Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
القوى البحرية فى حوض البحر المتوسط
(1571- 1640م)/
المؤلف
مشرف،عبداللطيف عبداللطيف عبدالغنى.
هيئة الاعداد
باحث / عبداللطيف عبداللطيف عبدالغنى مشرف
مشرف / سلوى أبراهيم العطار
مشرف / خلف عبدالعظيم الميري
مناقش / محمد صبري الدالي
تاريخ النشر
2021
عدد الصفحات
362ص:
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم الآثار
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 363

from 363

المستخلص

كان البحر المتوسط مركز الساحة الدولية على مدار مئات السنين، ومع الوقت انتقل ثقل الأحداث السياسية إلى المحيط الأطلسي مع قيام حركة الكشوف الجغرافية في القرن الخامس عشر الميلادي، وفي الآونة الأخيرة انتقلت الساحة المركزية إلى المحيط الهادئ؛ ومع ذلك فإن الجزء الشرقي لحوض كان في الماضي نقطة التقاء بين الشرق والغرب، وكان إحدى بؤر صراعات القوى العظمى خلال فترة الحرب الباردة، لا زالت له أهمية استيراتيجية؛ حيث إن الجزء الشرقي يعتبر ساحة أثبتت القوة العسكرية للشرق الأوسط، وتوجد فيه مسارات الحروب الصليبية.
البحر المتوسط، أو بحر الروم، أو البحر الداخلي، أو البحر الأبيض.. كلها أسماء تاريخية اشتهر بها، وهو يمتلك سمة الوصول إلى طرق تجارية متنوعة في العالم أجمع، مثل: طريق الحرير، وهو المجال المائي الذي تكونت على ضفافه أعظم الحضارات في التاريخ في آسيا وأفريقيا وأوروبا.
هو بحر كبير نسبيًا، يقع ما بين قارات العالم القديم الثلاث، وتحيط به اليابسة من الجهات الأربع، لكن له عدة منافذ، منها طبيعي، مثل: مضيق جبل طارق بين المغرب وإسبانيا، ويفصل أوروبا عن أفريقيا، ويصل البحر المتوسط بالمحيط الأطلسي، وهناك أيضًا منفذ طبيعي آخر، وهو مضيق الدردنيل، وهو مضيق طبيعي، وأحد أضيق المضايق في العالم المستخدمة في الملاحة الدولية، ويربط بحر مرمرة ببحر إيجة بالبحر المتوسط، فيفصل آسيا عن أوروبا.
أن حوض المتوسط عمومًا يمثل أهم منطقة تاريخية في العالم، وقامت على ضفافه أعظم حضارات التاريخ، ابتداءً بالحضارات السورية القديمة إلى الفراعنة والرومان والفينيقيين والأمازيغ والإسلامية والأوروبية الحديثة.
وبعد سقوط الإمبراطورية الرومانية، حافظ البحر المتوسط على تصنيفه كأهم المعابر المائية بالعالم كله، وكانت التجارة بين المدن الأوروبية العظيمة كجنوه والبندقية، وبين الأمم كالهنود وشعوب الشرق والأوروبيين، لكن اكتشاف العالم الجديد” الأمريكتين” في عام 1492م، واكتشاف رأس الرجاء الصالح عام 1488م، قلل من أهمية المتوسط إلى أن تم افتتاح قناة السويس عام 1869م، وازدادت أهمية المتوسط بعد اكتشاف البترول كأهم المعابر المائية لنقل الخام من أكبر مراكز إنتاجه في العالم بالخليج العربي إلى أوروبا وأمريكا عبر المتوسط إلى الأطلسي.
شَكَّلَ موقع البحر المتوسط نقطة مهمة في استراتيجية كل الدول المطلة عليه؛ فهو الرابط بين ثلاث قارات وبين محيطين، وعلى ضفافه قامت دول عظمى لها تاريخ، ولعوامل أخرى كان ساحة للمعارك منذ فجر التاريخ وحتى الآن، ومن أشهر الصراعات بداخله تاريخيًا، فترة سيادة الإمبراطورية الرومانية الأعظم بالتاريخ وحروبها المتعددة، وخاصة حروبهم مع قرطاجة، الإمبراطورية الفتية التي هزمت الرومان عبر البحر المتوسط بقيادة هانيبال العظيم قبل أن يرد الرومان بسحق القرطاجيين وتدمير حضارتهم في عام 202 ق.م، بالإضافة إلى حروب الإمبراطوريات الإغريقية والمينوية بجزر كريت وحملات الإسكندر الأكبر، ثم الحروب الإسلامية والحملات الصليبية إلى حروب الدولة العثمانية مع دول أوروبا حتى الحرب العالمية الأولى والثانية، وحتى آخر عملية كبرى المعروفة باسم فجر آوديسا ضد ليبيا 2011م.
