Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
منطـق الارتبــاط
” آلان روس أنـدرسـون نمـوذجًــا=
المؤلف
الحصي، ديـنـا محمد محمد علي
هيئة الاعداد
باحث / دينا محمد محمد علي الحصي
مشرف / سهام محمود النويهي
مشرف / فاطمة إسماعيل محمد
مناقش / حسين علي حسن
مناقش / . ناصر هاشم محمد
تاريخ النشر
2022
عدد الصفحات
ا-م، 208ص:
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية البنات - الدراسات الفلسفية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 232

from 232

المستخلص

منطق الارتباط Relevance Logic هو أحد نماذج المنطق غير الكلاسيكي Non-Classical Logic، الذي نشأ بهدف حل المشكلات التطبيقية وخدمة الأغراض العملية، نتيجة عدم طواعية النماذج المنطقية الكلاسيكية للتطبيق الواقعي، الأمر الذي تطلب نموذجًا منطقيًا مطورًا يمكنه تفادي الصعوبات التطبيقية لنماذج المنطق الكلاسيكي، فهو تلك النظرية المنطقية المعاصرة، التي تختلف في جانب أو آخر عن المنطق الكلاسيكي بما يشكل خروجًا أساسيًا عليه؛ فالجديد في المنطق المعاصر يكمن في وضع أنساق غير كلاسيكية يرى بعض المناطقة أن ظهورها يعني التخلي عن المنطق الكلاسيكي ثنائي القيمة.
وقد برهن المنطقي الأمريكي ”آلان روس أندرسون” ”Alan Ross Anderson” (1925م-1973م)، حديثًا على ارتباط المنطق بنظرية المعرفة ومشكلة المعنى والصدق، مما يؤكد ارتباط الفلسفة بالمنطق واللغة ارتباطًا وثيقًا. ولما كان المنطق هو علم دراسة الاستدلال، أي أنه يقدم أنساقًا مهمتها أن تُميز الاستدلالات الصحيحة عن غير الصحيحة، تأتي عناية المنطقي بمجال اللغة تأكيدًا على أهمية علاقة المعنى وارتباطها بالصدق المنطقي، حتى أصبحت من العلاقات المهمة التي تبناها علماء المنطق وفلاسفة اللغة، مبرزين علاقة الارتباط الوثيقة بينهما.
ويُعد التطبيق العملي من أهم ركائز نجاح النظريات العلمية، حيث إن الاقتصار على البناء النظري فحسب يُعدّ دليلاً على عدم اكتمال أركانها؛ ذلك أن خدمة الأغراض العملية هدف أساسي للحكم على نجاح النظريات العلمية، وقد قدم أندرسون نموذجًا عمليًا في منطق الارتباط؛ أمكن تطبيقه كنظام خبير في مجال الذكاء الاصطناعي.
مشكلة الدراسة:
يمكن تحديد مشكلة الدراسة الحالية في قصور المنطق الكلاسيكي، وعجزه في التطبيق العملي؛ الأمر الذي تطلب تقديم نموذج منطقي جديد يناسب التطورات التكنولوجية الحديثة، ويتجنب القصور النظري والعملي في المنطق الكلاسيكي. وذلك بتقديم نموذج منطقي مطور يمكنه التعامل مع اللغة الطبيعية، ويناسب قضايا الفكر الإنساني بدوائره المختلفة. فكان منطق الارتباط عند أندرسون، أحد الإسهامات المنطقية الحديثة التي هدف بها تفادي مفارقات المنطق الكلاسيكي بصورته التقليدية.
أسئلة الدراسة:
تتطلب دراسة المشكلة الإجابة عن الأسئلة التالية:
1- ما معالم النشأة التاريخية لمنطق الارتباط؟ وما العوامل التي لعبت دورًا بارزًا في تطوره المعاصر؟
2- كيف تغلب أندرسون على مفارقات اللزوم المادي واللزوم الدقيق؟ وما النموذج المنطقي الذي قدمه، وطبيعة أنساقه؟
3- ما المنظور المنطقي لنظرية البرهان في منطق الارتباط؟
4- كيف تم تطبيق نموذج منطق الارتباط في مجال الذكاء الاصطناعي؟
أهداف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية الإجابة عن الأسئلة المطروحة أعلاه موضحة ما يلي:
1- معالم النشأة التاريخية لمنطق الارتباط، والعوامل التي لعبت دورًا بارزًا في تطوره المعاصر.
2- دور أندرسون في التغلب على مفارقات اللزوم المادي واللزوم الدقيق، وعرض النموذج المنطقي الذي قدمه، وطبيعته، وأنساقه.
