Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
بناء مقياس تركيز الانتباه لدي الملاكمين/
المؤلف
الاعصر ، محمد ابواليزيد الحسيني المغازي.
هيئة الاعداد
باحث / محمد ابواليزيد الحسيني المغازي الاعصر
مشرف / محمد ابراهيم الباقيري
مشرف / احمد سعيد امين خضر
مشرف / احمد كمال عبدالفتاح عيد
الموضوع
الملاكمه.
تاريخ النشر
2018
عدد الصفحات
130ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التربية الرياضية
تاريخ الإجازة
9/8/2018
مكان الإجازة
جامعة مدينة السادات - المكتبة المركزية بالسادات - قسم نظريات وتطبيقات المنازلات والرياضات المائيه
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 301

from 301

المستخلص

أصبح الأسلوب العلمي في الرياضة أمراً حيوياً تجاه المستوي المرتفع للأبطال العالميين في الألعاب الفردية والجماعية، حيث تعمل الدول المتقدمة علي تسخير إمكاناتها البشرية والعلمية لخدمة هذا المجال الحيوي بهدف الوصول بالفرد الرياضي إلى أعلي المستويات الرياضية, ومن أهم العوامل التي أدت إلى الارتفاع بالمستوي الرياضي هو ارتباط علم التدريب الرياضي ونظرياته بأسس العلوم الأخرى كعلم النفس الرياضي, إذ يتأثر مستوي الأداء البدني للاعب بالعوامل النفسية, ويعتبر علم النفس الرياضي من العلوم الحديثة التي أسهمت بدور فعال في الارتقاء بمستوي أداء اللاعبين في المنافسات الرياضية وخاصة في السنوات الأخيرة.
فقد أشار بعض الباحثين إلى أهمية علم النفس الرياضي عندما لاحظوا أن معظم الأبطال علي المستوي الدولي يتقاربون لدرجة كبيرة من حيث المستوي البدني والمهارى والخططي, وأن هناك عاملاً هاماً يحدد نتيجة كفاحهم أثناء المنافسات الرياضية في سبيل الفوز وتحقيق الأرقام وهو ” العامل النفسي” الذي يلعب دوراً هاماً ويتأسس علية تحقيق الانتصار والتفوق, لذلك يعتبر علم النفس من العلوم التربوية الحديثة التي لاقت اهتماماً كبيراً في الآونة الأخيرة حتى أصبحت المعرفة النفسية من أكثر فروع المعرفة الإنسانية شيوعاً, كما أصبح أساساً جوهرياً لتفهم العديد من المشكلات التربوية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والسياسية والرياضية وغيرها من المشكلات, حيث يساهم هذا العلم بقدر كبير في الارتقاء بالمستوي الرياضي للاعبين, وذلك عن طريق تطوير وتنمية العناصر والمظاهر المختلفة التي يتطرق اليها والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالنمو الحركي لمختلف الانشطة الرياضية, فالإعداد النفسي له دوراً هاماً بالنسبة للرياضيين وذلك ما أبرزه التقييم الدقيق للمنافسات الرياضية المتعددة, حيث أصبح الإعداد النفسي بالإضافة إلي جوانب الإعداد الأخرى جزءاً لا يتجزأ من إعداد اللاعبين للاشتراك في المنافسات الرياضية, وتوجيههم بصورة تسمح باستخدام كل امكاناتهم وطاقاتهم واستثمارها لأقصي مدي ممكن اثناء المنافسات الرياضية. (104) (105)
كما تعتبر القدرات العقلية من أهم المواضيع الحديثة التي تلعب دوراً كبيراً في علم النفس الرياضي وذلك لتأثيرها علي سلوك اللاعب الحركي وانفعالاته واستجاباته خلال ممارسة النشاط الرياضي وذلك لارتباطهم الوثيق بعملية التذكر والإدراك والتفكير والتصور والانتباه, ويعتبر الانتباهAttention احد العوامل الأساسية التي تعتمد عليها كافة العمليات العقلية الأخرى, ويمثل في الوقت الحاضر أحد الموضوعات الهامة في علم النفس الرياضي فهو تلقي الإحساس بمثير ما سواء كان هذا الإحساس علي مستوي الحواس الخارجية أو الداخلية، بحيث يشعر الفرد بهذا الإحساس بطريقة واضحة، ويعتبر أحد الأبعاد الحيوية المؤثرة في الأداء في