Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
ثورة فنزويلا (1807-1830) /
المؤلف
بدير، نبال نظمي نشأت الحسيني.
هيئة الاعداد
باحث / نبال نظمي نشأت الحسيني بدير
مشرف / إبراهيم عبدالمجيد محمد
مناقش / زكي علي البحيري
مناقش / إبراهيم العدل المرسي الفرحاتي
الموضوع
الاستعمار الإسباني. الإستعمار.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
مصدر الكتروني (236 صفحة) :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم الاجتماعية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 236

from 236

المستخلص

عاني سكان فنزويلا من تدهور في نظم الحياة المختلفة سواء الاقتصادية أو الاجتماعية أو نظام الحكم وذلك خلال فترة استعمارهم من قبل الاستعمار الأسباني الذي حرص علي استغلال ثروات البلاد وأراضيها ، لقد استطاعت الإمبراطورية الأسبانية إنشاء حكومة مباشرة تنفذ تعليماتها في المستعمرة الجديدة فنزويلا، وإنشاء نظام مركزي موحد تابع للعرش الأسباني مباشرة من خلال نظام يقوم علي تمركز السلطة في المستعمرات بيد أشخاص يختارهم العرش الأسباني ولكن يتبعون بولائهم للملك الأسباني حيث كانوا بمثابة أعين وأذان الملك في تلك المستعمرات . لقد تم تقسيم مستعمرات الإمبراطورية الأسبانية في أمريكا الجنوبية منذ منتصف القرن السادس عشر إلي أربعة ولايات وكانت فنزويلا تخضع لولاية غرناطة الجديدة وكانت تحكم من قبل نائب الملك المُعين من قبل الملك ، كما خضعت لإشراف المحكمة الإدارية والقضائية التي تدعي الأودينيسيا Audiencia، والتي كان يرأسها نائب الملك والتي كانت تتولي الأمور القضائية والتشريعية والسياسية وذلك في وجود هيئة تنفيذية أخري يدعي المجلس الملكي والراعي للجزر الهندية الذي تأسس في إشبيلية عام 1523م من أجل إصدار القرارات والمراسيم باسم الملك ، كل هذه المؤسسات عملت معاً من أجل فرض سيطرة السلطة الملكية علي مستعمرة فنزويلا مع وجود مجلس البلدية الذي يُدعي Cabildo والذي تم إيجاده بالتصويت الشعبي من أجل التشاور مع المؤسسات الكنسية والمدنية لتسوية الأمور المحلية وذلك في وجود القائد العام General Captain حيث دعت الحاجة لوجوده من أجل تنظيم وحدات أصغر ولكن بقي اختصاصه داخل الولاية . تعددت طبقات المجتمع في فنزويلا حيث طبقت أسبانيا سياسة استعمارية عنصرية علي أساس تقسيم السكان بحسب اللون والعرق فكان منهم الكريول وهم الأسبان المولدون في العالم الجديد ، والهنود الحمر السكان الاصليين الذين عاشوا في أمريكا الجنوبية قبل قدوم الأوروبيين وتعرضوا للعنصرية مع الزنوج الذين تم نقلهم من أفريقيا إلي أمريكا ، وكان عدد السكان من الدماء المختلطة أكثر من عدد السكان البيض حيث نتج عن تزاوج البيض مع الهنود المولودون Mestizos ، ونتج عن تزاوج البيض مع الزنوج الملونون Mulattos . لقد استغلت أسبانيا فنزويلا وراقبت منتجاتها وكان كل سنة يخرج من سواحل فنزويلا أسطولاً باتجاه أسبانيا مُحملأ بالذهب والفضة وفي المقابل ترسل أسبانيا منتجات مُصنعة حيث أعطت أسبانيا لنفسها الحق في بيع ما تحتاجه المستعمرات من أمور المعيشة مقتصرة علي التجارة من خلال مينائي قادش وأشبيلية ، ولكن بفضل التجارة المقيدة تم اللجوء للتجارة المهربة حتي مع أعداء أسبانيا وكانت مزدهرة، فاضطر شارل الرابع إلي إصدار مرسوم التجارة الحُر عام 1797م والسماح بالتجارة مع باقي الموانئ الأسبانية . أما عن الزراعة فلم يتم الاهتمام بها مثل التجارة بالرغم من قدرة فنزويلا علي إنتاج محاصيل الخضروات والفاكهه بل تم فرض المنتجات الأسبانية علي الأسواق الفنزويلية ، أما عن الصناعة فلم تنل الإهتمام مثل الزراعة حيث تم احتكار المواد الخام المنتجة في فنزويلا. أما عن الحياة الدينية في فنزويلا فلقد سيطرت الكنيسة الكاثوليكية علي الشئون الخاصة والعامة علي السواء من خلال فرض الديانة الكاثوليكية علي سكان