3- تعرف المنظور المنطقي لنظرية البرهان في منطق الارتباط.
4- تقديم نموذج منطق الارتباط التطبيقي في مجال الذكاء الاصطناعي.
أهمية الدراسة:
ترجع أهمية الدراسة الحالية إلى:
1- توجيه الاهتمام إلى التطور الكبير الذي جاء به منطق الارتباط في محاولة مواكبة التطورات الحديثة في أنواع المنطق.
2- معالجة مفارقات المنطق الكلاسيكي بتقديم أنساق غير كلاسيكية في منطق الارتباط.
3- تقديم نظرية برهان مطورة في الاستنباط الطبيعي.
4- عرض لطرق جديدة في الاستدلال على العلوم التي ظهرت في عصر التكنولوجيات المعاصرة؛ وأهمها علم الذكاء الاصطناعي، وذلك في ضوء نموذج منطق الارتباط الذي قدمه أندرسون.
منهج الدراسة:
لقد فرضت طبيعة الموضوع وتنوع مادته استخدام المنهج التاريخي؛ بهدف تعرف نشأة منطق الارتباط وتطوره، وكذلك المنهج الوصفي الذي استعانت فيه الباحثة بالتحليل، بالإضافة إلى منهج مقارن يعتمد على مقارنة النظريات المختلفة في المنطق، موضحًا ما فيها من أوجه قصور وما فيها من مزايا، وكذلك المنهج النقدي كلما اقتضى الأمر.
الإطار النظري للدراسة:
تتناول الدراسة في الجزء التالي عرضًا تفصيليًا للإطار النظري الذي تقوم عليه، حيث تتكون الدراسة من أربعة فصول وخاتمة كالتالي:
وقد جاءت الدراسة في مقدمة وأربعة فصول وخاتمة.
عرضت الدراسة في المقدمة لمشكلة الدراسة، وأسئلتها، والهدف منها، وأهميتها، والمنهج المستخدم.
وبما أنه لا يمكن دراسة الفرع دون دراسة الأصل؛ فقد جاء الفصل الأول بمثابة تمهيد نظري عرضت فيه الدراسة لمفهوم منطق الارتباط، وتعريف الارتباط معجميًا، واصطلاحيًا، مرورًا بأهم خصائصه، وعلاقته بنظرية المعنى والصدق، بالإضافة إلى تقصي مفهوم ”الارتباط” في المنطق قديمًا وحديثًا، حيث كان لدوافع نشأة منطق الارتباط أثر بالغ في تطوره المعاصر.
ثم جاء الفصل الثاني ليتناول أنساق منطق الارتباط في ضوء معالجة مفارقات اللزوم المادي واللزوم الدقيق، مع إبراز الدور الذي لعبه أندرسون في وضع نظرية جديدة في المنطق الرياضي المعاصر، أكثر اكتمالًا ودقة مقارنة بما سبقها، وكيف اتخذت أنساق الارتباط عنده عدة أنماط، وكان لكل نسق قواعده ومنظوره المختلف.
بينما أتى الفصل الثالث لمعالجة نظرية البرهان التي قدمها أندرسون في منطق الارتباط، بتطبيق قواعد وإجراءات الاستنباط الطبيعي.
أما الفصل الرابع فيعرض تطبيقات منطق الارتباط العملية في مجال الذكاء الاصطناعي وتمثيل المعرفة، وتتمثل أهمية هذا الفصل في محاولة مواكبة التطورات الحديثة في أنواع المنطق، وتأثيرات هذه التطورات المنطقية، وطرق الاستدلال الجديدة على العلوم الأخرى التي ظهرت في عصر التكنولوجيات المعاصرة؛ وأهمها علم الذكاء الاصطناعي، وذلك في ضوء نموذج منطق الارتباط الذي قدمه أندرسون.
وتأتي الخاتمة لتشمل أهم النتائج التي تم التوصل إليها من خلال هذه الدراسة.

إذن تقسم محتويات الدراسة على النحو التالي:
- المقدمة.
- الفصل الأول: ”مدخل إلى منطق الارتباط”
- الفصل الثاني: ”أنساق منطق الارتباط”
- الفصل الثالث: ”نـظـريــــــــــــة الــبـــــرهـــــــــــان”
- الفصل الرابع: ” تطبيق منطق الارتباط في مجال الذكاء الاصطناعي وتمثيل المعرفة”
- الخاتمة.