المجال الرياضي, كما يلعب دوراً هاماً وفعالاً في الأنشطة الرياضية حيث يعطي قياس مظاهر الانتباه لدي الرياضيين مؤشراً حقيقياً تظهر من خلاله التغييرات التي تطرأ علي النشاط النفسي للاعب، وبالتالي قد يتوقف نجاح الرياضي في الاستجابة لبعض المواقف التي يتعرض لها أثناء ممارسته لنوع نشاط معين في الأنشطة علي مدي الانتباه، وقد أثبتت بعض الدراسات أن الأفراد ذوي القدرة العالية علي التركيز يستجيبون للمثيرات المختلفة في زمن أقل من هؤلاء الذين لا يتمتعون بهذه الخاصية، كما أظهرت أن نجاح هؤلاء الرياضيين أثناء المنافسات الرياضية يتأثر بالانتباه ومظاهره المختلفة. (106) (107)
حيث إن تفاعل الإنسان الدائم مع بيئته يتطلب منه أن يعرف هذه البيئة حتى يتسنى له التكيف معها واستغلالها وحماية نفسه من اخطارها واشتراكه في اوجه نشاطها, وأن الاساس لمعرفة هذا هو أن ينتبه إلى ما يهمه من هذه البيئة وما يتفاعل معه، أي أن الانتباه هو تركيز الشعور في شيء ما، وأن الفرد لا يمكنه الانتباه إلى جميع الاشياء أو المنبهات بل يختار منها ما يهمه معرفته أو التفكير فيه, وما يستجيب لحاجاته النفسية ويتجاهل ما عداه, حيث أن الانتباه هو العملية العقلية التي يتم من خلالها التركيز على مثير معين قد يكون داخلياً أو خارجياً ومحاولة عزل جميع المثيرات الأخرى، وهذا بدوره يؤدي إلى استجابة فعالة للمثيرات ذات العلاقة والتعامل معها بشكل اكثر فاعلية ينتج من خلاله استجابة حركية وعقلية ملائمة لنوع النشاط الممارس. (108)
حيث يعتبر الانتباه واحد من أهم مجالات علم النفس بصفه عامه وعلم النفس الرياضي بصفه خاصة لما له من أثر على اللاعب, حيث يعتبر إحدى العلميات العقلية العليا وله دور هام في حياه الفرد حيث يعمل على الارتفاع بمستوى فاعليه العمليات النفسية ومطابقتها للواقع مما يؤدى إلى تكيف الفرد مع بيئته بصوره واضحة, كما أن الانتباه من حيث معناه العام هو حاله تركيز العقل أو الشعور حول موضوع معين وهو بهذا المعنى الوظيفي عبارة عن نزعه لإشباع الشعور بأكبر مدى ممكن من معرفه الموضوع الخارجي أو تطبيق الطاقة العقلية الكامنة على الموضوع الخارجي, والانتباه عمليه عقليه وظيفية غير محدده توجد أو لا توجد وهى ذات مستويات مختلف, كما أن الانسان يتعرض بصفه مستمرة للعديد من المثيرات فإن الشبكة العصبية للكائن البشرى لا تستطيع أن توصلها كلها في وقت واحد إلى لحاء المخ لكى يقوم بتفسيرها لذا ينتقى الفرد المثيرات التي يريد التعرف عليها. (109) (110)
ويضيف كل من أسامة راتب (1995م), مصطفي باهى, سمير عبد القادر (1999م) إلي أن الانتباه يعد من الموضوعات الحديثة ذات الأهمية من حيث الدور الذى يلعبه في السلوك الحركي للاعب من خلال اشتراكه في الأنشطة الرياضية, وبالتالي يساهم في الوصول للمستويات الرياضية العالية وتحقيق الفوز وتحطيم الأرقام القياسية, خاصة إذا تقاربت مستويات اللاعبين في عناصر الإعداد البدني والعقلي والاجتماعي بجانب الإعداد النفسي, كما أن التركيز أو توجيه الانتباه يعتبر أحد المهارات النفسية الهامة للرياضيين, فهو الأساس لنجاح عملية التعلم أو التدريب أو المنافسة في أشكالها المختلفة، فتشتت الانتباه أو عدم التركيز يؤثر سلبياً على الأداء, كما إن كثير من الرياضيين يرجعون سبب انخفاض مستوى أدائهم إلى فقدان التركيز, وكثيراً ما نسمع الرياضي يقول بعد المنافسة مبرراً ضعف مستوى الأداء أو فشله ” إنني فقدت تركيزي ”, كما يبرر المدربون ضعف مستوى أداء فرقهم التي يدربونها إلى فقدان تركيزهم أثناء التنافس, هذا وقد يستخدم مصطلحا التركيز أو الانتباه في المجال الرياضي على نحو