند أبيلار”، وسنعالج فيه تأويل أبيلار لتراث السابق على المسيحية، وإقراره لوحدانية الله، وعجز العقل الإنساني عن إدراك ماهيته، وموقفه من أشخاص الثالوث، والبساطة الإلهية، وكذلك تبريراته المنطقية واللغوية لحل إشكالية الثالوث المنطقية.
ويمكن أن نذكر لأهم النتائج التي توصلنا إليها خلال معالجتنا لهذه الدراسة، ومن أهمها:
لا تعني ”فلسفة التحرر الديني” لأبيلار التحرر من الدين أو مهاجمته أو الثورة عليه، أو تبني تيارات إلحادية مخالفة للعقيدة، بل يعني بها الثورة الدينية على كافة التفسيرات الدوجماطيقية والهيمنات الكنسية، وذلك رغبة منه في تحرير المسيحية منها ولإفساح المجال للعقل وجعل العقيدة وفكرها مادة للتفكير المنطقي وتربة خصبة لإعمال العقل، والمحافظة على المسيحية الحقة في نقائها الأول. وبهذا، فإن فلسفته هي بداية تأريخ نهضة العصور الوسطى الأوربية، والتي مهدت لعصر الإصلاح الديني وللنهضة الفكرية الحديثة.
كما أن فلسفة أبيلار الدينية في مجملها فلسفة مسيحية بروح يونانية إسلامية، فهي مسيحية في القضايا التي تعالجها، وهي يونانية في منهج الهيرمنيوطيقا الديالكتيكية التي تعول عليه، وذي روح إسلامية في آليات تطبيق منهجها العقلاني على النص الديني. فهي تقوم بإعمال العقل في النص المقدس لفهمه بما يتفق والتفكير المنطقي، رغبة منه في تحرر المسيحية ورجالها من كل هيمنة ثيولوجية تحتكر لنفسها فحسب فهم النص المقدس بل وتحتكر تفسيره أيضًا.
لقد نجح أبيلار في تجديد الفكر والخطاب الديني المسيحي على حد سواء، فقد جدد الفكر الديني خلال تأويله للعديد من العقائد والإشكاليات المسيحية تأويلًا يتفق وما يقره العقل وفي الوقت ذاته دون الخروج على جوهر المسيحية، كما عزم على تجديد الخطاب الديني خلال تأويله للعديد من المصطلحات الكلاسيكية لكنه لم يحافظ على حرفية مفاهيمها القديمة بل أوَّلها وأعطى لها معاني ودلالات جديدة تتفق وروح فلسفته التحررية مما كان لها أثرًا بالغًا على معاصريه، كما سار على نهجه العديد من الفلاسفة المحدثين والمعاصرين.