Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
كبار السن في المجتمع المصري بين الاستبعاد والاندماج الاجتماعي :
المؤلف
رشوان،مروة عبد العزيز محمد .
هيئة الاعداد
باحث / مروة عبد العزيز محمد رشوان
مشرف / آمال عبد الحميد محمد
مشرف / نجوى عبد المنعم الشايب
تاريخ النشر
2021
عدد الصفحات
ب-ك،340ص.؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
العلوم الاجتماعية
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - قسم علم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 325

from 325

المستخلص

هدفت الدراسة الراهنة إلى التعرف على أوضاع كبار السن في الأسرة في النسق القيمي وواقعهم الاجتماعي، والكشف عن العوامل التي تؤدي إلى استبعاد كبار السن عن الأسرة والتحاقهم بمؤسسات الرعاية، وآليات الاستبعاد والاندماج الاجتماعي داخل تلك المؤسسات. وفي سبيل ذلك اعتمدت الدراسة على بعض مقولات من النظريات وهي: نظرية المسئولية الاجتماعية، والاستبعاد الاجتماعي، ورأس المال الاجتماعي، والتفاعلية الرمزية، والدور الاجتماعي، وأخيرًا نظرية النشاط.
واستعانت الباحثة بمنهج دراسة الحالة بأدواته المختلفة من الملاحظة والملاحظة بالمشاركة، والمقابلة المتعمقة، والسرد الذاتي لحياة كبار السن، والإخباريين، والتصوير الفوتوغرافي، والتسجيل الصوتي، والسجلات والوثائق وما توفر من إحصاءات رسمية، وأدلة جمع المادة الميدانية، وتمت دراسة الحالة على مستويين هما:
الأول: هو دراسة حالات من كبار السن تعيش في الأسرة (وحدة معيشية)، وتم الوصول إلى (15) حالة عن طريق أسلوب عينة كرة الثلج.
والثاني: تم فيه ما يلي:
- دراسة حالة لبعض مؤسسات رعاية المسنين (مجال الدراسة)، حيث وقع الاختيار على ثلاث مؤسسات تعكس شرائح طبقية متباينة: مؤسسة يوم المستشفيات للتنمية والتأهيل، بحي السيدة زينب؛ لكي تمثل الشريحة الدنيا، ومؤسسة سيدات مصر، بمصر الجديدة؛ لتمثل الشريحة الوسطى، ومؤسسة بيت العيلة، بالقاهرة الجديدة؛ لتمثل الشريحة العليا.
- إلى جانب دراسة حالة لبعض كبار السن المقيمين داخل مؤسسات رعاية المسنين، حيث تم اختيار 30 حالة موزعة على المؤسسات الثلاثة بواقع 10 حالات من كل مؤسسة.
وعلى ضوء ما سبق تم تقسيم الدراسة بابين أساسين: يهتم الباب الأول بـ ” الإطار النظري والمنهجي للدراسة”، حيث يتناول الفصل الأول الإطار النظري للدراسة، ويتناول الفصل الثاني واقع كبار السن كما تعكسه الدراسات العالمية والمحلية ”رؤية نقدية”، ويتناول الفصل الثالث الإجراءات المنهجية للدراسة، وخصص الباب الثاني للدراسة الميدانية حيث جاء الفصل الرابع بعنوان كبار السن في الأسرة بين النسق القيمي والواقع الاجتماعي، ووقع الفصل الخامس تحت عنوان كبار السن بين المسئولية الاجتماعية للدولة والواقع الاجتماعي، وجاء الفصل السادس بعنوان الحياة اليومية لكبار السن داخل المؤسسات: الاندماج الاجتماعي، وأخيرًا الفصل السابع بعنوان واقع كبار السن في الأسرة والمؤسسات بين الاستبعاد والاندماج الاجتماعي: نتائج مستخلصة، ثم تأتي بعد ذلك قائمة المراجع ”العربية والأجنبية”، يليها ملاحق الدراسة ثم ملخصا الدراسة باللغتين العربية والإنجليزية.
ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة ما يلي:
- تبرز أهمية الأسرة في إمداد المجتمع بأفراد يتحملون المسئولية الاجتماعية من خلال عملية التنشئة الاجتماعية، وغرس القيم المعززة لها في أنفس الأبناء بعد قيامها بدورها الاجتماعي التربوي. وأوضحت الدراسة الميدانية أن نمط الأسرة يلعب دورًا مهمًا في تحقيق حالة الاندماج الاجتماعي لدى كبار السن؛ إذ إن استمرار المسنين في نفس السياق الأسري الذي يعيشون فيه يشعرهم بحالة من التفاعل مع المحيط الأسري بمكوناته، واستمرار أوضاعهم وأدوارهم الاجتماعية، وهو ما حث عليه الدين الإسلامي وأكده عرف المجتمع المصري حيث ضرورة تنشئة الأبناء على القيم والمعايير التي ترتبط باحترام كبار السن، والبر بالوالدين وطاعتهم.
- أكدت مقولة نظرية ”الاستبعاد الاجتماعي” أن الحرمان ليس من الضروري أن يكون ماديًا فقط، وإنما هناك الحرمان العاطفي الذي يشعر به كبار السن من أفراد أسرهم، والذي يتمثل في عدم الاهتمام بهم والتودد إليهم والأخذ بمشورتهم؛ مما يشعر كبار السن بالاستبعاد والإقصاء الاجتماعي، حيث كشفت الدراسة الميدانية عن حاجة كبار السن من حالات الدراسة إلى الرعاية الاجتماعية ”الونس” من جانب أبنائهم وأقاربهم، التي تتمثل في معاملتهم معاملة حسنة والسؤال عنهم باستمرار، وحاجتهم إلى الشعور بالعاطفة، وأن تكون رغبة الأبناء هي التي تدفعهم إلى ذلك، وليس السؤال ”كتأدية واجب”، ويظهر ذلك بوضوح في معاملات الأبناء مع كبار السن في المواقف اليومية المختلفة، فعلي سبيل المثال عند وضع الطعام لهم، ومناولتهم الشراب والعلاج، والتحدث معهم في أمور حياتهم الخاصة والأخذ بمشورتهم...، فهناك من يقوم بمثل هذه الأمور بحب وابتسامة صادقة، وغالبًا ما يستشعر كبار السن ذلك، وهناك من يفعل ذلك غصبًا عنه كواجبات يريد الخلاص منها دون إعطاء كبار السن ”ريق حلو”؛ مما ينعكس على حالتهم النفسية بالسلب، وبعض الأبناء لا يفعل ذلك على الإطلاق، ويكتفي بالتحدث إلى زوجته وأخذ مشورتها مما يجعل كبار السن يشعرون بالتهميش والإقصاء، واتفق ذلك مع دراسة (حسن مصطفى حسن، 2014) التي أكدت أن هناك بعض الاحتياجات المتعلقة بعلاقة المسن بأبنائه، فهو لا يحتاجهم فقط عند مرضه ولكن يحتاج للدفء الأسري وتقارب الأبناء وهو ما قد لا يتوفر بالشكل المطلوب، كما اتفق ذلك مع مقولة نظرية ”الدور الاجتماعى” التي أكدت أنه أحيانًا قد يحب الأبناء أدوارهم ويتوافقون معها كليًا ويؤدونها بكل تفاصيلها المحببة إليهم تجاه والديهم من كبار السن ”أداء وتقبل الدور”، وفى أحيان أخرى قد يمارسون أدوارهم بلا حماس أو حب ”مسافة الدور”.
- أكدت مقولة نظرية ”رأس المال الاجتماعي” أن امتلاك الفرد لرأس مال اجتماعي يعني أن الحياة ستكون أكثر إشباعًا حيث يتوافر لهذا الشخص المساندة الاجتماعية من خلال علاقاته مع أشخاص آخرين تمنحه دعمًا وقت الحاجة إليه، وكشفت الدراسة الميدانية أنه يتخلل الحياة اليومية لكبار السن شبكة من العلاقات الاجتماعية سواء بينهم وبين أزواجهم، وأبنائهم، وأحفادهم، وأصدقائهم، وجيرانهم، وقد اتفق ذلك مع نتائج إحدى الدراسات الأجنبية (Lalan, Y., 2014) التي أكدت أن مرحلة كبر السن هى العمر الذي يشعر فيه الإنسان بمزيدٍ من الحاجة إلى شخص يتفاعل معه ويشاركه لحظات حياته المختلفة.