مترادف, والواقع أن هناك فرقاً بينهما من حيث الدرجة وليس النوع فالانتباه أعم من التركيز, والأخير نوع من تضييق الانتباه وتثبيته على مثير معين، فالتركيز على هذا النحو بمثابة انتباه انتقائي يعكس مقدرة الفرد على توجيه الانتباه ودرجة شدته، وكلما زادت مقدرة الرياضي على التركيز في الشيء الذى يقوم بأدائه كلما حقق استجابة أفضل, كما إن الرياضي الذى يفتقد القدرة على التركيز ولو بنسبة ضئيلة فإن ذلك يؤثر سلبياً على أدائه ويحول دون تحقيق أقصى أداء ممكن. (13 : 61) (77 : 174)
كما يشير عبد الستار الضمد (2000م) إلي أنه يمكن تصوير مجال الانتباه على نحو دائري يمثل أحد المثيرات مركز الدائرة تحيطه مثيرات آخري يكون الانتباه إليها جزئياً وتكون قابلة للانتقال إلى بؤرة الانتباه بسهولة, وخارج هذا الاطار تتواجد مثيرات آخري بعيدة عن مركز الانتباه, لهذا يكون الفرد غير منتبه وأن كان من الممكن أن تنتقل من هذا الاطار إلى اطار الانتباه الجزئي, وأخيراً توجد مثيرات خارج حدود وامكان الانتباه تماماً, والانتباه هو العملية التي يتم بها توجيه ادراكنا للمعلومات كي تصبح في متناول الحواس, وانه يتم استقبال المعلومات من الجو المحيط خلال الحواس, فاذا كان الشخص مستغرقا في القراءة مثلاً فانة غير واعي ببقية حواسة الأخرى, واذا قام الشخص بترك الكتاب فسوف نلاحظ المثيرات البصرية والسمعية وغيرها، وبذلك فان الادراك هو عملية التعرف على الاغراض ويحدث فقط عند الانتباه إلى الحواس. (44 : 46)
ويري الباحث أن رياضة الملاكمة من الرياضات النزالية التي تتأثر بعنصر الانتباه ومظاهره المختلفة وأساليبه وأنواعه, إذ یظهر ذلك واضحاً في الدور الذي تؤديه الكفاءة النفسية في رياضة الملاكمة التي تتميز بالإيقاع السريع تحت ظروف اللعب المختلفة, حيث يتقابل فيها اللاعب مع منافسة في ظروف تتميز بالسرعة الخاطفة والمتغيرة للنشاط الحركي سواء في حالة الهجوم أو الدفاع أو الهجوم المضاد والذي يجب علي الملاكم أن يتمتع بها من أجل تحقيق الفوز, وبالإضافة لذلك يتطلب من الملاكم بعض المستلزمات النفسية والحركية والعقلية لأن الاختلاف في المستوى التكتيكي يتطلب تركيز الانتباه, حيث يتمكن اللاعب أن يحدد مكانه علي حلقة الملاكمة ومكان المنافس والحكم وكذلك تعليمات مدربه ومدرب المنافس وما يجب أن يفعله وصيحات الجمهور والاعلام, وبالتالي يتطلب من اللاعب وجود مظاهر الانتباه بشكل جيد تخدم في النهاية الجوانب المهارية, حيث تعتبر رياضة الملاكمة من أقوي المنازلات الفردية وذلك إلى الحمل البدني والنفسي الذي يتعرض له الملاكم، حيث يتطلب فوق الحلقة جهاز حركي عصبي ذو كفاءة عالية حتى يمكن تعبئة جميع أعضاء الجسم وأجهزته.
كما أن تقدم المستويات الریاضیة جاء نتيجة التخطيط السليم المبني على أسس علمیة متطورة مع الارتقاء بأساليب التدريب وتطوير الجوانب النفسية والبدنية للاعب وتأهيلهم علمیاً وعملیاً، وقد واكب هذا التطور تقدم في خطط اللعب وفنونه الخاصة في الألعاب الفردیة، ولكن بالرغم من ذلك فلا زالت هناك معوقات وعراقيل قائمة ترتبط بالعملية التدريبية التي تتطلب حلولا علمیة تقع على عاتق المدربين المختصين في الملاكمة، كما تتطلب البحث واللجوء إلى أساليب حديثة علمیة تساعد على رفع مستوى الأداء, وكذا تطوير المهارات التي تلعب دوراً كبيراً في تحقيق أفضل النتائج, إذ أن مهارة تركيز الانتباه تهدف إلى تنمية قدرات الفرد وتعمل على رفع مستوى الأداء المهارى في الأنشطة المختلفة، وتعد هذه المهارة من المهارات المميزة التي تربط ببن الجانب النفسي والعضلي للملاكم من خلال رفع كفاءة الرياضي والتغلب على مختلف المعوقات.
