Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
العنصرالإنسانىفىالفنبينتولستويوأورتيجا/
المؤلف
عسكر، مشيرة احمد احمد.
هيئة الاعداد
باحث / مشيرة احمد احمد عسكر
مشرف / محمد امين شاهين
مشرف / فاطمة يونس محمد
مناقش / حسن يوسف طه
الموضوع
الفلسفة.
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
235ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2016
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 241

from 241

المستخلص

1
ملخص الرسالة
إحتلت إشكالية العنصر الإنساني مكانه كبيرة فى الفكر الفلسفى عامة والجمالى خاصة، بداية من الفكر اليونانى، مرورا بالعصر الوسيط، وحتى عصرنا الراهن. ونظرا لإختلاف وجهات النظر حولها تظهر عدة تساؤلات يختلف بشأنها الفلاسفة والمفكرون، وقد إتخذت من تولستوي واورتيجا نموذجين لعرض وجهات النظر تلك.وتدور تلك التساؤلات حول: 1.هل النزعة الانسانية قضية قديمة أم وليده العصر الحديث؟
2. كيف يرتبط الفن بالانسان عند كل من تولستوي وأورتيجا؟ وما هى أوجه التشابه والاختلاف بينهما؟ 3 و يوتسلوت نم ٍلك لامعأ تءاج له.أورتيجا أعمالا معبرة عن الانسان؟ وكيف يمكن أن نستخلص منها نزوعا إنسانيا ؟ 4. مما يدفعني للتساؤل لابعد من ذلك : كيف أنتقد الفلاسفة والمفكرين ال وتسلوت نم ٍلك نيرصاعمي وأورتيجا؟
وعلى هذا تناولت الباحثة هذا الموضوع فى أربعة فصول وخاتمة، جاء الفصل الأول تحت عنوان(تأسيس النزعة الانسانية فى الفن) لقد دفعنى هذا العنوان إلى التساؤل عن جذور النزعة الانسانية، فرجعت بالفكر الفلسفى إلى بدايته الاولى منذ العصر اليونانى مرورا بالعصر الوسيط حتى العصرالحديث، وفيه تناولت،1-تمهيد :يشرح أصل النزعة الإنسانية لغة ،احلاطص او2- النزعة الانسانية منذ القدم وحتى العصر الحديث،حيث تشتق كلمة الإنسانية من الأصل الآتينى Humanitas ،وقد أستخدمت فى القرن الثانى الميلادى باللغه الآتينية بمعنى حب الخير لكل بنى البشر دون تميز، وكمرادف للعمل الخيرى، مما يدل على خلق نوع من الروح الجماعية التى تتسم بالود تجاه جميع البشر دون تمييز. ثم ازدهرت بعد ذلك النزعة الانسانية بطريقة كبيرة حتى أحدثت نهضة واسعة ومهمة يمتد تاريخها منذ القرن الرابع عشر فى ايطاليا، وتطورت بشكل ملحوظ فى
2
القرن الخامس عشر، ثم انتشرت بعد ذلك بباقى أوروبا فى القرن السادس عشر إعتمادا على مجموعة متنوعة
من المصادر القديمة فى العصور الوسطى والبيزنطية. ولكن يمكن أن يشير المصطلح الى أيه فلسفة تؤكد
على القيم وكرامة الانسان وتجعلة مقياسا لجميع الاشياء،ومفهومها لدى اليونان وفى العصور الوسطى مسيحية
ةيملاس او والعصر الحديث لدى بعض الفلاسفه كهيوم إلى فيورباخ.3- نبذة عن النزعة الإنسانية عند تولستوي وعلاقتها بالمناخ الفكري والبيئي ،الذى رفعت فيه الرومانسية شعار الفن للفن، وهذا ما رفضه تولستوي،4-نبذة عن النزعة الإنسانية عند أورتيجا وعلاقتها بالمناخ الفكري والبيئي الملئ بالاحداث السياسية الخصبة. ثم أنتقلت بعد ذلك فى الفصل الثانى بعنوان” مشكلة الفن والإنسان بين تولستوي وأورتيجا”1-تمهيد،2- مشكلة الفن والإنسان عند تولستوي، أ- ًاءدبوظيفة الفن عند تولستوي حيث جعل من الفن وسيله للاتحاد وليس التنافر والمشاركة الإيجابية التى تؤدى لتقدم الانسانية، وليس مجرد التواجد أواللامبالاة، من أجل أن يحل السلام والاتحاد والحب بين البشر، لذلك فقد حارب تولستوى الشعارات الفنية التى انتشرت فى وقته مثل شعار الفن للفن ،حيث رفض أن يكون الفن مجرد متعة استطيقية،ورفض أن يدخل مفهموم الجمال أو اللذة فى تعريف الفن ولا أن يكون مجرد تفريغ للطاقه الزائدة عن حاجه الانسان، كذلك لا يعبر عن فكرة غامضة ميتافيزيقية ولا يعد مجرد متعة حسية، وهذا ما ذهب اليه تولستوي فى كتابه ما هو الفن؟ حيث وضع تعريفات عديدة للفن ومن أهمها:أن الفن أداة تواصل بين الافراد تحدث نوعا من الاتحاد العاطفى، فيقول: إن الانسان كما ينقل أفكارة للاخرين عن طريق الكلام .فانه ينقل عواطفه للاخرين عن طريق الفن . فالفن لايخرج عن كونه أداة تواصل بين الافراد يتحقق عن طريقها نوع من الاتحاد العاطفى أوالتناغم الوجدانى فيما بينهم .ولان البشر يملكون هذة المقدرة الفطريه على نقل عواطفهم إلى الآخرين عن طريق الحركات والانغام والخطوط والالوان والاصوات ،فان كل الحالات الوجدانية التى تمر بالاخرين من حولنا هى بطبيعة الحال فى متناول إحساساتنا،
3
وأبسط مثال على ذلك : رجل يضحك فينقل شعورة للاخرين عن طريق الحركه او الصوت،فيضحك غيرة أو
العكس عند الشعور بالحزن فيعبر عن مكنوناته وآهاته وتشنجاته التى تنتقل للاخرين
ب-طبيعة العمل الفني حيث عرف تولستوي الفن بانه انفعال أو بمعنى أدق لغه وتوصيل للانفعالات، و قد سبقه فى هذا التفسير للفن المفكر الفرنسى اوجين فيرون فى كتابه الاستطيقا وفى حين اكد فيرون على ان وه امن او ،تلااعفنلاا نع ريبعت درجم سيل نفلا نا يوتسلوت فاضأ ،تلااعفنلاا نع ريبعت نفلا توصيل للانفعالات. ومن ثم فقد وسع تولستوي من دور الفن ولم يقصرة على مجرد التعبير فقط ، بل أيضا التوصيل
Transmitting ، الذى يتضمن توصيل حياتنا الداخليه للاخرين أو ما يوصل حياتهم الداخليه الينا ،فهو نشاط انفعالى يتمثل فى نقل ما نشعر به للاخرين. ج-ونتيجة لما سبق، يأتى تساؤلى عن علاقة الفن بالإنسان أو لنقل ذلك بطريقه أخرى كيف نال الانسان
أهتمام تولستوى ؟ فتساءل تولستوي فى مسودة روايته بطرس الاول ”من شيد ما دمروة؟ من وكيف قدم الخبز
لكل هذا الشعب؟ من صنع الخيش والجوخ والفساتين والاثواب التى يتزين بها الامراء؟من كان يصطاد الثعابين
السود والحيوانات التى كانوا يهدونها الى السفراء؟ من كان يربى الخيول والاغنام ؟ من كان يستخرج الذهب
والحديد؟من شيد البيوت والقصور؟ من ينقل البضائع؟ من حفظ الصلوات والاشعار الشعبية؟” حيث أرجع كل
شئ يعمل على رفاهية وتقدم الحياة إلى يد وفكر هذا العامل الكادح والفلاح البسيط، ويرفض فى المقابل تلك
الطبقه الغنيه التى تعيش على اكتاف هؤلاء الاشخاص ،حيث أعلن فى اعترافاته (1879-1881) وفى بحثه ماذا علينا ان نفعل؟(1882 -1886) عن إبتعادة التام عن طبقه النبلاء ، وعن الطبقة المالكة المسيطرة فى المجتمع (لقد انفصلت عن حياة محيطنا بعد أن اعترفت أن تلك ليست هى الحياة.وأن الشعب البسيط الشغيل الذى يصنع الحياة هو الذى يعطيها معنى. وتبعا لذلك يهتم تولستوي بالانسان البسيط فى العديد من المجالات
4
ومنها: مجال التعليم،والاقتصاد، والسياسة، والدين والاخلاق.وسأحاول أن أميز دور تولستوي فى كل من
المجالات المذكوره،على الرغم من انها متداخله مع بعضها البعض ويصعب الفصل فيها ، فقد جعلها تولستوي
