الفهرس 
الفصل الاوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 193 |  |  |
| | | from | 193 | | |
المستخلص
لقد حظي موضوع المشاركة بين المؤسسات التعليمة ومؤسسات المجتمع باهتمام بالغ في مختلف أنحاء العالم، وذلك لارتباط هذه المشاركة بعملية التنمية الشاملة من ناحية،علاوة علىوجود مجموعة من الخبراء والمتخصصين في كثير من قطاعات الأعمال والانتاج، يمكنهم الإسهام في دعم التعاون من خلال إدراكهم لاحتياجات هذه القطاعات من التعليم كلٌ وفقاً لتخصصه، مما يعطي للمؤسسات التعليمية الفرصة للتركيز على المهارات التي يحتاجها سوق العمل بشكل دائم.
أضف إلى ذلك تزايد الوعي بأهمية مشاركة مؤسسات المجتمع المدني في عديد من المجالات المجتمعية، مما يتيح الفرصة لمؤسسات التعليم للسعي نحو مشاركة مؤسسات مجتمعها، فلقد أضحت الحاجة إلي إقامة هذه المشاركات أكثر إلحاحاً في الوقت الراهن خاصة مع تعقد المعرفة، وتزايد حجم المنافسة، والتغير السريع والمستمر في كافة المجالات، فقطاع التعليم بأكمله في حاجة إلي التلاحم والتعاون مع قطاعات المجتمع الأخرى؛ لفهم التغيرات المستمرة والمهارات المطلوب إكسابها لطلابها لتصبح مراكز تعلم؛ لإحداث التكامل الصحيح بين الدراسة النظرية والمهارات العملية.
وبذلك تظهر أهمية المشاركة المجتمعية فيما تحققه من أهداف،وما تسهم به منظمات وهيئات المجتمع المدني من نقابات وجمعيات أهلية وأحزاب سياسية، إلى جانب جهود الجامعات والمراكز البحثية والخدمية والجهات التطوعية، حيث تقدم هذه الجهات عديد من التيسيرات وتعمل على دعم للإنجازات فى العملية التعليمية داخل المدارس، وهذا ما تحتاج إليه كلنظم التعليم فى كل دول العالم.
مشكلة الدراسة وأسئلتها:
على الرغم من الجهود المبذولة من قبل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني فى السنوات الأخيرة نحو وسيع قاعدة المشاركة المجتمعية فى التعليم فى إطار دعم اللامركزية على مستوى المحافظات وفى إطار العمل الاستراتيجي الذى تنتهجه الوزارة لتطوير التعليم اعتماداً على إمكانات البيئة الداخلية والخارجية للمدارس، وذلك بطرح استراتيجيات بعيدة الأمد لإصلاح التعليم بشكل تدريجي، والتي كان آخرها خطة التنمية المستدامة (رؤية مصر 2030). إلا أن هناك عديد من القضايا والتحديات ماتزال قائمة، وتحد من الإفادة أو الاستثمار الأمثل فى جهود هيئات ومنظمات المجتمع المحلى تجاه التعليم، وخاصة التعليم الفني ومن ضمن أنواعه التعليم الفني التجاري.
ومن هنا تظهر أهمية المشاركة المجتمعية فى التعليم، ودورها الحيوي والمؤثر فى حل كثير من المشكلات وفى تذليل كثير من الصعوبات المتعلقة بالاحتياجات والإمكانات والموارد المدرسية. وتأسيساً على ذلك يمكن تحديدمشكلة الدراسة فى السؤال الرئيسيالتالي:
كيف يمكن الإفادة من بعض نماذج المشاركة المجتمعية بالتعليم الفني ببعض الدول المتقدمة فى تطوير التعليم الفني التجاري بمصر؟
ويتفرع من هذا السؤال الرئيسيالأسئلةالفرعية التالية:
6- ما الأسسالنظريةللمشاركةالمجتمعيةفىالتعليمالفني؟
7- ما أهم نماذج المشاركة المجتمعية في التعليم الفني ببعض الدول المتقدمة؟
8- ما واقع المشاركة المجتمعية فى التعليم الفنيالتجاري بمصر؟
9- ما أوجه التشابه والاختلاف بين مصر ودول المقارنة فى تطبيق المشاركة المجتمعية بالتعليم الفنى؟
10- ما التصور المقترح لتفعيل المشاركة المجتمعية بمدارس التعليم الفنيالتجاري بمصر؟
أهداف الدراسة:
تسعى الدراسة إلى ما يلى:
• التعرف على الأسس النظرية للمشاركة المجتمعية فى التعليم الفني.