- كشفت الدراسة الميدانية عن تعرض كبار السن خلال المواقف اليومية لبعض أنواع الإساءة من داخل نطاق الأسرة المعيشية (سواء من الأبناء، أم الأقارب) حيث تشير الدراسة الميدانية إلى عدة أنواع من الإساءة التي يتعرض لها كبار السن داخل الأسرة المعيشية، منها الإساءة المعنوية أو اللفظية، والإيذاء البدني، والإساءة الاجتماعية (التهميش)، كما دلت الدراسة الميدانية على تعرض كبار السن للإساءة من خارج نطاق الأسرة المعيشية خاصة الذين مازالوا يعملون منهم، فقد يتعرضون للإساءة المعنوية من المجتمع الخارجي، ويتمثل ذلك في بعض الكلمات الجارحة التي تعمل على تمييز كبار السن عن غيرهم ”المفروض بقى تروح دار مسنين”، ”يا عم روح إنت شعرك شاب”، ”إنت شعرك ابيض إركن بقى”، وربما يدل ذلك على نظرة الآخرين لكبار السن خاصة الشباب منهم حيث أنهم أخذوا دورهم ومكانهم في العمل، فهم يرون أنهم الأولى بمثل هذه الأدوار وأن الكبار سنًا أخذوا فرصهم. ويتفق ذلك مع إحدى الدراسات التي أكدت أن كبار السن ينالون احترام المجتمع وتقديره لهم من خلال مركزهم الاجتماعي والمادي، وعند حدوث فجوة في المكانة والنفوذ وأهمية دورهم الاجتماعي بعد إحالتهم إلى المعاش فإن نظرة المجتمع لهم تبدأ بالتغيير، ولا ينالون نفس الاحترام والتقدير الذي كانوا يحظون به قبل خروجهم إلى المعاش(محمد يسري إبراهيم دعبس، 1991، 64).
- أوضحت الدراسة الميدانية أنه كلما حدث اقتراب من متطلبات القيم والمعايير الدينية والثقافية كان كبار السن أكثر اندماجًا في الأسرة والواقع العام، وكلما ابتعد أفراد الأسرة عن معايير النسق القيمي المستمد من الدين وعرف المجتمع حدث حالة من الانسحاب من الحياة العامة، وذكرت الحالات أنه يحدث استبعاد داخل الأسرة عن طريق الانطواء والتقوقع حول الذات، ويكون ذلك داخل نفس المكان الذين يعيشون فيه سواء كان مع أسرهم أم أبنائهم، ولكنهما في كلتا الحالتين لم يستبعدوا عن حياتهم الطبيعية وأدوارهم، ولا يزالون مقيمين داخل الوحدة المعيشية الخاصة بهم، ويختلف ذلك عن أولئك الذين قرروا الانسحاب عن الأسرة والالتحاق بمؤسسات رعاية المسنين.
- دلت الدراسة الميدانية أنه عندما انسحب دور الأسرة في القيام بمسئولياتها تجاه رعاية كبار السن، ظهرت هنا المسئولية الاجتماعية للدولة، وأصبحت رعايتهم ضمن الموضوعات الرئيسة التي تسترعي اهتمام المسئولين، بحيث تصبح النظرة إلى كبار السن نظرة اهتمام ورعاية مستمرة لتمكينهم من أن يصبحوا أعضاء نافعين في بيئاتهم، سعداء في مجتمعهم؛ فقامت الدولة بتقديم بعض خدماتها لفئة المسنين، تلك الخدمات التى تتمثل في تقديم خدمات الرعاية التأمينية- التكفل المادي من خلال المعاشات، وإنشاء بعض المؤسسات الخاصة برعاية المسنين على اعتبار أن الرعاية المؤسسية هى البديل المطلوب في حالة تعذر توفير الرعاية من قِبل الأهل أو الأقارب، بالإضافة إلى بعض الخدمات الأخرى مثل أندية الرعاية النهارية، ومكاتب خدمة المسنين، وجليس المسن.
- كشفت الدراسة الميدانية عن تعدد العوامل التي أدت بكبار السن إلى الالتحاق بمؤسسات رعاية المسنين، فهناك عوامل خاصة بحاجة كبار السن إلى الرعاية الاجتماعية، وأخرى خاصة بالرعاية الصحية، وقد تتداخل وتتضافر تلك العوامل عند بعض الحالات؛ مما يدفع كبار السن إلى دخول المؤسسات بشكل إرادي برغبتهم، أو بشكل غير إرادي أي برغبة الآخرين سواء كانوا من الأبناء أم الأقارب، وقد تكون أوضاع المسنين داخل المؤسسات انعكاسًا للتغيرات التي طرأت على المجتمع المصري أو صورة مصغرة للمشكلات التي يعاني منها كبار السن داخل المجتمع المصري.
