Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تماسك النص وانسجام الخطاب
في
شعر الوصف عند شوقي
/
المؤلف
دسوقى، محمد عبدالفتاح محمد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد عبدالفتاح محمد دسوقى
مشرف / احمد محمد عوين
مشرف / محمد صلاح الدين عيد
مشرف / احمد عبدالرحمن ادريس
الموضوع
الشعر.
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
300ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
31/1/2021
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - اللغة العربية وادابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 307

from 307

المستخلص

يحاول البحث في هذه الرسالة الإجابة على عدد من التساؤلات حول تماسك النص، ودراسات اللسانيين المحدثين لها؛ حيث اضطربت تلك الدراسات من وجهة نظري، بين التنظير والتطبيق، معتمدين الجانب الشكلي في التطبيق، ومحاولين إلقاء اللوم على علم النحو، بأنه قاصر عن تناول نص كامل، متناسين أن نحو الجملة هو أحد فروع الدراسات التي يخضع لها النص، مخضعين علم النص أو تماسكه للجانب اللغوي فقط.
وفي الحقيقة أن أي دراسة للنص تفتقر لأي فرع من فروع اللغة فهي دراسة قاصرة، ودراسة النص لا تتوقف عند مجرد التناول الشكلي كما زعم اللسانيون؛ وخاصة في الجانب التطبيقي، وإن جاز ذلك في لغات العالم فلا يجوز في العربية.
كما أن عناصر تماسك النص تختلف باختلاف نوع النص وغرضه؛ فعناصر تماسك النص الشعري تختلف عن النص النثري؛ بل تختلف عناصر تماسك الشعر العمودي عنه في شعر التفعيلة، أو الشعر المنثور أو الشعر القصصي أو المسرحي أو الملحمي عنه في الموشحات أو الزجل أو الرباعيات؛ كما يختلف الشعر العامي عن الشعر بالفصحى.
كما يميل البحث إلى عدم فصل عناصر التماسك عن عناصر الانسجام، فتحقيق عنصر التماسك يصب حتما في جانب انسجام الخطاب.
ومن التساؤلات التي يحاول البحث الاجابة عنها:
أولا:هل هناك نص غير متماسك؟، وإن كان فهل يصح تسميته نصا؟
ثانيا:هل حقيقة: أن اللسانيين لم يُسْبقوا إلى هذا العلم؟ وإن كان ذلك كذلك فما الفرق بين علم النص وبعض علوم العربية كالبلاغة والنقد الأدبي...؟
ثالثا:هل عناصر تماسك النص ثابتة في كل النصوص؟
رابعا:هل دراسة تماسك النص جانب معياري أم أنه جانب يميل في أغلبه للذوق؟
خامسا:ما وجه الشبه بين عمل الناقد الأدبي، وعالم النص من وجهة نظر اللسانيين في تناولهما للنص؟
سادسا:هل يمكن للسانيين؛ تطبيق منهجهم الشكلي على الشعر، متناسين أو جاهلين بأن أهم ما يتميز به الشعر العربي بوجه عام خلوه من كثرة الأدوات والروابط كحروف العطف وقد، ونفوره من أسماء الموصول، وكل ما يعقد الجملة أو يطيلها كالجمل الفرعية وجملة الصلة
سابعا:هل استحق شوقي أن يكون هرم مصر الرابع أو يكون الضلع الثالث بعد الهرم والنيل كما زعم الرافعي؟
ثامنا: هل دراسة تماسك النص في شعر شوقي أو غيره تحتم على الباحث الحكم بأن شعره متماسك أم إن الدراسات التطبيقية تقيس إلى أي مدى وصلت عناصر التماسك في هذا النص أو ذاك؟ وما مناحي القصور في هذه النصوص؟
تاسعا: هل يحق للباحث دراسة الحقائق اللغوية ويطبقها على كل النصوص كأنها تعود لفترة زمنية واحدة.؟
كل تلك الإشكاليات حركت لديَّ حب البحث في هذا الميدان وأن أدلي فيه بدلوي، بنظرة شاملةللجانبين اللغوي والأدبي معا، لأنني أظن أن فصل الجانبين عن بعضهما كان سببا في قصور دراسات التماسك والانسجام؛ مما جعل بعض دراساتهم تفصل بين عناصر التماسك وعناصر الانسجام، مع أن كل عناصر التماسك هدفها تحقيق الانسجام – من وجهة نظر البحث- فلا فصل بينهما؛ فالتماسك بأبعاضه عنصر من عناصر الانسجام؛مما جعل الباحث يقلِّب ويفتِّش في الدراسات السابقة، لعلي أجد إجابات لهذه التساؤلات، فلم أجد ما يروي ظمأي.