حيث يشير كل من محمود عنان (1994م), صبحي حسانين (2000م), عمرو مصطفى (2005م) إلي أن الانتباه موضوعاً حيوياً في مجالات التدريب والمنافسة ويعتبر المهارة النفسية المرتبطة بإنجاز نجاح الأداء في المهارات الرياضة, ويبدو ذلك واضحاً في المستويات الرياضية العالية حيث يتطلب تركيز الرياضي في أدائه للمهارة دون المثيرات الأخرى المحيطة ببيئة اللعب, ومن جهة أخري فإن تشتيت الانتباه يأتي بنواتج سالبة علي الأداء المهارى ويختلف الانتباه كعملية ومهارة نفسية وفق العمر التدريبي للاعبين, كما أن الألعاب التي تتميز بسرعة الأداء تحتاج إلى مستوى عالي من حده الانتباه للإحداث التي تتم بسرعة, كذلك يلعب مظهر توزيع الانتباه أهميه بالغه في الانشطة الرياضية خاصة الألعاب الفردية, حيث يجب على اللاعب الانتباه لأكثر من مثير في نفس الوقت كالانتباه للمنافس وقرارات الحكام والجمهور والمدرب والاعلام. (71 : 55) (64 : 62) (49 : 12)
وقد أظهرت دراسة كل من عبد الحفيظ إسماعيل (1990م), وليد الصغير (1997م), مبروك وائل (2007م) إلي أن الانتباه ومظاهره المختلفة له أهمية كبيرة جداَ في رياضة الملاكمة حيث أن مظاهر الانتباه تعتبر من العمليات النفسية الهامة في النشاط الرياضي الذي يعتمد علي النزال بصفة عامة ورياضة الملاكمة بصفة خاصة، حيث يتقابل فيها الملاكم مع منافسه في ظروف تتميز بالسرعة الخاطفة والمتغيرة للنشاط الحركي سواء في حالة الهجوم أو الدفاع أو الهجوم المضاد، وينبغي علي الملاكم في هذه الظروف أن يتمتع بقدر كبير من مظاهر الانتباه حتى تكون انفعالاته تجاه الأوضاع المتغيرة سليمة أثناء سير المباراة, فحدة الانتباه لدي الملاكم تلعب دوراً كبيراً في دقة ووضوح أجزاء المهارات الحركية التي تتطلب من الملاكم تأديتها أثناء المنافسة حيث يعتبر هذا المظهر أكبر طاقة عصبية يمكن فقدها أثناء النشاط الذي تشترك فيه العمليات النفسية التي تحدث في دقة ووضوح وسرعة, وأهمية تركيز الانتباه والذي يحتاج إليه الملاكم حيث يقوم بتركيز الانتباه أثناء الأداء الحركي في المباراة مع العزل التام لما يدور حوله من المثيرات, وتوزيع الانتباه للملاكمين فالملاكم يوجه انتباهه في وقت واحد إلى جميع أجزاء جسم الملاكم لإدراك نواياه والي حبال الحلقة لإدراك مكانه واتخاذ الأساليب المناسبة لموقفه وأيضا انتباهه إلى الحكم. (42 : 32) (82 : 12) (52 : 46)
كما يشير كل من العربي شمعون (1998م), حسن علاوي (2002م), محمد الأمين, أحمد حسن (2005م) أن اللاعب يتنافس في ظروف خاصة ينبغي أن يتمتع بقدر كبير من تركيز الانتباه, وأن يكون لديه المقدرة علي الاحتفاظ به لأطول فترة زمنية, حيث يمثل فقدان الانتباه أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر مباشرة في عدم تحقيق الفوز, حيث إن الذين يتمتعون بدرجات مختلفة من الانتباه يستطيعون أن يعملوا بسرعة أكبر ومجهود عصبي أقل, حيث أن تركيز الانتباه هو حاله اليقظة تجاه مثير معين وهو عمليه انتقاء إيجابي لمثير معين أو أكثر من بين المثيرات الداخلية أو الخارجية التي تتزاحم على مداخل الإدراك للفرد, ويمكن للشخص أن يركز على أكثر من مثير في نفس الوقت, ولا يستطيع الإنسان أن ينتبه لمثيرين يحتاجان درجه عالية من التركيز في وقت واحد, والانتباه له شقان أحدهما حسى حيث يتركز الوعى على المثير لاستقباله عن طريق الحواس والشق الأخر معرفي يتركز الوعى على فهم المثير واستيعابه وربطه بالخبرة السابقة. (58 : 167) (62 : 15) (56 : 45)
