الفهرس 
الفصل الأول: الاستراتيجية المنهجية للدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 349 |  |  |
| | | from | 349 | | |
المستخلص
ملخص الدراسة
هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن واقع انحراف الفتيات في المجتمع المصري من خلال الوقوف على العوامل المختلفة التي دفعتهن إلى الانحراف، والتعرف على الدور الذي تقوم به مؤسسات الرعاية الاجتماعية، والواقع الاجتماعي الذي تعيشه الفتيات داخل هذه المؤسسات من أجل رعايتهن، ومدى تأثير برامج الرعاية والتـأهيل التي تتبعها هذه المؤسسات في تحسين سلوكهن ومساعدتهن على الاندماج في المجتمع مرة أخرى.
وانطلقت الدراسة من عدة قضايا نظرية مفسرة للانحراف تتمثل في: (نظرية الضغوط، ونظرية المحاكاة والتقليد، ونظرية الثقافة الخاصة الجانحة أو بناء الفرصة، فضلًا عن نظرية المخالطة الفارقة، والوصمة الانحرافية)، والاستفادة مما طرحه بارسونز حول المتطلبات الوظيفية للنسق، وكيفية نجاحه في تحقيق الدور المنوط به، وتطبيق ذلك على مؤسسات الرعاية الاجتماعية للفتيات، ومدي تحقيقها لهذه المتطلبات والنجاح في دورها نحو الفتيات الجانحات. هذا إلى جانب الاستعانة بما ذكره فوكو عن السلطة الحياتية والانضباطية حيث التحول من السياسة العقابية إلى رعاية اجتماعية بعيدة عن العقاب، تسعى للإصلاح وفقًا لمعايير وقواعد المجتمع، واستخدام الانضباط باعتباره نمط من أنماط السلطة تقوم به مؤسسات متخصصة كمؤسسات الرعاية من خلال بعض الأدوات والتقنيات.
واستعانت الباحثة بمنهج دراسة الحالة بأدواته المختلفة من الملاحظة، والملاحظة بالمشاركة، والمقابلة المتعمقة، ودليل العمل الميداني، وذلك إلى جانب الاستعانة بما توفر من سجلات وإحصاءات رسمية خاصة بموضوع الدراسة. وتم دراسة عدد من مؤسسات الرعاية الاجتماعية للفتيات، وهي: دار ضيافة الفتيات، ومؤسسة العجوزة لرعاية الفتيات، ودار القاصرات. وتم اختيار (30) حالة من الفتيات، وفقًا لعدد من الشروط والمعايير التي
وضعتها الباحثة كالسن، ونوع الانحراف، ونمط الإيداع (قرار نيابة، حكم محكمة الأحداث)، ومدة الإقامة لا تقل عن سنة بالمؤسسة. كما تم إجراء مقابلات مع عدد من الاخصائيات بواقع (6) أخصائيات اجتماعيات، و(2) من الأخصائيات النفسيات للتعرف على كيفية تعاملهن مع الفتيات، والمشكلات التي تواجههن إداريًّا وسلوكيًّا وتعيق عملهن.
وقد تم تقسيم الدراسة إلى بابين، الباب الأول على ثلاثة فصول: يتناول الفصل الأول الاستراتيجية المنهجية للدراسة، والثاني عرض تحليلي للدراسات السابقة، والثالث الإطار النظري للدراسة، أما الباب الثاني ”الدراسة الميدانية” ويشمل خمسة فصول، يتناول الفصل الرابع دراسة حالة مؤسسات رعاية الفتيات، والخامس عوامل وصور الانحراف المختلفة من واقع حالات الدراسة، والسادس واقع الحياة اليومية للفتيات داخل المؤسسات، والسابع برامج الرعاية والتأهيل داخل المؤسسات، والثامن الفتيات بين واقع الاندماج ورؤيتهن نحو المستقبل، يلي ذلك عرض نتائج الدراسة وتوصياتها، ثم المراجع ”العربية والأجنبية”، يليها ملاحق الدراسة.
