الفهرس 
الفصل الأوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 339 |  |  |
| | | from | 339 | | |
المستخلص
لقد راعى الإسلام أن الجمال يعطى الإنسان إحساساً بالراحة، وينمى طاقاته ويجددها حينما تحدث القرآن عن الجمال ولفت نظر الإنسان إلى ما فى الموجودات من جمال وروعة وفن وإبداع كدليل على قدرة الله تعالى وعظمته. اهتم الإسلام بالجمال فيما يستخدمه الإنسان ، وذلك عن الدواب التى يركبها الإنسان، وهو جمال الاستمتاع بالنظر إليها، وزين الأرض للإنسان بما عليها، وأنكر على من يحرم زينة الله تعالى بل أمر تعالى بالتجمل وأخذ الزينة عند أداء العبادات بين الناس. وقد اتفق المسلمون جميعاً على عدل الله تعالى ، وكونه من الصفات الإلهية الجمالية إلا أنهم اختلفوا فى تفسير العدل الإلهى، فمنهم من قال إن العقل البشرى السليم يدرك بنفسه حسن الأفعال وقبحها، ويعتبر الفعل الحسن علامة لكمال فاعله، والفعل القبيح علامة لنقصان فاعله، وحيث إن الله مستجمع بذاته لجميع صفات الكمال، لهذا فإن فعله كامل ومحمود، وذاته المقدسة منزهة عن كل فعل قبيح، فهو تعالى إنما يأمر بالحسن، لأنه حسن وينهى عن القبيح، لأنه قبيح. والجمال كفن يدخل فى الحرف والصناعات والأعمال وإذا أعملت وأنتجت بإتقان ودقة وروعيت فيها الكماليات والتحسينات ، وتعتبر الأحكام الفقهية المتعلقة بحياة الإنسان فى الإسلام تدل على مدى اهتمام الإسلام بالجمال كأحكامه فى الزواج وفى اختيار الزوجة وفى الحجاب وفى الطهارة . ويراعى الإسلام الجمال فى المنطق والأدب والشعر فى المضمون والشكل جميعاً، وليس الجمال فى الإسلام مقصوراً على الثياب الحسنة والطيب وحسن التجمل.