ويتفق ذلك مع ما أشار إلية كل من أماني عبد المجيد (1996م), سامي محب (2005م), محمد نصار (2008م), أحمد سعيد, ياسر الوراقى (2009م) إلي أنه عند اقتراب موعد المنافسات تظهر مشكلات عديدة يعاني منها اللاعب والمدرب منها الميزان والقرعة والمنافسين ومكان أقامه المباريات وأهمية البطولة ومستوي الملاكمين وحضور الجماهير والاعلام وغيرها من المشكلات الضاغطة نفسياً علي اللاعبين, وهذه المشكلات يجد اللاعب والمدرب صعوبة كبيرة لإيجاد حلول علمية مقننة تضمن عدم التعرض لأي أضرار تؤثر علي مستوي اللاعب بدنياً وفنياً ونفسياً قبل المنافسات, لذا فأن اللاعبين الذين يخضعون للتدريب المنظم والمقنن والمخطط له بعناية يحافظ علي كفاءة اللاعب البدنية وتركيز انتباهه خاصة اثناء التنافس. (22 : 45) (29 : 38) (67 : 7) (5 : 3)
كما يشير أحمد سعيد (2010م) إلي أن أي أداء حركي يصدره الإنسان ليس نتيجة لعمل بدني فقط وإنما نتيجة لمجموعة من العمليات العقلية والانفعالية التي نلاحظها عن طريق طبيعة وأهداف ومكونات هذه الحركات, فلاعب الملاكمة عندما يسدد لكمة نحو ثغرة في دفاعات منافسه فان هذا الأداء الحركي لا يصدر عن أعضاء جسمه فقط ولكنة يصدر بعد عملية تفكير قرر على أثرها هذا النوع من الأداء, وهذا التفكير نابع من انتباه وإحساس وإدراك وتخيل لطبيعة الموقف وتذكر للخبرات السابقة المرتبطة به, وكذلك نتيجة لنشاط انفعالي من رغبة قوية وتركيز وحماس وإصرار وتحدي في معالجة الموقف, أو مدي الخوف والقلق وعدم المبالاة من الأقدام علية, وغير ذلك من العمليات الانفعالية التي يبدو أثرها واضحاً في طبيعة هذا الأداء الحركي الصادر عن اللاعب. (3 : 2)
وهذا ما يشير إلية كل من عاطف نمر خليفة (1991م), صدقي نور الدين (2004م), صلاح السقاء (2008م) أن لكل نشاط رياضي خصائصه النفسية التي ينفرد ويتميز بها عن غيرة وذلك بالنسبة لطبيعة مكوناته, كما أن لاعب الملاكمة ينبغي أن يتميز بسمات ومقومات نفسية معينة فشخصيته تحتل المكانة الأولى بين كل تلك المقومات, وطبيعة النشاط وشخصية الرياضي يُكمل كل منهما الآخر, كما أن الشخصية التي يتميز بها لاعب الملاكمة تشكل الأساس الذاتي لممارسته للرياضة والعكس صحيح, فأن نشاط الملاكمة يؤثر في شخصيته بصورة معينة حسب متطلبات النشاط, لذلك يسعى كل شخص يمارس الرياضة إلي أن تكون له شخصيته العامة ومن ثم محاولة التقرب إلى الشخصية الرياضية لما تتصف به من سمات نفسية يحبها الجميع أثناء التنافس. (40 : 2) (35 : 97) (38 : 46)
كما أن نتائج الدراسات العلمية للأداء الحركي في الأنشطة الرياضية المختلفة أفادت بأن هذا الأداء هو تعبير عن ما تمتلكه الشخصية الرياضية من إمكانات متنوعة بدنية ونفسية مع عناصر البيئة الرياضية المهارية والخططية والمادية والاجتماعية, حيث يشير كل من مارتنز Martens (1991م), حسن علاوي (1998م), صبحي حسانين (2000م), محمد إبراهيم (2000م), أسامة راتب (2004م), محمد الباقيري (2006م) أن المتفوقون رياضياً من لاعبي الصفوة يميلون إلى الاتصاف بسمات وخصائص تنافسية محددة للتفوق والنجاح الرياضي, لذلك يستمرون في ممارسة الأنشطة الرياضية المتخصصة بصورة منتظمة مما يؤدي إلى تطور سمات معينة للشخصية والتي تسهم بدرجة كبيرة لتدعيم البناء النفسي لهم وتساعدهم علي المشاركة في المنافسات الرياضية بشكل فعال, وبذلك يمكن التعرف على خصائصهم النفسية والبحث عن حلول للمشكلات المرتبطة بالمنافسات الرياضية كضغوط المنافسة والثقة بالنفس ودافعية الإنجاز والقيم الاجتماعية وتركيز الانتباه وتحمل المسئولية.