نتائج الدراسة:
من خلال هذه الدراسة تُوجز أهم النتائج فيما يلي:
- أظهرت الدراسة أن تناقضات وعيوب المنطق الكلاسيكي كانت دافعًا وراء ظهور المنطق غير الكلاسيكي بأنماطه العديدة المتنوعة، وذلك بعد أن أصبح المنطق الكلاسيكي عاجزًا عن استيفاء ما يتطلبه الدور الجديد الذي يجب أن يلعبه في الفكر: من ثراء في المضمون، ودقة صورية، وفائدة عملية. لذلك ظهرت الحاجة إلى إصلاح المنطق الكلاسيكي أو تغييره، من أجل التوصل إلى حل المشكلات المنطقية التي عجز عن حلها في المجالات المختلفة.
- تبين من خلال التأصيل التاريخي لمفهوم الارتباط، أن تلك النظرية وإن كانت تبلورت حديثًا في منطق الارتباط، فإنها تاريخيًا تعود إلى اليونان، وقد ظهر ذلك قي بعض مناقشاتهم التي دارت حول طبيعة اللزوم المنطقي؛ فوجود علاقة ارتباط بين المقدم والتالي في قضية اللزوم المنطقي، واعتبارها شرطًا للاستدلال الصحيح له جذور عند قدماء المناطقة اليونان وغيرهم من المناطقة العرب في نظرياتهم المنطقية الأولى.
- أثبتت الدراسة ارتباط منطق الارتباط بنظرية المعرفة ومشكلتي المعنى والصدق، وهي مشكلات تدخل في نطاق الفلسفة والمنطق واللغة؛ وتتجلى عناية المنطقي بمجال اللغة انطلاقًا من أن المنطق هو علم دراسة الاستدلال، يقدم أنساقًا مهمتها أن تميِّز بين الاستدلالات الصحيحة وغير الصحيحة، وتعتبر فكرة المعنى ذات أهمية في الحكم على صحة الاستدلال. لذلك أصبحت فكرة المعنى من العلاقات المهمة التي تبناها علماء المنطق وفلاسفة اللغة، لإثبات أن هناك علاقة وثيقة بين المنطق والمعنى والصدق.
- أبرزت الدراسة الأثـر الواضـح، والـدور الفعّـال الذ لعبه اكتشاف المفارقات في تطور الدراسات المنطقية المعاصرة، وإدخال مفاهيم جديدة في علم المنطق، حيث كان لاكتشـاف مفارقات اللزوم المادي واللزوم الدقيق دور فعـال وأثـر واضـح فـي تطور المنطق المعاصر بوجه عام، ومنطق الارتباط بوجه خاص.
- أثبتت الدراسة أن أندرسون قام بتفنيد مفارقات اللزوم المادي، واللزوم الدقيق، وقدم مفهومًا جديدًا لعلاقة اللزوم؛ أسماه لزوم الارتباط؛ يشترط فيه وجود قدر مشترك من المعرفة بين المتغيرات في قضية اللزوم كشرط لصحة الاستدلال، وقد فرق أندرسون بين مصطلحي التضمن ”Implication” واللزوم ”Entailment”، حيث تعبر علاقة التضمن في منطق الارتباط عن الارتباط بين المقدم والتالي عبر المعنى المشترك بينهما، بينما تعبر علاقة اللزوم عن الارتباط بين المقدم والتالي والمعنى والضرورة في آن واحد، وبناءً على ذلك أسس أندرسون نسقين في منطق الارتباط؛ وهما: نسق حساب لزوم الارتباط (E) Calculus of Relevance Entailment، ونسق حساب تضمن الارتباط (R) Relevance implication Calculus of.
- أثبتت الدراسة أن أندرسون طوّر نظرية في البرهنة؛ بهدف خدمة الأغراض العملية، وقد جمع فيها خيوط مستلة من أفكار العديد من المناطقة، مكونًا نسيجًا متسقًا متماسكًا؛ فقد أفاد من: حدس هايتنج، وضرورة لويس، وأكسيوماتية هيلبرت، ونظرية فيتش في الاستنباط الطبيعي، وقدم لنا نظرية في البرهنة هي أقرب للاستدلال الطبيعي في الحياة العملية.
- أثبتت الدراسة أن البرهنة هي جوهر أي نسق منطقي، وهي في منطق الارتباط تقوم على عدد من القواعد الأساسية والفرعية في الاستنباط الطبيعي، وتتمثل إجراءات البرهان عند أندرسون في سلسلة من الخطوات، وترتيب الخطوات تحكمه استراتيجية برهان معينة تشبه استراتيجية لاعب الشطرنج.
