Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
سياسة الدولة العثمانية تجاه العشائر العراقية
من عام (1638– 1749م)
/
المؤلف
جبار، فراس شمخى.
هيئة الاعداد
باحث / فراس شمخى جبار
مشرف / سعيدة محمد حسنى
مشرف / محمد محمد شركس
مناقش / مدحت محمد عبدالنعيم
الموضوع
الدولة العثمانية.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
179ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
الناشر
تاريخ الإجازة
23/2/2017
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - التاريخ والحضارة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 191

from 191

المستخلص

تعد المرحلة الممتدة بين 1638-1749م من المراحل التي لم تنل الحظ الأوفر من البحث والتحليل. وقد اتسمت بافتقارها إلى وجود دراسة شاملة وموثقة قدر الاستطاعة، رغم تعدد الدراسات التي تناولت تأريخ العراق في العهد العثماني الثاني، فقد كان العراق في تلك المرحلة مسرحاً للصراع المسلح بين الدولتين العثمانية والفارسية، والتي أثرت على المجتمع العشائري العراقي، فكانت الدولة العثمانية تسعى جاهده لبسط نفوذها على كل أرجاء العراق وإخضاع قبائله التي كانت تنتشر في أنحاء البلاد، إلا أن القبائل والعشائر كانت مشكلة الباشوات التي لا حل لها. فهي بطبيعتها البدوية تنتقل من مكان لآخر ولا تصبر على الضيم بحكم تقاليدها. إضافة لكره هذه العشائر للتسلط الأجنبي،فقد قاموا بعدة أساليب وسياسات منها: فرض ضرائب مالية ثقيلة على العشائر العراقية لما تمتلكه من ثروة مالية ضخمة تتمثل بقطعان كبيرة من المواشي والجمال والخيول بالنسبة للقبائل البدوية، بينما كانت الأراضي الزراعية تنتج الحبوب كالحنطة والشعير وغيرها من المنتجات الزراعية؛ لخصوبة أراضيها ووفرة مياهها ، فقد أغرت هذه الثروات الطبيعية بعوائدها المالية الضخمة الولاة العثمانيين فأخذوا يسعون جاهدين لملء جيوبهم منها. هذا من جهة، وما تبقى منها إلى مركز الخلافة العثمانية في اسطنبول حيث كان بقاء الوالي كحاكم على العراق مرتبطا بمقدار ما يدفع من أموال الى مركز الخلافة العثمانية،وبالتالي أضعاف تلك العشائر اقتصاديا لشغلها عن مقاومة الأحتلال العثماني بالكدح سعيا وراء لقمة العيش، ومحاولة دفع العشائر خارج حدود العراق الى البلدان المجاورة، واتخاذ استيفاء الضريبة وسيلة وذريعة لضرب العشائر وتدميرها عسكريا وزرع الفتنة والاقتتال بينهم، وبالتالي تحطيم إمكاناتهم البشرية والاقتصادية لئلا يشكلون خطرا على السلطة العثمانية في العراق،وظهور منافس آخر لهم وهم الفرس في السيطرة على الأراضي العراقية، وفرضهم أساليب عديدة لاستمالة العشائر العراقية وترغيبهم فيهم. وتارة أخرى إعطاءهم بعض الأراضي التي سيطروا عليها بهدف إضعاف نفوذ الدولة العثمانية في العراق .

سبب أختيار الموضوع : -
سبب اختيار موضوع البحث هو فهم الدور الذي لعبته العشائر العراقية من السيطرة العثمانية والفارسية، وكيف أثرت على المجتمع العراقي والأساليب التي اتبعها شيوخ العشائر للحد من هيمنة التسلط الأجنبي على أراضيهم.
ومن أهداف البحث أيضا محاولة معرفة دور الولاة العثمانيين في التعامل مع العشائر ومن إضعاف سلطتهم على القبائل التي كانت تديرها شيوخهم من خلال عزل بعضهم واستمالة البعض الآخر إليهم؛ ليكونوا منفذين لأوامرهم والحملات التي قادها العثمانيون بعد ذلك ضدهم.