• عرض وتحليل لأهم النماذج العالمية للمشاركة المجتمعية بالتعليم الفنيفى بعض الدول المتقدمة.
• تقصى واقع المشاركة المجتمعية بمدارس التعليم الفنيالتجاري من خلال إجراء دراسة ميدانية لتحديد مستويات المشاركة المجتمعية بهذه المدارس.
• تقديم تصوراً مقترحاً لتفعيل المشاركة المجتمعية بمدارس التعليم الفني التجاري بمصر.
منهج الدراسة:
تعتمد الدراسة الحالية على المنهج المقارن من خلال توظيف الأسلوب العلمي لأسلوب جورج بيريدايGeorge Bereday، بخطواته الأربعة (الوصف، التفسير، المناظرة، المقارنة)، والذي يعد الأنسب لطبيعة الدراسة، حيث أنه من أسهل صور التحليل المقارن من خلال اختيار مشكلة واحدة ودراستها في أكثر من نظام تعليمي، للوصول إلى الأساليب المختلفة التي أخذت بها النظم التعليمية في مواجهة هذه المشكلات.
أداة الدراسة:
تتمثل أداة الدراسة في الاستبانة، والتي تم استخدامها لتقصي واقع المشاركة المجتمعية بمدارس التعليم الفني التجاري من خلال ثلاثة محاور، هى: المحور الأول: التخطيط لدعم المشاركة المجتمعية بمدارس التعليم الفني التجاري، والمحور الثاني: تنظيم أنشطة المشاركة المجتمعية بمدارس التعليم الفني التجاري، والمحور الثالث: تنفيذ فاعليات المشاركة المجتمعية بمدارس التعليم الفني التجاري.
نتائج الدراسة:
أسفرت الدراسة عن مجموعة من النتائج المستخلصة من تحليل واقع المشاركة المجتمعية بمدارس التعليم الفنى التجارى في مصر نظرياً وميدانياً، ومن أهم هذه النتائج ما يلى:
8- أن هناك توجه كبير من مدارس التعليم الفنى التجارى نحو دعم علاقتها الحيوية بمؤسسات المجتمع المحيطة بها، وهو ما يظهر في رؤية كثير من المدارس ورسالتها.
9- أن مدارس التعليم الفنى التجارى تضع أهدافاً واضحة ومحددة ترتبط باحتياجات مؤسسات المجتمع المستفيدة منها، ورغم ذلك يظهر غياب إشراك الأطراف المعنية من مؤسسات الأعمال والانتاج في وضع أهدافها الاستراتيجية.
10- رغم ان مدارس التعليم الفنى التجارى تعلن عن أهمية المشاركة المجتمعية بداخلها إلا أن هناك محدودية للتوعية بثقافة المشاركة المجتمعية ودورها فى تحقيق أهدافها.
11- ضعف قنوات الاتصال بين مدارس التعليم الفنى التجارى وبين كافة المستفيدين من مخرجاتها، علاوة على عدم امتلاك المدارس للبنية المعلوماتية التى تيسر تبادل المعلومات بينها وبين الجهات المعنية بها.
12- افتقار مدارس العليم الفنى التجارى للقدرة على الافادة من اسهامات الشركات ورجال الأعمال الموجودين داخل مجتمعها المحلى، علاوة على ضعف قدرتها على استثمار دور مجالس الأمناء والآباء والمعلمين في الإشراف على تنفيذ برامج وخطط الاصلاح المدرسي
13- أن مدارس التعليم الفنى التجارى بحاجة للصلاحيات اللازمة لتقديم مشروعات وبرامج تدريبية تخصصية للأفراد والعاملين في مؤسسات خدمية وإنتاجية داخل مجتمعها