ترجع أهمية الدراسة إلى الدور المهم الذي لعبه حوض البحر المتوسط عبر التاريخ، ولا نكون مبالغين إذا قلنا: إنَّ القوى البحرية لعبت دورًا في تشكيل التاريخ الحديث، وعاملاً رئيسًا للكثير من الصراعات الدولية، وذلك نظرًا لأهميته الاستراتيجية والاقتصادية، فتتيح لنا الدراسة الوقوف على الأسباب الحقيقية للصراعات الدولية، وظهور قوى دولية واختفاء أخرى؛ لما تملكه من قوة بحرية تستطيع بها السيطرة عليه وحسم معركة بحرية مع قوة بحرية أخرى، وذلك خلال القرن السادس عشر حتى منتصف القرن السابع عشر الميلادي.
ارتبط البحر المتوسط ارتباطًا عضويًا وثيقًا بجميع الفترات التاريخية، التي مر بها العالم من صراعات دولية، وسيطرة على أجزاء كبيرة منه، وقد تمثلت مظاهر هذا الارتباط في صراع القوى البحرية بين الإسبان والإنجليز في معركة الأرمادا البحرية، وبين الدولة العثمانية والدول الأوروبية في عام 1571م، فزاد الصراع الدولي على مناطق حوض البحر المتوسط والسيطرة عليه.
وتأتي أهمية الدراسة ترجع أهمية الدراسة إلى الدور المهم الذي لعبه البحر المتوسط، ولا نكون مبالغين إذا قلنا: إنَّ القوى البحرية لعبت دورًا في تشكيل التاريخ الحديث، وعاملاً رئيسًا للكثير من الصراعات الدولية، وذلك نظرًا لأهمية حوض البحر المتوسط الاستراتيجية أو الاقتصادية، فتتيح لنا الدراسة الوقوف على الأسباب الحقيقية للصراعات، ودراسة الصراع دراسة شمولية من كافة الجوانب، وأيضًا إيضاح أثر الصراع على العلاقات بين الشرق والغرب، وذلك على مستوى الدول والشعوب، وأثر هذا الصراع على مناطق حوض البحر المتوسط بحوضه الشرقي والغربي، ومن هنا ستطرح الدراسة حلولاً عملية وواقعية للتقارب بين دول حوض البحر المتوسط، حيث اعتمدت الدراسة على وثائق أصلية عثمانية وإسبانيا، حيث سافر الباحث إلى تركيا وتعلم اللغة التركية والعثمانية من أجل أن يقدم وثائق جديدة للموضوع، وكذلك تعاون مع إسبان لترجمة الوثائق الأصلية من الأرشيف الإسباني، مما تعطي للدراسة أهمية في رصد أحداث الفترة من مصادرها الأصلية.
تتعدد مشكلــــــــة الدراسة وجوانبها، ليس فقط في أهمية البحر المتوسط، ولكن في كثرة الصراعات الدولية في حوض البحر المتوسط، فهذه الصراعات لا تقتصر فقط على الدولة العثمانية ومملكة إسبانيا، بل بها أطراف دولية وإقليمية لابد من الإشارة إليها، وأيضًا تبعثر المادة العلمية وتفرقها في العديد من المصادر والمراجع والأرشيفات الدولية، والكثير منها بلغات أجنبية قديمة، وأيضًا صعوبة لغة وطريقة كتابة الوثائق خلال القرن السادس عشر الميلادي، فتحتاج إلى تعلم عدة لغات، منها: الإسبانية والتركية والعثمانية القديمة، والقدرة على استخدام الأرشيف العثماني والإٍسباني، والقدرة على معرفة طرق البحث في الأرشيفات المختلفة، فمن هنا يبرز سؤال رئيسي لتوضيح مشكلة الدراسة وهو: ما المسببات الرئيسية لإشعال الصراع بين القوى الدولية في حوض البحر المتوسط خلال القرن السادس عشر؟ وما أهداف القوى الدولية من هذا الصراع في حوض البحر المتوسط؟
وأيضًا ستطرح الدراسة تساؤلات حول الصراع المتوسطي خلال فترة الدراسة ومنها؛ هل الصراع البحري وفرض السيطرة البحرية كان من أهم ملامح وسمات القرنيين: السادس عشر والسابع عشر الميلاديين؟؛ هل للتنافس الاقتصادي، والسيطرة التجارية الغربية على دول الشرق ودول جنوب شرق آسيا من أجل السيطرة على المواد الخام والموارد الطبيعية التي يمتلكها الشرق دورًا في إشعال الصراع بين قوى الشرق والغرب؟... فمن هذا التساؤلات ستكون فصول ومحاور الدراسة، حتى نجيب عليها.
