Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
المعالجة الفلسفية والدينية للمارسات الطبية والبيولوجية في مجال المرأة /
المؤلف
المنير، محمد إبراهيم محمد السيد.
هيئة الاعداد
باحث / محمد إبراهيم محمد السيد المنير
مشرف / عادل عبدالسميع عوض
مشرف / عبدالجواد متولي عبدالجواد
مناقش / عباس محمد حسن سليمان
مناقش / صلاح محمود عثمان
الموضوع
حقوق المرأة. المرأة. حقوق الإنسان. الفلسفة.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
مصدر الكترونى (277 صفحة) :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 277

from 277

المستخلص

تدور هذه الدراسة حول (المعالجة الفلسفية والدينية للممارسات الطبية والبيولوجية في مجال المرأة) بناءً علي التقدم التكنولوجي الذي عرفه ميدان الطب والبيولوجيا، قد شهدت العقود الأربعة الأخيرة من القرن الماضي انبعاثاً للفكر الأخلاقي التطبيقي، مما أدي إلي ظهور اهتمام كبير بالقضايا الأخلاقية التي أفرزها ذلك التقدم وما يرتبط بها من قضايا أخري دينيه وفلسفية وقانونية وكانت الغاية المرجوة هي وجود مبادئ أخلاقية تنظم ممارسة الأطباء والعاملين في ميدان الصحة والأبحاث العلمية في الطب والبيولوجيا، حتي تتجاوز هذه المبادئ المستوي الطبي والبيولوجي كي تشكل نواه للتفكير الأخلاقي والقانوني متفق عليه – نسبيا – للممارسة والبحث العلميين من أجل تدعيم حقوق الإنسان والحفاظ علي البيئة، وحمايته من تجاوزات العلماء والباحثين. نحن نعيش في عصر التكنولوجيا، إذ أصبحت التكنولوجيا السمة المميزة لعصرنا فهي تدخل في كل نواحي الحيا ، فهي تعد بحق المحرك (الدينامو) الجوهري للحياة الإنسانية في عصرنا ، أصبحت هي القوة الدافعة للتصور والتقدم في كافة الأنشطة الإنسانية لا سيما ما يتعلق منها بالإنسان وحياته ورفاهيته، وبخاصة الجانب الخاص بصحته ، فالتكنولوجيا أنواع منها ما يتعلق بالمعلومات مثل الحاسوب والإنترنت ، ومنها ما يتعلق بالكائنات الحية وهي التكنولوجيا الحيوية ، ومنها ما يتعلق بالذرة وهي تكنولوجيا الطاقة الذرية ... الخ . وأخطر أنواع التكنولوجيات التكنولوجيا الحيوية ، وهي أنواع منها تكنولوجيا الزراعة وتكنولوجيا الصناعة البيوهندسية ، وتكنولوجيا الطب ... وغيرها، وتعد تكنولوجيا الطب مصدر لإثارة المخاوف والمعضلات الأخلاقية والقانونية ؛ لأنها تمس كيان الإنسان وحياته ومستقبله الصحي وكرامته الإنسانية بشكل مباشر. وبهذا أصبح مجال البيولوجيا مجالا واسعا، بحكم تعدد موضوعاتها حيث أنها تضمنت كل العلوم التي تهتم بدراسة الكائن الحي بما في ذلك الإنسان، فهي علم يبحث في أشكال الحياة في الحيوان والنبات، وعلم البيئة، وعلم الإحاثة (العصور الجيولوجية)، والفيزيولوجيا، وعلم الأجنة، وعلم الوراثة، والتكاثر، والبيولوجيا الخلوية والتطور . كثير من الفلاسفة كانوا يعتقدون في دراسة الأخلاق إلي أنها مجرد دراسة نظرية تهتم بالقواعد التي ينبغي أن يسير عليها الإنسان، أي باعتباره علمًا معياريًا لا يبحث في الأمور الواقعية ، بل إن فيلسوف الأخلاق اليوم لم يعد يهتم بالأخلاق النظرية فحسب وما ينبغي أن يكون عليه السلوك الإنساني بشكلٍ عام، وإنما بما ينبغي أن يكون بكل ما