سبب اختيار الفترة الزمنية
وقع اختيار عام 1638 م كبداية الرسالة لاحتلال العثمانيين للمرة الثانية لبغدادفي عهد السلطان مراد الرابع، وطرد الصفويين، منها ودور بعض العشائر الكرديه والعربية في مساندة الحملة العثمانية لدخول بغداد، فكانت امال تلك العشائر تتطلع للتخلص من النفوذ الفارسي؛ ليأتي احتلال آخر أكثر قسوة وتسلط عليهم. فبعض العشائر الجنوبية والشمالية كان لها دور إيجابي وسلبي مع الدولة العثمانية من أجل تقوية مراكز نفوذهم، وبالتالي فرض الزعامة المطلقة على بقية العشائر والأراضي التي سيطر عليها العثمانيون ،والدور الذي لعبه الولاة العثمانين في قمعهم، و الحد من نفوذ تلك العشائر من خلال الحملات العسكرية التي وجهت إليهم.
واختيار عام 1749م يمثل نهاية الحكم العثماني وبداية سيطرة المماليك على العراق الذين جاء بهم والي بغداد أحمد باشا ليمارسوا بعد ذلك سلطاتهم إلادارية بعد ضعف الدولة العثمانية في العراق.
أهمية البحث: تدور أهمية البحث من خلال المحاور التالية :-
‌أ- الأهمية النظرية الأكاديمية: وهي فهم الدور الذي لعبته العشائر العراقية في ظل سيطرة العثمانيين بصفة عامة، وسياسة الولاة العثمانيين في استمالة تلك العشائر والحد من نفوذهم بصورة خاصة.
‌ب- الأهمية التطبيقية:التزم الباحث في دراسته بذكر وتحليل سياسة الدولة العثمانية تجاه العشائر العراقية.
‌ج- الأهمية المستقبلية:لا يقف علم التاريخ عند حدود دراسة الظاهرة التاريخية في الماضي وإعادة احيائها وإنما أصبح هذا العلم يستشرف آفاق المستقبل بهدف الربط بين الماضي والحاضر والمستقبل في تطور تاريخي متكامل.
‌د- تساؤلات البحث: تم صياغة عدد من التساؤلات التي يجيب البحث عنها ومنها:-
1- ما السياسة التي اتبعتها الدولة العثمانية تجاه شيوخ وأمراء العشائر العراقية للحد من نفوذهم؟
2- ما سياسة الولاة العثمانيين تجاه قمع العشائر ؟وكيف يتم التخلص منهم؟
3- ما دور الفرس في التأثير على سياسة العثمانيين بالعشائر العراقية ؟
4- ما المعاهدات التي وقعت بين الدولتين العثمانية والفارسية وما موقف العشائر العراقية منها؟
المنهج المستخدم:
أتبعت في كتابة بحثي المنهج الاستردادي التحليلي، مع الربط بواقع العراق الآن.
الدراسات السابقة:
- حسين محمد القهواني: العراق بين الاحتلالين العثمانيين الأول والثاني 1534-1638، رسالة ماجستير، غير منشورة، كلية الاداب، جامعة بغداد، 1975.
- خليل علي مراد: تاريخ العراق الإداري والأقتصادي في العهد العثماني، 1638-1750، رسالة ماجستير، غير منشورة ، كلية الاداب، جامعة بغداد، 1976.
- عماد عبد السلام رؤوف: الحياة الأجتماعية في العراق ابان عهد المماليك 1749-1831، رسالة دكتوراه، غير منشورة، كلية الاداب، جامعة القاهرة، 1976.
- علاء موسى نورس:العراق في العهد العثماني دراسة في العلاقات السياسية 1700-1800، رسالة ماجستير، غير منشورة، بغداد،1979.
- عبد ربة سكران الوائلي: اكراد العراق دراسة في تاريخ الاقتصادي السياسي ،رسالة دكتوراه، غير منشورة، كلية الآداب ،جامعة القاهرة،1952.
- نسيبة عبد العزيز عبد الله الحاج علاوي: الاتجاهات الاصلاحية في الدولة العثمانية 1623-1789، رسالة دكتوراه، غير منشورة، كلية الآداب،جامعة الموصل،2000.
تنقسم الرسالة إلى مقدمة، وتمهيد، وثلاثة فصول، ثم أعقبتها بخاتمة، ثم المصادر والمراجع، ثم الملاحق التي استند إليها البحث.