وسيعتمد الباحث الدراسة خلال الدراسة على منهج البحث التاريخي الوصفي والتحليلي، وستكون الفترة الزمنية للدراسة بداية من الأحداث السابقة لمعركة ليبانتوفي حوض البحر المتوسط، وأحداثها وأسبابها والنتائج المترتبة على ليبانتو، وتنتهي الدراسة عند الصراع الإسباني البرتغالي وأثره على منطقة حوض البحر المتوسط.
وترجع أهمية الدراسة إلى الدور المهم الذي لعبه البحر المتوسط، ولا نكون مبالغين إذا قلنا: إنَّ القوى البحرية لعبت دورًا في تشكيل التاريخ الحديث، وعاملاً رئيسًا للكثير من الصراعات الدولية، وذلك نظرًا لأهمية حوض البحر المتوسط الاستراتيجية أو الاقتصادية، فتتيح لنا الدراسة الوقوف على الأسباب الحقيقية للصراعات، ودراسة الصراع دراسة شمولية من كافة الجوانب، وأيضًا إيضاح أثر الصراع على العلاقات بين الشرق والغرب، وذلك على مستوى الدول والشعوب، وأثر هذا الصراع على مناطق حوض البحر المتوسط بحوضه الشرقي والغربي، ومن هنا ستطرح الدراسة حلولاً عملية وواقعية للتقارب بين دول حوض البحر المتوسط.
وتهدف الدراسة إلى التعرف على أهمية حوض البحر المتوسط وأثره على بروز القوى البحرية الدولية وظهور الصراعات الدولية، وظهور الكيانات والتحالفات الدولية، من أجل إشعال الصراعات والسيطرة على حوض البحر المتوسط، ويتحقق ذلك عبر إنجاز أهداف فرعية، هي:
التعرف على جغرافية حوض البحر المتوسط وأهميته الاستراتيجية؛ التعرف على مسببات الصراع الدولي خلال القرن السادس عشر حتى منتصف السابع عشر، وإبراز أشكال الصراع المختلفة بين الشرق والغرب؛ الوقوف على القوى الدولية الأوروبية وأهدافها تجاه الشرق من وراء الصراع الإسباني العثماني؛ دراسة العلاقات التجارية التي كانت تربط دول حوض البحر المتوسط وكذلك دول الشرق والغرب؛ تقديم حلول واقعية وعلمية من أجل ترابط دول حوض البحر المتوسط؛ لتجنب الصراعات المستقبلية بينهما.
والمتأمل في تاريخ الصراع الدولي للقوى البحرية، يكتشف أنه لعب دورًا كبيرًا في كثير من الأحداث الدولية، من معارك بحرية، ومعاهدات واتفاقيات دولية لحماية ممرات التجارة الدولية.
وقد تم تقسيم الدراسة إلى ثلاثة فصول، بالإضافة إلى المقدمة والتمهيد والخاتمة وقائمة المصادر والمراجع؛ حيث جاء التمهيد ليوضح مفهوم القوى الدولية ودورها في العلاقات الدولية، وإبراز فكرة التاريخ العلائقي ” تاريخ العلاقات الدولية” ودورها في توضيح مفاهيم العلاقات الدولية المختلفة عبر التاريخ، ثم جاء الفصل الأول تحت عنوان: ” تاريخ القوى البحرية الدولية في حوض البحر المتوسط.”؛ حيث تم تناول إبراز أهمية حوض المتوسط جغرافيًا وتاريخيًا، ولماذا هو نقطة صراع من طرف القوى الدولية، وذلك وفقًا لتاريخه الطويل في العصور التاريخية المختلفة.
