الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص ترجع أهمية التحقيق الابتدائي إلي كونه مرحلة إعداد وتحضير لمرحلة المحاكمة فتعرض الدعوي الجنائية على القضاء وهي معدة للفصل فيها بعد التمكن من اكتشاف الأدلة ومدي صحتها واستبعاد الضعيف منها وذلك لا يقتصر على الأدلة التي تم الحصول عليها أثناء مرحلة جمع الاستدلالات بل يتجاوز ذلك إلى تعزيزها واستكمالها لاسيما إذا كان التحقيق معاصرا لوقوع الجريمة فيكون أدعي إلى الاطمئنان إليها. فهذه المرحلة تضمن ألا تحال إلى المحاكمة سوي الدعاوي التي تتوافر فيها أدلة كافية تدعم احتمال الإدانة وفي ذلك توفير لوقت وجهد القضاء وهو ما يجعل قاضي الحكم مطمئناً في كثير من الأحيان إلى الأدلة التي تم العثور والكشف عنها أثناء هذه المرحلة، وتجعل من دوره كذلك حال قيامه بالتحقيق النهائي دور مراقبة أكثر منه تحقيقا، واستكمالا للتحقيق أكثر من خلق للدليل فمرحلة التحقيق الابتدائي تعد المرحلة الأساسية لجمع الأدلة المادية. ولذلك نجد أنه على الرغم من أن الأصل هو وجوب بناء الأحكام على التحقيقات التي تجري أمام المحكمة، إلا أن المحكمة في كثير من الأحيان تعتمد علي الدليل المستمد من التحقيق الابتدائي وتطرح الدليل الذي قام أثناء المحاكمة، وفي ذلك تقول محكمة النقض إنه لا جناح على المحكمة إذا هي أخذت بأقوال الشاهد بالتحقيقات الأولية دون أقواله بالجلسة، إذ الأمر مرجعه إلى مجرد اطمئنانها واقتناعها. |