Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
وحدة الشهود ووحدة الوجود بين
النِّفَّري (354 هــ) وابن الفارض (632 هــ) :
المؤلف
حسن، هدى فضل جاد.
هيئة الاعداد
باحث / هدى فضل جاد حسن
مشرف / سيد عبد الستار ميهوب
مناقش / محمد سلامة عبد العزيز
مناقش / مديحة حمدي عبدالعال
الموضوع
الفلسفة الإسلامية. التصوف الإسلامي.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
220 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - الفلسفة الإسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 229

from 229

المستخلص

تمثل قضية الوحدة إحدى إشكاليات التصوف في الفكر الإسلامي حيث هي لفظ يدل على الانفراد ، ووحدة الشيء أي جعله واحدًا .
وتنبثق فكرة الوحدة من الفناء وهو : من فني عن نفسه بالحق ، فنفسه موجودة والخلق موجودين إلا أنه لا علم له بهم ، فهو لا يسعه إدراكه لنفسه فضلًا عن غيره من العالمين ، مثل من دخل على ذي سلطان عظيم فأذهله عن نفسه وعن أهل مجلسه بحيث إذا خرج من عنده لا يمكنه تذكر ما حدث حتى إذا سئل عن هيبة المجلس ، فمن استولى عليه سلطان الحقيقة لم يتسع معها أن يشهد من الأغيار لا عينًا ولا أثرًا ولا رسمًا وهذا هو الذي فني عن الخلق ببقائه بالحق ،ثم يعود الصوفي بعده إلى البقاء فلا يستغرقه الفناء بل يعود لممارسة الفرائض والشرائع ،فالعودة من الفناء إلى البقاء تثبت الاثنينية بين الله والعالم ،حيث يظل الحق قائمًا بصفاته مفارقًا بذاته ويظل الخلق خلقًا غير ممازج للألوهية مختلطًا بصفات الربوبية ،فالفناء فضل من الله وموهبة واختصاص له به وليس من الأفعال المكتسبة.
وتأتى أهداف الدراسة متمثلة في:
1- التعرف على موقف النِّفَّري من وحدة الوجود.
2- التعرف على موقف النِّفَّري من وحدة الشهود.
3- التعرف على موقف ابن الفارض من وحدة الوجود.
4- التعرف على موقف ابن الفارض من وحدة الشهود.
5- عرض وحدة الوجود ووحدة الموجود والحلول والاتحاد في الفكر الصوفي.
من خلال ما سبق وبعد استفاضة الدراسة حول مذهب الوحدة عند كلًا من النِّفَّري وابن الفارض ، يمكن الإشارة إلى بعض النتائج وهى على النحو التالي:
1- لم يكن النِّفَّري صوفيًا عاديًا إلى حد أن اسمه لا يحضر إلى جانب غيره من المتصوفة في المصنفات الصوفية الكبيرة ، ولعل هذا راجع إلى كثرة ترحاله ،حيث إنه تعمد التخفي والابتعاد فكان جوّالًا لا يستقر في مكان ، ولا يسكن إلى انسان.
2- تميز أسلوب النِّفَّري بالرمزية وبالصياغة الرفيعة التي تحقق فيها أعلى درجة من البلاغة والفصاحة بمفهومها النقدي، حيث عمد النِّفَّري كغيره من الصوفية إلى إخفاء أذواقهم من خلال مصطلحات لا يفهمها غيرهم.
3- كان النِّفَّري متبعًا للكتاب والسنة كثير الرجوع للقرآن الكريم ليستدل به ، مع بعض التأويل على الأفكار التي يتناولها بأسلوبه الرمزي المشتعل بالخيال.
4- لا يمكن التعرف على خصائص النِّفَّري إلا من خلال المعايير النقدية التي وضعها كبار نقاد العرب في دراستهم للبلاغة والفصاحة والبيان.