- أكدت مقولة نظرية ”الاستبعاد الاجتماعي” أن اختيار المسن للعزلة أو المشاركة يجعله في الحالتين أكثر سعادة بحياته وأكثر رضا عنها بسبب ظروفه الشخصية أو العوامل الخارجية المحيطة به، وهو ما يسمى التمييز بين الانسحاب الطوعي، والانسحاب الإجباري. فأوضحت الدراسة الميدانية أن صاحب قرار الدخول إلى الدار غالبًا ما يكون كبار السن أنفسهم، أي أنه قرار شخصي (إرادي – طوعي)، فربما يكون الشعور بالوحدة هو السبب وراء ذلك، والخوف من الوفاة دون أن يشعر أحد بذلك، وبذلك يمكن القول إن المسن قد يقوم هو برغبته الخاصة بأخذ القرار والانتقال إلى العيش داخل مؤسسات رعاية المسنين، وربما يرجع ذلك إلى الحد من الإقصاء الذي قد يشعر به كبار السن، والذي من خلاله يتقوقع كبار السن على ذاتهم خاصة إذا شعروا أن المجتمع الذي يعيشون فيه يستبعدهم من الاندماج أو التفاعل في الحياة الاجتماعية مع الآخرين.
- كشفت الدراسة الميدانية أن من أكثر آليات اندماج كبار السن داخل مؤسسات رعاية المسنين هو ما توفره هذه المؤسسات من خدمات مثل: الإقامة والنظافة، والطعام والشراب، والرعاية الصحية، والخدمات الدينية، والترفيهية والثقافية، ومحاولة العاملين داخل المؤسسة إدماج المسنين فيها، من خلال توفير الأنشطة البديلة؛ مما يساعد على اندماجهم في البيئة الجديدة، إذ أصبحت هذه المؤسسات بديلًا للأسرة تقدم الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية لكبار السن. وقد اتفق ذلك مع دراسة(Allan, Yadav: 2014,22) التي أكدت منح المسنين الحق في العيش بكرامة، بعيدًا عن سوء المعاملة والاستغلال، بالإضافة إلى حقهم في المشاركة الكاملة في الأنشطة التعليمية والثقافية والاقتصادية.
- أكدت مقولة نظرية ”النشاط” أن كبار السن حين يحالون للتقاعد فليس هذا نهاية المطاف، ولكن لديهم من الإمكانيات والطاقة ما يمكنهم من الاستمرار في النشاط من خلال خبرتهم السابقة التي اكتسبوها على مدار حياتهم، حيث يمكنهم تكوين صداقات جديدة يستطيعون من خلالها مواجهة مشكلات وقت الفراغ لديهم، خاصة وإن كانوا يقيمون داخل دور المسنين؛ حيث يكون المجال لديهم أوسع لعقد صداقات جديدة ومتنوعة، حيث كشفت الدراسة الميدانية عن أن إقامة كبار السن داخل مؤسسات الرعاية يتولد عنها خلق عالم جديد يبعد عن عالم الأسرة التي ينتمون إليها، والتي كانوا يعيشون داخلها، إذ يكونون شبكة من العلاقات الاجتماعية داخل تلك المؤسسات، مع العاملين داخل الدار، أو بعضهم بين بعض، أو علاقتهم بالمجتمع الخارجي المتمثل في أفراد أسرهم وأقاربهم وأصدقائهم، ويحاولون التفاعل والاندماج في هذا الإطار فيما تبقى لهم من عمر، حيث يعيشون حياة جديدة ولدتها ظروف الواقع المعيش.
- أظهرت الدراسة الميدانية أن الخدمات المتنوعة التي تقدمها مؤسسات رعاية المسنين تعمل على اندماج كبار السن داخلها، إلا أن هناك بعض المشكلات التي يعاني منها النزلاء وتعمل على شعورهم بالاستبعاد والإقصاء الاجتماعي، ولكنه استبعاد معنوي ”نفسي” وليس فيزيقيًا. وقد اختلف نوع المشكلات التي يواجهها كبار السن داخل المؤسسات باختلاف طبيعة كل مؤسسة عن الأخرى، فبعضهم يعاني من عدم الخصوصية، وبعضهم يشعر بالاستياء نتيجة دفع إكراميات ”تبس” نظير تلبية طلباته الخاصة، وهناك من يتعرض لأشكال مختلفة من الإساءة داخل مؤسسات الدراسة، وقد تعددت ما بين إساءة أو إيذاء معنوي، وإساءة اجتماعية، وإساءة مالية، وإهمال...إلخ.