متشابكه معا لانها تصب فى مصلحة الانسان فى كل جانب يحيط به . كما تناولت أيضا 2-مشكلة الفن والإنسان عند أورتيجا،فى النقاط الآتية أ-الفن والآخر ، ب-الفن والحياة،ج-علاقة الفن بالانسان، حيث يعيش الانسان مع الاشياء والحيوانات وكل ما يحيط به من الطبيعه، وتقوم بينه وبين تلك الاشياء علاقة تبادلية من خلال الترويض واستخدام تلك الاشياء من أجل مصلحته الشخصيه أو لنقل ”أنسة الاشياء”، فالانسان يعيش بالاضافه لظروفه التى تشكل جزء من الذات.واستيعاب الظروف لا يعنى الاستسلام لها، بل توسيع حدودها، فالفن يعيد دوره الحياة من جديد عن طريق الغربه عن ىلإ هتفاض او دوجوم ريغ وه ام عارتخا متي لايخلا قيرط نع ةديدج روص ىلإ هيقيقحلا روصلا ليوحتل عقاولاما يعطى الحياة حدثا جديدا، فالنفس تحتاج إلى أن تخرج من نفسها لايجاد العالم من حولها ويكون ذلك من هعطق ” ىنم ًاءزج ءايشلاا حبصتف عقاولا نم ءزجك ىسفن دجأ ،ملاعلا ىف ىسفن دجأ ءايشلاا ىف ريكفتلا للاخمنى. فالعلاقة متبادلة متصلة لا انفصال فيها بين الشخص الذى يفكر والآخرالذى يفهم . فالحقيقة اننى موجود مع العالم وفى العالم الذى أعيش فيه، فى رؤيته وتخيله والتفكير فيه ، أحب وأكره وأفرح وأحزن، فكل ذلك ممارسة للنفس ”اى ممارسة لحياتى ” ممارسه بالفعل بالعمل وليس مجرد الانفعال، فذات الفنان تندمج فى العالم ليس بالانفعال، بل بالتفكير فى الأشياء لخلقها من جديد. كما يختص الفصل الثالث تحت عنوان”الدلالة الفلسفية والفنية لاعمال تولستوي وأورتيجا، بتحليل أعمال الفيلسوفين،1-تمهيد،2-تولستوي، قد تم أختيار ثلاث الروايات (الحرب والسلم وآنا كارنينا والبعث) بناء على ما تمثله كل رواية على حدة، فالحرب والسلم تمثل الماضى –ان أمكن القول-حيث توضح مشكلة الحرب
5
والعلاقة بين الحرب والسلام وتحول الظروف والنفوس أيضا، ورواية آنا كارنينا تمثل -الحاضر- التى تمثل
تلك العلاقات الاسرية فى تشابك مع ظروف المجتمع،إما البعث فهى تمثل المستقبل،وهى بمثابة البعث الجديد
الذى يبعث بالانسان ليجدد روحه. ”، وقد تناولت الثلاث روايات من خلال عرض وتحليل لاهم الافكار
والشخصيات والجانب الفلسفي والفني لهم 3-اما عن أورتيجا فقد تم أختيار تلك الاعمال لما تمثله من أهمية فى فكر أورتيجا، وأذكر منها”الموضوع الجديد”أو موضوع هذا العصر (1928) فقد وضع به أورتيجا ”نظرية المنظور” والتى تقر أن لكل منا وجهة نظرة وكل وجهة نظر تعد صحيحة ولا توجد وجهة نظر خاطئة، بل أن وجهة النظر الخاطئة هى ما تدعى أنها الوحيدة الصحيحة. ويعتبركتاب ”ماهى الفلسفة ”(1929) بمثابة إجابة عن سؤال هام نطرحة جميعا على أنفسنا ما هى حياتنا ؟ويعتبر كتاب ”ثورة الجماهير”(1930) من أشهر كتب أورتيجا على الإطلاق، ركذُي لافأسم أورتيجا بدون ذكر ثورة الجماهير. أما الفصل الرابع فقد وضعته تحت عنوان”نقد فلسفة الفن لدى تولستوي واورتيجا ”و فيه تناولت:1-”نقد
فلسفة الفن لدى تولستوي ، وقد أوضحنت فيه آراء النقاد سلبا وايجابا بالنسبة لتولستوي وأوضحت مدى أهمية تولستوي فى الفكر الفلسفى عامه وخاصه فى الفكر المعاصر.وخاصة مدى تأثيره فى نفوس الجماهير،حيث قال لينين فى مقاله له بعنوان” ليو تولستوى مرآة للثورة الروسية” 1908 بان أعمال تولستوى تعكس الثورة الروسية وتهاجم بلا رحمه الاستغلال الرأسمالى. ويرى لوكاتش أن آراء تولستوي الجمالية ترتفع لاعلى المستويات بما أظهرته من التكامل الانسانى فى وجهه المدنية الرأسمالية، فتولستوي وقف ضد تجريد الحياة من إنسانيتها ووجه الفن وجهه شعبية حتى يفهم الجميع مشكلاته الحياتيه طريقة بسيطة.