يتضمن التمهيد:
الأوضاع السياسية والاجتماعية للعشائر العراقية قبيل عام 1638م وقد تناول البحث البناء العشائري والعوامل المؤثرة في قوة الاتحادي العشائري ،والأوضاع السياسية والاجتماعية للعشائر العراقية بعد دخول العثمانيين للعراق 1535م، ومن ثم تناول دور العشائر العراقية في الاتحادات القبلية في المناطق الوسطى والجنوبية. وتطرق البحث أيضا إلى الصراع الذي حصل بين اتحاد المنتفق وقبائل بني لام في الاستحواذ على الزعامة المطلقة على الأراضي العراقية، ومن ثم دور العشائر العراقية في الاتحادات القبلية في المناطق الشمالية، لاسيما دور سكان الأهوار في تكوين الاتحادات العشائرية، وكيف أثرت بهم، وبالتالي سيطرتهم على أهم طرق القوافل التجارية وفرضهم رسوماً على المسافرين. وتناول البحث العشائر العراقية وسياستها من فتنة بكر صوباشي عام1619-1623، والتي أثرت سلًبا على الواقع العراقي، ومهدت لدخول العثمانيين مرة أخرى في احتلال بغداد.
وتناول الفصل الأول:
السياسة العثمانية تجاه الامارات العشائرية العراقية والمتضمن سياسة الولاة العثمانيين تجاه عشائر إمارة أفراسياب في البصرة 1638-1668 م،وكيف تعاملت تلك العشائر معهم مثل سياسة الدولة العثمانية في تحسين العلاقة بين عشائر إمارة أفراسياب والمشعشعين في البصرة. وأبرز الحملات التي قام بها الولاة العثمانيين؛ لإنهاء حكم أفراسياب في البصرة، كما تناول البحث سياسة الدولة العثمانية من قيام الإمارة الجليلية في الموصل؛ والمتضمن إدارة العشائر في الموصل قبيل تسلم أسرة الجليلي حكم الموصل، والسياسة التي اتبعتها الدولة العثمانية تجاه أمراء الأسرة الجليلية. فكلما تعرضت الدولة العثمانية للخطر الخارجي لجأت إلى تلك الأسرة لطلب المساعدة منها، وحينما تنعم الدولة بالأمن والاستقرار تحاول استفزازها والتعرض لهم، فضلاً عن سياسة الدولة العثمانية من قيام إلامارة البابانية في الشمال العراقي؛ والمتضمن سياستهم من تولي بابا سليمان للإمارة البابانية وبعدها تجاه بكر بك، وكيف توسعت الإمارة البابانية في عهد خانة باشا، وسياسة العثمانيين منه،وبعدها سياسة الامارة البابانية من الصراع العثماني الفارسي، ومن ثم سليم بك بابان والسياسة العثمانية .
وتناول الفصل الثاني:
السياسة العثمانية وأثرها على عشائر أيالة بغداد 1638-1704م؛ من خلال الحملات التي قامت بها الدولة العثمانية لاستعادة أيالة بغداد 1638من أيدي الصفويين، ودور العشائر فيها، ومن ثم سياستهم تجاه عشائر أبي ريشة بعد السيطرة على أيالة بغداد، والسياسات التي اتبعتها الدولة في التخلص من حكم أبي ريشة بعد توسعهم في المنطقة. كما تناول سياسة الدولة العثمانية تجاه العشائر العراقية بعد الاستيلاء على أيالة بغداد، والتطورات السياسية فيها 1638-1665م، ومن ثم الحملات التي قامت بها الدولة العثمانية تجاه العشائر العراقية في جنوب العراق ووسطه 1665-1704م .
وتناول الفصل الثالث:
السياسة العثمانية في العراق وأثرها على ولاية بغداد 1704-1749م، من خلال ظهور حسن باشا واليا على بغداد عام 1704، واهم الحملات التي قام بها على العشائر العراقية حتى عام 1723.كما تناول البحث سياسة أحمد بن حسن باشا تجاه العشائر العراقية 1723-1747م، لاسيما سياسته تجاه التطورات الفارسية، وكيف أثرت على العشائر العراقية، وتبعها السياسة التي قامت بها الدولة العثمانية تجاه نادر شاه، وأثرها على العشائر العراقية حتى عام 1749م .
أما في الخاتمة تناول الباحث فيها أبرز ما توصل إليه البحث من نتائج، وكتابة التوصيات على ضوء تلك النتائج، ثم ختم البحث بقائمة المصادر والمراجع، ثم الملاحق أخيراً.
