Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المكان المغاير في روايات نجيب محفوظ:
المؤلف
عبدالحليم، ولاء أسعد عبد الجواد
هيئة الاعداد
باحث / ولاء أسعد عبد الجواد عبدالحليم
مشرف / سامية قدري ونيس
مشرف / شريف سعد محمد الجيار
مشرف / همت بسيوني عبد العزيز
مناقش / أحمد عبد الله زايد
مناقش / علياء رضاه رافع،
تاريخ النشر
2021
عدد الصفحات
أ-ى؛ 217ص.:
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم الاجتماع والعلوم السياسية
تاريخ الإجازة
1/1/2021
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - عم الاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 262

from 262

المستخلص

تتبلور إشكالية الدراسة في التعرف على علاقة المكان المغاير في روايات نجيب محفوظ بالواقع الاجتماعي، وفهم الرؤية التي تنطوي عليها ودلالتها بالنظر إلى السياق الاجتماعى الذي أُنتجت فيه، وبناءً على ذلك تطرح الدراسة العديد من التساؤلات:
1- ما المقصود بالمكان المغاير كما عكسته الأعمال الروائية؟
2- ما أنواع الأماكن المغايرة التي رسمها محفوظ في رواياته، وهل تختلف من رواية لأخرى؟
3- كيف أثر المكان المغاير في مصائر الشخصيات داخل الأعمال الروائية المختلفة؟
4- إلى أي مدى استطاعت الأعمال الروائية تمثيل الواقع الاجتماعي عبر الأماكن المغايرة (الزقاق، والبنسيون، والعوامة، وخشبة المسرح)؟
ثانيًا: الإطار النظري.
سعيًا للإجابة عن هذه التساؤلات انطلقت الدراسة الراهنة من المبادئ الستة التي وضعها ميشيل فوكو للمكان المغاير؛ فجاء الزقاق كمكان طارد، والبنسيون كفضاء للتحرر، والعوامة كفضاء للمتعة والثرثرة، وأخيرًا المسرح كمنصة للاعتراف.
ثالثًا: الإطار المنهجي.
اعتمدت الدراسة على تحليل المضمون الكيفي ”بوصفه منهجًا تحليليًّا يلجأ إليه الباحث للإجابة عن مجموعة تساؤلات خاصة بموضوع بحثه، كما أنه وسيلة لوصف المحتوى الظاهر لأي رسالة إعلامية أو عمل أدبي”. وبناءً على ذلك اعتمدت الدراسة على طريقة تحليل المضمون الكيفي لأربع روايات من مجمل أعمال محفوظ الروائية (زقاق المدق، ثرثرة فوق النيل، ميرامار، أفراح القبة)، بالإضافة إلى الملاحظة، حيث لجأت الباحثة كذلك إلى استخدام الملاحظة المباشرة لملاحظة الأماكن التي أشارت إليها الروايات، خاصة وأنه قد نما إلى علم الباحثة أن هذه الأماكن بعينها ما زالت موجوده بأسمائها أو بأسماءٍ أخرى. ومن ثم تم وصف الأماكن المتاحه وتحديدًا، زقاق المدق.
كما استخدمت الباحثة التصوير الفوتوغرافي، كأداة توضيحية ولكن في نطاق ضيق جدًّا للتعرف على طبيعة بعض الأماكن الواردة في الروايات -زقاق المدق- لتصوير المباني السكنية والشوارع، وتوضيح مدى ضيق واتساع هذه الشوارع، وكذلك مدى تقارب المباني السكنية وتباعدها.
رابعًا: أهم ما توصلت له الدراسة.
- حظي المكان باهتمام كبير في جُل أعمال نجيب محفوظ الروائية، حيث استعان به ليصنع فضاءً واسعًا يجسد من خلاله أحداثًا مجتمعية واضحة المعالم. لذا تدور جُل كتاباته في الشوارع، والحواري، والأزقة، والمقاهي، والعوامة، والبنسيون... وغيرها من الأماكن ذات الدلالة الفنية من ناحية والتي تعكس صفحات من تاريخ مصر، وتصبح بمثابة حقبة تاريخية يمكن الرجوع إليها لمعرفة التغيرات الاجتماعية في المجتمع المصري في فترات تاريخية مختلفة من ناحية أخرى. بالإضافة إلى ذلك تحتوي هذه الأماكن على تفاعلات بين الشخصيات من مختلف الفئات والطبقات الاجتماعية؛ فمن خلال المكان تتولد الشخصيات، وتصبح الصلة بين المكان والشخصيات هي التاريخ.