6
2-”نقد فلسفة الفن لدى أورتيجا وقد أوضحت فيه رأى أورتيجا فى الفن الحديث حيث أهتم بتفسير اتجاهات طلسي حابصمب هبشأ وه امن او ،سانلا ةايح ىف ىرجي امب متهي لا نانفلا تلعج ىتلا ،هتفسلفو ثيدحلا نفلاضوءه على جوانب جديدة ويخاطب حاستهم الفنية، فالفن الحديث لا يطابق الواقع الخارجى، بل هو سخرية من الواقع لخلق عالم بديل. ومن أيده وأختلف معه من الفلاسفة المعاصرين لوجة نظره هذه الجديدة للفن. وتهدف هذه الدراسة إلى بيان جذور العنصر الإنسانى قديما منذ اليونان وصولا إلى العصر الحديث مع عرض وجه نظر فيلسوفين نشأ كلا منهما فى ظل ظروف مختلفه، مما أدى إلى أختلاف نظرتهما للفن. وقد واجهت الباحثة مجموعة من الصعوبات أهمها: عدم توافر بعض المصادر الخاصة بالشخصيتين محل الدراسة فى المكتبات العربية وتم الإعتماد على بعض المقالات وبعض المؤلفات الاجنبية. و قد أستخدمت ، والمنهج التحليلى المقارن الذي يمكننا من الوقوف على تفاصيل ودقائق الفكرة لتحليل النظرتين في القرنين التاسع عشر والعشرين ثم إعادة تركيبها وتقييمها، لمقارنة الفكرة بغيرها لبيان أوجه التأثير والتأثر للمقارنة بين النظرتين في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، ووجه التشابه والإختلاف بينهما، إعتماد على المنهج التاريخي الذي يسمح بتتبع تاريخ الفكرة مما يزيد من معلوماتنا عنها لتتبع تاريخ النزعة الإنسانية.
الخاتمة:
يمكن تلخيص أهم النتائج التى توصلت إليها فى هذا البحث فيما يلى
1-لعب العنصر الإنسانى فى الفن لدى تولستوي دورا مهما حيث تمثلت وظيفته فى نقل الانفعال من الفنان للمتلقى، بحيث يحدث نوع من الاتحاد والاندماج ليزيل المسافة التى تفصل بينهما، ومن ثم الزم تولستوي الفنان بان ينقل تلك الانفعالات بطريقة بسيطة وواضحة ومفهومة للجميع. إلا أن هذا المنطق يعد منطقا ساذجا،لان التعبير الفنى لابد وأن ينطوى بطبيعة الحال على وعى ومسؤلية ويتضمن فكرة يريد الفنان أن يوصلها للمتلقى
7
ليحتويه فى تجربة سيكولوجية يمر بها وليس مجرد أعلامه بها. والانفعال الناتج عن عملية خلق العمل الفنى
هو شئ جديد تماما ومختلف عن الانفعال الذى مر به الفنان أثناء إبداعه للعمل الفنى لانه يعيش الانفعال
وقت إبداع العمل الفنى فقط، ومن ثم لا يمكن أن ينقله الفنان كما مر به إلى المتلقى، فالانفعال يتبدل عندما
يدخل كعنصر فى العمل الفنى . وبالتالى فالعمل الفنى بالنسبة للفنان ملكية خاصة حتى بعد مشاركته للمتذوقين،
لانه مجموعة من مشاعر وأفكار الفنان، ولا يشاركه المتذوق إلا بالقدر الذى يريده الفنان، فالانفعال أمر نسبي
بين الاشخاص، لذلك لا يمكن الاعتماد عليه كأساس للعمل الفنى، بل الفكرة هى أساس العمل الفنى وان كان
الانفعال يتضمن فكرة بداخله. وهذا ما رفضه أورتيجا حين ذهب الى أن الفن ما هو إلا إبداع يعبر عن فكر