يقوم به الإنسان في حياته اليومية عن طريق التحلي بأخلاق العمل المثالية . وتتبلور أهمية موضوع هذا البحث في أنه يعالج موضوعا تفتقر إليه المكتبة العربية ويمثل تجسيدًا للصلة الوطيدة بين الفلسفة والطب، وليؤكد على فكرة تكامل العلوم واتصالها ببعضها البعض رغم انفصالها الظاهري، فبالرغم من انفصال العلوم والمعارف المختلفة عن الفلسفة إلا إنها دائما في حاجة إليها - تلتمس منها العون والمشورة بما أوتيت من قدرة على التحليل والنقد - مواجهة معضلات مستجدة عليها لم تكن تعرفها قبل انفصالها عنها. لهذا كان الحديث عن المعالجة الفلسفية والدينية وهي جزء من فلسفة الأخلاق التطبيقية التي تهتم بدراسة أخلاقيات الحياة الفعلية التي جرت العادة الأكاديمية علي تجاهلها، كما أنها تهتم بمناقشة القضايا والمشكلات الصعبة المتعلقة بأخلاقيات الطب، مثل: الإجهاض ،والقتل الرحيم، والإخصاب الصناعي، وهندسه الجينات، والاستنساخ، وغيرها من القضايا، وهي مشكلات لا تستطيع التكنولوجيا بكل تطورها أن تصل إلي حلها، لأن المواقف التي تهتم بها فلسفة الأخلاق التطبيقية بتحليلها ما هي إلا موضوعات تخرج عن نطاق العلم بمعناه التجريبي، فالعالم غالبًا لا يدرس أفكارًا ولا قيمًا، وإنما يدرس مادة جامدة، كالكيمياء والفيزياء، ولذلك لا يملك القدرة علي إدراك الجوانب الفلسفية والأخلاقية التي تثيرها مثل هذه الموضوعات . فالأخلاق إذا من أهم الأسس التي تقوم عليها الحياه البشرية والتي تعمل علي ضبط سلوك الإنسان وتنظيمه في مجالات الحياة المختلفة، ويختص الإنسان عن سائر الكائنات الأخرى بحمل أمانة القيم الخلقية، التي تسمو به فوق المستوي المادي البحت، وتنادي جميع الأديان بالتحلي بفضائل الأخلاق، وتنظيم العلاقات بين البشر، بل وعلاقة الإنسان بنفسه، حيث يتميز الإنسان المتحضر بالسلوك الراقي الذي تعود أصوله إلي بنائه الأخلاقي . ولأهمية الأخلاق ورفعة مكانتها ذكرها المولي عز وجل في قرآنه الكريم لمدح خلق رسول الله صلي الله عليه وسلم في قوله تعالي ”” وإنك لعلى خلق عظيم ””(سوره القلم /٤ )، كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ””إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق”” أخرجه أحمد من حديث أبي هريرة. وإذا كان العلم قد تطور وظهرت علوم جديدة وطفرت طفرات هائلة ، وبخاصة التقدم الطبي الذي يمس جسد الإنسان ، وهو الذي خلقه الله في أحسن تقويم ، وإذا كان التطور الحديث في مجال الطب النسائي قد اتسع مفهوم علاجه فلم يعد قاصرًا علي المعني التقليدي الذي يقصد به شفاء المريضة من أمراض أو إصابات معينة بل أصبح ليشمل الصحة الإنجابية، ووسائل التكاثر البشري، واكتشفت وسائل صناعية لمساعدة الإنجاب، وشملت الوسائل الطبية الحديثة ما يتعلق بالإنجاب، وتنظيم الأسرة وغير ذلك من الوسائل المستجدة التي يحتاج الطبيب والمرأة فيها إلي رأي فقهي . كان كل ما سبق سببًا في اختيار هذا الموضوع؛ لأن علم الطب أكثر العلوم احتياجا إلى التفصيل، إذ ما يكون دواء لشيء قد يكون داء لآخر في مرض واحد، وما يكون دواء لواحد في ساعة قد يكون داء في أخرى، ويختلف الدواء باختلاف السن والفصول والغذاء والأمكنة والأشخاص رجالا ونساء، أطفالا و شيوخا.