ومن أبرز النتاائج التي توصلت إليها الدراسة:
- كشفت نتائج الدراسة الميدانية أن العوامل الأسرية تُعد من أهم العوامل التي تكون سببًا في انحراف الفتيات، وخاصة التفكك الأسري؛ فصور التفكك المختلفة التي تعرضت لها أسر حالات الدراسة كثيرًا ما تتشابك وتتنوع مع بعضها، والكثير من الأسر تجمع ما بين الطلاق، والإهمال، والقسوة، والانحرافات السلوكية والأخلاقية؛ فانعدام القيم والمثل الأعلى يُعد في مقدمة العوامل التي تؤثر وبشكل مباشر وتقود إلى الانحراف، كما أن تدني دخل الأسرة يُعد من العوامل الرئيسية التي قد تدفع الفتيات إلى العمل والانخراط في عدد من الأعمال غير المشروعة، وبالتالي اكتساب سلوكيات منحرفة ووسائل لتحقيق الربح بشكل غير مشروع كالسرقة، والمخدرات، والتسول. هذا بالإضافة إلى مدى تأثير الأصدقاء على بعضهن البعض وخاصة مع افتقاد النصح والتوجيه في ظل غياب الاستقرار الأسري السليم _الذي تعاني منه أغلب أسر حالات الدراسة_ والذي يدفع للبحث عن أمان بين أشخاص آخرين في النهاية قد يكونوا سببًا في الانحراف.
- وأكدت نتائج الدراسة أن أساليب الرعاية الاجتماعية للفتيات تشمل بحث حالتهن بمجرد الإيداع بالمؤسسة، ومساعدتهن على حل مشكلاتهن، وتنظيم حياتهن داخل المؤسسة، وتوفير احتياجاتهن الأساسية المختلفة اللازمة للمعيشة. هذا بالإضافة إلى متابعتهن خلال
تفاعلاتهن اليومية، وما يحدث من خلافات وصراعات بين بعضهن البعض، وخلال ذلك يبرز دور الأخصائيات، والإشراف ومدى أهميته في تحقيق الانضباط وحل المشكلات.
- تشير نتائج الدراسة الميدانية أن مؤسسات الرعاية تولي اهتمامًا بالتعليم للفتيات المقيمات بها، فجميع مؤسسات الدراسة يتمثل برنامج التعليم بها من خلال تطبيق محو الأمية وخاصة للفتيات اللاتي لم تلتحقن بالتعليم من قبل أو تخلفن عنه، بالإضافة لبرنامج التعليم النظامي _الأساسي والثانوي بأنواعه_ لبعض الفتيات ممن تم وضعهن بالمؤسسة وقد كانوا في إحدى المراحل التعليمة بالخارج فلابد من استكمال دراستهن، هذا إلى جانب من تحولوا من محو الأمية إلى التعليم العادي بعد اجتيازهم تلك المرحلة، كما أظهر البحث الميداني أن هناك تفاوت واختلاف بين مؤسسات الدارسة من حيث درجة الاهتمام بالتعليم، والتشجيع عليه، وذلك وفقًا لظروف، وطبيعة، وإمكانيات كل مؤسسة، وكذلك ميول وشخصيات الفتيات المختلفة.
- كما تولي مؤسسات الرعاية الاجتماعية للفتيات أهمية بالتأهيل المهني بهدف مساعدتهن على اختيار مهنة مناسبة، والانشغال بالعمل الذي يلائم قدراتهن وطاقاتهن بما يكفل لهن
النجاح والرضا عن أنفسهن، وهذا يعتمد - بشكل كبير- على إمكانيات كل مؤسسة، وقدرات عناصر عملية التأهيل بها. وفيما يتعلق بالفائدة من التدريب المهني بالمؤسسات فقد اتفقت حالات الدراسة على أن التدريب يتم بشكل جيد، ودائمًا ما يعود بالفائدة عليها، وأنه بالنسبة لها مفيد جدًّا، كما أن الفائدة من التدريب لا تقتصر على التعلم واكتساب مهارة وحرفة معينة فقط، ولكن التدريب يعود بالنفع المادي أيضًا فتحرص المؤسسات على وجود معرض لعرض منتجات الفتيات التي يتم تنفيذها، ويتم عرضها للبيع، والاستفادة منها كمورد دخل للمؤسسة يتم من خلاله تحسين وضعها المالي، كما يتم صرف مبلغ شهريٍّ للفتيات من خلال العمل بهذه المشاريع تقوم الفتاة من خلاله بشراء ما تحتاج إليه تحت إشراف الأخصائية الخاصة بها.
