الفهرس 
الباب الأوليوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 279 |  |  |
| | | from | 279 | | |
المستخلص
فإن الاتجاه الوجداني بصفته قيمة روحية تترجم ذات الشاعر وتعبر عن مكنوناتها ورؤيتها الخاصة تجاه ما حولها من الكون والحياة والتجارب الذاتية والعاطفية ليس شيئاً جديداً على الشعر العربي؛ فالمواقف من الحياة والطبيعة والمجتمع سمة مشتركة بين الشعراء منذ العصر الجاهلي وإن تباينت أساليب التعبير فيما بينهم. أما مسمى هذا الاتجاه «الاتجاه الوجداني» فإن أول مَن أرسى دعائمه في دراسة الشعر العربي هو د.عبدالقادر القط في كتابه (الاتجاه الوجداني في الشعر العربي المعاصر) إذ يقول ص11 : ””... ولهذا آثرنا أن نعدل عن مصطلح (الحركة الرومانسية) إلى (الاتجاه الوجداني)، وإن تسامحنا أحياناً فاستخدمنا المصطلح الأوربي كلما اقتربت طبيعة الشعر أو موقف الشاعر من طبيعة الرومانسية الأوربية اقتراباً يأذن باستخدامه””. وأما عن محور هذه الدارسة فهو الجانب الوجداني في شعر الطغرائي الذي عاش في العصر السلجوقي وواكب الكثير من الصراعات والثورات والفتن الداخلية والخارجية وتأثر بأحداثها بحُكْم المناصب التي تولَّاها، وقد جاءت هذه الدراسة لتكشف لنا عما حوى ديوانه من شعره الوجداني، مُنتقِيةً نماذج منها مع التعليق عليها بما يربط بين أجزائها. (أهداف الدراسة ودوافعها) تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على الجانب الوجداني لدى شاعرنا الطغرائي، وتجلِّي مضامينه في شعره مع تناولها بالتحليل الذي يخدم البحث العلمي في دراسة الاتجاهات الوجدانية للشعراء، استكمالاً للدراسات السابقة التي تناولت جوانب أخرى من شعره من خلال إبراز التوجه الوجداني للشاعر للخروج بدراسة تحليلية لشعره الوجداني، مما يساهم في إثراء الدراسات الأدبية. هذا وقد واجهتِ الباحثَ عقبةٌ غيرُ متوقَّعة بعد اعتماد اسم الرسالة وهي انتشار وباء كورونا في العالم، حيث صَعُبَ عليه التواصل والوصول إلى العديد من المكتبات والمراكز البحثية لتعطيلها مدةً طويلةً بسبب الإغلاق وحظر التجوال الصحي، فلم يجد الباحث بُدّاً من الاعتماد على ما توافر لديه من مصادر ومراجع بعد عون الله تعالى.