![]() | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يهدف هذا البحث إلى دراسة ابن رضوان كعلم من أعلام الطب في مصر؛ وذلك لكثرة مؤلفاته التي وصلت نيفًا وتسعين، كما يهدف إلى بيان قيمة مصنف ”دفع مضار الأبدان بأرض مصر” لتناوله دراسة الأمراض المترتبة على الظروف الطبيعية والجغرافية التي أسهمت في انتشار المرض وكيفية علاجه، وإبراز الجوانب المشرقة من الحضارة الإسلامية مقارنة بالحضارة الغربية في مجال الطب، وما كانوا عليه من تخلف في مختلف الجوانب الصحية والطبية، فسارعوا إلى محاولة تقليد المسلمين في هذا الجانب.، وبيان ازدهار الطب في عصره من خلال جهود الحكام في تشجيع تدريس وتعليم الطب، ولا سيما في العصر الفاطمي، والكشف عن منهج ابن رضوان الطبي وطريقته في الفحص والعلاج، والكشف عن الجوانب الأخلاقية في طب ابن رضوان، وهو ما يعرف بأخلاقيات المهنة، لما اشتهر عنه في مصنفاته الاهتمام بالجانب الأخلاقي والتربوي. وقد توصلت هذه الدراسة إلى أن ابن رضوان لم يكن طبيباً تقليدياً يقوم على ممارسة مهنة الطب فقط، وإنما كان صاحب تصانيف ومؤلفات تعليمية, كما أنه كان صاحب منهج ارتبط فيه بأصول الطب، سواء بمعرفة الطب القديم أو الطب في عصره. وأن كتاب ”دفع مضار الأبدان بأرض مصر” أنموذجاً حسناً في مجال الجغرافيا الطبية, وبوب وتنوع أسلوب ابن رضوان في طريقة الاستدلال. وأثبتت الدراسة منهجية ابن رضوان في عقد المقارنات العلمية, من خلال النظر في عصور الطب المختلفة, وأظهرت قدرة ابن رضوان على نقد مخالفيه نقداً علمياً يبين براعته في فنه, وصحة حجته, فكان ابن رضوان صاحب علم تجريبي يبدأ بالملاحظة وينتهي إلى نتيجة, فلم يقتصر في تشخيصه على المشاهدة الظاهرية للمريض، ولابن رضوان طريقة فريدة في التشخيص ارتبطت بخبراته في النظر إلى هيئة المريض وأعضائه ومزاجه وملمس بشرته (التشخيص الظاهري). وأثبتت الدراسة التصنيف الدقيق لأمراض المصريين في عصر ابن رضوان, وارتباط ذلك بطبيعة أرض مصر والأمزجة والأخلاط والجو والمناخ وماء الآبار وغيره، وأثر ذلك على التشخيص. وأكدت الدراسة أن ابن رضوان نبه على سلامة الأدوية سواء كانت مفردة أو مركبة (وهوما يعرف الآن بتاريخ الصلاحية), حيث أثبت أن الأدوية قد تفسد نتيجة عوامل البيئة والجو. وأكدت الدراسة حرص ابن رضوان على قلوب المصريين وعقولهم فقد وجه أطباء عصره إلى الاهتمام بأمراض الكبد والمعدة والأعضاء الباطنية لأن الجسد وحدة واحدة (لأنه إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). وأثبتت الدراسة موضوعية ابن رضوان وخاصة في نسبة العلوم لأهلها غير أنه لم يخفي إعجابه بجالينيوس وأبقراط، وهذا يؤكد تبنيه آراء جالينيوس وأبقراط الطبية. وأثبتت الدراسة نقد ابن رضوان لأطباء عصره، فقد كان شديدًا في نقده، حيث إنه لم يقر إلا بعدد يسير من أطباء عصره. |