- كما تسهم الأنشطة الترفيهية والمسابقات التي تتم بين الفتيات - بشكل كبير- في تعديل السلوك، فيتم تفريغ طاقاتهن من خلالها، وبشكل مفيد أكثر من أي شيء آخر، من خلال تحقيق استفادة جيدة من الوقت. وأظهرت الدراسة الميدانية أن هناك تنوعًا في الأنشطة التي تقدمها المؤسسات، وإن كانت تختلف في مستوى وكفاءة هذه الأنشطة وفقًا لإمكانيات
كل مؤسسة، وعلى وجه العموم فيوجد نشاط رياضي، وموسيقى، ورسم، وكل نشاط من هذه الأنشطة يوجد له مدرب خاص به.
- كما كشفت الدراسة الميدانية أن المؤسسات تعمل على محاولة تحقيق الاندماج الاجتماعي الفتيات مع المجتمع الخارجي مرة أخري، والمتمثل في المجتمع الخاص بهن وهو الأسرة، من خلال الزيارات التي تسمح بها كل فترة بالمؤسسة، سواءً كانت زيارات داخلية خاصة بالفتيات التي لا يُسمح لهن بالخروج نهائيًا، أو زيارات خارجية لمن لديهن الفرصة للخروج وزيارة الأهل في المنزل لبعض الأيام؛ ففرصة إعادة اندماج هؤلاء تكون أكبر خاصة إذا كانت الأسرة مهيأة لاستقبال الفتاة دون أي مشكلات، أما إذا كانت الأسرة غير مهيأة لذلك لأي سبب كان فلا يُسمح للفتاة بالخروج لزيارة الأهل، وذلك حفاظًا عليها، وخوفًا من تعرضها لمشكلات تؤدي لعودتها إلى الانحراف مرة أخرى، أو عدم رجوعها للمؤسسة لتكملة فترة تأهيلها.
- كشفت الدراسة الميدانية عن وجود عدد من المشكلات التي تعاني منها المؤسسات سواء مشكلات إدارية أو مشكلات مع الفتيات، وتعدُّ هذه المشكلات من المعوقات التي تعوق
عمل المؤسسات، وتؤثر على مدى فاعلية الدور الذي تقوم به مع الفتيات؛ وتتمثل في: قلة الإعانة المادية، عجز الإشراف، صعوبة التعامل مع المصالح الحكومية. والمشكلات الخاصة بالفتيات التي في مقدمتها: العدوان والخناقات، وصعوبة إقناع الفتيات بأهمية تعديل السلوك، من أكثر الأمور التي تعيق عمل الأخصائية الاجتماعية في المؤسسة، وعدم تحدث الفتاة بشكل صريح خاصة وإن كانت هي مصدر المعلومات الوحيد بالنسبة للأخصائية.
Summary
This study aimed to reveal the reality of the delinquency of girls in the Egyptian society by identifying the various factors that led them to deviation, and to identify the role played by social welfare institutions and the social reality that girls live within these institutions in order to take care of them, and the impact of the care and rehabilitation programs that These institutions follow her in improving their behavior and helping them to reintegrate into society.
The study started from several theoretical issues that explain deviation, which are: (the theory of stress, the theory of simulation and imitation, the theory of delinquent special culture or building opportunity, as well as the theory of differential mixing), And take advantage of
what Parsons put forward about the functional requirements of the system, and applying this to social care institutions for girls, and the extent to which they achieve these requirements and succeed in their role towards delinquent girls, This is in addition to the use of what Foucault mentioned about the life and disciplinary authority, where the transition from punitive policy to social care is far from punishment, seeking reform according to the norms and rules of society, and the use of discipline as a pattern of authority carried out by specialized institutions such as care institutions through some tools and techniques.
The researcher used the case study method with its various tools of observation, participatory observation, in-depth interview, and field work guide, in addition to the use of available official records and statistics related to the subject of the study. A number of social welfare institutions for girls were studied, namely: the Girls’ Dar Al diyafa, Al
Agouza Foundation for Girls’ Welfare, and Dar Al qasirat. (30) cases of girls were selected, according to a number of conditions and criteria set by the researcher, such as age, type of deviation, and deposition pattern (prosecution decision, juvenile court ruling), the period of stay in the institution is not less than one year. Interviews were also conducted with a number of specialists, including (6) social workers, and (2) psychologists to learn about how they deal with girls, and the problems they face administratively and behaviorally and hinder their work.