- أثبتت الدراسة أن المنطق هو قلب الذكاء الاصطناعي، ويمثل له الغاية والوسيلة في آن معًا؛ فغاية وهدف الذكاء الاصطناعي هو بناء آلات ذكية، قادرة على التفكير المنطقي، أما عن الوسيلة، فتكمن في أن علم المنطق بلغاته الرمزية المتعددة، وآليات استدلالاته المتنوعة هو صاحب الدور الرئيس في عملية بناء أي نظام ذكي؛ فالمنطق هو الوسيلة المثلى لتحقيق أهداف الذكاء الاصطناعي، وعلاقة علم المنطق بعلم الذكاء الاصطناعي هي علاقة تمتد إلى عقود زمنية بعيدة أثبت فيها المناطقة، من خلال إسهاماتهم الرائدة، فضل المنطق وأهميته العظمى فى هذا المجال.
- أبرزت الدراسة دور منطق الارتباط كأحد النظم الخبيرة التي يمكن تطبيقها بلغة البرمجة من أجل تمثيل معرفة الإنسان، بغرض تأدية مهام مشابهة لتلك التي يقوم بها الإنسان الخبير، ويعمل النموذج هنا بواسطة تطبيق آلية استنتاج، على جزء من الخبرة التخصصية تمّ تمثيلها في شكل معرفي، وهو من أهم الوسائل التي يمكن أن تساعد في إحراز المزيد من الكسب باستخدام أقل للإمكانات والموارد، خاصة القدرة البشرية.
- أثبتت الدراسة أهمية الدور المنطقي الذي لعبه منطق الارتباط في مجال الذكاء الاصطناعي؛ الذي يبدأ من مرحلة تصميم النظام الذكي باستخدام اللغات المنطقية ذات الكفاءة التعبيرية العالية، ثم تأتي مرحلة أخرى وهي البرمجة التي يُستخدم فيها المنطق بوصفه لغة برمجة تتعامل مع المعارف المطلوبة، ويختتم دوره ببناء آليات الاستدلال التي يتم تطبيقها لاستنتاج نتائج عند التعامل مع المعلومات المطلوبة، وعلى الرغم من أهمية هذا الدور الذي تلعبه النظم المنطقية الخبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، بهدف مساعدة الخبراء البشريين، إلا أنها ليست بديلاً عنهم؛ لأن البشر فى النهاية يملكون من المرونة في التفكير والاستدلال المنطقي ما قد تفتقده الآلة في بعض الأحيان، ولهذا تجد علماء الذكاء الاصطناعي في سعي دائم لمحاولة تطوير عملية الاستدلال المنطقي لـ الآلة، وجعلها قادرة على التعلم من التجربة والأخطاء تمامًا مثل البشر؛ للحصول على المرونة المطلوبة فى التعامل مع المعطيات كافة، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة.
توصيات الدراسة:
إن البحث العلمي لا يأتي ثماره المرجوة، إلا إذا وضعت نتائجه موضع التطبيق، ووضعت له توصيات موضع الاعتبار، ومن هذا المنطلق توصي الباحثة في ضوء ما توصلت إليه من نتائج بالآتي:
4- ضرورة الاهتمام بتفنيد النماذج المنطقية الكلاسيكية التي أصبحت غير مناسبة لتحليل قضايا الحياة اليومية، وخدمة الأغراض العملية.
5- ضرورة الاهتمام بمجال الدراسات المنطقية المعاصرة، وتحديدًا اتجاهات المنطق غير الكلاسيكي وأنواعه المختلفة، وأهمها منطق الارتباط، وغيره من أنواع المنطق المعاصر الأخرى، لما يشكله من تطور في الفكر من جهة، وتطور تطبيقاته التكنولوجية من جهة أخرى، حيث تعد هذه الاتجاهات هي المفردات الذي جاء بها الخطاب المنطقي المعاصر.
6- ضرورة إبراز القيمة العملية للمنطق، ودوره في خدمة قضايا الواقع والحياة العملية.
البحوث المقترحة:
في ضوء ما أسفرت عنه الدراسة من نتائج وخلصت إليه من توصيات، تقترح الباحثة إجراء البحوث والدراسات التالية:
1- إجراء دراسة عن العلاقة بين المنطق الكلاسيكي وغير الكلاسيكي.
2- إجراء دراسة عن نموذج منطق الارتباط عند روتلي ماير Routley Meyer.
3- إجراء دراسة عن النظرية المعلوماتية في منطق الارتباط.
4- إجراء دراسات منطقية حول النماذج المنطقية المعاصرة والمتشعبة من منطق الارتباط؛ على سبيل المثال لا الحصر:
- المنطق الخطي Linear Logic.
- المنطق المُحزم Bunched Logic.
- المنطق غير المتسق Logic Paraconsistent