المصادر والمراجع التي استند اليها البحث الحالي:
الوثائق غيرالمنشورة :هي وثائق الأرشيف العثماني في اسطنبول، وتكمن أهميتها في أنها كشفت عن العديد من الأحداث المهمة والحقيقية في سياسة العثمانيين في تلك الفترة تجاه العشائر العراقية وأمرائهم، إضافة إلى ذلك أهميتها في أنها تمثل وجهة النظر الرسمية للدولة العثمانية. وقد قام الباحث بالاطلاع على مجموعة من الوثائق المهمة التي حصل عليها اثناء جمعه للمادة العلمية من الأرشيف العثماني في تركيا، فاستطاع ترجمة قسم منها لصعوبة ترجمتها الى اللغة العربية، وبالتالي فهو لديه وثائق أخرى تخص الموضوع لم يشر اليها في البحث؛ وذلك لأنها تحتوي على نفس المعلومات التي أشار إليها الباحث. كما اعتمد الباحث في بحثه على مجموعة من المراجع العثمانية التي تبين وجهة نظر الدولة العثمانية، والتي تعد مرجعاً أساسياً في البحث، كذلك المراجع الفارسية المترجمة التي بينت الحروب والمعاهدات والتي وقعت بين الدولتين في تلك الفترة؛ وسياستهم تجاه العشائر العراقية، ثم المراجع الأجنبية التي اعتمد الباحث عليها في بحثه. وقد استعان الباحث بمراجع الرحالة الأجانب لما لها من أهمية كبيرة، حيث استطاعوا كتابة معلوماتهم بصورة مفصلة، ونشير بالذكر على سبيل المثال: لكتاب كارستن نيبور،بعنوان مشاهدات نيبور في رحلته من البصرة إلى الحلة سنة 1765، وكذلك جان باتيست تافرنيه بكتابه ”رحلة تافرنيه إلى العراق في القرن السابع عشر 1676 كما رآه تافرنيه”،وهمالذينعاصروا تلك الأحداثفيتلكالفترة. وقداستفادالباحثمنالرسائل الجامعية(الماجستير والدكتوراه) غير المنشورة والتي تتضمن بعض المعلومات التي تخص البحث، وكان للمراجع العربية ولاسيما المعربة أو المترجمة النصيب الأوفر في مد الباحث بمعلومات مهمة. وعلى سبيل المثال كتاب للمستر ستيفن همسلي لونكريك، أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث وكان مفتشاً ادارياً في الحكومة العراقية. ويعد من المصادر المميزة التي كشفت مجموعة من إلحقائق المهمة في تاريخ العراق، كذلك كتاب كلشن خلفا لمرتضى نظمي زادة أفندي ، الذي عاصر الأحداث في تلك الفترة، ونقلها بصورة مفصلة ، فضلاً عن كتاب دوحة الوزراء في تاريخ وقائع بغداد الزوراء لرسول حاوي الكركوكلي، الذي يعد من المصادر المهمة و مكملا لكتاب كلشن خلفا في تلك الفترة، وقد وجد الباحث صعوبة في ايجاد هذا الكتاب لعدم توفره بالقدر الكافي،كما استعان الباحث بالصحف والدورياتالعربية لكتاب وأساتذة جامعيين لهم ارائهم المفيدة التي أثرت في البحث في شتى فصوله وجوانبه.
صعوبات البحث:
لقد واجه الباحث مجموعة من الصعوبات تمثلت بصعوبة جمع المادة العلمية؛ من خلال التنقل بين الجامعات العراقية والمصرية وعدم وجود المصادر الكافية التي تخص البحث، وصعوبة الاطلاع على الوثائق في دار الكتب ودار الوثائق المصرية؛ على الرغم من إرساله البيانات التي طلبوها منه. كما واجه صعوبة في الأطلاع على الأرشيف الخاص بالوثائق العثمانية في العراق الذي كان مقره في مدينة الموصل؛ وذلك بسبب الأوضاع الأمنية ، فضلاً عن الظروف الصعبة التي عاشها الباحث في بعده عن الأهل والأصدقاء في كتابة بحثه، وصعوبات وتكاليف السفر إلى تركيا من أجل الحصول على بعض الوثائق .