المستعمرة وإنشاء محاكم التفتيش لمعاقبة المرتدين ، ولكن حدث الصدام بينها وبين طبقة الكريول بسبب أن أصبحت الكنيسة دولة داخل دولة . منذ بداية القرن التاسع عشر تعرضت أسبانيا لخسائر فادحة بسبب حروبها مما أدي إلي تزعزع نفوذها في مستعمراتها عامةً وفنزويلا خاصةً مما أعطي الفرصة لتولد الرغبة في نفوس سكان مستعمرة فنزويلا في التخلص من الاستعمار الأسباني خاصةً بعد قيام الثورة الأمريكية إعلان الاستقلال الأمريكي عام 1776م ، وأيضاً بسبب الثورة الفرنسية وإعلان حقوق الإنسان ، وأيضاً بسبب العداء بين الأسبان وطبقة الكريول وبسبب تسرب أفكار عصر التنوير للمستعمرات ، إضافةً إلي أن طرد اليسوعيين كان بمثابة إعلان عن الاضطراب الليبرالي الذي كان يسعي للحصول علي العلمانية ، كما أتاح غزو نابليون لشبه الجزيرة الأيبيرية عام 1807م الفرصة لبدء الكفاح للاستقلال . انتشرت روح التمرد والتطلع إلي الحرية والاستقلال في ربوع أمريكا اللاتينية ، وتوالت الانقلابات في أنحاء المستعمرات الأسبانية ولكن لم تكن سوي محاولات قد سبقت بطل الاستقلال الفنزويلي ميراندا الذي نزل على رأس حملة جُهزت في نيويورك متوقعاً المساعدة من البحرية البريطانية المتمركزة في الكاريبي، لكن خاب ظنه، حتى سكان فنزويلا امتنعوا عن مساندته بطريقة مهينة، واكتفى الإنجليز بمنحه حق اللجوء عام 1806م ، ولكن بعد سقوط أسبانيا في يد نابليون بونابرت تكون مجلس ثورة في فنزويلا وتمكن من الإطاحة بالحاكم الأسباني وإقامة حكم عسكري وإعلان استقلال فنزويلا عام 1811م ،ولكن انتكست الثورة الفنزويلية عندما حاربها المؤيدون للحكم الإسباني من جهة، ونتيجة وقوع زلزال دمر المدن التابعة للوطنيين دون المدن التابعة للملكيين، ونتيجة لقيام رجال الدين الكاثوليك بدعم الحكومة الإسبانية بإعلانهم أن الزلزال هو عقاب اللاهي للجمهوريين لانفصالهم عن الوطن الأم، وهكذا فشلت حركة ميراندا عام1812م، وأُسر وأُرسل منفيا لأسبانيا حيث توفي، وهنا وقع الاستقلال علي عاتق سيمون بوليفار الذي اشترك في اجتماعات المجلس الوطني وانضم لجيش ميراندا واستطاع هزيمة الإسبان في ستة معارك، ودخل كاراكاس منتصراً، وحصل على لقب ””الُمحرر””،و لكنه أسس حكماً ديكتاتورياً قوياً، وقسى على معارضيه؛ ما أدى لحرب أهلية، وبذلك تمكنت إسبانيا من استعادة كراكاس، فلجأ بوليفار إلى قرطاجنة، وأقام اتصالات مع ثوار السهول، وانظموا إليه ،وفي أبريل1819م ضرب القوات الإسبانية بجرناطة الجديدة بجيش صغير مكون من 2500 رجل، سلك طريقا وعرا، في جو ممطر، وقطع بحيرات وجبال، عدَ الإسبان استحالة المرور عبره فاستسلمت القوات الأسبانية لبوليفار، وأعلن جمهورية كولومبيا الكبرى عام1820م، وانتخب رئيساً ديكتاتوراً عسكرياً. وقد ضمت كولومبيا الكبرى فنزويلا وكيتوا (الإكوادور) وغرناطة الجديدة، لكن الواقع أن فنزويلا وكيتوا بقيتا تحت سيطرة إسبانيا، فواجه بوليفار القوات الملكية، وحرر كاراكاس في 1821م، ثم الإكوادور عام 1822م، وبذلك تحررت كولومبيا الكبرى. أما عن موقف الدول الإقليمية من ثورة فنزويلا فقد زاد لهيبها وسارت علي نفس نهج ثورة فنزويلا من أجل الحصول علي استقلالها حيث وقفت هاييتي بجانب بوليفار حين قرر الهرب من القوات الاسبانية بعد تدبير مؤامرة لاغتياله عام 1815م ، وتعهد بوليفار بتحرير العبيد في كافة أنحاء امريكا الجنوبية ، أما عن موقف كوبا فقد تأثرت بثورة فنزويلا وبجهود بوليفا متأخرة حيث لم تأثر ضد الاحتلل الاسباني الإفي عام 1829م ، أما عن تشيلي فقد حذت حذو فنزويلا بفضل جهود قائدها سان مارتين الذي كان علي اتصال ببوليفار وكان علي دراية بأفكار بوليفار ، أما عن موقف الأرجنتين فكانت أكثر دولة تأثرت بثورة فنزويلا وبدأت في خطوات الاستقلال مبكراً متبعة نفس أساليب بوليفار من أجل الاستقلال في إرسالها البعثات للدول الاوروبية ، أما عن موقف البرازيل فقد كانت علي اتصال