- ووفقًا لتعريف المكان المغاير، الذي صكه ميشيل فوكو، والذي يعني نقل الأحداث الواقعية إلى فضاء آخر مغاير، فقد أوضحت الدراسة أن بعض أعمال نجيب محفوظ تدور في أماكن مغايرة مثل: الزقاق الضيق، والعوامة المتأرجحة، والبنسيون الثابت، والمسرح ذو القبة العالية والفضاء المتسع، لنكتشف من خلاله أن المكان ليس مُجرد فضاء فيزيقي وإنما مكانًا حيًّا يعمل على تشكُّل الحياة الاجتماعية داخله، ويؤثر على مصائر الشخصيات التي تعيش في إطاره. وهنا يمتزج فن الكاتب مع إبداعه، فيجمع المكان بين الشيء ونقيضه في آن واحد يجمع بين الجاهل والمثقف، بين العاهرة والشريفة، بين القواد والتقي، بين قائم الصلاة ومدمن المخدرات، بين الهدوء والسكينة، بين الحركة والانفعال، بين الحب والكراهية وكلها سمات للشخصية ظهرت من خلال تحليل الأماكن المختارة.
- تعددت الأمكنة وتنوعت في الروايات ما بين أماكن مغلقة وأخرى مفتوحة، حيث تعكس الأماكن المغلقة خصوصية وحميمية المكان، بينما تعكس الأماكن المفتوحة المعطيات الثقافية والاجتماعية، والنفسية، وتؤكد أيضًا على حرية الأشخاص في التعامل مع المكان. لذا تعمد محفوظ أن يذكر الأماكن بأسماء واقعية لتكون أكثر مصداقية، وهنا يتوازى استخدام الوصف والسرد مع الواقع، فوصف الأماكن وصورها وجسد كل ما فيها بطريقة تمنح القارئ القدرة على تخيل المكان سواء كان مغلقًا أو مفتوحًا.
- اتخذ المكان المغاير في أدب محفوظ أشكالًا متعددة منها (الزقاق، والعوامة، والبنسيون، والمسرح، والشارع، والمقهى، والمقبرة، والسجن، والمحلات التجارية، ومدرسة الدعارة... إلخ) وجميع هذه الأماكن تختلف في معماريتها مع الأماكن العادية لكون الكاتب يبحث عن بيئة مغايرة غير مألوفة لرواياته، ومن هنا تتنوع الأنساق البصرية فيجمع المكان الواحد عدة أمكنة.
-الأماكن المغايرة قد تكون أماكن حقيقية مؤقتة ولكنها مرفوضة من المجتمع والسلطة، يلجأ إليها الفرد المسافر كما حدث في (ميرامار)، أو مكان المضطر للخروج من الأزمة كما حدث في (ثرثرة فوق النيل)، أو المجبور على الاعتراف بحقيقة بعض الأمور المرفوضة في الواقع الحقيقي ولكن بصورة أكثر جرأة كما هو الحال في (أفراح القبة)، وقد تكون أماكن طاردة لقاطنيها أو جاذبة لهم كما في (زقاق المدق).
- منح محفوظ، للأمكنة هوية اجتماعية خاصة، سواء كانت هذه الأمكنة مغلقة أو مفتوحة، فيصف الكاتب المكان وسكانه وكأنه يصف حياة أسرة واحدة تجمعهم ظروف واحدة ومصير واحد. إذًا فقد جعل من المكان وعاءً يحوي سكانه بظروفهم الاجتماعية، والثقافية، والنفسية، والاقتصادية، والسياسية. فالشخصيات ماهي إلا تشريح للمكان، ولا يمكن تحديد المكان ولا معرفة الشخصيات دون تفاعلهما ووجودهما وحركتهما معًا، كما أن جغرافية المكان تتحد بتفاعل الشخصيات وقدرتها على تجسيد بعض المواقف التي تعبر عن هوية وخصوصية المكان نفسه. لذلك وضح الكاتب في جُل رواياته مدى تأثر الشخصية بالمكان الذي توجد فيه، إلا أن هذا التأثير قد يؤثر سلبًا أو إيجابًا، بعبارة أخرى قد يحدد مصائر الشخصيات وتحقيق طموحاتهم وآمالهم وانتصارهم، وفي أحيان أخرى يكون سببًا في انكسارهم وقمعهم.
- بالإضافة لذلك يُعد المكان البُعد المُكمل لشخصيات وأحداث العمل الروائي. لذلك ربط نجيب محفوظ بين المكان والعناصر السردية الأخرى، الزمان والمكان والأحداث، وجعل منه بعدًا مكملًا لشخصيات الروايات، كما جعل الشخصية نفسها أحد مكونات المكان، فلا يمكن لأحداث الروايات أن تتحقق بدون وجود شخصيات وما ينتج عنها من علاقات اجتماعية؛ كما أعطى المكان للشخصيات الحرية وأحقية التصرف فيما تريد، فلم يضع الراوي عليهم قيودًا للتصرف، واستطاع المكان أن يجعل كل شخصية تبوح عما بداخلها بكل جرأة، وحرية ودون أية قيود.