وخيال الفنان الخاص به عن الواقع، وليس مجرد تعبير أو نقل للانفعالات . 2-عمق تولستوي النظرة الانفعالية فى الفن، حيث أكد على دور الفنان فى تغيير المجتمع من خلال المشاركة بين الفنان والمتلقى وهذا ما ميز أسلوبه الفني من خلال ربطه بين الفن وعلاقته بالانسان البسيط الذى أهتم به أولا واخيرا، وهذا أيضا ما ذهب اليه اورتيجا، حيث أكد على ضرورة أن يعبر الفن عن الحياة الشخصية والحياتية للانسان من خلال الاندماج والارتباط الوثيق بالعالم والناس، بان الانسان يجد نفسه فى العالم مجبرا على التعايش والتفاعل فى ظل الظروف المحيطية ليواجهها ويغيرها فيصنع مصيره بيده . 3- ولكن لم ينظر تولستوي للموقف الفني من كل أبعاده(الدينية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية) معا، كما فعل أورتيجا حين نظر للفن نظرة واسعة ، بانه لا يكون مجرد نقل أو تقليد لبعض العناصر من الواقع الفعلى، بل تجريد لتلك العناصر الانسانية ليفتح الانسان عينه على عوالم أخر ى غير الواقع فيتسع عالمه ولا يعرف حدود للزمان أو المكان، فعن طريق الخيال يضيف الفنان واقع آخر. ومن ثم فلكل شخص وجهه نظره التى تختلف من شخص لآخر، ويؤكد أورتيجا على أن كل وجهات النظر تعد صحيحية والخاطئة هى التى تدعى
8
انها الوحيدة الصحيحة-نظرية المنظور-، فكل منا يرى الحقيقة من منظوره الشخصى،فالحقيقة ثابته وتدور
حولها وجهات النظرالمكونه من أنا وما تراه انت وما يراه الآخرون معا. 4-أكد أورتيجا على أن الحياة تتعدى إطارها البيولوجي الى معناها الروحى أوالعقلى، فالحياة ليست إشباع للحاجات البيولوجية فقط، بل أيضا تحتاج الى إشباع الشعور الجمالى عند الإنسان، ومن ثم فلم يغفل أورتيجا دور العقل، ذلك العقل الذى يعمل فى خدمة الحياة، بان يكون له دورا حيويا فى الحياة لكي يستطيع الانسان ان يواجه ظروفه ويحدد شخصيته ووجهه نظره. 5-وعلى هذا جاء موقف أورتيجا من الفن الجديد الذى يعتبر فنا للخاصة، فهو ليس فنا للعامة كما أراد تولستوي، لانه لا نجد فيه تلك العناصر والشخصيات الواقعية التى تعود عليها العامة ان تعبر عنهم وعن مصائرهم الشخصية، بل نجد أفكار لا تعبر عن واقع مفروض بقدر ما تعبر عن عدة حقائق من وجهه نظر الفنان. لذلك لا يعبر الفن الحديث عن العامة بل قلة من المتذوقين الذين يركزون على بناء العمل الفنى، وليس مصير شخصياته التى تطابق واقع العامة . ومن ثم أصبح العمل الفنى حقيقة مستقلة عن الواقع عند أورتيجا ،وأصبح يعبر عن الفكرة الخاصة بالفنان ،فهو أسلوب وفكرة جديدة وليس صورة للواقع وانما هو بدوره واقع أخر يضاف إلى واقع الحياه . ومن هنا فقد تميز هذا الفن بنزعتة الانسانية التى تتمثل فى تجريد الواقع من واقعه الإنسانى. 6-لقد أمكن القول بأن لكل من تولستوي وأورتيجا نظرته التى لا تسلم بالامر الواقع ، بل تطمح الى التغيير، ومن هنا لعب العنصر الإنساني دورا مهما وأساسيا فى فكر كل من تولستوي وأورتيجا كل على طريقته ، من خلال إقرارهم بقدرة الانسان على تغيير نفسه وواقعه بالتعبير عن انفعالاته وأفكاره داخل العمل الفنى ووضع الفن فى خدمة قضايا المجتمع ومشكلاته ، وان كان تولستوي يجعل الفن ملك للشعب بان تمتد جذورة فى