Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
نموذج سببي لبعض المتغيرات المرتبطة بالقلق الاجتماعي
لدى الطلاب الصم بالتعليم النوعي /
المؤلف
كيرلس، كارولين يوسف عيد.
هيئة الاعداد
مشرف / إيهاب عبد العزيز الببلاوي
مشرف / نوراهان حسين النشوي
مشرف / نوراهان حسين النشوي
مشرف / نوراهان حسين النشوي
الموضوع
القلق االطلبة الصم
تاريخ النشر
2021.
عدد الصفحات
141ص.:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الصحة النفسية
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - كلية التربية النوعية - العلوم التربوية والنفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 169

from 169

المستخلص

أولًا: مقدمة الدراسة
الإنسان بطبعه كائن اجتماعي ينشأ في جماعة معينة، ويتفاعل مع أعضائها بكل أشكال التواصل الاجتماعي، وتؤدي حاسة السمع دورًا رئيسيًا؛ حيث تسمح للفرد بسماع الأصوات من حوله والتكيف مع البيئة المحيطة؛ وبالتالي فإن أي قصور في وظائف السمع، سيكون له آثارًا سلبية على شخصية الفرد والجوانب الاجتماعية والانفعالية والأكاديمية له.
وعلى ذلك فقد يشمل الفقدان السمعي العديد من الآثار السلبية التي تترك بصماتها على السلوك الاجتماعي للأصم، وغالبًا ما تفرض قيودًا تحد من قدرته على المشاركة مع الأفراد السامعين، وذلك لعدم قدرة الأصم على فهم المثيرات السمعية التي يتعرض لها في مجتمع السامعين (فؤاد الجوالده، 2012، ص 49)؛ ونتيجة للتطورات التي يشهدها العالم من حولنا في مختلف المجالات، نلاحظ أن القلق الاجتماعي من أكثر الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الصم .*(Dehghan, et al., 2020, p. 2)
ويعد اضطراب القلق الاجتماعي واحدًا من أكثر اضطرابات القلق شيوعًا، ويتميز بالخوف الملحوظ والمستمر من بعض المواقف الاجتماعية المحددة التي تتطلب الأداء في جماعة، حيث يتم تجنب المشاركة في تلك المواقف الاجتماعية التي تشكل تهديدًا لدى الفرد (بشير معمرية، 2009، ص 136)، هذا وقد يؤثر على العلاقات الاجتماعية للفرد داخل الأسرة، الدراسة، أو العمل، مما يؤدي إلى انخفاض المهارات الاجتماعية (Bandelow & Stein, 2004, p. 307) ، وتعد تلك العلاقات الاجتماعية مصدرًا من مصادر التهديد لدى الطالب داخل البيئة الأكاديمية، فقد يشعر بالقبول أو الرفض من قبل زملائه، وأحيانًا يتعرض للتخويف والتنمر على أيديهم (منى الصرايرة، 2007، ص 1)، كما أشار (Pörhölä et al., 2019, p. 725) أن الذين يكونون في خطر متزايد من المعاناة من القلق الاجتماعي هم ضحايا التنمر الذين يتعرضون لخطر التنمر من قبل أقرانهم في مواقف التعلم الجامعي.
وقد أوضحت دراسة (Thompson-Ochoa & Hodgdon (2019 أن الطلاب الصم يقعون ضحايا للتنمر من قبل أقرانهم في كثير من الأحيان مقارنة بغيرهم من السامعين. كما أشارت نتائج دراسةKouwenberg, et al. (2012) أن التنمر له عواقب وخيمة على الطلاب الصم ضحايا التنمر،حيث يؤثر على الجانب النفسي والاجتماعي، والأكاديمي، مثل الشعور بالقلق الاجتماعي والاكتئاب وضعف الأداء الأكاديمي. وبناء على ما تقدم؛ اتضح أن هناك علاقة ارتباطية بين القلق الاجتماعي وضحايا التنمر، حيث يعاني ضحايا التنمر من مستويات عالية من القلق الاجتماعي، وهذا ما قد أشارت إليه دراسة كل من Pabian & Vandebosch (2016)، Coelho & Romao (2018) ، Pörhölä, et al. (2019).