(93 : 14) (61 : 86) (64 : 66) (55 : 163) (16 : 185) (53 : 46)
وفي هذا يشير أحمد سعيد (2008م) إلي أن مباراة الملاكمة لابد وأن ينتهي فيها النزال بفوز أحد طرفي المباراة, وأن النتائج لا يمكن التحكم فيها, واللاعب لا يستطيع التحكم في أداء منافسة, وظروف اللعب وقرارات الحكام والقرعة, كل ذلك يجعل اللاعب في حالة عدم تكيف نفسي للتلاكم, لذلك تعتبر رياضة الملاكمة من الرياضات الفردية التي تتطلب من اللاعب أن يكون في حالة بدنية ونفسية وانفعالية مناسبة تمكنه من القيام بأداء متميز أثناء المنافسة, فكلما كان اللاعب قادراً علي التعامل مع الضغوط النفسية التي تفرضها ظروف المنافسة فنجده يجيد التصرف في جميع مواقف اللعب ويكون واثقاً من نفسه ومن الفوز بالمباراة, وتكون الروح المعنوية لديه مرتفعة وعلى استعداد لمواجهة المنافس, فتقل حده الضغوط الانفعالية وينظر إلى الموقف على أنه موقف تحدى ترتفع فيه مرحلة الاستعداد للكفاح وتقل أثار حمى البداية, كما يتميز بالتفكير الفعال السريع وتركيز الانتباه العالي, وسرعة اتخاذ القرار, والتوقع السليم لحركة المنافس, وسرعة رد الفعل نحو الأهداف المراد تحقيقها, والقدرة على تغيير القرار في اللحظة المناسبة, وبذلك يصل اللاعب إلى امتلاك القدرات الحركية الخاصة وإدراك المواقف وتنظيمها بما يسمح له بالتنبؤ بالمواقف قبل حدوثها واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب. (2 : 3)
ويرى الباحث انه نظراً لتقدم وسائل وطرق التدريب على مستوى العالم حتى كادت أن تصبح هذه الطرق واحده من حيث الأسس والمبادئ, مما أدى ذلك إلى تقارب واضح في مستوى اللاعبين في جميع النواحي البدنية والخططية والمهارية مما يشير على أن هناك عامل مؤثر ومختلف كما هو العامل النفسي الذى غالباً ما يلعب العامل الفيصل في الوصول إلى المستوى العالمي, ولأن الانتباه يعتبر واحد من أهم المشكلات المتعلقة بمستوى الإعداد النفسي لدى اللاعب فالحالة النفسية التي يمر بها اللاعب قبل أداء المباراة تؤثر على مستوى الانتباه لديه, كما أن متطلبات الأنشطة الرياضية لمظاهر الانتباه تختلف باختلاف بعضها في طبيعة الأداء, ففي رياضة الملاكمة تتسم بالتغير السريع في مواقف اللعب سواء الدفاع أو الهجوم أو الهجوم المضاد, وكذلك مساحة الحلقة وأماكن اللعب المختلفة على الحلقة سواء في الوسط أو في جانب الحلقة أو بجوار الحبال, وكذلك التفكير في تحركات المنافس أو طريقة لعبه أو في تعليمات المدرب ومحاولته التفكير في هذه التعليمات والتعامل معها وكذلك قرارات الحكم وتأثيرها على مجريات اللعب, وهناك عامل لا يجب إغفاله وهو وقت المباراة ككل ووقت كل جولة على حدى, ومحاوله معرفه الوقت وما مضى منه وما تبقى على انتهاء الجولة ووضع اللاعب في المباراة سواء بالفوز أو الخسارة, ومحاوله إنهاء المباراة في حاله فوزه بإضاعة الوقت, وهناك بعض العوامل التي تؤثر في الانتباه كالمكان وما له من تأثير في حاله اللاعب وشعوره بالرهبة والتي قد تشغل تركيز انتباه اللاعب عن المباراة ككل.
وعلى ذلك أننا لا سنطيع الجزم بأن مظاهر الانتباه التي تحتاجها الانشطة الرياضية واحده بصفه عامه, ولكن في رياضة الملاكمة يمكن التركيز على بعض مظاهر الانتباه التي يحتاجها اللاعب, مثل نجد أن لاعب الملاكمة يميل إلي الانتباه المغلق أو المحدد حيث أنه يصاحبه درجه عالية من الاستثارة والتنشيط ويتطلب درجه عالية من سرعه الاستجابة في حالة تحوله مع اللعب في الهجوم إلى الدفاع أو الدفاع إلى الهجوم, وهناك ايضاً الانتباه الداخلي والخارجي حيث أن اللاعب دائم التغير بينهم حسب مواقف اللعب المختلفة, وهناك مظاهر مختلفة يرجع إليها اللاعب مثل تركيز الانتباه أي البعد عن المثيرات التي تحاول تشتيت انتباهه وتركه الهدف الأساسي وهو المنافس, والاعتماد أيضاً على ثبات الانتباه كما يكون اللاعب في حاله الهجوم السريع على المنافس وثباته على المنافس بكل جوانبه, وأيضاً إلى انتقاء الانتباه كأن يحاول الملاكم التركيز على جانب واحد من جوانب الملاكم أثناء المباراة كانتقاء هجوم اللاعب والتركيز عليه ومحاوله التعامل معه.