لهذا وغيره كان اختياري الموضوع لنوازع بحثية طالما داعبتني، لذا استخرت الله العظيم وعزمت النية على دراسة عناصر تماسك النص وانسجام الخطاب، مطبقا ذلك على ديوان شوقي
أما تحديد الدراسة في فرع واحد وهو الشعر بما يشتمل عليه من أسلوب بلاغي، معتمدا على أساس نحوي؛ فذلك إيمان من الباحث أن لكل ميدان أدبي معاييره الخاصة في التماسك ،
ولعل خلْط اللسانيين كل النصوص في بوتقة واحدة، ومعايير واحدة أوقعهم في كثير من المغالطات أدت إلى سوء فهم وأحكام غير منطقية في أحيان كثيرة.
كما يركز البحث على الجانب المكتوب، لأن للمنطوق خصائصه الخاصة، ودارسة النصوص بلغتها الفصحى لأن النصوص بلغتها العامية لها معايير انسجام وجمهور تلقٍ يختلف عن الفصحى، كما أن العرب ركزت جل دراستهم على اللغة الفصحى، واخترت أن تكون الدراسة تطبيقية وخاصة أن هذا الجانب مازال يقبل العديد من الدراسات.وقواعدها.
وأما اختياري لشوقي، فلأنه شاعر جمع بين حداثة الموضوعات وعراقة القالب ، وهو أمير الشعراء الذي تميز بأسلوبه الخاص؛ الذي تستطيع أن تميزه من مطلع قصيدته،بما يمتاز به شعر شوقي من علو إيقاع، ورصانة اللفظ، ومع ذلك فقد تباينت الآراء حول شوقي وشعره؛ ففي حين اعتبره الرافعي هو الممثل الوحيد للشعر المصري، فقد هبط به العقاد إلى الهاوية، ووقف طه حسين وآخرون بين بين ، وأرى أن شوقي شاعر عالم بقواعد العربية مطلع على ثقافات مختلفة؛ لكنه لم تلسعه حرارة الصحراء، ولم يرضع فصاحة مع لبن الأم، ولم تطرق أذنه وهو في بطن أمه لغة البدو.
وإن جعل هيكل بداخله رجلين مختلفين عربي خالص وأوربي مولع بنهضتها، ولكن كليهما شاعر مطبوع يصل من الشعر إلى عليا سماواته
وأردت أن تكون دراستي هذه تمهيدا لدراسات وأبحاث موالية في هذا المجال، تتعمق في صلب الموضوع وخاصة ما آراه متعلقا بشوقي في دراسات مقارنة بين عناصر التماسك عنده، وعند من حاكاهم مثل البحتري أسلوبا وابن الرومي وأبي نواس وغيرهما موضوعا.
والوضع سيختلف حتما إن درس غرض عند شوقي مع غرض من أغراض المتنبي الذي تجد صدى شعره بين دفتي ديوان شوقي؛ بل اعتبر د/ شوقي ضيف في أكثر من موضع من كتاباته أن شوقي متنبي العصر الحديث، وإن كنت أرى أن شوقيكان دونه بل أرى أنه كان دون كل الفحول، وإن تفوق في بعض تشبيهاته وخيالاته إلا أنه كان دونهم فيما يتعلق بخصائص العربية.