The study has been divided into two chapters; the first chapter is divided into three chapters: the first chapter deals with the methodological strategy of the study, the second is an analytical presentation of previous studies, and the third is the theoretical framework of the study. The fifth is the various factors and forms of deviation from the reality of the study cases, the sixth is the reality of the daily life of girls within
The study has been divided into two chapters; the first chapter is divided into three chapters: the first chapter deals with the methodological strategy of the study, the second is an analytical presentation of previous studies, and the third is the theoretical framework of the study. The fifth is the various factors and forms of deviation from the reality of the study cases, the sixth is the reality of the daily life of girls within institutions, the seventh is care and rehabilitation programs within institutions, and the eighth is girls between the reality of integration and their vision towards the future, followed by the presentation of the study results and recommendations, then the “Arab and foreign” references, followed by Study supplements.
The most important findings of the study:
- The results of the field study revealed that family factors are among the most important factors that cause delinquency for girls, especially family disintegration. The different forms of disintegration experienced by the families of the study cases often intertwine and vary with each other, and many families combine divorce, neglect, cruelty, and behavioral and moral deviations; The lack of values and ideals is at the forefront of the factors that directly affect and lead to delinquency, and low family income is one of the main factors that may push girls to work and engage in a number of illegal businesses, and thus acquire deviant behaviors and means to illegally make profit, such as theft, drugs, and beggary. This is in addition to the extent to which friends influence each other, especially with the lack of advice and guidance in the absence of proper family stability - which most families of the study cases suffer from - which pushes the search for safety among other people in the end, which may be a cause of deviation.
- The results of the study confirmed that the methods of social care for girls include examining their condition once they are placed in the institution, helping them to solve their problems, organizing their lives within the institution, and providing their various basic needs necessary for living. This is in addition to following up on them during their daily interactions and the differences and conflicts that occur between each
other, during which the role of female specialists and supervision and how important it is in achieving discipline and solving problems is highlighted.
- The results of the field study indicate that care institutions pay attention to education for the girls residing in them, as all study institutions are represented by the education program through the application of literacy, especially for girls who have not enrolled in education before or have fallen behind, in addition to the formal education program - basic and secondary of all kinds - for some girls who have been They placed them in the institution when they were in one of the stages of education abroad, so their studies must be completed, in addition to those who switched from literacy to regular education after passing that stage, and the field research showed that there is a disparity and difference between the institutions of study in terms of the degree of interest
in education, and encouragement, This is according to the circumstances, nature, and capabilities of each institution, as well as the different tendencies and personalities of the girls.
- Social welfare institutions for girls also attach importance to vocational rehabilitation in order to help them choose an appropriate profession, and to engage in work that suits their abilities and energies in a way that guarantees them success and satisfaction with themselves, and this largely depends on the capabilities of each institution and the capabilities of the elements of the rehabilitation process in it. With regard to the benefit of vocational training in institutions, the cases of the studies agreed that the training is done well, and it always benefits them, and that for them it is very useful, and that the benefit of training is not limited to learning and acquiring a certain skill and craft only, but the
training is of material benefit. Institutions are also keen to have an exhibition to display the girls’ products that are implemented and offered for sale, and to benefit from them as a source of income for the organization through which to improve their financial position. A monthly amount is also disbursed to girls through working on these projects, through which the girl purchases what she needs under the supervision of her specialist.
- The recreational activities and competitions that take place among girls also contribute significantly to behavior modification, as their energies are drained through them, and more usefully than anything else, by making good use of time. The field study showed that there is diversity in the activities offered by the institutions, although they differ in the level and efficiency of these activities according to the capabilities
of each institution. In general, there is a sports activity, music, and drawing, and each of these activities has its own coach.
- The field study also revealed that the institutions are working on trying to achieve social integration of girls with the outside community once again, which is represented in their own society, which is the family, through visits that are allowed every period in the institution, whether they are internal visits for girls who are not allowed to go out permanently , or external visits for those who have the opportunity to go out and visit their parents at home for some days; The chance of their reintegration is greater, especially if the family is prepared to receive the girl without any problems, but if the family is not prepared for that for any reason, the girl is not allowed to go out to visit the parents, in order to preserve her, and for fear of being exposed to problems
that lead her to deviate again, or Not returning to the institution to complete her rehabilitation period.
- The field study revealed that there are a number of problems that institutions suffer from, whether administrative problems or problems with girls. These problems are among the obstacles that hinder the work of institutions, and affect the effectiveness of the role they play with girls; It is represented in: lack of material assistance, lack of supervision, difficulty in dealing with government interests. The problems specific to girls, at the forefront of which are: aggression and quarrels, and the difficulty of convincing girls of the importance of behavior modification, is one of the most obstacles that hinder the work of the social worker in the institution, and the girl does not speak openly, especially if she is the only source of information for the specialist.