في حين أن هناك آثارًا سلبية للقلق الاجتماعي تؤثر بشكل أساسي على الأنشطة الروتينية للفرد، أو على أدائه في انجاز مهامه الأكاديمية (محمد عيد، 2000، ص 354)، بالاضافة إلى وجود إعاقة لدي
أوالقلق الناتج عن التفاعل الاجتماعي مع الآخرين يمكن أن يجعل مواقف التعليم غير مريحة لبعض الطلاب؛ مما يؤدي إلى انخفاض الدافع الدراسي لديهم (Pörhölä, et al., 2019, pp. 724, 725) ؛ ونتيجة لانخفاض مستوى التحصيل الدراسي يلجأ الأصم إلى ما يسمى بالتلكؤ الأكاديمي، وذلك لأنه لم يكن لديه الوسائل اللازمة لمواجهة الصعوبات التي تشكل عبئًا ثقيلًا عليه مما يعيقه عن أداء المهمة الدراسية في إطار الزمن المحدد (جابر جابر وآخرون، 2014)، كما يميل المتلكئ إلى أن يكون أكثر قلقًا اجتماعيًا وخوفًا من التدقيق أو الحكم من قبل الآخرين؛ لذا يلجأ إلى تأجيل المهام الدراسية (Ferrari ,1991)، وعلى هذا فقد أشارت الدراسات كدراسة (Hutchison, 2018) ، مرفت الصفتي (2018)، Ko & Chang (2019) على وجود علاقة ارتباطية بين التلكؤ الاكاديمي والقلق الاجتماعي.
ومن جانب آخر قد يؤثر القلق الاجتماعي على مظاهر التوافق الاجتماعي والوظيفي للفرد، حيث يدفعه إلى تجنب المشاركة والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين، ويترتب على ذلك الشعور بالعزلة والوحدة النفسية الشديدة (حياة البناء، 2006 ، ص 291)؛ وكما في دراسة Movallali & Hakimi-Rad (2018) نجد أن الأصم أكثر شعورًا بالوحدة النفسية؛ لما تفرضه عليه إعاقته السمعية من جوانب قصور، والتي تنعكس بشكل سلبي على الجانب النفسي والانفعالي للأصم، فحدوث قصور في حاسة السمع يمكن أن يؤثر على شخصية الأصم بسمات تدني الثقة بالنفس، انعدام الشعور بالأمن والخجل، ومن ثم الشعور بالوحدة النفسية (آمال جودة، 2007، ص 2).
وعلاوة على ذلك يتضح لنا أن الوحدة النفسية هي حالة يشعر فيها الفرد بعدم قدرته على الاندماج والتفاعل مع الآخرين ولا يمكنه تلبية بعض الاحتياجات النفسية، مثل: الحب، والتفاهم، والقبول، والانتماء، والثقة المتبادلة (ممدوح بدوي، 2020، ص 246)، كما أشارت نتائج دراسة كل من ماجد العلي (2010) ، Bonetti,et al., (2010)، Danneel, et al., (2019) أن الشعور بالوحدة النفسية يرتبط إيجابيًا بالقلق الاجتماعي، حيث يمكن التنبؤ بالقلق الاجتماعي من خلال الوحدة النفسية.
وبعد هذا العرض المبسط لمتغيرات الدراسة الحالية، تسعى الباحثة إلى التعرف على أفضل نموذج سببي لبعض العوامل المرتبطة بالقلق الاجتماعي مثل (التلكؤ الأكاديمي - التنمر - الوحدة النفسية) لدى الطلاب الصم بالتعليم النوعي.
ثانيًا : مشكلة الدراسة
انبثقت مشكلة الدراسة الحالية من خلال اطلاع الباحثة على البحوث والدراسات السابقة التي أشارت إلى معاناة الطلاب الصم من معدلات مرتفعة من القلق الاجتماعي، حيث يعد من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا لديهم Kvam & Tambs (2007)، Ahmadi, et al. (2017)، Pirani, et al. (2017) ؛ فالأصم أكثر تأثرًا بضغوط وصراعات المجتمع؛ نتيجة لوجود الإعاقة والتي تعد بيئة خصبة لنمو اضطراب القلق الاجتماعي، كما اتضح للباحثة أيضًا من خلال بعض الدراسات السابقة والأدبيات كدراسةAkram & Munawar (2016) Weiner, et al. (2013) ، Thompson-Ochoa & Hodgdon (2019) أن الأصم يتعرض لخطر التنمر بصورة متكررة من قبل أقرانه ويصبح ضحية للتنمر في كثير من الأحيان، وكما جاء في دراسة تحية عبد العال (2006) التي أوضحت أن التنمر ينتج عنه بعض الأضرار النفسية، لذلك عندما يتعرض الضحية لخطر التنمر سيشعر بالدونية والعجز، ومن الصعب التعبير عن نفسه، ويفضل الانسحاب الاجتماعي؛ نتيجة التعرض للخوف والقلق بشكل متكرر وبخاصة القلق الاجتماعي. وبناء على ما تقدم؛ فقد أسفرت نتائج دراسة Pabian & Vandebosch (2016) ، Coelho & Romao (2018)، Pörhölä, et al. (2019) أن هناك علاقة ارتباطية بين ضحايا التنمر والقلق الاجتماعي.