حيث يشير كل من أحمد راجح (1995م), محمود عنان (1995م), تيريTerry (1998م), العربي شمعون (2002م), حسن علاوي (2002م) نقلاً عن ” نيدفير Nideffer ” أنه في ضوء بعدي الانتباه (اتساع الانتباه، واتجاه الانتباه) وخاصة في المجال الرياضي فإن هناك العديد من اللاعبين لديهم أساليب انتباهيه سائدة تميزهم عن غيرهم من اللاعبين ويفضلون استخدامها نظراً لنجاحها في قدرتهم على الاستجابة الدقيقة والسريعة في المواقف المختلفة، وربما يجدون صعوبة في استخدام بعض الأساليب الانتباهي الأخرى, ولكل لاعب طريقته الخاصة في الانتباه والتي تمكن أن تكون علي الأبعاد الذي وضعها ” نيدفير Nideffer ” والمستمد من الاختبار الذي صممه حول طريقة الانتباه الشخصية والذي يعتبر من أكثر الاختبارات استخداماً في هذا المجال, وتتطور طريقة الانتباه بزيادة خبرات اللاعب الناجحة عن استخدام طريقته المفضلة, ولذلك نجد أنه من الصعب تغيير طريقة انتباه اللاعب خاصة إذا كان مستوي اللاعب ضعيفاً في طريقة الانتباه, وقد أشار ” نيدفير Nideffer ” في دراساته إلي ضرورة توافر أبعاد الانتباه لدي اللاعب, واللاعب الممتاز يكون قوياً في هذه الأبعاد مجتمعه ويستطيع التحويل من بعد إلي أخر، إلا أنه لا ينكر في نفس الوقت ضرورة تميز اللاعب ببعد معين يرتبط ارتباطاً وثيقاً مع رياضته التي يمارسها. (7 : 197) (72 : 140) (99 : 100) (59 : 113) (62 : 32)
ومن هنا لاحظ الباحث ضرورة وجود مقياس لتركيز الانتباه للملاكمين بصفه خاصة لما يمتاز هذا النوع من الرياضات بمتطلبات خاصة في الانتباه وبما يلعبه من أهميه في عمر المباراة, ووجود مقياس في يد المدرب يساعده كثيراً في الارتقاء بمستوى اللاعب النفسي والذى يكون دائماً فيصل بين اللاعبين وأيضا مؤشر على مستوى اللاعب أثناء الموسم التدريبي.
كما لاحظ الباحث من خلال خبرته كلاعب سابق في منتخب جامعة المنوفية وكمدرب سابق للملاكمة انه يوجد الكثر من الملاكمين وبالرغم من ارتفاع مستوى اعدادهم بدنياً ومهارياً وخططياً إلا انهم يفتقرون لتركيز الانتباه في المنافسات, مما يؤثر ذلك علي مستواهم في المنافسة ويمكن أن يكون من اسباب هزمتهم في المباريات, حيث أن درجة امتلاك الملاكم إلى الانتباه ومظاهره واساليبه وأنواعه يمكن أن تعمل على تفجير واستثارة الطاقة الكامنة لديه كما تعمل على تحفيزه لمضاعفة وتوجيه جهوده وطاقاته نحو تحقيق الفوز، كذلك فان المدرب يحتاج إلى معرفة ما يمتلك ملاكميه من التركيز قبل الدخول في المنافسة, من خلال استخدام إداه استكشافية أو تشخيصية قياسية ذات سمة موضوعية, حيث يرى الباحث أن تحديد مدي جهوزية اللاعبين التنافسية كجانب تشخيصي وتقييمي في تحديد نقاط القوة والضعف المؤثرة على أدائهم التنافسي قبل الاشتراك في المنافسة يعد جانباً هاماً من جوانب الاطمئنان النفسي للاعبين والمدربين والإداريين علي حداً سواء, هذا التشخيص والتقييم يحتاج إلى وسيلة قياس علمية مثل ” مقياس تركيز الانتباه لدي الملاكمين ”, حيث يستطيع العاملين في المجال الرياضي التخصصي استخدامه, وكذلك القدرة علي الانتقاء الدقيق للملاكمين المؤهلين للتنافس من خلال التنبؤ بسلوكهم التنافسي الذي يوفره المقياس قبل البدء في تصميم برامج تدريب خاصة بالانتباه وتطبيقها بوضع استراتيجية تقييم شاملة لهذه الأبعاد المتعددة.