5- الفكرة المحورية في تجربة النِّفَّري الصوفية هي فكرة الوقفة ، حيث يستعمل النِّفَّري هذا المصطلح بمعنى خاص، يمكن فهمه فقط عن طريق استقراء نصوصه ، فيصف ما يُكشف في وقفته من معان غريبة عجيبة، ومن أشهر عبارته في هذا الصدد قوله ”كلما اتسعت الرؤية ضاقت العبارة.
6- لا يقصد النفّري من شهوده سوى أنه الوصول لله عن طريق التحقق بمعرفته، ولا شيء آخر غير ذلك، وهذا التحقق معنوي بحت لا وصول حسي، فالاتصال والانفصال من صفات المخلوقات المحدثة، والحق تبارك وتعالى موصوف بالقدم، وبالتالي لا يتصفُ بما يدلُ على حدوثه، وفي ذلك نفيٌ لأي قولٍ بالحلول والاتحاد بين الله () والإنسان.
7- والفناء عند ابن الفارض هو ما يعرف بالفناء عن إرادة السوى، وله شروط التي لابد للسالك أن يستوفيها في طريق المحبة ليتحقق بفنائه في محبوبه ، وفي مقدمة تلك الشروط الفناء عما سوى مراد محبوبه، والفناء عن إرادة السوى هو ديني شرعي: أي عن إرادة ما سوى الله () بحيث يفنى بالإخلاص لله عن الشرك، وبشريعته عن البدعة، وبطاعته عن معصيته، وبالتوكل عليه عن التعلق بغيره، وبمراد ربه عن مراد نفسه إلى غير ذلك مما يشتغل به من مرضاة الله عما سواه، وحقيقته: انشغال العبد بما يقربه إلى الله عما لا يقربه.
8- فناء ابن الفارض الذي يتحقق به المحب ليس فناءً مؤديًا إلى اتحاد الوجود الخاص بالوجود العام، لكنه الفناء الذي يؤدي إلى شهود الوجود الحق الواحد المطلق الذي الكل موجود به فيتحد به الكل من حيث كون كل شيء موجودًا به، معدومًا بنفسه لا من حيث إن وجودًا خاصًا اتحد به.
9- عند ابن الفارض يعرف بالفناء عن شهود السوى، وهو لا يقصد به فناء ما سوى الله في الخارج، وإنما هو فناء عن شهود السوى ، وما ذلك إلا لاستغراقهم في ذكر المحبوب وشهوده، فغابوا عما سواه بالكلية غير أن ثمة فناء آخر عند ابن الفارض، يعرف بالفناء عن إرادة السوى، ومعناه أن يفنى الإنسان في مراد محبوبه، فلا يعود له التفات إلى مراده هو أو مراد غيره، ويتحدُ عندئذٍ مراده بمراد محبوبه، والمقصود هنا المراد الديني الأمري لا المراد الكوني.
10- ويمكن القول إن وحدة الشهود عند ابن الفارض عبارة عن ”الفناء عن شهود التكثر والتعدد بين المشاهد والمشاهد، لا نفي هذا التكثر والتعدد حقيقة الوجود”. فالوحدة عنده قائمة على الفناء بنوعيه: الفناء عن شهود السوي - سوي الله جل جلاله-، والفناء عن إرادة السوي، فهو باستغراقه في ذكر الله فني وغاب من شهود ما سواه، وبفنائه عن مراد خالقه لم يعد له التفات إلى مراد نفسه أو غيره من المخلوقين، فيتحد مراده بمراد الله فيقول معبراً عن شهود السوي.
11- يتبين أن لابن الفارض مذهب في الحقيقة المحمدية، وأن مثل مذهبه في هذه الحقيقة وجمعيتها لكل الحقائق التي فاضت منها، كمثل مذهبه في الذات الإلهية ووحدتها التي استوعبت كل الذوات الأخرى، لاسيما الحقيقة المحمدية، وابن الفارض عندما يتحدث عن ذلك بلسان القطب فإنها ليست إلّا صورة ثانية من صور الوحدة، تعبر عن معنى خاص من معانيها وهو تجلي الذات الإلهية أولًا في الحقيقة المحمدية الجامعة لكل شيء، ثم فيض الموجودات المعينة بعد ذلك من هذه الحقيقة الجامعة.