ومن جانب آخر قد يؤثر القلق الاجتماعي سلبًا على الجانب الأكاديمي للأصم، حيث ينتشر التلكؤ الأكاديمي بين الطلاب الصم كما في دراسة كل من جابر وآخرون (2013)، جابر وآخرون (2014)، مى خفاجة (2020)، ونتيجة لعدم قدرة الأصم على التحدث والتفاعل مع أقرانه؛ فقد يفشل في أداء مهامه الدراسية حيث يجد صعوبة في تحقيق النجاح في مختلف الأنشطة الاجتماعية؛ الأمر الذي يترك آثارًا سلبية على بعض الطلاب الصم، كالقلق والخوف، وعدم الارتياح؛ مما يؤدي إلى تدني مستوى التحصيل الدراسي؛ لذا يلجأ الأصم إلى المماطلة والتلكؤ الأكاديمي في أداء مهامه الدراسية. وقد أشارت نتائج دراسة مرفت الصفتي (2018)، Hutchison & Crompton (2018) إلى وجود علاقة ارتباطية موجبة بين القلق الاجتماعي والتلكؤ الأكاديمي.
ومن الجدير بالذكر أن هذا كله سينعكس على الجانب الانفعالي للأصم والذي يتمثل في الشعور بالوحدة النفسية؛ حيث اتضح للباحثة وذلك كما جاء في دراسة آمال جودة (2007)، و دراسة Movallali & Hakimi-Rad (2018) أن الطلاب الصم أكثر شعورًا بالوحدة النفسية مقارنة بالسامعين؛ حيث تعد الوحدة النفسية نقطة بداية للكثير من المشكلات، وفيها يشعر الأصم بعدم الأمان والانقباض لأنه لا يمتلك المهارات الاجتماعية اللازمة لاقامة علاقات اجتماعية مشبعة مع الآخرين؛ ومن ثم تظهر لديه أعراض القلق الاجتماعي، وقد أسفرت نتائج دراسة كل من Maes, et al., (2019) ، O’Day et al., (2019) ،
Danneel, et al., (2019)، عن وجود علاقة ارتباطية موجبة بين الوحدة النفسية والقلق الاجتماعي، كما أن أعراض القلق الاجتماعي تؤدي دورًا حاسمًا وقويًا في ظهور الوحدة النفسية.
وفي ضوء اطلاع الباحثة على عدد من الأدبيات التربوية والنفسية، والدراسات السابقة وجد أن القلق الاجتماعي يمثل حجر عثرة في حياة الأصم بصفة عامة فقد يبطئ تقدمه، ومدى تأثير هذا الاضطراب على التوافق النفسي، والاجتماعي، والأكاديمي للطالب، كما يلاحظ انتشار بعض جوانب القلق الاجتماعي لدى عينة من الطلاب الصم من خلال بعض خصائص الإضطرابات النفسية والسلوكية التي تظهر أثناء التعامل مع هذه الفئة، وفي حدود اطلاع الباحثة، إذ تبين وجود ندرة في الدراسات في البيئة العربية التي تناولت مفهوم القلق الاجتماعي في ضوء بعض المتغيرات المرتبطة به، مثل: التلكؤ الأكاديمي، التنمر، الوحدة النفسية لدى عينة الدراسة (الطلاب الصم بالتعليم النوعي)؛ لذلك تحددت مشكلة الدراسة الحالية في محاولة التعرف على طبيعة العلاقة الارتباطية بين كل من التلكؤ الأكاديمي، التنمر، الوحدة النفسية، والقلق الاجتماعي لدى الطلاب الصم بالتعليم النوعي، ومن ثم يمكن تحديد مشكلة الدراسة الحالية في الأسئلة التالية:
1- هل توجد علاقة بين التلكؤ الأكاديمي والقلق الاجتماعي لدى الطلاب الصم بالتعليم النوعي؟
2- هل توجد علاقة بين التنمر والقلق الاجتماعي لدى الطلاب الصم بالتعليم النوعي؟
3- هل توجد علاقة بين الوحدة النفسية والقلق الاجتماعي لدى الطلاب الصم بالتعليم النوعي؟
4- هل توجد علاقة بين التلكؤ الأكاديمي والوحدة النفسية لدى الطلاب الصم بالتعليم النوعي؟
5- هل توجد علاقة بين التلكؤ الأكاديمي والتنمر لدى الطلاب الصم بالتعليم النوعي؟
6- هل توجد علاقة بين الوحدة النفسية والتنمر لدى الطلاب الصم بالتعليم النوعي؟
7- هل توجد فروق بين الذكور والإناث على مقياس القلق الاجتماعي ؟
8- هل توجد فروق بين الذكور والإناث على مقياس ضحايا التنمر ؟
9- هل توجد فروق بين الذكور والإناث على مقياس التلكؤ الأكاديمي؟
10- هل توجد فروق بين الذكور والإناث على مقياس الوحدة النفسية؟
11- ما أفضل نموذج سببي لبعض المتغيرات المرتبطة بالقلق الاجتماعي لدى الطلاب الصم بالتعليم النوعي؟ .