ثانياً: الأهمية التطبيقية للبحث:
إعداد مقياس تساعد نتائجه في الكشف عن بعض مظاهر واساليب الانتباه والتي تشتمل علي مجموعة من المحاور والعبارات تطبق قبل المنافسة علي الملاكمين, مما يساعد علي تحديد درجة تركيز انتباه اللاعب قبل اشتراكه في المنافسة, لترشد المدربين إلي نقاط القوة والضعف في المظاهر النفسية والعمل علي تداركها قبل المنافسة باتخاذ الاجراءات المناسبة وتقديم الارشادات لتحقيق أفضل النتائج.
ثالثاُ: هـدف البحـث:
يهدف هذا البحث إلى بناء ” مقياس تركيز الانتباه لدي الملاكمين ” للتعرف علي مدي جهوزية الملاكمين للتنافس.
رابعاً:فروض البحـث:
يحاول البحث الاجابة علي التساؤل التالي:
هل ” مقياس تركيز الانتباه لدي الملاكمين ” بمحاوره وأبعاده وعباراته يمكن أن يعكس ويُعبر عن مدي تركيز الانتباه لدي لاعب الملاكمة وجهوزيته واستعداده للاشتراك في المنافسة ؟
خامساً: المصطلحات المستخدمة في البحث:
أ ـ التنافسية:
يشير كل من أحمد أمين (2006م), أحمد سعيد (2008م), أسامة راتب (2007م), محمد الباقيري (2007م) بأنها ”موقف أو حدث رياضي محدد بقوانين ولوائح وأنظمة معترف بها, وفيها يحاول اللاعب أو الفريق إظهار وإبراز أقصي ما لديهم من قدرات ومهارات واستعدادات, كنتيجة لعملية التدريب المنتظمة لمحاولة تحقيق الفوز علي المنافس أو المنافسين أو محاولة تحقيق مستوي الأداء الموضوعي المتوقع من اللاعب أو من الفريق الرياضي”. (1 : 65) (2 : 92) (17 : 34) (54 : 21)
ب ـ مفهوم الانتباه: The concept of attention
يشير كل من حسن علاوي, نصر الدين رضوان (1997م) بأنه ” توجيه الشعور وتركيزه في شيء معين استعداداَ لملاحظته أو أدائه أو التفكير فيه ”, أو ” توجيه الوعي A WARENESS نحو المثيرات المعينة بحيث تصبح في متناول الحواس ”, أو هو العملية العقلية أو العملية المعرفية التي توجه وعى الفرد نحو الموضوعات المدركة ”, أو عملية إرادية ينتخب الفرد خلالها منبهاً أو موضوعاً معيناً يهمه ويحسر شعوره وحواسه فيه, فهو توجيه الشعور وتركيزه نحـو وجهة معينة ”. (63 : 102)
ج ـ تركيز الانتباه: Concentration Attention
يشير كل من العربي شمعون (1996م), حسن علاوي (1997م) هو ” تضيق الانتباه أو تثبيته على مثير معين واستمرار الانتباه على هذا المثير المختار, وهو بذلك لا يعني جمود الانتباه أو توقفه، وانما يتحرك الانتباه اثناء تركيزه في مجال أو امتداد أو اتساع اكبر يطلق عليه جمال أو امتداد أو اتساع الانتباه ولكن في حدود تنبع المثير المختار الذي يتم التركيز عليه ”. (57 : 73) (60 : 115)
د ـ تركيز الانتباه لدي الملاكمين: Concentration Attention on boxers
يشير كل من صلاح قادوس (1993م), عبد الفتاح خضر (1996م), عبد الحميد أحمد (1999م), يحيى الحاوي (2005م), عبد الرحمن سيف (2011م) بأن تركيز الانتباه لدي الملاكمين يعني تضييق الانتباه نحو مثير معين واستمرار الانتباه على هذا المثير المختار, فكأن تركيز الانتباه هو القدرة على تضييق أو تثبيت أو تأكيد الانتباه على مثير أو مثيرات مختارة لمده من الزمن، وأن تركيز الانتباه على مثير معين لا يعني جمود الانتباه وتوقفه وإنما يتحرك الانتباه أثناء تركيزه في مجال أو اتساع اكبر يطلق علية مجال الانتباه ولكن في حدود تتبع المثير المختار الذي يتم التركيز عليه, ويطلق على النقطة التي يتركز فيها الانتباه مصطلح ” بؤرة الانتباه ” كما في الملاكمة التركيز علي ثغرة في دفاعات المنافس. (37