الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص يتناول البحث: على نحو رئيس: النظريات التطورية الكلاسيكية الخاصة بتفسير نشأة الدين: التى ظهرت منذ بدايات القرن التاسع عشر و حتى بدايات القرن العشرين. و قد صنف البحث هذه النظريات إلى ثلاثة اتجاهات؛ الاتجاه النفسى الاجتماعى: و الاتجاه النفسي: و الاتجاه الاجتماعى. أما الاتجاه الأول فينطوى على التفسيرين الوضعى و السحرى و تفسيرات مدرسة التحليل النفسى؛ و أما الاتجاه الثانى فينطوى على التفسير الطبيعى و الأرواحى و الإحيائى؛ و أما الاتجاه الثالث فينطوى على التفسيرين الشعائرى والطوطمى. و قد شغلت هذه الاتجاهات الفصول الثلاثة الأولى؛ أما الفصل الرابع فيناقش أصالة الظاهرة الدينية و خصوصيتها. أهم النتائج التطبيقية التى تم التوصل إليها: أطبق مؤرخو الأديان على أن الدين ظاهرة كونية: و على أن الأمم قد تخلو من الفن أو القانون أو الدستور الأخلاقى: و لكنها لا تخلو من الدين. يلاحظ أن النظريات المقدمة لتفسير الدين متأثرة تأثرا عميقًا بالمواقف القبْلِية من المسألة الدينية ذاتها؛ فهى تمثل فى مجملها صدى للمزاج الثقافى الغربى إزاء الدين فى العصر الحديث. و يلاحظ عليها أيضا أنها متأثرة تأثرا عميقا بخصوصية التجربة الدينية التاريخية فى الغرب: و هى تجربة لم تكن لتنسجم مع المزاج الغربى بعد القرن السادس عشر على النحو الذى كانت عليه الحال قبل ذلك. و هى كذلك مصطبغة عموما بالصبغة التطورية: التى اصطبغت بها الحياة الثقافية كلها فى القرن التاسع عشر: متأثرةً بالتطور البيولوجى فى صورته الداروينية. إن الدين ذو طبيعة خاصة: لا يمكن فهمه بغير اعتبار جميع أبعاده: و بغير اعتبار العنصر الجوهرى فيه: و هو العنصر الإلهى. فالدين ذو أصل إلهى: و لكنه ينسى أو يختلط بعناصر ذات طبيعة نفسية أو اجتماعية: فيتغير و يتبدل بمرور الدهور و تعاقب الأجيال: و لكنه لا يزول أبدا: خلافا للنظريات التطورية الكلاسيكية ذات الطابع التقدمى التى تتوقع زواله |