ببوليفار متخذة من نصائحه سبيلاً من أجل الاستقلال الذي حصلت عليه عام 1822م. أما عن موقف الدول الاوروبية فلقد دافعت بريطانيا عن ثورة فنزويلا ووقفت بجانب الثوار خوفاَ عن مصالحها التجارية وأعلنت عدم التدخل في شئون فنزويلا في مؤتمر لايباخ و لرد الجميل لبريطانيا أرسل بوليفار دعوة لها لحضور مؤتمر بنما لتكون عضواً دولياً مراقباً علي المباحثات في المؤتمر، وبالفعل وافقت بريطانيا وقامت بإرسال مندوبين حفاظاً علي مصالحها التجارية ، أما عن موقف فرنسا من ثورة فنزويلا فلم تقف بجانب الثوار وبذلت الجهود من أجل التوسع في أمريكا اللاتينية عن طريق تأسيس ممالك يوضع علي عرشها أمراء من آل البوربون ولقد رفض بوليفار تدخل فرنسا واستنكره ، أما عن موقف أسبانيا فلقد تصدت لحركات المقاومة ضدها التي بدأت منذ عام 1501م ولكن بسبب الثورة الداخلية في اسبانيا والتي تسببت في ضعفها فعجز الملك الأسباني عن قمع الثورة الداخلية فاستعان بالدول الاوروبية لإعادة الحكم في اسبانيا ومستعمراتها كذلك في أمريكا اللاتينية ولكن فشل في إخماد الثورة ونجح بوليفار في إعلان استقلالها عام 1821م . أما عن موقف الولايات المتحدة الأمريكية فقد تباين موقفها من ثورة فنزويلا حيث كانت مؤيدة للثوار تارةً وتارةً تتخذ موقف الحياد ، وجاء إعلان مبدأ مونرو في جو عالمي يسوده موجه من التنافس الدولي علي اغلب دول العالم من قبل الدول العظمي ، ولقد برزت أسباب كثيرة ساعدت الحكومة الأمريكية لإعلان مبدأ مونرو ومن أهمها حروب الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت ومحاولته السيطرة علي أوربا وقيامه بعزل الملك الأسباني فرديناند السابع عن عرشه وتنصيب أخيه جوزيف بونابرت بدلاً عنه مما أدي إلي ظهور حكومات جديدة تنادي بالاستقلال عن العرش الاسباني فقامت الدول بتكوين الحلف المقدس للقضاء علي نابليون ولمحاولة استعادة أملاك أسبانيا ، والقضاء علي الحكومات العسكرية الدستورية ، ولكن ازداد قلق الولايات المتحدة الأمريكية للحفاظ علي مصادر الثورة في المنطقة والاتجاه إلي إتخاذ موقف ثابت تجاه ما يحدث في أوروبا بمساعدة بريطانيا التي وجدت في أمريكا اللاتينية أسواقاً لترويج منتجاتها الاقتصادية والوقوف ضد الحلف المقدس فتم إعلان مبدأ مونرو عام 1823م من أجل أن ترفع الدول الأوروبية أيديها عن القارة اللاتينية ليكون مصيرها في يد شعوبها . أما عن النتائج السياسية لثورة فنزويلا فلقد استطاع بوليفار استكمال حملته التحررية فاستطاع تحرير كولومبيا والإكوادور ، ودعي إلي مؤتمر بنما من أجل وحدة دول أمريكا الجنوبية ولكن بسبب الأنشقاقات الداخلية بين القادة العسكرين بايز وسانتاندر جعلته يفضل البعد عن الحياة السياسية مقدماً استقالته حتي وفاته عام 1830م بسبب المرض . أما عن النتائج الإقتصادية لثورة فنزويلا فلقد استغل التجار البريطانيون الظروف الغير مستقرة للحصول علي أرباح متميزة ولكن لم يدم الأمر بسبب هيمنة الولايات المتحدة الامريكية والدول الاوروبية علي أسواق السلع الفاخرة في فنزويلا مما أدي إلي انخفاض الصادرات البريطانية إلي فنزويلا بسبب الدمار الذي سببته حرب الاستقلال الفنزويلية والتي أثرت زراعة الكاكاو الفنزويلي واستبداله بزراعة البن بسبب فقد العمال الهنود في حرب الاستقلال مما أدي الكساد وارتفاع الأسعار ، ولكن كان للثورة أكثر نتيجة إيجابية وهي عدم استمرار استيراد الرقيق والتي نالت تحريماَ أيضاً من قبل الولايات المتحدة الامريكية ومنعت مواطنيها من الإتجار فيها ، ولقد تأثرت العلاقات الإجتماعية بعد حرب الاستقلال حيث مكنت ذوي الأصول العرقية المختلطة من الصعود إلي مناصب عسكرية وسياسية ، أما عن النتائج الدينية لثورة فنزويلا فلقد تم طرد رئيس أساقفة كاراكاس من فنزويلا لأنه كان موالي لنظام الاستعمار الاسباني .وحرص بوليفار علي الفصل بين الكنيسة والدولة بعد ان كانت دولة داخل دولة.