وهذا السبب الأخير دفعني أن أختار شعر الوصف عند شوقي،فقد وصف شوقي كل ما رآه وما سمعه، مستخدما ذلك الخيال الرائع مع جودة في الشكل وحداثة في الصورة ودقة في المعنى.
وقد تأثر شوقي بالطبيعة بفضل تنقلاته العديدة في فرنسا وأسبانيا، وتركيا والجزائر، وانجلترا، ولبنان؛ ولما كان الشعر إلا أقله يرجع إلى باب الوصف لذا حجمت الاختيار على شعر وصف الطبيعة عنده، وخاصة أنه تميز باقتدار على صوغ المعنى الواحد في عدة صور اقتدارا منه على نظم الكلام وتركيبه وعلى صياغة قوالب المعاني والأغراض، بملكة لغوية يقترب بها من أبناء الصحراء من العرب الأقحاح،مما يحفظ للبحث وحدة الموضوع وتماسكه الذي يتناسب مع عناونه وغرضه.
الدراسات السابقة:
ولا أدعي سبق الخوض في هذا الموضوع فقد سبقت بالعديد من الدراسات المتعلقة بعناصر التماسك، سواء كانت هذه الدراسات تطبيقية في القرآن أو الشعر أو أي لون أدبي، رجعت إلى الكثير منها فوجدت معظمها يدور حول عنصر أو عنصرين مثل الإحالة أو الحذف أو التكرار، وبعضها دار حول مجموعة عشوائية من العناصر والبعض الآخر الأكثر منهجية اتخذ التنظير الغربي كما هو دون النظر إلى ما في التراث من هذه العناصر ومحاولة المقارنة بين هذا وذلك.
أما ما يتعلق بموضوع رسالتي تماسك النص في شعر شوقي فهناك دراستان:
- أدوات الاتساق وآليات الانسجام في قصيدة الهمزية النبوية لأحمد شوقي، رسالة ماجستير في اللغويات فرع اللسانيات مقدمة من الطالب سوداني عبد الحق، جامعة الحاج لخضر بانته كلية الاداب والعلوم الانسانية، عام 2008/2009م
- اتساق النص وانسجام الخطاب في نهج البردة لأحمد شوقي، د/محمد دياب، دار العلم مصر، الطبعة الأولى 2017م
وهاتان الدراساتان اقتصرت على قصيدة واحدة ،وكلتاهما تناولت مدح النبي عند شوقي ولم تمتد إحداها لدراسة التماسك في غرض كامل في شعر شوقي، كوصف الطبيعة .
ولم تعتمد إحدى هذه الدراسات مناهج التماسك عند نقادنا العرب، ومالت هذه الدراسات إلى اعتماد المنهج الغربي الشكلي في دراساتهم؛ فالأولى منهما تناولت عرض نظري في الفصل الأول لآليات الاتساق والانسجام من وجهة نظر محمد خطابي وسعيد البحيري وكلاهما مصادر وسيطة، ثم في الجانب التطبيقي قسمه لفصلين أولهما تطبيق أدوات التماسك أما ثانيهما فتناول آليات الانسجام، اقتصر فيهما على الجانب الشكلي الإحصائي، الذي جعلني أتساءل هل معرفة أن الشاعر استخدم الإحالة عشر مرات دليل على تماسك النص؟ أو تكرار لفظة كذا؟
أما الدراسة الثانية فبدأها المؤلف بعرض لتطور علم النص والنصية، ثم نبذة عن عناصر التماسك عند روبرت دي بوجراند، ودافيد كريستال، ورفائيل سالكي، وهاليداي ورقية حسن، ثم قرر أن يطبق منهج هاليداي ورقية حسن، وهو المنهج نفسه الذي سلكه سابقوه من إحالة وحذف واستبدال ووصل واتساق معجمي