أما الفصل الثاني، فتم طرحه تحت عنوان: ”الجوانب السياسية والعسكرية للقوى الدولية في حوض البحر المتوسط”، وفيه تم تناول عدة مباحث، تتناول عدة قضايا مختلفة تتمثل في: المشهد السياسي للبحر المتوسط في بداية القرن السادس عشر، وأهم المعارك في هذه الفترة، وهي معركة ليبانتو Lepantoالبحرية عام 1571م، وكانت بين تحالف دول أوروبية بزعامة إسبانيا ضد الدولة العثمانية، وصولاً إلى قضية الصراع البرتغالي الإسباني، والتحصينات الإسبانية على البحر المتوسط؛ وذلك للدفاع عن سواحلها من هجمات العثمانيين والقرصنة التي كانت منتشرة في هذه الفترة التاريخية.
أما الفصل الثالث، جاء تحت عنوان: ”الملاحة والأساطيل الحربية والتجارية للقوى الدولية في حوض البحر المتوسط خلال القرن السادس عشر حتى منتصف القرن السابع عشر”، حيث تم عرض الملاحة وطرقها وأهميتها في حوض البحر المتوسط، كذلك تم عرض نشأة الأسطول العثماني والأسطول الأوروبي، ومجالات التنافس بينهم، أنواع السفن المختلفة.
ثم جاء الفصل الرابع تحت عنوان: ”النشاط الاقتصادي والتجاري للقوى البحرية في حوض البحر المتوسط وأثرها”، وفيه تم تناول التنافس التجاري بين القوى الدولية، وكذلك مراكز التدول والشبكات التجارية، وأيضًا السلع المتبادلة بين الشرق والغرب من خلال ولاية طرابلس نموذجًا.
وتنتهي الدراسة بالخاتمة والوصول إلى أهم نتائجها وأهم التوصيات، ثم قائمة الملاحق، والأشكال، وصولاً إلى قائمة المصادر والمراجع.
وخلال فصول الدراسة تم الاستعانة بالعديد من الوثائق الإسبانية والتركية؛ مما ساهم في إبراز الآراء المختلفة في أهم قضايا وأحداث البحر المتوسط خلال القرن السادس عشر، وللتأكيد على ذلك سافرت إلى تركيا لزيارة الأرشيف العثماني وعمل عضوية، وقد ساهمت هذه العضوية في الاطلاع على المادة الوثائقية الكاملة للبحر المتوسط وأهم أحداث القرن السادس عشر، حيث ساهمت هذه الوثائق في طرح مواضيع جديدة موثقة، وكذلك تم الاطلاع على وثائق الأرشيف الإسباني سواء الأرشيف التاريخي أو الأرشيف العام بسيمانكاس ببلد الوليد أو المكتبة الوطنية بمدريد، وذلك عن طريق صديقي الإسباني العزيز استيفن لوبيز، حيث قام بإرسال الوثائق المطلوبة وترجمتها من الإسبانية القديمة إلى اللغة الإنجليزية الحديثة؛ مما جعل الدراسة تتناول المادة الوثائقية للقوى الدولية المتصارعة في حوض البحر المتوسط خلال فترة الدراسة.
ومن صعوبات الدراسة ترجمة الوثائق العثمانية والإسبانية؛ حيث إنها مكتوبة بلغة قديمة وصعبة، فاستغرقت الوقت الكثير، وأيضًا قلة المصادر والمراجع في فترة هذا الموضوع، وخصوصًا المراجع والمصادر العربية، التي لم أجد فيها دراسة تتناول الموضوع بشكل تأصيلي للموضوع؛ بل دراسة بسيطة في فترات زمنية مختلفة وعبارة عن أوراق بحثية، مما زاد من صعوبة الموضوع وذلك لتبعثر المادة العلمية، ولكن كان هناك الكثير ممن مدوا يد العون لمساعدتي، في مقدمتهم أستاذي ومعلمي ومشرفي العزيز خلف الميري، ومشرفتي وأستاذتي سلوى العطار، وكذلك الدكتور التركي كمال خوجه المتخصص في الأرشيف العثماني، وكذلك رئيس الأرشيف العثماني وجميع موظفيه، وكذلك صديقي استيفن لوبيز، الذي وفر لي المراجع والمصادر والوثائق الإسبانية وعمل على ترجمتها، وأيضًا الزملاء المغاربة والجزائريون، الذين وفروا لي الكثير من المصادر والمراجع النادرة بخصوص هذه الموضوع. فمن هنا أتقدم إليهم جميعًا بكل آيات الشكر والعرفان؛ حيث إنهم ساهموا جميعًا في العمل على إخراج هذه الدراسة ودعمها بمادة وثائقية ومصادر علمية ساهمت في كتابة فصول هذه الدراسة.